كيمياء الحب

إن للحب تأثير واضح على الهرمونات التي يفرزها الجسم، حيث يحدث زيادة في إفراز بعض الهرمونات ونقصان أخرى، لذا فبإمكاننا القول أن الحب له كيمياء خاصة به.

رؤية مبسطة لكيمياء الحب.

تأثير الانجذاب للطرف الآخر

عند حدوث انجذاب للطرف الآخر[1] فإن ذلك يؤثر على الهرمونات بشكل واضح[2]، حيث يبدأ الدماغ بإفراز PEA[3] والذي يتسبب في إفراز هرموني الأدرينالين والدوبامين (هرمون السعادة) وتتسبب هذه الهرمونات[4] في تهيئة حالة شديدة من السعادة للإنسان وتحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ، كما ينخفض أيضًا هرمون السيروتنين فيصبح الإنسان في حالة من الافتنان أي الإعجاب المفرط بالطرف الآخر وعدم توقع أي تصرفات سلبية منه. يظهر تأثير تلك الهرمونات جلياً على الجسم في صورة انخفاض جودة التفكير العقلي وتدفق الدم إلى العضلات والعرق واستثارة القولون العصبي. وتأثر تلك الهرمونات أيضًا على طريقة التفكير حيث يسيطر على الدماغ حالة من التفاؤل ويتم فلترة كل التوقعات السلبية والتخلي عنها، وبعد مرور من 8 إلى 9 شهور من حالة الانجذاب تلك يبدأ إفراز هرمونات أوكسايتوسين وفازوبرسين وهي الهرمونات المسؤولة عن التقبل والطمأنينة[5] ويحدث شيء من الاعتياد، وهنا لايستطيع الجسم الصمود أمام كل تلك التغيرات الهرمونية، فتعود الهرمونات كما كانت ويتغير شكل العلاقة لتأخذ شكل آخر جديد وهنا يظن البعض أن الحب قد انتهى (وهذا يوضح أحد أهم أسباب انفصال الكثيرين)، والبعض الآخر يرى أن ذلك الانجذاب سيتحول إلى شكل آخر من المحبة والتعلق.

نظرية روبرت ستينرنبرغ

قدم روبرت ستينرنبرغ نظرية تعرف باسم نظرية مثلث الحب[6] والتي تفسر مكونات الحب الثلاث، ألا وهي: الحميمية والشغف والالتزام.

  • الحميمية هي وجود حالة من الترابط والشعور بحالة من الانتماء.
  • الشغف هو وجود حالة من الاشتعال العاطفي والجنسي.
  • الالتزام هو القرار بالاستمرار في هذه العلاقة إلى الأبد.

وأفضل أنواع العلاقات هي تلك التي يجتمع فيها المكونات الثلاثة.

دراسة العالم جون غوتمان

قام العالم جون غوتمان بتجربة للتعرف على الأسباب التي تجعل العلاقات ناجحة، وتمت التجربة على النحو التالي:

تم توصيل الأزواج بأقطاب كهربائية وطلبوا منهم التحدث عن تحديات واجهوها ونجحوا فيها سويًا أو التحدث عن ذكرياتهم الإيجابية معًا، وتم قياس الأقطاب لتدفق الدم ومعدلات ضربات القلب وكذلك مدى التعرق، ثم تم متابعة هؤلاء الأزواج لمدة ست سنوات لمعرفة هل ستدوم العلاقة بينهم إيجابية أم ستتخللها الكراهية والسلبية، ومن البيانات التي جُمعت صنف غوتمان الأزواج[7] إلى نوعان (disasters-masters) (أسياد-كوارث)، في عام 1990 قرر استكمال دراسته لمعرفة كيف يتمكن ال masters من إنجاح علاقاتهم، فقام بتصميم مختبر في حرم جامعة واشنطن وظهر كمكان لقضاء بعض الوقت والإفطار معًا، وقام بدعوة 130 من الأزواج المتزوجين حديثًا، ولاحظ أن «الأسياد» هم الأزواج الذين يوجد بينهم تعاون وشيء من التلقائية والمرح وكذلك المدح والثناء والعطاء المتبادل ويظهرون احترام متبادل لبعضهم البعض ومراعاة للمشاعر، أما «الكوارث» كانوا مستمرين في انتقاص وتحقير بعضهم البعض كما كانت قلة الثقة كانت ظاهرة في تعاملهم.

