علاقة خاصة
العلاقة الخاصة، (بالإنجليزية: Special Relationship)، هي مصطلح يستخدم غالبًا لوصف العلاقات السياسية، والاجتماعية، والدبلوماسية، والثقافية، والاقتصادية، والقانونية، والبيئية، والدينية، والعسكرية، والتاريخية بين المملكة المتحدة، والولايات المتحدة أو قادتها السياسيين.
ظهر المصطلح لأول مرة في الاستخدام الشائع بعد استخدامه في خطاب ألقاه عام 1946 رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل. حيث كان كلا البلدين حليفين مقربين خلال العديد من النزاعات في القرنين العشرين والحادي والعشرين، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، والحرب الباردة، وحرب الخليج، والحرب على الإرهاب.
على الرغم من أن كلا الحكومتين تربطهما أيضًا علاقات وثيقة مع العديد من الدول الأخرى، إلا أن مستوى التعاون بين المملكة المتحدة، والولايات المتحدة في التجارة، والتخطيط العسكري، وتنفيذ العمليات العسكرية، وتكنولوجيا الأسلحة النووية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وُصف بأنه "لا مثيل له" بين القوى العالمية الكبرى.[1]
تمت الإشارة إلى العلاقات الوثيقة بين رؤساء الحكومتين البريطانية، والأمريكية مثل: مارغريت تاتشر ورونالد ريغان، وكذلك بين توني بلير وكل من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش.[2]
ينفي بعض النقاد وجود "علاقة خاصة" ويطلقون عليها اسم أسطورة.[3][4] حيث اعتبر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "بأقرب شريك دولي له"، وقال إن المملكة المتحدة ستكون في "الجزء الخلفي من قائمة الانتظار" في أي صفقة تجارية مع الولايات المتحدة إذا غادرت الاتحاد الأوروبي، واتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه "يشتت انتباهه بمجموعة من الأشياء الأخرى" خلال التدخل العسكري في ليبيا عام 2011.[2][5]
أما خلال أزمة السويس عام 1956، هدد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور بإلغاء قروض صندوق النقد الدولي بسبب الغزو البريطاني لمصر لاستعادة قناة السويس.
وفي الستينيات، رفض رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون طلب الرئيس الأمريكي ليندون جونسون توظيف القوات البريطانية في حرب فيتنام. كما عارضت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر بشكل خاص الغزو الأمريكي لغرينادا عام 1983، وضغط الرئيس الأمريكي ريغان ضد حرب الفوكلاند عام 1982.[2][6]
الرأي العام
لقد لوحظ أن روابط الدفاع والاستخبارات السرية "التي لها تأثير ضئيل على الناس العاديين، تلعب دورًا غير متناسب في الصداقة عبر المحيط الأطلسي.[7] وتختلف وجهات النظر حول العلاقة الخاصة.
نتائج الاستطلاع
أظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 1942 بعد الهجوم على بيرل هاربر، قبل وصول القوات الأمريكية، وتعزيز تشرشل المكثف للعلاقة الخاصة، أظهر أن الحليف الاتحاد السوفيتي في زمن الحرب، كان لا يزال يتمتع بشعبية أكبر من الولايات المتحدة بالنسبة لـ 62% من البريطانيين. ومع ذلك، فقد زار 6% فقط من البريطانيين الولايات المتحدة و 35% فقط يعرفون أي أمريكي شخصيًا.[8]
في عام 1969، ارتبطت الولايات المتحدة بالكومنولث، كأهم اتصال خارجي للجمهور البريطاني، وجاءت أوروبا في المرتبة الثالثة.
بحلول عام 1984، بعد عقد من الزمان في المجموعة الاقتصادية الأوروبية، اختار البريطانيون أوروبا، باعتبارها الأهم بالنسبة لهم.[9]
في مايو 2010، أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة (YouGov)، في المملكة المتحدة أن 66% ممن شملهم الاستطلاع لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة، و 62% يتفقون مع التأكيد على أن أمريكا هي أهم حليف لبريطانيا. ومع ذلك، كشف الاستطلاع أيضًا أن 85% من المواطنين البريطانيين، يعتقدون أن تأثير المملكة المتحدة ضئيل أو معدوم على السياسات الأمريكية، وأن 62% يعتقدون أن أمريكا لا تراعي المصالح البريطانية.[10] وكذلك كشف استطلاع آخر أجرته (YouGov) في سبتمبر 2016 أن 57% ما زالوا يؤمنون بالعلاقة الخاصة، بينما 37% لا يؤمنون بذلك.[11]
وفي استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2021، اختار 31% من الأمريكيين المستطلعين بريطانيا كأقرب شريك لهم في السياسة الخارجية، مما يجعلها الخيار الأكثر اختيارًا (كانت كندا في المرتبة الثانية بفارق كبير بنسبة 13٪).[12]
حرب العراق
بعد غزو العراق عام 2003، انتقدت شخصيات بريطانية بارزة رفض الحكومة الأمريكية الاستجابة للنصيحة البريطانية، فيما يتعلق بخطط ما بعد الحرب في العراق، وتحديداً سياسة اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي لسلطة التحالف المؤقتة، والأهمية الحاسمة لمنع فراغ السلطة الذي يحدث فيه، ثم تطور التمرد. فصرح وزير الدفاع البريطاني جيف هون بعدها، أن المملكة المتحدة "فقدت الجدل" مع إدارة بوش حول إعادة بناء العراق.[13]
تسليم استثنائي
التأكيدات التي قدمتها الولايات المتحدة، للمملكة المتحدة، بأن رحلات "التسليم الاستثنائي" لم تهبط أبدًا على الأراضي البريطانية، تبين لاحقًا أنها خاطئة، عندما أثبتت السجلات الرسمية للولايات المتحدة أن مثل هذه الرحلات قد هبطت في دييغو غارسيا مرارًا وتكرارًا.[14] كان هذا الكشف بمثابة إحراج لوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، الذي قدم بعدها اعتذاره للبرلمان.[15][16]
قانون جنائي
في عام 2003، ضغطت الولايات المتحدة على المملكة المتحدة، للموافقة على معاهدة تسليم المجرمين، التي قال مؤيدوها، إنها تسمح بمتطلبات تسليم المجرمين المتساوية بين البلدين. جادل النقاد بأن المملكة المتحدة كانت ملزمة بتقديم دعوى قوية ظاهرة الوجاهة للمحاكم الأمريكية، قبل الموافقة على التسليم.[17][18]
لكن التسليم من المملكة المتحدة، إلى الولايات المتحدة كان مجرد مسألة قرار إداري، دون دليل ظاهري. وقد تم تنفيذ ذلك كإجراء لمكافحة الإرهاب، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001.
