ماكغافن

ماكغافن في أدب الخيال، يعد الماكغافن غاية أو أداة أو واقعة ضرورية لسير أحداث القصة ومحفزا لشخصياتها. لكن لا أهمية لها في حد ذاتها.[1] [2] [3] [4] [5] أنشأ كاتب السينارو أنجوس ماكفيل هذا المصطلح للفيلم، قبل أن يتبناه المخرج ألفريد هيتشكوك، ويمتد بعد ذلك إلى آلية مماثلة في أعمال أدب الخيال الأخرى.

نبذة

تعد تقنية الماكغافن شائعة في الأفلام، خاصة أفلام الإثارة. كما أن ظهورها يكون عادة في الجزء الأول من أحداث الفيلم، وتتراجع أهميتها فيما بعد. ويمكن أن تظهر مرة أخرى في ذروة القصة، ولكن يمكن أن تهمل عند نهايتها. أحيانًا وبشكل ساخر، يمثل تعدد الماكغافن على أنه كوبونات الحبكة. [6] [7]

التاريخ والاستخدام

لقد سبق استخدام الماكغافن كآلية قصصية لتقدم الحبكة تسميتها بماكغافن. فإن الكأس المقدسة للأسطورة الآرثرية استشهدت كمثال مبكر على الماكغافن. فالكأس المقدسة هي الغرض المرغوب والضروري لبدء الحبكة وتطورها. وإن المسألة النهائية للكأس لم تكشف أبدًا، مما يشير إلى أن الغرض ليس له أهمية في حد ذاته.[8]

تمثال "الصقر المالطي" من الفيلم الذي يحمل الاسم ذاته.

استخدمت الممثلة بيرل وايت في حقبة الحرب العالمية الأولى مصطلح «ويني» لتحديد أي غرض (لفافة فيلم، أو عملة نادرة، أو ماس باهظ الثمن، وما إلى ذلك) لدفع الأبطال، وغالبًا الأشرار أيضًا لمطاردة بعضهم خلال الحبكات المعقدة لأخطار بولين وسلاسل الأفلام الصامتة الأخرى التي لعبت دور البطولة فيها.[9] في الرواية البوليسية "الصقر المالطي"من عام 1930، يزود التمثال الصغير كلاً من عنوان الكتاب ودافعه للمؤامرة.

قام كاتب السيناريو الإنجليزي أنجوس ماكفيل بصياغة الاسم ماكغافن، [10] واشتهر من قبل المخرج ألفريد هيتشكوك في ثلاثينيات القرن الماضي.

ألفريد هيتشكوك

روج المخرج والمنتج ألفريد هيتشكوك مصطلح ماكغافن وتقنيته في فيلمه الدرجات التسعة والثلاثون من عام 1935، وهو مثال مبكر لهذا المفهوم.[11] [12] كما شرح هيتشكوك مصطلح ماكغافن في محاضرة ألقاها عام 1939 في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك:

قد يبدو اسمًا اسكتلنديًا مأخوذًا من قصة رجلين في قطار. يقول أحدهما: «ما هذه الحزمة الموجودة في رف الأمتعة؟». ويجيب الآخر: «أوه، إنه ماكغافن». يسأل الأول: «ما هو الماكغافن؟». ليجيب الآخر: «حسنًا، إنه جهاز لأسر الأسود في المرتفعات الاسكتلندية». يقول الرجل الأول: «لكن لا توجد أية أسود في المرتفعات الاسكتلندية»، ويجيب الآخر: «حسنًا، إذن هذا ليس بماكغافن!» لذلك فأنت ترى بأن الماكغافن هو في الواقع لا شيء على الإطلاق.

في مقابلة أجريت مع هيتشكوك عام 1966 من قبل فرانسوا تروفو، وضح فيها هيتشكوك مصطلح ماكغافن باستخدام نفس القصة.[13] [14]

كما قال هيتشكوك أيضًا: «إن الماكغافن هو الشيء الذي يسعى خلفه الجواسيس، لكن الجمهور لا يهتم لأمره».[15] [16]

إن مصطلح ماكغافن الخاص بهيتشكوك قد ساعده على تأكيد أن أفلامه لم تكن في الواقع كما تبدوعلى سطحها. فقد روى هيتشكوك أيضًا هذه النادرة في مقابلة تلفزيونية لفيلم ريتشارد شيكل الوثائقي الرجال الذين صنعوا الأفلام، وفي مقابلة أخرى مع ديك كافيت.[17]