نظرية التعلق

قام العالم جون بولبي بوضع نظرية التعلق[8] والتي فسرت أنواع الناس في العلاقات تبعًا لطريقة نشأتهم في الصغر وأسلوب تربيتهمر.وُجِد أنه يوجد ثلاث أنماط شائعة من الناس في العلاقات وهم: (الشخص الآمن -المتجنب-القلق)

  • الشخص الأمن (secure):[9]: ذلك الشخص الذي يكون آمن في علاقته من الطرف الآخر، يحب العطاء ولا يكون في حالة ذعر دائمة من فقد الطرف الآخر، كما أنه يتعامل باعتدال وحب وإخلاص ويبذل الكثير من الجهد لإنجاح العلاقة، كما أنه غالبا يكون متطور وناجح وسوي في علاقاته، ذلك الشخص قد نشأ في بيت يعطي الكثير من الحب والأمان غير المشروط وكان بيته مستقر بشكل واضح ويوجد احترام متبادل بين والديه.
  • الشخص المتجنب (avoidant): يشعر دائمًا بعدم الأمان وأنه مهدد بفقد الطرف الآخر، يقوم دائمًا بالانسحاب من العلاقات وعدم الدخول في علاقات جديدة خوفاً من الفقد والألم، هذا النوع غالبًا ما يكون نشأ في أسرة لا تعبر عن حبها له إطلاقا وربما تكون أسرة غير مستقرة، فيشعر دائمًا أنه مهدد بالفقد.
  • القلِق (preoccupied): هو ذلك الشخص الذي يكون دائمًا في حالة خوف مستمر من فقد الطرف الآخر إذا ارتكب خطأ أو تقصير، فيقرر التمسك به بشكل مبالغ فيه ربما يؤدي إلى إدمان مرضي، وهذا الشخص غالباً مايكون قد نشأ في بيت يقدم له الحب بشكل مشروط فهو مهدد دائمًا بفقد الحب والاحترام إذا لم يقوم بتنفيذ ما تم تكليفه به.

الانفصال

وضحت الدراسات الدماغية أن أعراض الانسحاب[10] الناتجة عن الانفصال أو الخروج من العلاقة مشابهة لأعراض انسحاب ذلك الذي يحاول الإقلاع عن إدمان مخدر.

المراجع

  1. "الانجذاب والحميمية"، Love Matters، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  2. "ويب طب - WebTeb - معلومة أثق بها"، Webteb، مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2019.
  3. شيريهان عصام (24 يناير 2019)، علاقات بنكهه القهوة، دار تويا للنشر و التوزيع، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  4. "Hormones"، medlineplus.gov، مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2019.
  5. "بسبب الحب.. 4 هرمونات يفرزها المخ تشعرك بالسعادة"، الكونسلتو.كوم، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  6. "تعرفي إلى أشهر النظريات العلمية في «الحب»"، مجلة سيدتي، 15 فبراير 2018، مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  7. هي, مجلة (04 سبتمبر 2017)، "انواع الازواج وكيفية التعامل معهم"، مجلة هي، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  8. "نظرية التعلق: هي غلطة والدي بالكامل إذا؟"، ترجمات في الصحة العاطفية والنفسية، 03 أكتوبر 2017، مؤرشف من الأصل في 31 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  9. "What You Really Need to Fix Insecurity in a Relationship Forever"، Lifehack (باللغة الإنجليزية)، 18 أكتوبر 2017، مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2019.
  10. "إدمان الحب"، إضاءات، 13 سبتمبر 2018، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2019.
  • بوابة علم الاجتماع
  • بوابة علم النفس
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.