قهوة حضرمية
القهوة الحضرمية هي إحدى أجود أنواع القهوة العربية، وأقدمها نشأة، يتميز بها أهل حضرموت وبمذاق البن والزنجبيل الخاص بها التي جعلتها مختلفة عن نظيراتها من الدول العربية عموما والخليجية خصوصا، حظيت بمكانة كبيرة في المجتمع الحضرمي سواء روحيا، واجتماعيا، أو ثقافيا، وحظيت بالكثير من الأشعار والقصائد في الأدب الحضرمي، إذ ترمز بالناموس والجود وعنوان للكرم وحفاوة الضيف، وحددت لها أوقات وأزمنة، منها ما يتم تناوله مع الحلويات ومنها ما يتم تناوله مع الموالح (المأكولات المملحة).
تاريخها ونشأتها
اختلفت وتنوعت الروايات في اكتشاف القهوة كنبات، فهناك رواية تنسب إلى أسلاف شعب أرومو، وهناك رواية بأنها كانت تأكل كالمكسرات في إثيوبيا، وهناك رواية تنسب إلى رجل عربي يدعى خالد كان راعي اغنام في إثيوبيا[1]، وهناك رواية تنسب إلى ابي بكر العيدروس العلوي الذي جرب ثمارها[2] ولا يوجد دليل قاطع يثبت ماهي أصح الروايات. لكن كان أول دليل موثوق على تحميص بذور البن وسحقها وجعلها مشروب سُجِّل في القرن الرّابع عشر في اليمن. وبما أن حضرموت كانت قريبا من الحدث فإنها كانت من أوائل المناطق في إنشاء مشروب القهوة وتميزت بها. اذ يقول الاستاذ عبد القادر الصبان: «القهوة هي الشراب المفضل لدى الحضارم منذ منتصف القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي.»[3] ويتبين من ذلك ان القهوة ظهرت في حضرموت في بداية القرن 14 ميلاديا.
مكانتها
احتلت القهوة مكانة مهمة وكبيرة وبارزة في وجدان المجتمع الحضرمي، إذ لها:
- مكانة روحية: ارتبط شرابها بالعلماء الصالحين إذا كان لهم بصمة في اكتشاف المشروب لكي يسهرون ويساعدهم في عبادة الله ليلا، وارتبطت أيضا بمجالس الذكر والوعظ والمناسبات الدينية الأخرى وارتبطت أيضا بترتيب الفاتحة اذ كانوا وما زالوا تجلس كل أسرة في الصباح الباكر ويستبشرون يومهم بترتيب سورة الفاتحة وإهداء ثوابها للصالحين قبل شرب القهوة.
- مكانة اجتماعية: ارتبط القهوة اجتماعيا بآداب الضياف وترحيب الزائرين وعدة مناسبات سميت القهوة بها: كقهوة الخطوبة، وقهوة الصلح وغيرها
- مكانة ثقافية: عبر المجتمع عن القهوة بالعديد من الأشعار والأنثار والفنون المختلفة واختزنت في الذاكرة الشعبية ووأصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة المجتمع المتكاملة.
وحددت لها أوقات وأزمان تجتمع فيه العائلة تختلف من منطقة إلى منطقة مثل:
- قهوة الصباح: عند شروق الشمس.
- قهوة الظهيرة: عند وقت الظهر.
- قهوة الروحة: بعد العصر.
القهوة والأدب الحضرمي
سطرت القهوة في العديد من الأشعار الحضرمية وكتب لها العديد من الشعراء منها:
أهلا بصافي قهوة كالاثمد جليت | فزانت بالخمار الأسود |
لما أديرت في كؤوس لجينها | بيمين ساق كالقضيب الأملد |
يحكي بياض إنائها وسوادها | طرفآ كحيلآ لابكحل المرود - عبدالمعطي باكثير ( ت 989هـ). |
قهوة البن ياندمانها ابتكرا | وكن بها يافتى صبا بغير مرا |
وحين يدعوك داعيها فقم عجلا | ملبيًا تابعًا في ذلك الأثرا |
وخذ شروط وآدابا لها واضح | سمعًا إلى قول منطبق بها اختبرا |
فأوّل الأمر بسمل ثم صلي على | محمد خير سادات الورى الكبرا - فضل بافضل. |
قد أقبلت وسوادها | يتوقد ومن العجائب أن يضي الاسود - عمر بن سقاف. |
يا عائبا لسواد قهوتنا التي فيها | شفاء النفس من أمراضها |
أو ماتراها وهي في فنجانها | تحكي سواد العين وسط بياضها - عمر بامخرمة. |
أنواع القهوة الحضرمية
هنالك نوعان من هذه القهوة:
طريقة إعداد القهوة
- القهوة المرة:
يوضع الإبريق على النار وبه كمية من الماء وبعدما يغلى الماء نضع عليه الزنجبيل والبن حسب الرغبة وعند ظهور الرغوة فذلك فإن ذلك يدل على الانتهاء من إعدادها. هناك البعض يفضل استخدام البن مع قشره فيظهر لون القهوة بشكل داكن نظرا لوجود القشر فيها.
- القهوة الحلوه:
يوضع الإبريق على النار وبه كمية من الماء مع السكر الأبيض أو السكر الأحمر حتى يغلي ثم بعد ذلك نضع عليه الهيل والقرفة أو القرنفل والزنجبيل حتى يتغير لون القهوة وبعد ذلك تصبح جاهزة.
طريقة القهوة الحضرمية «المرة» ملعقتين بن هرري وربع ملعقة زنجبيل بودرة وعند عملها نضيف زنجبيل أخضر بحجم مكعب الثلج وماء حار ونضعها على النار إلى ان تغلى ثم تقدم
- يمكن اضافه قليل من بودرة القرفة وبودرة الهيل والمستكة
انظر أيضًا
مراجع
- معابر الحضارة إلاسلامية الى أروبا
- الصفوة مما قيل في القهوة مجلد 1
- دليل متحف العادات والتقاليد الشعبية
- بوابة الوطن العربي
- بوابة مشروبات
- بوابة الشرق الأوسط
- بوابة قهوة
- بوابة اليمن