صحراويون
الصحراويون (بالأمازيغية: "ⵉⵙⴻⵃⵔⴰⵡⵉⵢⴻⵏ" إصحراويين، بالدارجة المغربية: صحراوة) هو شعب يعيش في الجزء الغربي من الصحراء الكبرى في أفريقيا، في الصحراء الغربية (التي يتنازع عليها المغرب التي تسيطر على معظمها وجبهة البوليساريو التي تطلب الاستقلال) وجنوب غرب الجزائر وموريتانيا ومالي ومناطق أخرى في جنوب المغرب لا تطالب بها جبهة البوليساريو. كما هو الحال مع معظم الشعوب التي تعيش في الصحراء، فإن الثقافة الصحراوية مختلطة. يظهر بشكل أساسي الخصائص العربية الأمازيغية ، مثل الوضع المتميز للمرأة،[11] بالإضافة إلى الخصائص المشتركة بين المجموعات العرقية في الساحل. يتكون الصحراويون من العديد من القبائل ويتحدثون العربية باللهجة الحسانية وولا يزال بعضهم يتحدث اللغة الأمازيغية.[12]
صحراويون
صحراوي يرتدي غندورة تقليدية (درعية) مع جمله. في الخلفية، الخيام التقليدية. (الصورة مأخوذة في مخيمات تندوف للاجئين)
|
مصطلحات وتاريخ
خلال الاحتلال الإسباني في نهاية القرن التاسع عشر، أطلق على سكان الصحراء الغربية اسم «لوس ناتيفوس» أو «لاس جنتيس ديل صاحرا». كانوا ينتمون إلى العديد من المجموعات القبلية من البدو الرحل أو شبه الرحل ذوات الانتماءات العرقية المختلفة، والتي اقامت علاقات مختلفة مع الكيانات المجاورة (المغرب والإمارات الموريتانية (شنقيط، ترارزا، براكنا وتاجانت)) والتي تأسست حول حدود الإقليم.
شيئًا فشيئًا، بدأت الإدارة الاستعمارية الإسبانية في استخدام مصطلح الصحراوي حصريًا للإشارة إلى «جميع سكان الإقليم».[13] استعمل مصطلح «الصحراوي» بالفرنسية في السبعينيات للإشارة إلى «الصحراء الغربية وسكانها البدو الرحل».[14]
وجود متنازع عليه
وفقًا للمحلل لوران بوينتير، فإن هوية وفكرة «الشعب الصحراوي» تم صياغتها خلال النضال من أجل الاستقلال وإنهاء الاستعمار مثل العديد من الشعوب الإفريقية.[15] منذ عام 1952، أصبح مصطلح «الشعب» مسألة أساسية في الأمم المتحدة لأنه يدعم الحق في تقرير المصير . ووفقًا لهذا المبدأ، وفي حالة الصحراويين، فالذي يعتبرهم شعب، يذكر إمكانية الاستقلال تجاه إسبانيا ثم ضد موريتانيا والمغرب.[15]
وبالتالي فإن وجود الصحراويين كشعب هو موضوع صراع سياسي وأيديولوجي ودلالي بين المغاربة والانفصاليين. إذا كان وجود هذا الشعب واضحًا بالنسبة لجبهة البوليساريو، ولم يكن محل نزاع عليه إلا لأن البلد الذي يعيش فيه تحتله قوات أجنبية، أما الحكومة المغربية فتعتبره «مصطنعًا» و «خياليًا» وثمرة التلاعب السياسي.[16] بالنسبة للمؤرخ والجغرافي جان سيلير، كانت الصحراء الإسبانية مأهولة بالموريون كما في موريتانيا.[17] وهذه هي الحجة العرقية التي استخدمها مختار ولد داده للمطالبة بضم الأراضي إلى موريتانيا منذ عام 1957.[18]
ونتيجة لذلك، فإن الاعتراف أو النكران للشعب الصحراوي في اللعبة الجيوسياسية الدولية يؤثر على الاعتراف بوجود «كيان صحراوي».[19] بالنسبة لبرنارد شيريني،[20] أثناء إنهاء الاستعمار والحرب الباردة، فإن الشعب الصحراوي أصبح يعيش قصة «أرليسيان»[arabic-abajed 1] من الصراع واللعبة الدبلوماسية بين البلدان المغاربية والقوى المتوسطية والقوى العظمى.[21]
ثقافة وأنماط الحياة
حتى سبعينيات القرن العشرين، كان الصحراويون في الأساس من البدو الرحل مع عدد قليل من الحضر. تأسست العيون في عام 1938 من طرف الإسبان. يتكون مجتمعهم من قبائل تشكل مجموعة متجانسة تمامًا في الثقافة والعادات وأساليب الحياة .[22]
حتى إنهاء الاستعمار، كان الصحراويون يُعتبرون من البدو الرحل، وكان رعي الإبل أساسي في اقتصادهم وأسلوب حياتهم.[23] في عام 1947، كان لدى الرقيبات[arabic-abajed 2] أكثر من 40 000 ابل مع حوالي 10 حيوانات لكل عائلة. يتغذى البدو على اللبن واللحوم. تبعت هجراتهم حيثما ينزل المطر ومنها جاء اللقب «أبناء السحاب».[24]
