عمالقة

العماليق أو العمالقة أو عمليق هو اسم أطلقه العرب على قبائل البدو في بادية الشام والعراق الأقدمين العموريين وعلى الهكسوس/العامو (الملوك الرعاة) الذين اجتاحوا بادية العراق والشام ومدن فينيقيا وكنعان ثم احتلوا مصر وأسسوا إحدى أكبر الإمبراطوريات في العصر القديم، ومن تبقى من هولاء البدو القدماء العموريين وكذلك المؤابيين والنبط اندمجوا مع العرب واستعربوا بعد الميلاد تدرجياً وأصبحوا عربًا.

والعموريين هم بدو رحل ويطلق عليهم أحيانا اسم «الكنعانيين الشرقين» حيث كانوا يتحدثون اللغة ذاتها ومع وجود فرق باللهجة بين العموريين والكنعانيين ولغتم هي أيضا قريبة من اللغة العربية. وقد تبنى العموريين في مملكتي بابل وآشور اللغة الأكادية كلغة رسمية.

وقيل أنه كان منهم ملك مصر الذي عاصر النبي يوسف. وقيل انهم كانوا يسكنون الجزيرة العربية، وهم من أقدم الأمم التي سكنت الجزيرة العربية، من ذرية عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، عاصروا الأنبياء وتفرقوا في البلاد وحكموا بلدان كثيرة: اليمن، نجد، البحرين، عمان، مصر، فلسطين، سوريا، الحجاز، العراق.

ويذكر الطبري أن الذين سكنوا يثرب منهم هم من قبيلة جاسم، ويذكر ابن خلدون قبائل أخرى هي:

  • بنو أنيف.
  • بنو هزان.
  • بنو سعد بن هزان.
  • بنو الغوث بن سعد بن هزان.
  • بنو مطر.
  • بنو الأزرق.
  • بنو الأرقم.
  • بنو عفار.
  • بنو خيبر.
  • بنو قطران.
  • بنو غفار.
  • بنو النار.
  • بنو حراق.
  • بنو راحل.
  • بنو عبيل.
  • بنو السميدع.
  • بنو عمرو.
  • جرهم.
  • الكنعانيون.
  • الأموريين (العمور).

ويرى الطبري أن جدهم عمليق هو أول من تكلم العربية، كما أن أسفار التوراة ذكرتهم عدة مرات وسمتهم باسمهم العماليق حيناً وباسم الجبارين حيناً آخر. وذكرت أسماء بعض زعمائهم ومدنهم العربية، فقد عاصروا دخول وخروج بني إسرائيل من وإلى مصر، واصطدموا معهم في معارك عدة بمنطقة سيناء خروجهم من مصر.

قال الطبري:

  • عمليق أبو العماليق، كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم «الكنعانيون»، ومنهم كانت الفراعنة بمصر، الأموريين العماليق البدو.

وقال أيضاً:

  • والعماليق قوم عرب لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي، وأن عمليق أول من تكلم العربية، فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وجديس وطسم هم العرب.

وقال ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون:

  • ومن العماليق أمة جاسم، فمنهم بنو لف وبنو هزان وبنو مطر وبنو الأزرق وبنو الأرقم، ومنهم بديل وراحل وظفار، ومنهم الكنعانيون وبرابرة الشام وفراعنة مصر.


العماليق في الرواية التوراتية: شعب من أقدم سكان سورية الجنوبية ومن ذرية عيسو، وكانوا يقيمون في البدء قرب قادش جنوب غربي حمص. وكانوا ينتشرون في فلسطين عند مجيء العبرانيين من مصر.[1]

العماليق في الرواية التوراتية: شعب من أقدم سكان سورية الجنوبية ومن ذرية عيسو، وكانوا يقيمون في البدء قرب قادش جنوب غربي حمص. وكانوا ينتشرون في فلسطين عند مجيء العبرانيين من مصر.[1]

العماليق في القرآن الكريم:  قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ   (المائدة، الآية 22)، وأصل الجبار: المتعظم الممتنع عن القهر، يقال: نخلة جبارة إذا كانت طويلة ممتنعة عن وصول الأيدي إليها، وسمي أولئك القوم جبارين لامتناعهم بطولهم وقوة أجسادهم، وكانوا من العمالقة وبقية قوم عاد.[2]

العماليق في اللغة

كلمة عملاق في اللغة تعني الطويل، ويبدو أن قبائل العماليق كانت تتميز بشيء من الطول والجسامة، ويرى بعض المؤرخين الحديثين أن سكان الجزيرة العربية كانوا حتى عام 1600 قبل الهجرة ضخاماً، وبقي لهم أحفاد إلى ما بعد ذلك وعرفوا بهذا الاسم، وإن لم يكونوا يحملون ذلك القدر من الطول ولا يعمرون ما يعمر به أسلافهم. والعماليق في كتب التاريخ العربية من أحفاد «عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح». كانوا يسكنون الجزيرة العربية ثم رحلوا وسكنوا مع الأحفاد الآخرين لنوح في منطقة الرافدين ثم خرجوا مع مجموعات أخرى، وتكاثر أحفاد نوح حتى زاحم بعضهم بعضاً خرجوا من العراق.

