كورش الكبير

كورش الكبير أو قورش الكبير أول ملوك فارس (560 - 529 ق م) واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية.

كورش الكبير
(بالفارسية القديمة: 𐎤𐎢𐎽𐎢𐏁)‏ 
 

معلومات شخصية
الميلاد سنة 600 ق م  
إمارة أنشان 
الوفاة سنة 530 ق م  
نهر سيحون 
سبب الوفاة قتل في معركة 
مكان الدفن ضريح كورش الكبير[1] 
مواطنة الإمبراطورية الأخمينية
إمارة أنشان 
الأولاد
الأب قمبيز الأول 
عائلة الأسرة الأخمينية 
مناصب
ملك الملوك  
في المنصب
559 ق.م  – 530 ق.م 
الحياة العملية
المهنة حاكم،  وقائد عسكري،  ومؤسس  
اللغات الفارسية القديمة،  ولغة عيلامية 

استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. وقـُتل في ماساجت ودُفن في باساركاد.

هناك دائماً أمور رومنطقية ومثيرة حول الأمبراطورية الفارسية في الأزمنة القديمة. وليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش، الذي أسس أمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها. في البدء احتل الكثير من الممالك المجاورة. مثل ليديا (في غرب تركيا الآن), وميديا، وبابل التي أطاح بها في عام 539 ق.م.

وفي السنة 530 ق.م باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم. فعمد قورش إلى اعتماد طريقة تسمح بأن يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي. فتميزت السياسة الأمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تُعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جداً في أمبراطورية مترامية الأطراف.

تحت حكمه احتضنت الإمبراطورية جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدنى القديم، توسعت بشكل كبير وفي النهاية غزت معظم غرب آسيا ومعظم آسيا الوسطى. من البحر الأبيض المتوسط وهيلسبونت في الغرب إلى نهر السند في الشرق، أنشأ سايروس الكبير أكبر إمبراطورية لم يشهدها العالم بعد.

في عهد خلفائه، امتدت الإمبراطورية في النهاية إلى أقصى حد من أجزاء من البلقان (بلغاريا - بيونيا وتراقيا - مقدونيا) وأوروبا الشرقية في الغرب، إلى وادي السند في الشرق.

كانت ألقابه الملكية كاملة: الملك العظيم، ملك فارس، ملك أنشان، ملك الإعلام، ملك بابل، ملك سومر وعقد، وملك الزوايا الأربع للعالم. يشير نابونيدوس كرونيكل إلى التغيير في لقبه من مجرد «ملك أنشان»، وهي مدينة، إلى «ملك فارس».

وقد قضى قورش السنة 529 ق.م أثناء مناوشة مع شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعرف باسم ماساغيتي.[2][3]

يُعرف قورش الكبير أيضًا بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان والسياسة والاستراتيجية العسكرية، فضلاً عن تأثيره على الحضارتين الشرقية والغربية.[4][5]

قورش الكبير في الديانات

في الإسلام وقصة ذي القرنين

يروى أن «قورش الأكبر» هو «ذو القرنين» الذي ورد ذكره في القرآن في سورة الكهف حسب تفسير ورأي ليس مؤكد.

وقد ورد في القرآن أن ذو القرنين كان ملكاً صالحاً، آمن بالله، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه.

ولقد بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تغيب فيه الشمس أو تخرج منه (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أي عين حمئة تعني ماء حار وقول فأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة.

ثم توجه للشرق. فوصل لمنطقة وقت طلوع الشمس، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق. وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها.[6] وعندما وجدوه ملكاً قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة على أن يدفعوا له خراجاً.[7]

و وافق الملك على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. واستخدم ذو القرنين وسيلة هندسية لبناء السّد فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكّنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم. فيقول سيد قطب في كتاب في ظلال القرآن:

«وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكّنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغُنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخّر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله.».

في اليهودية

ويذكر البعض بأنه كان مؤمناً بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في العهد القديم ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعياء، (الإصحاح 44 و 45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب أشعياء «راعي الرب» وقال في الإصحاح الخامس والأربعين:

«هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني».[7]

ويرى البعض بأنه كان موحّدا لله وبغض النظر عنه بأنه شخصية دينية، فاليهود لا يعدونه رجلا مشركا أو وثنياً، فلو كان كورش نبيا إلهيا مؤيدا وراعيا للرب.

