معان

معان مدينة أردنية تقع في الجهة الجنوبية من البلاد على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام.

مدينة معان
  مدينة  
موقع معان في الأردن
الإحداثيات: 30°11.6′0″N 35°55′58″E
مملكة  الأردن
محافظة معان
التأسيس 1897 أول مجلس بلدي للمدينة
 - رئيس البلدية الدكتور ياسين صلاح
المساحة
 - المدينة 7٫5 كم2 (2٫9 ميل2)
 - التجمع الحضري 100 كم² (38٫6 ميل مربع)
عدد السكان (2006)
 - المدينة 50,350 نسمة
منطقة زمنية الأردن (غرينتش +2)
توقيت صيفي نعم (غرينتش +3)
رمز المنطقة 009623
الموقع الإلكتروني: موقع بلدية معان الكبرى

يبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة وتصل مساحة المدينة لعشرين كم2. يسود معان مناخ صحراوي حيث ترتفع درجه الحرارة في الصيف إلى 35سْ وتنخفض في الشتاء إلى 15سْ. أما الأمطار فهي شتوية غير منتظمة حيث تصل في حدها الأعلى إلى 60 ملمترا. تتأثر المدينة صيفا برياح صحرواية جنوبية شرقية وشتاء برياح غربية وهي سبب تساقط الأمطار.

التسمية

تذكر المصادر التاريخية أن معان ذكرت في التوراة بلفظ معون ومعين وماعون. هذا اللفظ (معين) يعني الماء الجاري ولفظ معان يعني المنزل. وهنالك بعض المعلومات تقول ان معان سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة المعينية التي ظهرت في جنوب الجزيرة العربية باليمن خلال عام 1200 ق.م والتي بسطت نفوذها شمالاً واتخذت من مدينة معان مركزاً تجارياً وسياسياً. الرأي الأول القائل بأن معان سميت بهذا الاسم نسبة للماء الجاري صحيح لأننا نلمسه من كثرة الينابيع الجارية فيها ولأن أي تجمع سكني قديماً كان يقام حول المصادر المائية. الرأي الثاني القائل أن معان سميت بهذا الاسم كون معناها يعني المنزل قد يفسر على أن القوافل المرتحلة بين الجزيرة العربية والشام كانت تتوقف في معان للتزود بالماء والطعام ولتأخذ قسطاً من الراحة. الرأي الثالث القائل بأن أصل التسمية يعود إلى الدولة المعينية التي ظهرت في جنوب الجزيرة العربية مستبعد نوعا ما إذ أنه من الصعب الإقرار بذلك.[1]

تاريخ معان

ما قبل الإسلام

لم يذكر التاريخ عن نشأة مدينة معان، وإنما تشير الدلائل إلى أن المدينة كانت موجوده قبل ظهور الدولة المعينية عام 1200 ق.م. ازدهرت معان في ذاك الوقت إذ أنها كانت تستقبل القوافل واحدة تلو الأخرى. في عام 650 ق.م تحطمت الدولة المعينية على صخرة السبأيين حيث بدأت معان تفقد أهميتها شيئاً فشيئا وزاد ذلك سوءاً قضاء الحميريين على السبأيين عام 115 ق.م حيث اندثرت معان بعد أن حول الحميريين طريق تجارتهم للبحر ودخلت معان مرحلة التفكك والنسيان. رغم الضياع الذي اكتنف مدينة معان إلا أنها تعود مع إطلالة الحكم الغساني الذي سجلت فيه معان تاريخاً مميزا حيثا أمر الحارث الثاني ملك الغساسنة بإعادة بناء معان وتعيين فروة النافري الجذامي أميراً لها.

