لوحة سنوسرت الثالث في سمنة

تعد نقوش لوحة سنوسرت الثالث في سمنة التي سجلت لنا حملة السنة السادسة عشرة من أهم النقوش التي وصلت إلينا من هذا العصر، وتتمثل أهميتها في أنها حددت لنا التخوم المصرية في هذا العهد من جهة بلاد النوبة، وتعد هذه النقوش بحق من أهم ما تركه لنا قدماء المصريين في كل عصورهم؛ إذ يتمثل لنا فيها قوة إرادة هذا الملك المصري وشدة حرصه على مجد بلاده، وإذكاؤه نار الغيرة في نفوس أخلافه للمحافظة على فتوحاته، والدفاع عن حدودها بالنفس والنفيس

لوحة سنوسرت الثالث. متحف برلين المصري، ألمانيا

وقد وجد على اللوحة، تسجيل أن الملك سنوسرت الثالث أصدر مرسوما في العام الثامن من حكمه يمنع أهالي النوبة جنوبي منطقة سمنة أن يتخطوها شمالا إلا إذا أتوا للتجارة أو بسبب عمل مشروع .

وكان على الدوريات المقيمة هناك الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للقبائل في هذه المنطقة.[1][2]

نص اللوحة

في السنة السادسة عشرة في الشهر الثالث من الفصل الثاني، عندما مد جلالته الحدود لغاية «حح» (سمنة)، «لقد جعلت تخوم بلادي أبعد مما وصل إليه أجدادي، ولقد زِدت في مساحة بلادي على ما ورثته، وإني ملك يقول وينفذ، وما يختلج في صدري تفعله يدي، وإني طموح إلى السيطرة، وقوي لأحرز الفوز، ولست بالرجل الذي يرضي لبه بالتقاعس عندما يعتدَى عليه، أهاجم من يهاجمني حسب ما تقتضيه الأحوال، وإن الرجل الذي يركن إلى الدعة بعد الهجوم عليه يقوِّي قلب العدوِّ، والشجاعة هي مضاء العزيمة، والجبن هو التخاذل، وإن من يرتد وهو على الحدود جبان حقًّا، ولما كان الأسود يحكم بكلمة تخرج من الفم، فإن الجواب الحاسم يردعه، وعندما يكون الإنسان ماضي العزيمة في وجهه الأسود فإنه يولي مدبرًا؛ أما إذا تخاذل أمامه فإنه يأخذ في مهاجمته. على أن السود ليسوا بقوم أشداء ولكنهم فقراء كسيرو القلب، ولقد رآهم جلالتي، وإني لست بخاطئ في تقديري، ولقد أسرت نساءهم، وسُقت رعاياهم، واقتحمت آبارهم، وذبحت ثيرانهم، وحصدت زرعهم؛ وأشعلت النار فيما تبقى منها. وبحياتي وحياة والدي لم أنطق إلا صدقًا، دون أن تخرج من فمي فرية. وكل ولد أنجبه ويحافظ على هذه الحدود التي وصل إليها جلالتي يكون ابني، وولد جلالتي، وألحِقه بنسبي، وإن من يحافظ على تخوم الذي أنجبه، يكون منتقمًا لأبيه حقًّا، أما من يتخلى عنها، ولا يحارب دفاعًا عن سلامتها فليس ابني ولم يولد من ظهري، والآن تأمل فإن جلالتي قد أمر بإقامة تمثال عند هذه الحدود التي وصل إليها جلالتي حتى تنبعث فيكم الشجاعة من أجلها، وتحاربون للمحافظة عليها.»

مراجع

  1. Ian Shaw, The Oxford History of Ancient Egypt, Oxford University Press 2003, p.155
  2. Miriam Lichtheim, Ancient Egyptian literature: a Book of Readings, Berkeley CA, University of California Press, 1973. pp.119–120


  • بوابة مصر القديمة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.