عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصية | ||||
الاسم الكامل | عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله بن علي الأنصاري | |||
تاريخ الميلاد | 1914 | |||
تاريخ الوفاة | 1989 | |||
العقيدة | مسلم | |||
الحياة العملية | ||||
اللقب | خادم العلم | |||
اسمه و نسبه
هو الشيخ العلامة الفلكي خادم العلم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، والشيخ له نسب عريق في الصالحين حيث ينتهي نسبه إلى الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي. كنيته أبو محمد.
نشأته
نشأ الشيخ نشأة صالحة دينية في كنف والده الشيخ العابد الصالح الكريم إبراهيم الأنصاري الذي رباه وتعهده، وبدأ يقرأ القرآن وهو ابن خمس سنين على يد والده الذي كان له كُتَّاب يدرس فيه أبناء المسلمين القرآن الكريم و اللغة العربية، ثم أجلسه للتلقي عنه وتحصيل العلم، فحفظ الشيخ عبد الله كتابَ الله، وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، كما قرأ عليه بعض الكتب في الفقه والحديث والنحو، وحفظ بعضها.
الشيخ والغوص على اللؤلؤ
كما عمل بالغوص على اللؤلؤ في أول شبابه، وكان نوخذة في جالبوت سلطان بن خلف، وكان مضرب المثل في شجاعته، وكان إذا نزل في أعماق البحر يطول مكثه تحت الماء لطول نفَسه.
أبناء الشيخ
للشيخ عبد الله سبعة أبناء ذكور أكبرهم محمد وبه يكنى، وكنية ابنه محمد أبو عمر. ثم من بعده عبد العزيز ثم ابنه عبد الرحمن ثم ابنه الشيخ إبراهيم، ثم جابر ثم أحمد ثم علي وهو أصغر أبناء الشيخ. وقد توفي للشيخ بعض الأبناء في حياته فصبر على فقدهم، واحتسب الأجر من الله تعالى.
رحلاته العلمية في طلب العلم
ولانشغال والده في أمور القضاء قرر الأنصاري الارتحال لطلب العلم، وكانت منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في تلك الأيام محطة من محطات العلم والعلماء، فرحل إليها وهو ابن ستة عشر عامًا، ليلتحق بمدرسة الإمام محمد أبو بكر الملا ويتلقى العلوم منها ومن غيرها من مدارس العلم المنتشرة في الأحساء كمدارس آل الشيخ مبارك، والشيخ العَلَجِي، فكوَّن قاعدةً علمية أتاحت له بعد عامين أنْ يقوم بالتدريس في قطر.
وبعد فترة قصيرة من عودته تاقت نفسه لطلب العلم مرة أخرى، فاتجه هذه المرة إلى مكة المكرمة، وفي الطريق التقى بمجموعةً من العلماء في الرياض أخذ منهم العلم، كان من أشهرهم الشيخ محمد بن مانع المانع. وأكمل رحلته للحج والتعلُّم ليلتحق بالمدرسة الصولتية بمكة، ومدرسة الحرم، ويتتلمذ على أيدي علماء هاتين المدرستين، كالشيخ المشاط، والإمام علوي المالكي، والشيخ رحمت الله الهندي، وآخرون.
ثمَّ عاد إلى قطر ليلتحق بالمدرسة الأثريَّة التي أسسها الشيخ بن مانع في قطر بعد وصوله إليها، ويكمل تتلمذه على يدي الشيخ، وتزامل في هذه المدرسة مع عدد من العلماء والمثقفين أمثال الشيخ عبد الله بن زيد المحمود، والشيخ أحمد بن يوسف الجابر، والشيخ حسن الجابر.
ثم ارتحل بعد ذلك إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ليؤسس أول مدرسة نظامية هناك، في مدينة دارين ، ويتولى قضاء ناحية القطيف بها.