ما بعد الإسلام

أسلم فروة على يد الصحابي السائب بن العوام في عام 628 م. قررت الدولة الغسانية وبأمر من الروم صلب فروة إذا لم يرجع عن الإسلام حيث كانت الدولة الغسانية تابعه للروم. تلافياً لثورة أبناء معان تم صلب فروة في منطقه عفراء الواقعة اليوم بالقرب من الطفيلة حيث طلب من فروة الرجوع عن إسلامه مقابل إطلاق سراحه وزيادة الرقعة التي يحكمها. وأنشد قبل أن يضرب عنقه قائلا:

بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي

وصلت إلى معان طلائع الجيوش الإسلامية بقيادة زيد بن الحارث قائد الجيش الذي وجهه الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لغزوة مؤتة عندما تولى الأمويون الخلافة الإسلامية أمروا بإعادة بناء معان وتطورت معان في وقتهم تطورا كبيرا. وبقدوم الدولة العباسية للحكم ينقلب الحال وتعيش معان أسوأ حالة لها ويعود ذلك إلى الأسباب التالية: • توجه العباسيين إلى الحميمة التي تقع إلى الغرب من معان وعلى بعد 57 كم واتخاذهم إياها مقرا لهم. • تعطيل الطريق التجاري الذي كان يمر بمعان والمنطلق من الجزيرة العربية للشام واستبداله بطريق آخر ينطلق من بغداد للجزيرة مباشرة. • كون معان محببه للأمويين. عند قدوم العثمانيين وبعد أن بسطوا نفوذهم على بلاد الشام نالت شيئا من الاهتمام وذلك لعدة أسباب منها وقوع معان على الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة مما دفع العثمانيين إلى القيام بالأعمال التالية: • نقل مركز المحافظة من الكرك إلى معان. • جعل الخط الحجازي يمر في معان. • تنظيم الزراعة وشق الطرق وحفر الآبار الارتوازية. كانت مدينة معان هي البلدة الوححيدة في الإمبراطورية العثماني يحكمها اهلها في عام 1925 م، أصدر علي بن الحسين ملك الحجاز قرارا بضم معان لشرق الأردن. واتخذ الأمير عبد الله بن الحسين معان عاصمة للأردن.

من اقوال الرحالة

لعب موقع معان دوراً بارزاً في أهميتها خاصه وانها همزه الوصل بين الجزيرة وبلاد الشام فلذلك كانت معبراً للقوافل القدمة من الجزيرة والعابرة إليها، وكان لا بد من الوقوف فيها وخلال عمر معان زارها الكثيرون من الرحالة والاجانب وهنا سنذكر بعض مقتطفات من أقوالهم :

جورج اوغست فالين ـ 1845 م : ومعان الحالية من أكبر البلدان في طريق الحج السوري فيها مايتا عائلة تقريباً تنحدر من سبعه بطون، وهم اقوياء البنية سوريو الملامح وهذه القوة المحاربة تبعث في نفوس أهل معان الثقة وتجعلهم يفرضون الخاوة فينتج عن ذلك توطيد صلتهم بالبدو حتى صارت هذه الصلة وثيقه، ويقدر البدو رجوله سكان معان وشجاعتهم ويرونهم اهلاً لهذا التقدير أكثر من أهالي القرى المجاورة، ومما قاله أيضاً ((وهنا تزرع اشجار مثمره أهمها الرومان المشهور بأنه اطيب مما تنبت الأرض)).

الشاب السويسري بيركهارت 1812 م : إلا أنه من المرجح ان أهالي معان يعتبرون بلدتهم مركزاً امامياً للمدينة المنورة فانهم مكرسون انفسهم لدراسة القرآن بلهفه زائده. معان بلد الأحرار

ولعبت مدينة معان دورا أساسسيا وهاما في تغيير أحداث المنطقة حيث من هناك انطلقت الثورة العربية الكبرى، ----

المواقع التاريخية والطبيعية

محطة الباصات في معان

قلعه معان ((السرايا)): من آثار الدولة العثمانية الباقية حتى الآن، تم انشائها عام 1566 م. زمن السلطان سليمان القانوني بأبعاد (24 * 22)متر، يتبع لها بركه كبيرة استغلت لتجميع المياه وجاء بناؤها لتلبي حاجه الحجاج ولإتخاذها مقراً للجنود العثمانيين.

