صوت لغوي

الصويت[1] أو الوحدة الصوتية[1] أو الصوت اللغوي[1] أو الفونيم (بالإنجليزية: Phoneme)‏ هو في اللسانيات النطقية، أصغر وحدة أساسية في الدراسة الصوتية الحديثة لأية لغة بشرية يُميز بها المعنى، ومما عليه إجماع الباحثين أنه ليس للفونيم ـ وباستثناء الوظيفة أو القيمة الصوتية ـ أية قيمة أو وظيفة أخـرى يؤديها، ذلك أن المستوى الصوتي كما يرى مارتيني ((تخلو عناصره من المعنى))[2]
لذلك يمكن تعريف الصوت اللغوي بأنه أصغر وحدة صوتية تستعمل في بناء الكلام، وتؤثر فيه، بحيث لا يمكن استبدالها بفونيم آخر دون تغير في المعنى، لذا قد يحمل الصوت اللغوي الواحد عدة تأديات في لغة واحدة، قد تشكل هذه التأديات فونيمات مختلفة في لغات أخرى. ومن ذلك ـ على سبيل التمثيل في العربية ـ حرفُ الهجاء «ص» يتميَّزُ عـن حرف الهجاء «س» في كلمتين «صارَ» و«سارَ» فيكون صوت الصاد متمايزا عن صوت السِّين لأن اختلاف الكلمتين في المعنى يرجع إلى هذا الاختلاف بين صوتي الحرفين، فالصاد والسين في العربية فونيمان مختلفان، في حين أن هذاين الصوتين (الصاد والسين) يعتبران في الفرنسية والإنجليزية فونيما واحدا.

وحدات اللغة
وحدات لغوية
لكس - ألولكس - مفردة متمكنة
وحدات صرفية
مرف - بدل صرفي - مقطع صرفي
وحدات كتابية
غراف - بدل خطي - وحدة خطية
وحدات معنوية
سمة دلالية - وحدة دلالية - وحدة دلالية صغرى
وحدات صوتية
صوت - بدل صوتي - صوت لغوي
انظر أيضًا
فيزيم - وحدة فوق قطعية

تعريف الصوت اللغوي

يعرّفه التهانوي بأنه مقابل للحرف [3] وهو كل حالة صوتية تعتري الحرف بين التجريد والتجاور والحركة.
ويعرفه بلومفيلد الذي يعُدُّ أول من عرفها بأنه ((أصغر وحدة من وحدات السمات الصوتية المتمايزة))[4]، ويتفق اللسانيون مع ما ذهب إليه بلومفيلد حيث يستخدمون مصطلح الصوت اللغوي للدلالة على أصغر وحدة فـي السلسلة الكلامية محدَّدةً بصفاتها المميِّزة، وقد تختلف الصفات المميزة للفونيم الواحد مِن لغة إلى أخرى، فالباء فـي الفرنسية توصف بالجهر لأن في الثنائية " Bas - Pas "يفرق الجهر بين الكلمتين ـ بينما انعدام حرف مهموس لـه باقي صفات الباء في العربية يجعل هذا النوع من التقابل غير ممكن.

ويعرفه تروبتسكي ((أصغر وحدة فونولوجية في اللسان المدروس))[5]

وهذا ما سبق لابن خلدون أن لمح إليه في معرض حديثه عن الحرف، وهو عنده ((كيفية تعرض من تقطيع الصوت بقرع اللهاة وأطراف الأسنان من الحنك والحلق والأضراس أو بقرع الشفتين، فتتغاير كيفيات الأصوات بتغاير ذلك القرع وتجيء الحروف متمايزة في السمع وتتركب منها الكلمات الدالة على ما في الضمائر والتي يختلف نظامهــا باختلاف الأمم))، وهو تعريف أساسي يأخذ في عين الاعتبار كيفية إخراج الصوت من المتكلم وكيفية تلقيه من السامع مما لا تثبته حتى التعريفات الحديثة.[6]

صور الصوائت (الفونيمات)

لذلك نجد أن الصُوَيْت له صور متعددة في الكلام الواقعي، ولكن العقل يحتفظ بصورة انطباعية واحدة منتزعة من الأشكال المتعددة. وهذه الصورة المجردة جزء من النظام اللغوي الذي يختزنه الشخص في الذاكرة.

أما في الكلام فالصويت يتخذ صورًا متعددة متقاربة بحسب موقعه في الكلمة وما يسبقه وما يلحقه من أصوات أخرى. فمثلا صُوَيْت /ر/ في (رجع) يختلف نطقه قليلا عنه في /رضع/ لأن الأول جاء بعده /ج/ والثاني أتى بعده /ض/. كذللك مرقوم (مورفيم) /س/ في (سجد) يختلف نطقه عنه في (سطع). هذه الأشكال المختلفة التي نصادفها في الكلام الواقعي تدعى allophones (لُوَيْفظات / ألّوفونات). وكل صُوَيْت له عدد لا متناه من اللُوَيْفِظات.

أنواع الصَوَائت

الفونيمات يمكن تقسيمها بحسب المخارج والصفات إلى نوعين:الصوامت والصوائت

الصوامت

الصامت هو الصوت الذي يعترضه حاجز يسد مجرى النفس أو يضيقه. فمن أمثلة الصوامت التي يُسد مجرى الهواء عند نطقها: ب، ت، د.

والصوامت في العربية أربعة أنواع:

(أ) أصوات شديدة (انفجارية): وهي التي يسد عند نطقها مجرى النفس تماما ثم يحدث له انطلاق فجائي، مثل: ب، ت، د، ض، ط، ك، ق، ء.