ومع ذلك، سرعان ما تم استخدامه من قبل الولايات المتحدة لتسليم ومحاكمة عدد من رجال الأعمال البارزين في لندن، مثل : ( NatWest Three و Ian Norris) بتهم الاحتيال. وقد ظهرت تناقضات مع إيواء الأمريكيين لمتطوعي الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت في السبعينيات إلى التسعينيات، ورفضهم المتكرر لتسليمهم إلى بريطانيا.[19]
كما تسببت وفاة هاري دن، الذي قُتلت على يد زوجة أحد عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 27 أغسطس 2019، في انتقادات لمعاهدة التسليم بعد أن أعيد المدعى عليه آن ساكولاس إلى الولايات المتحدة، وطالب بالحصانة الدبلوماسية ضد التهم الموجهة إليه.[20]
المراجع
- James, Wither (مارس 2006)، "An Endangered Partnership: The Anglo-American Defence Relationship in the Early Twenty-first Century"، European Security، 15 (1): 47–65، doi:10.1080/09662830600776694، ISSN 0966-2839، S2CID 154879821.
- Hewitt, Gavin (20 أبريل 2016)، "Strains on a special relationship" (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2019.
- "The UK and US: The myth of the special relationship"، aljazeera.com، مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 2020.
- John Baylis, "The 'special Relationship' A Diverting British Myth?," in Cyril Buffet, Beatrice Heuser (eds.), Haunted by History: Myths in International Relations, ch. 10, Berghahn Books, 1998, (ردمك 9781571819406)
- Allen, Nick (14 نوفمبر 2016)، "Barack Obama delivers parting snub to special relationship with Britain by naming Angela Merkel his 'closest partner'"، The Daily Telegraph، مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2022.
- Burns, John F. (28 ديسمبر 2012)، "Falklands War Caused Rare Friction for Thatcher and Reagan"، The New York Times (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0362-4331، مؤرشف من الأصل في 9 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2019.
- Editorial – Bill and Tony – New Best Friends', The Guardian (30 May 1997), p. 18.
- Harry Blaney III and Julia Moore, 'Britain Doubtful of American Intentions, Poll Shows', Dallas Morning News (17 February 1986), p. 15A.
- Blaney and Moore, 'Britain Doubtful', p. 15A.
- Obama and the 'Special Relationship', Wall Street Journal, 19 May 2010. نسخة محفوظة 2021-08-14 على موقع واي باك مشين.
- Folwell, Alec (14 سبتمبر 2016)، "Belief in a 'Special Relationship' between the UK and US remains strong"، YouGov، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2018.
- Poushter؛ Schumacher؛ Gubbala (22 نوفمبر 2021)، "U.S.-German Relations on the Mend as New Leadership Takes Hold"، Pew Research Center's Global Attitudes Project (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2021.
- Weaver, Matthew (05 فبراير 2008)، "Prince Andrew rebukes US over Iraq war"، The Guardian، London، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2010.
- Robbins, James (21 فبراير 2008)، "Miliband's apology over 'rendition'"، BBC News، مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2010.
- O'Donoghue, Gary (21 فبراير 2008)، "Political fall-out from rendition"، BBC News، مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2008، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2010.
- "In full: Miliband rendition statement"، BBC News، 21 فبراير 2008، مؤرشف من الأصل في 11 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2010.
- Ambassador Tuttle on the Extradition Treaty نسخة محفوظة 27 May 2009 على موقع واي باك مشين. (12 July 2006) Embassy of the United States. Retrieved 22 March 2009.
- Meg Hillier, What is the US-UK Extradition Act? (24 November 2006). Retrieved 22 March 2009. نسخة محفوظة 2017-07-02 على موقع واي باك مشين.
- Blair, William G. (14 ديسمبر 1984)، "U.S. Judge Rejects Bid For Extradition Of I.R.A. Murderer"، The New York Times، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2010.
- "Harry Dunn's alleged killer Anne Sacoolas 'was working as US spy'"، independent.co.uk، 04 فبراير 2021، مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 سبتمبر 2021.
- بوابة علاقات دولية
- بوابة المملكة المتحدة
- بوابة السياسة
- بوابة الولايات المتحدة