• بركة الحمام : خربه غسانيه على بعد 2 كم. شرقي معان وفيها يمكن مشاهده بقايا ابنيه تقع على تله صغيره تتناثر فوقها قطع الزجاج والفخار، بالقرب منها تقع بركه الحمام وهي بركه مربعه الشكل طول ضلعها 70 متر بعمق 7 امتار استعملت لتجميع المياه القادمة من الشراة عبر قنوات لا تزال ماثله للعيان لري المناطق المزروعة حيث يروى ان المنطقة كانت مزروعه بأصناف كثيره من الخضار والفواكة.

قصر الملك عبد الله : يقع القصر على بعد 3 كم. جنوب معان حيث يعد من أهم المواقع الاثريه بعد أن اتخذه الأمير عبد الله مقراً له خلال قدومه من الحجاز في 21/11/1920 م. وقد اتخذت فيه قرارات كانت الحجر الأساس في بناء الأردن الحديث، وقد حول الآن إلى متحف.

• القناطر : إلى الجنوب من معان بنيت القناطر على شكل اقواس من الحجارة يكتنفها الظلام وكانت تشكل منظراً رائعاً حيث يسير المارة فيها بطول 500 م.لا يرون الشمس وفجأه تطل عليهم السرايا (قلعه معان العثمانية)، قامت البلدية بإزالتها في مطلع السبعينات مما افقد معان أجمل آثارها العثمانية وأصبحت اثراً بعد عين !!!!

• قصر البنت : يقع على بعد 3 كم إلى الشرق من معان تشير الدلائل إلى أنه أموي وواحد من القصور التي شيدوها في الصحراء الأردنيه، تم بناؤه على شكل مربع واستعملت فيه بعض العقود يشغل مساحه 12 * 15 م. بقي جاثماً إلى اواخر السبعينات حيث هدم واخرجت الحجارة الكبيرة ويعود ذلك إلى ظن الناس بوجود ذهب فيه !

• بساتين معان الحجازيه والشاميه : تقع بساتين معان الحجازيه في الجنوب من مدينة معان وتقع بساتين الشاميه في المنطقة الشمالية منها، تعتمد البساتين على المياه المرويه وتشكل المتنفس الوحيد لأبناء معان وتشتهر بالرمان والتين والقرايس والمشمش.

الينابيع والعيون والآبار في معان

• الطاحونة : بئر ماء يقع إلى الغرب من معان وعلى بعد 4 كم يماز بغزارة مياهه، وقد عملت بلديه معان على توسيعه وصيانته بما يتلائم مع حجم السكان وحاجتهم للمياه.

• نبعه الضواوي : سميت بهذا الاسم لشدة صفائها، حيث يقولون انها (تضوي ضوي) تقع في الجهة الغربية من معان وعلى بعد 1 كم، تتصف بغزارة المياه ويقال أنها نبعه رومانيه، تمت عدة عمليات صيانه لها وعلى فترات، وبقيت تغذي بساتين معان الحجازيه إلى عام 1966 عندما حدث (السيل)، وإلى الآن لم تتم عمليه صيانه لها.

• عين سويلم : سميت بهذا الاسم نسبه إلى المهندس الذي اشرف على عمليه فتحها من قبل الدولة العثمانية، تقع في الجهة الجنوبية من معان ولا تزال لغايه الآن تروي بساتين معان الحجازيه.وتقع اسفل بيت الشيخ دوينع سعد الخوالدة ال خطاب

• النجاصة : سميت بهذا الاسم لأنها تشكل حبه اجاص في قاع صخره وهي قديمه جدا لا يعرف لها تاريخ، وقد ذكرها الرحالة جورج فالين خلال زيارته لمعان بقوله : (انها تروي عده بساتين).

• الغدير : يقع في معان الشاميه إلى الشمال من معان، سمي بهذا الاسم لأن المياه تغدر فيه قبل أن تنساب إلى البساتين، يبلغ طوله 12م *8م بعمق 3م.

بئر المزراب : يقع في منطقه معان الشاميه، يصب في بركه المزراب، يروي بساتين الشاميه.