القصف الجوي الفرنسي والإسباني خلال حرب إفني، وإعادة التوطين القسري والطرد من قبل الإدارة الاستعمارية في عام 1958، والقتال الدائر بين البوليساريو والجيوش الموريتانية والمغربية، واتساع العمران في ثمانينات وتسعينيات القرن العشرين تسبب في تدمير القطعان والمراعي والنزوح الريفي الضخم إلى المدن أو إلى مخيمات اللاجئين دون إمكانية العودة.[23][25] في بداية القرن الحادي والعشرين، أصبح معظم الصحراويون من الحضرعلى الرغم من أن ثقافتهم ما زالت بدوية.[26]
القبائل والعشائر
شكلت الأسرة التي تمتلك قطيعا أساس المجتمع التقليدي.[23] تشكل علاقات القرابة أو المعاملة بين العائلات القبائل. غالبًا ما يتم التعرف على هذه القبائل بجد ومؤسس مشترك ذو مقام ديني: الولي الصالح، المرابط، سليل الرسول ( الشريف ). . . رغم أنها بدات بالاختفاء اليوم، إلا أن الانتماء إلى قبيلة ما زال مهمًا أو جليا لمعظم الصحراويين.
هناك ثلاث مجموعات قبلية كبرى في الصحراء الغربية: القبائل الصنهاجية «الرقيبات» والتكنيين، والقبائل العربية أولاد ديلم الذين ينحدرون من بنو معقل. تضاف إلى هذه المجموعات الكبيرة اثنتين من قبيلتين صنهاجيتين متوسطة الأهمية، وهما أولاد تيدرارين ولعروسيين، بالإضافة إلى ائتلاف قبائل أهل ماء العينين المرابطية، التي تتمحور حول تلامذة الشيخ ماء العينين القلقمي،[28][29] تتألف القبائل المختلفة هي أيضا من عدد متغير من الأفخاذ و البطون.
في عام 1993، كان حوالي ثلث الصحراويين ينتمون إلى مجموعة الحراطين، وهي حالة خاصة حيث توصف أحيانًا بأنها طائفة أو طبقة اجتماعية.[23] الحراطين هم أحفاد العبيد الذين عملوا كخدم أو رعاة للبدو مثل البلة [الفرنسية] عند الطوارق. على الرغم من إلغاؤها رسمياً، إلا أن استمرار هذه العبودية يلاحظ بانتظام ل عن طريق الشهادات والإدانات المتكررة.[30]
اللغة
يتشارك الصحراويون لغة مشتركة هي الحسانية وهي لهجة عربية بدوية، في شمال الإقليم، هناك أقلية من أفراد قبائل تكنة الشرقية يتحدثون الأمازيغية باللهجة الشلحية.
اللغة الصحراوية الأصلية هي الحسانية، وهي لهجة عربية التي كانت تتحدثها أصلاً قبائل بني حسان العربية في الصحراء الغربية. ولقد ازاحت بالكامل اللغات الأمازيغية التي كانت تستخدم أصلا في هذه المنطقة. هذه اللهجة رغم كونها ذات اصل عربي الا انها بعيدة نسبياً عن اللهجات العربية الأخرى في شمال إفريقيا. تعرض موقعها الجغرافي للتأثير من اللغة آزناك واللغة الولوفية. هناك العديد من لهجات الحسانية حيث أن الاختلافات الأساسية بينهم هي في الصوتيات. يتحدث بالحسانية اليوم في جنوب غرب الجزائر وشمال مالي وموريتانيا وجنوب المغرب والصحراء الغربية. (موريتانيا لديها أكبر تركيز للمتحدثين). يتحدث بعض الصحراويين اللغة التشاولية و/أو العربية المغربية كلغة ثانية بسبب التفاعل مع السكان المجاورين.
الدين
انتشر الإسلام بين الصحراويين عن طريق ترحال البدو وتمارس الشعائر الدينية في زوايا المرابطين والطرقيين بدلا من المساجد، إلا أن هذه الزوايا لعبت ولا تزال تلعب دورا هاما.[23] في الصحراء وخارج المدن، يتم اداء الصلاة في محاذاة خط حجري «مصلى» يرمز إلى مسجد ويحمل حجرًا مركزيًا مرتفعًا للإمام.[23]
هذه الممارسات الدينية لا تزال حية إلى اليوم. تقاليد الطرق الصوفية الرئيسية التي تنقسم إلى فروع متنافسة في بعض الأحيان هي القادرية والجازولية. هذه الطرق، التي لها أحيانًا عدة قرون من الوجود، يمكنها تجاوز الحدود والمجموعات العرقية فهي موجودة في مالي وموريتانيا والمغرب والسنغال ونيجيريا. تحالف بعضهم مع المستعمر الأسباني مثل السيدية. على العكس من ذلك، عارضت الغدوفية والتيجانية الأوروبيين وخاصة الفرنسيين في المغرب وموريتانيا في القرن التاسع عشر.[23] طورت أقلية دينية مذهبًا صوفيًا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومازال يوجد بعض الموردين لها إلى اليوم.[23]
فيلموغرافيا
طبراء ، صور لنساء صحراويين [الفرنسية](بالإسبانية)، فيلم وثائقي إسباني (2007)
ملاحظات
- L'Arlésienne مصطلح فرنسي لوصف شخص غائب بشكل واضح عن المكان أو الموقف ، لا سيما في الأعمال الأدبي.