(ب) أصوات رخوة (احتكاكية): وهي التي لا يُسد مجرى النفس تماما عند نطقها، بل يمر محتكا بالعضوين الذين ضيقا مجراه، وهذه الأصوات هي: ث، ح، خ، ذ، ز، س، ش، ص، ظ، ع، غ، هـ.

(ج) أصوات مركبة: وهي الأصوات الناتجة عن حبسٌ للهواء يعقبه تضييق يولد احتكاكا، وفي العربية صوت واحد بهذه الصفة هو صوت ج.

(د) الأصوات المائعة: وهي الأصوات التي يصاحبها اتساع أو تسرب في مجرى النفس في موضع آخر. وهذا يحدث لأصوات: و، ي، ن، ر، ل، م.

الصوائت

الصوت الصائت هو الذي لا يعترض مجرى النفس عند نطقه سدٌّ أو تضييق (يمكن الصياح بها). وفي العربية ستة صوائت (حركات):

ثلاثة قصيرة هي: الفتحة (ـَ) (a)، والكسرة (ـِ) (i)، والضمة (ـُ) (u). وثلاثة طويلة (أصوات مد) هي: الفتحة الطويلة (ـَا) (aa) في مثال (بَاب)، والكسرة الطويلة (ـِي) (ii) في مثال (عِيد)، والضمة الطويلة (ـُو) (uu) في مثال (نُور)،

الخلفية والأفكار ذات الصلة

يعتقد أن مصطلح صوت لغوي Phoneme مشتق من اليونانية القديمة ويعني «الكلام المنطوق أو الصوت الذي يُلفظ». استخدم هذا المصطلح لأول مرة من قبل أنطونيو دوفريش ديسجينتيس في عام 1873، وقد استخدمه مشيراً إلى صوت الكلام فقط، لكن المصطلح طُور لاحقاً من قبل اللغوي البولندي جان نيسيستاو باودوين وتلميذه ميكوتاج كروسزوسكي خلال الأعوام (1875 – 1895). أصبح دانيال جونز لاحقاً أول عالم لغوي في العالم الغربي يستخدم المصطلح phoneme بمعناه الحالي، عندما ذكره في مقاله «البنية الصوتية للغة سيشوانا». حدثت تطورات هامة على استخدام هذا المصطلح في أعمال نيكولاي تروبتزكوي وآخرين من مدرسة براغ اللغوية خلال الأعوام (1926-1935)، وفي أعمال بعض علماء الإنسانيات مثل فرديناند دي سوسور وإدوارد سابير وليونارد بلومفيلد، وقد رفض بعضهم (لم يكن سابير) فكرة الوظيفة المعرفية والنفسية للغة.

أعيد تعريف المصطلح واستخدم لاحقاً في علم النحو التوليدي من قبل نعوم تشومسكي وموريس هال، ولا يزال يستخدم بشكل رئيسي في العديد من الروايات عن تطور علم الأصوات الحديث كمفهوم أو نموذج نظري، وعلى الرغم من ذلك فقد عُدل هذا المصطلح أو استبدل بمصطلحات أخرى.

اقترح بعض اللغويين مثل رومان جاكوبسون وموريس هالي أن الصوتيات اللغوية يمكن تحليلها بشكل أكثر تفصيلاً إلى المكونات التي تشكل الحد الأدنى الحقيقي للغة ما. تتداخل هذه المكونات مع بعضها البعض في الوقت المناسب، كما تتداخل الأصوات في اللغة الشفهية أو حتى في لغات الإشارة. يمكن تمييز المكونات بطرق مختلفة، فقد عرفها جاكوبسون وزملاؤه بالمصطلحات الصوتية، أما تشومسكي وهالي فقد استخدما أساساً جزيئياً في الغالب، على الرغم من التأكيد على بعض الخصائص الصوتية لها، في حين أن بيتر لاديفوغيد قد استخدم نظاماً جزيئياً بالكامل للتعبير عن المصطلحات الصوتية. استُخدم مصطلح chroneme في بعض اللغات للإشارة إلى طول مدة تباين الأصوات، وفي اللغات التي تكون النغمات فيها صوتية يطلق على الأصوات اللغوية اسم نغمات. على الرغم من أن جميع الباحثين الذين يعملون على مثل هذه اللغات لا يستخدمون هذه المصطلحات، لكن لا يمكن القول إنها أصبحت مصطلحات قديمة أو بالية.

انظر أيضاً

مراجع

  1. "ترجمة و معنى كلمة Phoneme - قاموس المصطلحات - العربية - الإنجليزية"، dictionary.torjoman.com (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 ديسمبر 2018.
  2. الصوتيات والفونولوجيا ، مصطفى حركات ب . ط ـ ب . ت ، دار الآفاق الجزائر ـ ص : 08
  3. محمد علي التهانوي. موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم. تحقيق علي دحروج، نقل النص الفارسي إلى العربية عبد الله الخالدي، الترجمة الأجنبية جورج زيناتي. الجزء الثاني. ص.1896 نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  4. أئمة النحاة في التاريخ ، الدكتور محمد محمود غالي ـ ص : 19
  5. علم اللغة العام ، الدكتور عبد الصبور شاهين ط3 ـ 1980 مؤسسة الرسالة ـ ص : 121
  6. البلاغة والعمران عند ابن خلدون ، محمد الصغير بناني ـ ص : 120

وصلات خارجية

  • بوابة لسانيات

لسانيات

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.