بئر الخماسي : يقع في منطقه الشاميه، يمتاز بغزاره المياه كونه يقع في منطقه منخفضه للغاية، تعطل منذ السيل 1966.

الفلكلور والأصالة

لكل مدينة فلكلورها الخاص المميز، فمعان غناء بهذا الفلكلور الأصيل المتوارث عن الآباء والأجداد. ففي مطلع الثمانينات ظهرت فرقه معان الفنية للتراث الشعبي حيث اخذت على عاتقها نشر الأصيل من تراثنا الخالد، وبحق كانت وما زالت سفيراً رائعاً للأردن عامه ومعان خاصه، إذ ان الشباب استطاع أن يؤدي الفلكلور على ما هو عليه دون زجه في صخب اليوم، وبذلك كان أداء مميز يعكس الصورة الحقيقية التي يتمتع بها أبناء معان من تفهم للفلكلور.

السحجة

الملكة المتوجة في الرقصات الشعبية في معان، خاصه وان من يؤدونها هم من كبار السن وحفظه الشعر ولا يقومون بتأديتها إلا في آخر السهرة ليكون ختامها مسكاً. ويؤدونها كالتالي:

يقف الرجال يشكلون فريقين بمحاذاة بعضهم يقول الفريق الأول صدر البيت ويرد عليهم الفريق الثاني بعجز البيت ويكون الأداء بطيئاً يرفقه حركات ايقاعيه من القدمين واليدين وعندما تشتد الحركات الايقاعيه يقوم أحد المؤدين بدور الحاشي (الذي يشجع على السحجة ويقوم بحركات سريعه غالباً ما يرافقها السيف) وهناك التسعاويه بكل ما تتمتع به من حركات ايقاعيه متقنه، وتنفيذ الشرقية والدحيه.

ما قاله الشعراء في معان

لمن الــدار اقـفـرت بمعــانبين أعالي اليرموك فالخمان
ذاك مغنى لآل جفنه في الدهر محلا لحــادث الازمــان
حذوناهم من الصوان سبتاازل كأن صفحته اديم
أقامت ليلتيـن على معانفأعقب بعد فترتها جموم
معــان من أحبتنا معــانتجيب الصاهلات به القيان
وقفت به لصون الود حتىأذلت دمـوع جفن ما تصان
  • درويش أبو درويش :
وحنا هلا الجردا لنا الحرب تمناهوحريبنا سود العصايب نعنه
كم واحد يبغي معان وطردناهواقفي يجر الذيل تقفيناه ونـه
هذة معان ومانبيعها بالرخيصمثل الجواهر غاليات أثمانها
  • منير عجاج:
معان عذراً فليس المدح مكتملفلك التحية طول العمر أزجيها
في طريق الحج من نحو شامقلعة واسمها الشهير معـان
وتعيد أحلام الشباب ضحوكةكالزهر يبسم في سهول معان
  • يوسف محيي الدين أبو هلالة :
معان العلا كم في هواك أعانيبعادك أدمى مهجتي وبراني
بفروة ان قام المفاخر فاخرتوفروة في الإسلام بكر معان
قطع العهد أن يموت شهيداأو يعود الأقصى ويمحو الدنية
ذاك منصورنا به نتباهىفلتـفـاخر به معـان الابية

المطبخ المعاني

تتميز منطقة معان بعدّة أطباق خاصة، إضافة للأطباق المعروفة في المطبخ الأردني عموماً، كالمنسف، منها:

  • الرز الحامض: عبارة عن رز وبصل بالسمن البلدي وغالباً يقدمونه في الأعياد والمناسبات.
  • المجللة: عبارة عن خبز خاص يسمى (خبز مجللة) المهروس جيداً ومنها ما يُطبخ بالسمن البلدي والطماطم ومنها بالسمن البلدي واللبن الجميد البلدي وغالباً ما يقدم في الأعياد والمناسبات مع الزر الحامض.

مراجع

  1. كتاب "محطات مضيئة في تاريخ معان" للمؤلف محمد عطاالله المعاني - 1989
  • بوابة تجمعات سكانية
  • بوابة الأردن
  • بوابة الوطن العربي
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.