جورج لوكاس

على عكس وجهة نظر هيتشكوك للماكغافين على أنه غرض تدور الحبكة حوله ولكن الجمهور لا يهتم به، فإن منتج الأفلام جورج لوكاس يعتقد أن «الجمهور يجب أن يهتم به بقدر ما يهتم به الأبطال والأشرار الذين يظهرون في نزاع على الشاشة».[18] يصف لوكاس آرتو دي تو بأنه الماكغافن لفيلم حرب النجوم الأصلي، [19] وقال إن الماكغافن في فيلم سارقو التابوت الضائع كان مثالًا ممتازًا، على عكس الماكغافن في فيلمي إنديانا جونز التاليين الذي كان أكثر غموضا

إيف لافاندير

بالنسبة للمخرج والباحث في الجانب النظري للكتابة الدراماية إيف لافاندير، وبالمعنى الدقيق للكلمة، فإن الماكغافن هو سر يحفز الأشرار.[20] فالماكغافن في فيلم شمالا إلى الشمال الغربي [21] من المفترض أنه لا يملك أي محفزات للبطل. وهدف روجر ثورنهيل هو تخليص نفسه من المأزق الذي صنعته الهوية الخاطئة، وما يهم فاندام ووكالة المخابرات المركزية ليس له أهمية تذكر لثورنهيل. وإن نقص مماثل في القوة التحفيزية ينطبق على الماكغافن المزعوم في أفلام الثلاثينيات السيدة تختفي و الدرجات التسعة والثلاثون والمراسل الأجنبي . بمعنى أوسع، وكما يقول لافاندير، فإن الماكغافن يشير إلى أي تبرير لافراضات الصراع الخارجي للعمل.

أمثلة

شهر ألفريد هيتشكوك استخدام تقنية الماكغافن. ومن الأمثلة على استخدام هذه التقنية من أفلام هيتشكوك: خططًا لمحرك طائرة صامت في 39 خطوة (1935)، وخام اليورانيوم المشع في سيئة السمعة (1946)، وبندًا من معاهدة سلام سرية في المراسل الأجنبي (1940).[22]

مراجع

  1. Brewer's (1992)
  2. Harmon (2012)
  3. Knowles (2000)
  4. Room (2000)
  5. Skillion (2001)
  6. Lowe, Nick (يوليو 1986)، "The Well-Tempered Plot Device"، Ansible، Berkshire, England، (46)، ISSN 0265-9816، مؤرشف من الأصل في 28 يوليو 2013، اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2014.
  7. Sterling, Bruce (18 يونيو 2009)، "Turkey City Lexicon – A Primer for SF Workshops"، Science Fiction and Fantasy Writers of America، مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2014.
  8. Dr. Marjory T. Ward, "King Arthur Revisited" in Dr. Andrew Keen (ed.) "Proceedings of the Second History/Literature Conference on Medieval Literature"
  9. Lahue, Kalton C. (1968)، Bound and Gagged: The Story of the Silent Serials، Oak Tree Pubs، ISBN 978-0-498-06762-4.
  10. McArthur, Colin (2003)، Whisky Galore! and the Maggie: A British Film Guide، London: I.B.Tauris، ص. 21، ISBN 978-1-86064-633-1، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017.
  11. Marshall Deutelbaum؛ Leland A. Poague (2009)، A Hitchcock reader، John Wiley and Sons، ص. 114.
  12. Digou, Mike (أكتوبر 2003)، "Hitchcock's Macguffin In The Works Of David Mamet"، Literature Film Quarterly، 31 (4): 270–275.
  13. Truffaut, François (1983)، Hitchcock/Truffaut، سايمون وشوستر، ISBN 9780671604295، مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2016.
  14. Framing Hitchcock: Selected essays from the Hitchcock annual، Wayne State University Press Detroit، 2002، ص. 47–48، ISBN 0814330614، مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2016.
  15. Boyd, David (1995)، Perspectives on Alfred Hitchcock، G. K. Hall، ص. 31، ISBN 9780816116034، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2021.
  16. "The 39 Steps – Film (Movie) Plot and Review"، Filmreference.com، مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2014.
  17. cavettbiter (22 أكتوبر 2007)، Alfred Hitchcock was confused by a laxative commercial، مؤرشف من الأصل في 03 مايو 2015، اطلع عليه بتاريخ 03 سبتمبر 2017
  18. "Keys to the Kingdom"، Vanity Fair، فبراير 2008، مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2014.
  19. Star Wars (1977) Region 2 DVD release (2004). Audio commentary, 00:14:44 – 00:15:00.
  20. "Excerpts from Yves Lavandier's Writing Drama"، Clown-enfant.com، مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2014.
  21. Curtis Marez (2019)، University Babylon: Film and Race Politics on Campus، Univ of California Press، ص. 166، ISBN 9780520304574، مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2021.
  22. Walker, Michael (2005)، Hitchcock's Motifs، Amsterdam University Press، ص. 297، ISBN 978-90-5356-773-9، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 سبتمبر 2017.

المعلومات الكاملة للمراجع

روابط خارجية

  • بوابة سينما
  • بوابة أدب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.