كائنات القاع

تعتبر «الميوفونا» كائنات لافقارية قاعية تعيش في كلٍ من بيئة المياه المالحة والعذبة. ويصف المصطلح «ميوفونا» بصورة شاملة مجموعة من الكائنات التي يعتبر حجمها أكبر من الكائن المجهري وأصغر من الكائن العياني وليس الاندراج ضمن مجموعة تصنيفية. ومن الناحية العملية، فإن تلك الكائنات يمكن أن تمر من خلال شبكة تبلغ 1 مم ولكن يمكن احتجازها بشبكة 45 ميكرومتر، إلا أن الأبعاد الفعلية تختلف من باحث لآخر. وإذا ما كان سيمر كائن من خلال شبكة 1 مم يعتمد أيضًا على إذا ما كان حيًا أم ميتًا أثناء التصنيف.

وقد صاغ مار مصطلح كائنات القاع للمرة الأولى عام 1942، إلا أن الكائنات التي تناسب فئة الميوفونا خضعت للدراسة منذ القرن الثامن عشر.[1] ومن الدراسات الشاملة حول الميوفونا دراسة Introduction to the study of meiofauna (مقدمة لدراسة الميوفونا) التي ألفها هيجنز وثيل عام (1988).

جمع كائنات القاع

توجد الميوفونا غالبًا في البيئات الترسبية غالبًا في كلٍ من بيئة المياه المالحة والعذبة، بداية من المياه الساحلية إلى الأعماق. ويمكن العثور عليها أيضًا على الطبقات الصلبة التي تعيش على الـطحالب، البيئة النباتية، واللافقاريات اللاساقية (الحيوانات البحرية العالقة بالصخور، بلح البحر القاعي، وما غير ذلك).

مناهج تصنيف العينات

خطّاف فان فين

يعتمد تصنيف عينات كائنات القاع بوضوح على البيئة وإذا ما احتاج الباحثون لعينات كمية أو كيفية. وتعتمد المنهجية أيضًا في البيئة الترسبية على التشكيل المادي للرواسب. ويمكن استعمال دلو ومجرفة لأخذ العينات من المناطق الساحلية لكل من الرواسب الخشنة والناعمة. وينبغي استعمال بعض أنواع الخطافات مثل (خطاف فان فين لأخذ العينات) في المناطق تحت الساحلية والمياه العميقة، ويمكن استعمال شبكة رفيعة تبلغ (نحو 0.25 مم أو أقل).

وينصح المتخصصون باستعمال مجموعة متنوعة من أدوات أخذ العينات للحصول على العينات الكمية من البيئة الترسبية في جميع الأعماق. والأبسط من هذا استعمال محقنة بلاستيكية بنهاية معزولة تشكل آلة مكبس والتي يمكن استخدامها في المناطق الساحلية أو المناطق تحت الساحلية بواسطة استعمال معدات الغوص. وبصورة عامة، كلما كانت المياه أعمق، أصبحت عملية أخذ العينة أكثر تعقيدًا. ولأخذ عينة الميوفونا من الطبقات الصلبة والبيئات النباتية والطفيلية فإن المنهجية العملية الوحيدة قطع أو كشط قطعة أرض معلومة من الطبقات ووضعها في حقيبة بلاستيكية.

مناهج الاستخراج

يوجد العديد من أساليب الاستخراج المتنوعة للميوفونا من العينات من المناطق التي توجد فيها بناءً على إذا ما كان يُحتاج لعينات حية أو محدودة. وينبغي على من يقوم باستخراج الميوفونا التعامل مع العديد الضخم من الأنواع التي تعلق أو تلتصق بالطبقات السفلية عند تحريكها. ولدفع الميوفونا على نشر مقبضها يوجد ثلاث منهجيات متاحة.