رجوعه إلى قطر
وفي عام 1372هـ - دعاه الوطن على لسان حاكمه الأسبق العالم الأديب الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني ‚ من ولي عهد الملك عبد العزيز الأمير سعود بن عبد العزيز فسمح له الأمير سعود بالعودة إلى قطر‚ وذلك بواسطة الشيخ محمد بن مانع الذي كان مديراً للمعارف السعودية في ذلك الوقت‚
الشيخ والنهضة التعليمية في قطر
يعتبر الشيخ رائداً من رواد النهضة التعليمية في قطر‚ فهو من طلاب المدرسة الأثرية والتي تعتبر من أوائل المدارس في دول الخليج‚ والذين ساهموا بشكل واضح في بناء ومسيرة النهضة التعليمية في قطر من أمثال الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود ‚ والشيخ عبد الله بن تركي السبيعي ‚ والشيخ قاسم درويش فخرو‚ وأحمد يوسف الجابر وغيرهم‚
وكان من إسهامات الشيخ عبد الله العديدة في المجال التعليمي تأسيسه المعهد الديني في قطر‚ وهو أول معهد يقام في قطر‚ كما شارك الشيخ بفكره وجهده في بناء منهج التربية الإسلامية المبنية على العقيدة الراسخة‚ كما أشرف على بعض الكتب المدرسية للمراحل المختلفة في مجال التربية الإسلامية‚ كما له الفضل في تذليل العقبات التي اعترضت تعليم الفتاة في دولة قطر‚ وكان من المشجعين لتعليم المرأة‚
قالت رائدة تعليم البنات والعمل النسائي في دولة قطر السيدة آمنة محمود الجيدة:
«طلب مني الشيخ عبد الله بن تركي والشيخ عبد الله الأنصاري أن أعرض فكرة التدريس على بعض نسوة قطر‚ فلم نجد القبول‚ وبعد ذلك ذهبنا إلى مدينة الوكرة‚ وشجعنا بعض الأهالي لتدريس القرآن الكريم‚ وإدارة مدرسة في الوكرة بعد أن افتتحت مدرسة صغيرة فيها»
تأسيسه لأول معهد ديني بقطر
بعد أن رجع الشيخ من المنطقة الشرقية واستقر في الدوحة قام بافتتاح أول معهد ديني فيها وذلك عام 1374هـ‚ وقام بإدارته والإشراف عليه‚ وإلقاء بعض الدروس الدينية فيه‚ كما وضع الخطط والبرامج والمناهج له‚ واختار له ثلة من العلماء والمشايخ وهم من طليعة رجال التعليم‚ ومنهم من كان خريج المدرسة الأثرية التي أنشأها الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع ليدرسوا فيه ومن هؤلاء: الشيخ عبد الله بن تركي‚ والشيخ محمد بن سعيد بن غباش‚ والشيخ مبارك بن سيف الناخي‚ والشيخ راشد حسن الدرهم‚ والشيخ يوسف عبد المقصود‚ والشيخ أحمد القدسي‚ والشيخ عبد الرحمن أحمد الملاّ‚ والشيخ خميس فيّاض‚ والسيد عبد الله بن عبد اللطيف سكرتيراً‚
وقد ضم المعهد الديني في البداية قسماً تمهيدياً لبعض المبتدئين‚ وألحق به قسم داخلي لسكن الطلبة القادمين من القرى ومن مناطق الخليج الأخرى‚ كما كان به فصل دراسي خاص بالأئمة لتحسين مستواهم العلمي‚ وضم كذلك مكتبة صغيرة‚ وكان يقبل التلاميذ من كل الأعمار‚ ولا يرتفع الطالب إلى مرحلة أعلى إلا إذا اجتاز الاختبار المخصص لها‚
وبلغ عدد طلابه نحو 180 طالباً بينما عدد الموظفين 10‚
وقد استمر المعهد لمدة ثلاث سنوات‚ ثم ضم إلى إدارة المعارف آنذاك‚ ونقل طلاب المعهد إلى مدارس الدولة‚ حسب مستوياتهم‚
وقد قام الشيخ بتدريس مادتي التفسير والحديث‚ وكان له طلاب درسوا عليه ونهلوا من علمه واستفادوا منه‚ وأصبح لهم شأن‚ وتسنموا مناصب كبيرة في أجهزة دولهم من هؤلاء الرواد على سبيل المثال لا الحصر:ـ
الأستاذ راشد عبد الله علي‚ وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية‚
الأستاذ عبد الله حميد المزروعي‚ وزير العدل الأسبق بدولة الإمارات العربية‚
الأستاذ ثاني بن عيسى بن حارب‚ وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق بدولة الإمارات العربية‚
الأستاذ أحمد عبد الله عسكر ‚
الأستاذ محمود هزاع عبد ربه (يمني) من رجال التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية‚
الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله بن تركي‚ وزير التربية والتعليم السابق بدولة قطر‚
الأستاذ محمد سالم الكواري (سفير سابق)‚
الأستاذ يوسف عبد الرحمن الملا مساعد وكيل وزارة التربية والتعليم بدولة قطر للشؤون الثقافية‚
الأستاذ سلطان محمد الملا‚ مساعد إدارة التربية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم بدولة قطر‚
الأستاذ نصير اختر بشير (باكستاني) بالتعليم الأهلي بالتربية والتعليم بدولة قطر‚
الأستاذ عبد الرحمن عبد الله المولوي مدير إدارة العلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم‚
ومنهم ابنه اللدكتور محمد بن عبد الله الأنصاري الذي واصل دراسته الشرعية فتخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية‚ وبعد عودته إلى بلده تسلم عدة مناصب قيادية في وزارة التربية والتعليم القطرية‚
إدارته لأول مدرسة ابتدائية في قطر
بعد إغلاق المعهد الديني بأمر من مديرية المعارف أسند إلى الشيخ إدارة أول مدرسة ابتدائية في قطر‚ عرفت باسم «المدرســــــة الجـــديدة الابتدائية» ثم غُيّر اسمها إلى مدرسة صلاح الدين الابتدائية‚
وفي أثناء إدارة الشيخ لمدرسة صلاح الدين قدم من مصر إلى قطر فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وذلك في الرابع من شهر ربيع الآخر سنة 1381ه- الموافق للخامس عشر من شهر سبتمبر 1961م‚ وقد تعرف عليه الشيخ عبد الله أول مقدمه‚ وزاره في مكتبه بالمعهد الديني‚ ودار بينهما حديث شيق‚ وهذا ينبئك عن احتفاء الشيخ عبد الله بأهل العلم‚ وزيارتهم وإكرامهم‚ وتقديرهم
توليه إدارة الشؤون الدينية
أمَّا من ناحية إدارة الشؤون الدينية، فقد أسهم في تأليف، وتحقيق، طباعة، ونشر، العديد من الكتب تجاوزت المائتي عنوان، معظمها من أمَّهات الكتب والمراجع الرئيسية في الفقه والتفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ والطب والفلك.