وقد أثنت عليه كتب العهد القديم، فاليهود يثنون عليه لأنه أرجعهم إلى بلادهم وبذل لهم الأموال لتجديد بناء الهيكل ورد إليهم نفائس الهيكل المنهوبة المخزونة في خزائن ملوك بابل، وقد يكون هذا من أسباب ترجيح كونه «ذي القرنين» فالسؤال عن ذي القرنين إنما كان بتلقين من اليهود على ما في الروايات.

كما ويوجد شارع في إسرائيل يسمى شارع كورش (רחוב כורש) نظرا لاعتباره قائدا ذو أهمية عند اليهود لكونه ساهم في إنقاذ اليهود من السبي البابلي بحسب اعتقادهم (انظر الصورة إلى اليسار).

في الكتابات المسمارية

على أن النقوش والكتابات المخطوطة بالخط المسماري المأثور عن داريوش الكبير وبينهما من الفصل الزماني ثماني سنين ناطقة بكونه موحّدا غير مشرك، فمن الصعب أن يتغير ما كان عليه كورش في هذا الزمن القصير.

وبخصوص شمائله فقد ورد من أخباره وسيرته وما قابل به الطغاة والجبابرة الذين خرجوا عليه أو حاربهم كملوك «ماد» و«ليديا» و«بابل» و«مصر» وطغاة البدو وهو البلخ وغيرهم، وكان كلما ظهر على قوم عفا عن مجرميهم، وأكرم كريمهم ورحم ضعيفهم وساس مفسدهم وخائنهم [بحاجة لمصدر].

مؤرخو اليونان

ذكره مؤرخو اليونان القدماء كهرودت وغيره فوصفوه بعدة صفات كالمروءة والفتوة والسماحة والكرم والصفح وقلة الحرص والرحمة والرأفة[بحاجة لمصدر].

معرض الصور

انظر أيضًا

المصادر

  1. https://kaffeketab.ir/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%B4%E2%80%8C%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%87-%DA%AF%D8%B2%D9%86%D9%81%D9%88%D9%86/
  2. Iran Heritage (28 أغسطس 2013)، The Palace of Darius at Susa: The Great Royal Residence of Achaemenid Persia (باللغة الإنجليزية)، I.B.Tauris، ISBN 9781848856219، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  3. Amélie (1995)، The ancient Near East, c. 3000-330 BC، London ; New York : Routledge، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  4. Press, Associated (10 سبتمبر 2010)، "Cyrus cylinder, world's oldest human rights charter, returns to Iran on loan"، The Guardian (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0261-3077، مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2019.
  5. Dr A. (03 ديسمبر 2007)، The Persian Empire: A Corpus of Sources of the Achaemenid Period (باللغة الإنجليزية)، Routledge، ISBN 9781134076345، مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2017.
  6. "binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله"، مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2015.
  7. ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا وكشف عنها - أبو الكلام أزاد دكتور عبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184 - نسخة محفوظة 23 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.

المراجع

  • الطبري، أبي جعفر، بن جرير، محمد (تاريخ الأمم والملوك) ، مؤسسة عزالدين، طبع عام 1985 للميلاد.
  • الحموي، ياقوت، أبوعبد الله، (مُعجَم اَلبُلدان) ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، عام 1990 للميلاد.
  • المسعودي، علي بن حسين، الشافعي. (مروج الذهب ومعادن الجوهر) دار الأندلس للطباعة والنشر: بيروت، طبعة السادسة والعشرون 1985 للميلاد.
  • القران الكريم
  • ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا وكشف عنها - أبو الكلام أزاددكتور عبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184 -
  • صانعو التاريخ - سمير شيخاني.
  • 1000 شخصية عظيمة - ترجمة د.مازن طليمات.
  • بوابة الإنجيل
  • بوابة أعلام
  • بوابة أفغانستان
  • بوابة إيران
  • بوابة الشرق الأوسط القديم
  • بوابة حضارات قديمة
  • بوابة ملكية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.