- مجموعة قبلية عربية من أصل بربري صنهاجي
المراجع
- Saharawi of Western Sahara Joshua Project نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- Morocco overview-Minorities-SaharawisWorld Directory of Minorities and Indigenous Peoples نسخة محفوظة 8 يناير 2021 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2015، اطلع عليه بتاريخ 6 يوليو 2015.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Saharawi of Morocco Joshua Project نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- "2012 UNHCR country operations profile – Algeria"، UNHCR، مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2012.
- Saharawi of Algeria Joshua Project نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- "World Refugee Survey 2009: Mauritania"، USCRI، مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2013، اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2012.
- "UNHCR Global Report 2009 – Mauritania, UNHCR Fundraising Reports"، 01 يونيو 2010، مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2012.
- "La policía detuvo a saharauis en Jaén al pedir la residencia"، الباييس، 16 يونيو 2010، مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 يوليو 2010.
- Carmen Gómez Martín، "La migracion saharaui en Espana. Estrategias de visibilidad en el tercer tiempo del exilio"، اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2012. Page 52, Note 88:"Actualmente es imposible aportar cifras exactas sobre el número de saharauis instalados en el país, ya que no existen datos oficiales elaborados por la administración española o por las autoridades saharauis. A través de la información recogida durante el trabajo de campo de la tesis se calculó su número entre 10.000–12.000 personas, instaladas de preferencia en la costa mediterránea (Cataluña, Comunidad Valenciana, Murcia y Andalucía), Islas Canarias, País Vasco y Extremadura" (بالإسبانية)
- Morris, Loveday (16 يوليو 2013)، "Women on Frontline in Struggle for Western Sahara"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2016.
- Julio, Javi (21 نوفمبر 2015)، "Desert schools bloom in Sahrawi refugee camps – in pictures"، the Guardian، مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2017.
- Laurent, Pointier (2004)، Sahara occidental، Éditions Karthala، ISBN 9782845864344، Pointier،
43
{{استشهاد بكتاب}}
: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ:|month=
(مساعدة) - آلان ري (كاتب), Dictionnaire historique de la langue française, SNL/Le Robert, 2010
- Laurent Pointier, قالب:Op. cit., ص. 38 .
- Étienne Balibar, Race, nation, classe : Les identités ambiguës, La Découverte, ص. 110 .
- Jean Seillier, Atlas des peuples d'Afrique, La Découverte, 2003, ص. 86 .
- Jean Seillier, Atlas des peuples d'Afrique, La Découverte, 2003, ص. 87 .
- Sahara occidental، Éditions Karthala، 2004، ص. 43، ISBN 9782845864344، Pointier، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2019.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|الأول=
يفتقد|الأول=
(مساعدة) - Professeur de droit à جامعة بواتيي.
- Abdelhaleq Berramdane, Le Sahara occidental, enjeu maghrébin, éditions Karthala, ص. 6 .
- Laurent Pointier, Sahara occidental, éditions Karthala, ص. 63 .
- Gaudio 1993
- Jean-Christophe Victor, Le Dessous des Cartes, « Le Sahara occidental : le referendum impossible », 1999.
- Koita, Tidiane (1994)، "Migrations, pouvoirs locaux et enjeux sur l'espace urbain"، Politique africaine (55).
- Mythes et réalité d'un désert convoité : Le Sahara، L'Harmattan، 2003.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|الأول=
يفتقد|الأول=
(مساعدة), ص. 116 et 263 - Maurice Barbier, Le conflit du Sahara occidental (Harmattan, 1982, (ردمك 9782858021970)), p.17 نسخة محفوظة 20 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- بي دي إف Les tribus du Sahara, TelQuel no. 161. نسخة محفوظة 27 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- بي دي إف Paul Marty, Les tribus de la Haute Mauritanie, publ. du Comité de l'Afrique française, 1915 (lire en ligne) نسخة محفوظة 7 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Bonte, Pierre (2002)، "L'esclavage : un problème contemporain ?"، L'Homme (164): 135-144، مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2016.
- بوابة الصحراء الغربية
- بوابة العرب
- بوابة المغرب
- بوابة أفريقيا
- بوابة علم الإنسان
- بوابة المغرب العربي