عاد العماليق إلى الجزيرة العربية وانتشروا في أنحائها، وسكنت قبائلهم الكثيرة في نجد والبحرين وعمان واليمن وتهامة وبلغوا أطراف بلاد الشام. وأيضا انتشروا بمصر وكان منهم بعض حكام مصر أيضاً وهم الهكسوس.

أما في الرواية التوراتية فتنسبهم لجدهم عمليق وسمتهم باسمهم عمليق وذكرت أسماء بعض زعمائهم ومدنهم، وتذكر اصطدام قوم موسى معهم في معارك عدة في غزة وسيناء بعد خروجهم من مصر وحسب الكتب اليهودية قتل النبي داوود ملكهم جالوت (גָּלְיָת, جليت).

ذكر شعب عمليق في الكتب العبرية بوصفه شعباً معادياً، وقد عدَّهم بنو إسرائيل من أعدائهم:

  • «فالآن إذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله، ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً» (صموئيل الأول 15).

وقد ورد في تفسير القرآن أن الأوصاف الخارقة، والتهويلات المبالغ فيها في وصف العماليق (العمالقة) التي كان يرددها بنو إسرائيل على ألسنتهم؛ إن هي إلا ذرائع وحجج يتحجج بها بنو إسرائيل، وليست حقيقية:

"ولكن بنى إسرائيل هم بنو إسرائيل، مهما قيل لهم من ألوان الترغيب والترهيب فإن همتهم الساقطة وعزيمتهم الخائرة، وطبيعتهم المنتكسة لم تتركهم، فقد قالوا لنبيهم متذرعين بالمعاذير الكاذبة.

فقولهم لنبيهم: يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ. وقوله: جَبَّارِينَ جمع جبار «والجبار صيغة مبالغة من جبر الثلاثي. ويطلق في اللغة على الطويل القوى العاتي الذي يُـجِـبر غيره على ما يريد. مأخوذ من قولهم: نخلة جبارة أي: طويلة لا ينال ثمرها بالأيدي. أي: قال بنو إسرائيل لنبيهم موسى- عليه السلام- إن الأرض التي وعدتنا بدخولها فيها قوم متغلبون على من يقاتلهم، ولا قدرة لنا على لقائهم، وإنا لن ندخل هذه الأرض المقدسة التي أمرتنا بدخولها مادام هؤلاء الجبارون فيها، فإن يخرجوا منها لأى سبب من الأسباب التي لا شأن لنا بها، فنحن على استعداد لدخولها في راحة ويسر، وبلا أدنى تعب أو جهد.

ولا شك أن قولهم هذا الذي حكته الآية الكريمة عنهم ليدل على منتهى الجبن والضعف، لأنهم لا يريدون أن ينالوا نصراً باستخدام حواسهم البدنية أو العقلية، وإنما يريدون أن ينالوا ما يبغون بقوة الخوارق والآيات، وأُمَّـةٌ هذا شأنها لا تستحق الحياة الكريمة، لأنها لم تقدم العمل الذي يؤهلها لتلك الحياة.

وفي ندائهم لنبيهم باسمه مجرداً قالُوا (يا مُوسى) سوء أدب منهم معه، حيث استهانوا بمقام النبوة فنادوه باسمه حتى يكف عن دعوتهم إلى الجهاد.

وفي قولهم وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها امتناع عن القتال بإصرار شديد، حيث أكدوا عدم دخولهم بحرف النفي (لَنْ) وجعلوا غاية النفي أن يخرج الجبارون منها، مع أن خروجهم منها بدون قتال أمر مستبعد، وهم لا يريدون قتالاً، بل يريدون دخولاً من غير معاناة ومجاهدة.".[3]

المصادر

  1. شعب العَماليق | العمالقة نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. "تفسير البغوي - سورة المائدة"، مؤرشف من الأصل في 08 يوليو 2017.
  3. شيخ الأزهر: محمد سيد طنطاوي (يوليو 1997م)، "التفسير الوسيط للقرآن الكريم"، الجزء الرابع - صفحة 107 - تفسير سورة المائدة - الآية رقم 22، الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة - القاهرة الطبعة: الأولى، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2021.
  • بوابة الإنجيل
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.