في العام الهجري (1400هـ) تم عقد المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة في قطر، وكان الأنصاري هو رئيس المؤتمر وكان المؤتمر ناجحًا بكل المقاييس، تمخض عن توصيات ومقترحات أصبح لها دور فاعل وكبير في التربية والفقه وعلوم السنة والسيرة، على مدى الخريطة العربية والإسلامية.
في عام (1402هـ، 1982م) أنشأت إدارة إحياء التراث الإسلامي بأمر من سمو أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وأوكلت إدارتها إلى الأنصاري، وقد حلَّت هذه الإدارة تدريجيًا محل إدارة الشؤون الدينية، وتحوَّلت بعد وفاة الشيخ الأنصاري إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
الشيخ و الفلك
كانت للشيخ الأنصاري دراية واسعة بعلم الفلك، فقد قام على إصدار التقويم القطري لمدة تقرب على الثلاثين عامًا، فكان إصدار أول تقويم تحت إشرافه عام (1377هـ)، وقد كان يقوم على إصدار التقويم قبل ذلك والده الشيخ إبراهيم الأنصاري ، كما كانت للأنصاري دراية واسعة بمنازل القمر.. ومواقيت الحساب العربي.. ومنازل النجوم والأشهر الشمسية، وتأثير ذلك على الزراعة، والصيد البري والبحري، والرياح، ودخول وخروج الفصول، كما أصدر كتاب الموافقات الشهير (معرفة الصواب في مواقيت الحساب) ووضع الأساس الحسابي للتقويم القطري، الذي أصبح فيما بعد التقويم الرسمي لدولة قطر، بل والمعمول به في كثير من دول الخليج العربي.
الأنشطة الخيرية
ساهم الأنصاري في الكثير من الأنشطة الخيرية الإسلامية، فقد كان عضوًا بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا برابطة الأدب الإسلامي، ذلك عدا أنَّه عضو مؤسس لمنظمة الدعوة الإسلامية، والمجلس الأفريقي الإسلامي، ومع كونه أسهم في تأسيس المراكز الإسلامية في كل من كوريا واليابان والفلبين وسنغافورة وتايلند وألمانيا وفرنسا وبعض الولايات الأمريكية.
وأسس دار الأيتام الأنصارية في كيرلا بالهند، والتي أصبحت اليوم من أكبر الجامعات التكنلوجية بالهند، وأصبحت مدارسها من المدارس الرفيعة المستوى على صعيد كيرلا حتى أصبح يؤمُّها أبناء المسلمين وأبناء الهندوس، وأصبح يدرس فيها الفقراء بالمجان، بينما يدفع الأغنياء ورجال الأعمال ورجال الحكومة مصاريف أبنائهم ليضموهم إليها.. مما سهَّل عملية تعليم الفقراء.
وفاته
لقد كان لوفاة الأنصاري رد فعلٍ مدوٍّ على جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكانت جنازة الشيخ الأنصاري من الجنازات المشهودة في قطر، بل والعالم الإسلامي، وقد أمَّ الصلاة عليه سماحة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود قاضي القضاة ومفتي الديار القطرية، وألقى سماحة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي كلمة تأبينية حُفرت في القلوب وتناقلتها العقول، وقد غصَّ جامع قطر الكبير (مسجد الشيوخ) بالمصلين، حتى كان يقام صفُّ لمصلي الجنازة بين الصفين، ومع ذلك تعبأت الساحات الخارجية للمسجد، وأغلقت بعض الشوارع المحيطة بالمسجد.
وقد استمر مجلس عزائه لمدة زادة عن العشرة أيام، وظل المعزون يتوافدون بعد ذلك بقرابة الشهر.
رحم الله الأنصاري، فقد وهب نفسه للإسلام والمسلمين، وأعطى للعلم جلَّ حياته فحقَّ أنْ يُلقَّب: «بخادم العلم».
- بوابة قطر
- بوابة أعلام