كلب سلوقي

السلوقي (بالإنجليزية: Saluki) هو نوع من كلاب الصيد موطنه الجزيرة العربية منذ الاف السنين.أصبح جزء من التراث العربي ويشكل عنصر مهماً في الحياة البيئية في معظم دول الوطن العربي. يعتبر السلوقي من أسرع الحيوانات ذات الأربع قوائم بعد الفهد الصياد، حيث تصل سرعته إلى 80 كم تقريبا، وهو أطول نفساً من الفهد إذ أنه يجري لمسافات طويلة دون تعب، ويتحمل مشقة المطاردة في مختلف الظروف، يساعده على ذلك احتفاظه بالسوائل في جسمه لأنه لا يفقدها عن طريق العرق (لأن جلود الكلاب خالية من المسام الجلدية إلا القليل) الذي يتبخر عن طريق اللسان وذلك سر لهاثه الدائم في التعب والراحة.[1]

كلب سلوقي
الصفات
كلب (Canis lupus familiaris)

التسمية

أصل اسم السلالة غير واضح.[2] وقد أطلق على السلوقي أيضًا اسم كلب الغزلان، والصياد العربي.[3] أحد الأصول المقترحة لاسم السلالة هو الكَلمة السومرية القديمة "salu-ki" التي تُتَرجم إلى «الأرض الغاطسة».[4] ومع ذلك، لا يوجد دليل على وجود سلالة في ذلك الوقت أو الإشارة إليها من قبل السومريين بهذا الاسم، كما أنه ليس من المؤكد ما قد تعنيه كَلمة «الغطس [في] الأرض» في صدى الإشارة إلى الكلاب. وهي توحي بالحفر بحثًا عن حيوانات مختبئ، ولكن هناك أيضًا توجَد قصص عن كلاب يتم أطلاقها باتجاه حيوانات المحاجر من قبل صيادون يَمتَطون ظهور الجمال.

ذكر سلوقي أحمر يبلغ من العمر خمس سنوات.

يمكن اشتقاق الاسم المستخدم للسلالة الحديثة من «السلوقية» («سلوقية»، وهي مدينة الآن في العراق)، تظهر في الشعر العربي قبل الإسلام.:[5] 56 كتب الدبلوماسي البريطاني تيرينس كلارك أن الكلمة العربية سلوقي تشير إلى «شخص أو شيء من مكان اسمه سلوق». تنص التقاليد العربية على أن سلوق كانت بلدة قديمة في اليمن ليست بعيدة عن تعز الحديثة، ويربط العرب هذه المدينة بأصل السلالة. ومع ذلك، قد تكون كلمة سلوقي مشتقة من الإشارة إلى عدة أماكن أخرى، سلوق في أرمينيا، وثلاث مدن تسمى السلوقية. واحدة أصبحت حديثاً سليقية، تركيا. آخر بالقرب من أنطاكية، تركيا؛ والثالث تَقع بالقرب من بغداد، العراق. طغت بغداد على مدينة طيسفون، عاصمة الإمبراطورية الفارسية، التي كانت تقع على بعد حوالي 30 كم إلى الجنوب الشرقي. وكانت طيسفون قَد طغت بنفسها على سلوقية أول عاصمة للإمبراطورية السلوقية (312 ق.م - 65 م).[6]

بتروجليف في جولبايجان ، أصفهان ، إيران. يصور صيادًا على ظهور خيل مع صقر وكلب يشبه السلوقي. 10000-12000 قبل الميلاد.

بغض النظر، فإن صفة السلوقي قد اشتقها عرب شبه الجزيرة العربية من الكلمة التي تشبه الكلمة السلوقية المستخدمة في اللغات الآرامية والسريانية التي يتحدث بها هناك شعوب مختلفة في ذلك الجزء من بلاد ما بين النهرين، ولكن لا يوجد دليل قاطع.[6][7]

الوصف

الكلب السلوقي هو كلب بصري - أي يعتمد على حاسة البصر في تتبع ومطاردة الفريسة بدلا من حاسة الشم- يبلغ طوله حوالي 23-28 بوصة (58-71 سم) من القدم وحتى الغارب ووزنه ما بين 35-65 رطلاً (16-29 كجم). إناث كلب السلوقي أصغر في الحجم من الذكور. عنقه طويل ونحيل ويملك عيون كبيرة وآذان طويلة وعريضة وذيل طويل ومنحني [8]

السرعة والقدرة البدنية

يعتبر الكلب السلوقي أسرع سلالات الكلاب في الجري لمسافة حتى 800 متر (2600 قدم) وربما لمسافات أطول. في عام 1996 أدرج كتاب غينيس للأرقام القياسية الكلب السلوقي على أنه أسرع كلب، قادر على الوصول إلى سرعة 68.8 كم / ساعة (42.8 ميل في الساعة).[9] ونظرًا لأقدامها المبطنة بكثافة فإن هذا يساعدها على امتصاص التأثير الواقع على جسمها اثناء الجري، كما يتمتع الكلب السلوقي بقدرة تحمّل ملحوظة عند الجري.[10]