الأولى والأبسط هي الصدمة التناضحية والتي يحققها غمر العينة في ماء عذب (وبوضوح فإن هذا الأسلوب يناسب عينات المياه المالحة) لثوانٍ قليلة. فيؤدي هذا لصدور الكائنات ثم يتم تحريرها من الطبقات السفلى وترشيحها من خلال شبكة 45 ميكرومتر ثم إعادتها على الفور إلى مياه مالحة مرشحة حديثًا. ويمكن الحصول على الكثير من الكائنات السليمة من خلال هذه العملية شريطة ألّا يطول وقت الصدمة التناضحية.

وأما الطريقة الثانية فهي استعمال مخدر. والمحلول الأنسب الذي يستخدمه علماء الكائنات القاعية هو ماجنيسيوم كلورايد متساوي التوتر (7.5 جم ماجنيسيوم كلورايد 2 • 6H2O في 100 ملي مياه معقمة). فيتم وضع العينة في المحلول متساوي التوتر وتترك لمدة 15 دقيقة ثم يتم تحريك الميوفونا لتصدر عن الطبقة ثم يتم الحصول عليها بشبكة ترشيح 45 ميكرومتر ثم إعادتها على الفور إلى مياه مالحة مرشحة حديثًا.

وأما الطريقة الثالثة فهي طريقة أوليج لتقنية ثلج المياه المالحة. وتعتمد هذه المنهجية على انتقال الكائنات لمقدمة ثلج المياه المالحة الذي ينتقل خلال العينة مما يدفعها في النهاية إلى خارج الرواسب. وتعتبر أكثر الطرق تأثيرًا على العينات المأخوذة من مناطق الحرارة المرتفعة والمناطق الاستوائية.

وبالنسبة للدراسات الكبيرة التي تحتاج عددًا ضخمًا من العينات التي تجمع بالتزامن؛ يتم الاحتفاظ بالعينات طبيعيًا في محلول فورمالين 10% ثم يتم استخراج الميوفونا في وقت لاحق. توجد منهجيتان رئيسيتان للاستخراج. الأولى هي «الإبانة» والتي تناسب جدًا الرواسب الخشنة. حيث تتحرك العينات في مياه كثيرة فيسمح باستقرار الرواسب وترشيح الميوفونا. وأما المنهجية الثانية فهي «تقنية الطفو» والتي تناسب الرواسب الناعمة بصورة أفضل حيث توجد جزيئات كتل الرواسب ملاصقة للميوفونا. وأفضل الحلول التي يعتمد عليها استعمال سيليكا غروانية LudoxTM. فيتم تحرك العينة في محلول Ludox ثم تركه للاستقرار لمدة 40 دقيقة ثم بعد ذلك يتم ترشيح الميوفونا للحصول عليها. وأما في الرواسب الناعمة، فيتم تحسين فاعلية الاستخراج باستعمال الطرد المركزي. ومن خلال المنهجيتين، ينبغي تكرار عمليات الاستخراج (على الأقل ثلاث عمليات) مع كل عينة لضمان استخراج على الأقل 95% من الكائن.

تصنيف الميوفونا

بالاعتماد على مخطط نيلسين (2001). تصنيف الميوفونا يظهر في النص العريض.

المراجع

  1. "معلومات عن كائنات القاع على موقع britannica.com"، britannica.com، مؤرشف من الأصل في 5 مايو 2019.


  • Giere, Olav (2009). Meiobenthology. The microscopic motile fauna of aquatic sediments, 2nd edition, Springer. ISBN 978-3-540-68657-6.
  • Higgins, R.P. and Thiel, H. (1988) Introduction to the study of meiofauna. Smithsonian Institution Press, Washington D.C. ISBN 0-87474-488-1
  • Mare, M.F. (1942) A study of a marine benthic community with special reference to the micro-organisms. Journal of the Marine Biological Association of the United Kingdom, 25:517-554.
  • Nielsen, C. (2001) Animal evolution: interrelationships of the living phyla. Oxford University Press. ISBN 0-19-850682-1
  • Uhlig, G., Thiel, H. and Gray, J.S. (1973) The quantitative separation of meiofauna. Helgoländer wissenschaftliche Meeresuntersuchungen, 11: 178-185.

وصلات خارجية

  • بوابة علم الحيوان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.