كرة الثلج (رواية)
كرة الثلج هي ثاني رواية يصدرها الكاتب المغربي عبدالرحيم جيران، يقارب فيها الكاتب الواقع المغربي وراهن الأجيال الشابة بإستراتيجية سردية مغايرة. بطل الرواية قابع في المستشفى بعد غيبوبة دامت شهراً كاملاً قيل له حينها بأنه تعرض لحادثة سيارة مروعة وأن عمراً جديداً كتب له، وأن حالة الشلل التي نجمت عن الحادث لا يمكن الحسم بها، ثم تعود الرواية زمنياً إلى الماضي البعيد والمتوسط الغريب. تروي من خلالها الشخصية الثانية في الرواية، الأم، المرحلة الماضية بكل تفاصيلها ورجالها ونساءها وشبابها، فتتوغل في وصف المآسي التي ألَمت بأهلها ومنها السبب الذي جعل من ابنها راقداً في المستشفى. فتتنقل الرواية بين مرحلة الستينات في المغرب العربي، بكل تجلياتها السياسية والاجتماعية، وبين عصر الكاتب القرن الحادي والعشرين.
كرة الثلج | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | عبدالرحيم جيران |
البلد | المغرب |
اللغة | عربية |
الناشر | دار الآداب ، بيروت |
تاريخ النشر | 2013 |
النوع الأدبي | خيال |
التقديم | |
عدد الأجزاء | واحد |
عدد الصفحات | 174 |
السرد
في القسم الأول من الرواية، تروي الأحداث الأم «امرأة من العوام»، وهي الشخصيّة الرئيسة، وتتخّذ لها، هيئة الحوار مع القارئ، أسلوباً. أمّا بطل الجزء الثاني والأخير فهو ابنها «الصادق»، الذي يتولّى عمليّة السرد، معتمدا ضمير المتكلّم، والتوجّه مباشرة إلى القارئ. يأتي الكلام حواراً مع القارئ، مساءلةً مع النفس، أو نقداً لما هو قائم. مقدّما حلولاً تحمل ما يبرّرها، ويسوّغ لمنطقها، محاولا اقناع من يخاطبه.
في الجزء الثاني يتغيّر الراوي من الأم إلى الابن. ويستمرّ النمط السردي نفسه، حيث يتوجّه في شكل مباشر إلى القارئ ويحادثه. الراوي، في هذا الإيهام، بظهوره ووضوحه. تغريه اللعبة الفنيّة، فيُخَيّل إليه أنّه لا يقرأ. تضعه في وَهْمِ «الاستماع» إلى حديث البطل/الراوي. والقارئ مُساق، ضمن إطار اللعبة الفنيّة، إلى موقع البطل، إذ يوهمه هذا الأخير بأنه يحاوره من موقع الندّ، وبأنه غير محكوم بموقع «الكاتب الخفي» أو «الراوي الضمني».[1]
الحبكة
يناقش القسم الأول التحوّل الذي طرأ على حياة الشباب، فتدور القصة حول حدَث واحد: استدعاء من المحكمة بسبب حادث سيارة كان يقودها الابن «الصادق». هذه الحادثة، ستستدعي أحداثاً وأشخاصاً، من الماضي القريب أو البعيد. شخصيّة تُذكّر بأخرى، وتستدعي شخصيّات. يبدأ الوصف من الشكل الخارجي، مروراً بالمهنة والمكانة الاجتماعيّة، وبالتالي الحادثة. إنّه حدث واحد يُعيد إلى الأذهان حدَثاً مضى هكذا حتى تكتمل الرواية.
تتحوّل السيارة إلى رمز للتكنولوجيا الحديثة. ولكلّ كائن حديدي مهما كان شكله. كلّ ما لا روح فيه، وما ينوب عن جسد الإنسان. فبعد شراء هذه الآلة صار كل شيء يؤرّخ بظهورها في مجرى حياة العائلة. بعد أن كانوا يعيشون الحياة ببساطتها، ولم يكن هناك فرق بين هذا أو ذاك، وإن اختلف الرزق بينهم. سلبت التطورات الحديثة من الجميع أرواحهم، وتركتهم يجرون وراء سراب لم يروه أبداً. المال وحده ما يستحقّ الاحترام، وما عداه لا قيمة له. مجتمع يمثّله جيل يتعلّم في الجامعات، لكنه فارغ من الأخلاق.
الجزء الثاني
في الرواية الكثير من القلق، ومساءلة الأهل والمجتمع. ينفتح السرد باتجاه التعبير الحي، الثقافي، فتظهر كل من الشخصيّتَين متماثلة بذاتها. نشهد شخصيّتين تعيش واقعاً واحداً، لكنّه يختلف من وجهة نظر كلّ منها: النظرة إلى العالم، إلى الأشخاص فيه، في اختلافهم وتنوّع أصواتهم. يتضح للقارئ أنّ الأم، فقدت صوابها، وتعيش حالة خرَف. فكلّ ما جرى على لسانها، من ذكر أحداث وشخصيّات، هو محض «خرافة» رفضت عالَماً تعيشه، فاستبدلَته بآخَر، أسوأ. غيّرَت اسم المكان الذي تعيش فيه. دفَنت زوجها، ضعيف الشخصيّة. فاستبدَلت نفسها بابنتها العزباء، زوّجتها، ونقلت الصراع بين زوجها وأخيها، إلى صراع بين ابنها وزوج ابنتها، التي لم تتزوجّج وفق رواية الابن، وزوجها الذي لم يمُت. وحادثة المحكمة لم تتمّ أصلاً. يتحوّل كلام الجزء الأول إلى ترّهات، بعد أن نكتشف أنّ الأم ماتت.
نقد
في اليوم الثالث من أيام المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، نفدت رواية «كرة الثلج» محققة بذلك نجاحا لافتاً.[2]
مراجع
- «كرة الثلج» عندما تجرف الشباب المغربي الحياء اللندنية، تاريخ الولوج 18 أكتوبر 2013 نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- جيران: هل صنع اليسار طبقة كادحة على مستوى الذهنالاخبار، تاريخ الولوج 18 أكتوبر 2018 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- بوابة روايات
- بوابة أدب عربي
- بوابة كتب
- بوابة عقد 2010
- بوابة المغرب