تاريخيا، استُخدمت أسلاف سلالة الكلب السلوقي الحديثة في الصيد من قبل القبائل البدوية. كانت الطرائد الشائعة هي الغزلان والأرانب والثعالب وابن آوى. أثناء صيد الأرانب البرية، كان الصيادون البدو يركبون أحيانًا على الجمال ويحملون الكلب بايديهم، والذي يتم إلقاؤه نحو الفريسة أثناء جري الجمل من أجل منح الكلب السرعة والأفضلية لبداية الجري. كما استخدم صيادو الغزال الصقور أو الباز لمهاجمة رأس الفريسة حتى تتمكن الكلاب بعد ذلك من طرح الفريسة ارضا وتثبيتها.

التاريخ

لوحة لاثنان من كلاب السلوقي رسمها الإمبراطور الصيني تشو زانجي (1398-1435).

تاريخيا كانت منطقة الهلال الخصيب هي الموائل الأولى للكلب السلوقي حيث نشأت الزراعة.[11] عُثر على لوحات رُسمت على قطع الفخار لكلاب تجري ولها أجساد طويلة ونحيلة في مدينة شوشان جنوب غرب إيران يعود تاريخها إلى 6000 عام [12] بالرغم من أن الصور كانت تُظهر آذان منتصبة ومدببة الأطراف.[13] أما الكلاب الشبيهه بالسلوقي فوجدت على المنحوتات الجدارية للإمبراطورية السومرية (العراق الآن)، والتي يعود تاريخها إلى ما بين 6000 إلى 7000 قبل الميلاد.

عُثر أيضا على بقايا هياكل عظمية قديمة لكلب تم تحديده على أنه السلوقي نتيجة لعمليات التنقيب في تل براك في سوريا، يعود تاريخها إلى ما يقرب من 4000 عام قبل اليوم.[14][15] كما عُثرعلى صور لكلاب شبيهه بالسلوقي والكلاب السلوقية الرمادية (Greyhound) بشكل متزايد على المقابر المصرية في عصر المملكة الوسطى (2134 قبل الميلاد - 1785 م).[16] على أي حال لم تظهر الكلاب الشبيهه بالسلوقي في الفن المصري القديم إلا في عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر، [17] والتي حلت مكان كلاب الصيد المسماة تيسيم.[18] وهو النوع الذي انتشر لاحقا جنوبًا باتجاه السودان.

مراجع

  1. "السلوقي وانواعه .... بالصور"، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 يناير 2021.
  2. Harun Al Aswad (23 أغسطس 2021)، "Meet Syria's 'loyal, affectionate and very intelligent' Saluki dogs"، Middle East Eye، مؤرشف من الأصل في 29 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2021.
  3. Case, Linda P. (2005)، The Dog: Its Behavior, Nutrition, and Health، Wiley-Blackwell، ص. 24، ISBN 978-0-8138-1254-0.
  4. "International World History Project"، مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2016، اطلع عليه بتاريخ 30 سبتمبر 2015.
  5. Allsen, Thomas T. (2006)، The Royal Hunt in Eurasian History، University of Pennsylvania Press، ISBN 978-0-8122-3926-3، مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 20 أكتوبر 2020.
  6. نسخة محفوظة 19 June 2013 على موقع واي باك مشين. Saluqi.net
  7. "كلاب السلوقي | زوروا أبوظبي"، visitabudhabi.cn، مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 01 يناير 2021.
  8. Palika (2007): p. 342.
  9. Murgai, R. P. (1996). Hand Book of Dogs. New Age International. p. 108. ISBN 9788122408935..
  10. Alderton, David (2006). Top to Tail: The 360 Degrees Guide to Picking Your Perfect Pet. David & Charles. p. 71. ISBN 978-0-7153-2589-6..
  11. Freedman, A. (2014). "Genome Sequencing Highlights the Dynamic Early History of Dogs". PLOS Genetics. 10 (1): e1004016. doi:10.1371/journal.pgen.1004016. PMC 3894170. PMID 24453982..
  12. [2], Susa: Bushnell, Ibex, and hounds at Louvre..
  13. [3], Susa Beaker: Bushnell, Ibex, and hounds at Louvre.
  14. Clutton-Brock, J., 1989. A dog and a donkey excavated at Tell Brak. Iraq, 51, pp.217-224..
  15. Structured Deposition of Animal Remains in the Fertile Crescent during the Bronze Age, José Luis Ramos Soldado, Archaeopress, 2016, p12, ISBN 9781784912697.
  16. Allsen, Thomas T. (2006). The Royal Hunt in Eurasian History. University of Pennsylvania Press. ISBN 978-0-8122-3926-3..
  17. Goldwasser (2002): p. 106.
  18. Goldwasser (2002): p. 109.
  • بوابة كلبيات
  • بوابة حيوانات أليفة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.