مالك بن زهير

هو مالك بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر، قُتِل في حرب داحس والغبراء التي دارت رحاها بين عبس و ذبيان.

ديانته

اعتنق الحنيفية على يد خالد بن سنان العبسي ثم تزهد في الملك والإمارة، وهو ثالث إخوته بعد شأس وقيس ابنا زهير.

من سيرته

طلبه إليه أخوه قيسٌ بعدما صار ملكا على عبس وكثير من بطون قيس عيلان مثل هوازن وغيرها من الذين يدينون له بالطاعة ويدفعون إليه ولأبيه من قبله الأتاوة[1] بعد مقتل أبيه زهير ومن قبله مقتل أخيه شأس، فصار إلى جانب أخوه أميرًًا على بني عبس، وكان يجبر نفسه على ذلك وتحثه أمه حتى لا يطيش أخوه قيسٌ بالحكم والملك.

صفته

عرف عن مالك رحمته وعطفه بالعبيد، وحبه الشديد لأمه تماضر بنت الشريد السلمية، وكان كثير الخروج إلى الحج، كارها عادات العرب وتقاليدهم واتخاذهم العبيد، وقد عُرف عنه حبه الشديد لعنترة بن شداد العبسي حتى أيام عبوديته؛ فقد كان يخرج مع خالد بن سنان إلى المرعى ليرعى خالد بن سنان ماشيته بعد أن أعتق عبيده جميعا، وكان عنترة يجالسهم بين الحين والحين فأعجب بعنترة وأعجب عنترة به، فتلازما وتصاحبا، وإليه كان يرجع عنترة لأخذ النصيحة والمشورة، وقد قتل بسهم في حرب داحس والغبراء على يد أحد رماة بني ذبيان.

موته

مات مالك بن زهير في حرب داحس والغبراء بعد أن رماه أحد مقاتلي ذبيان بسهم أنهى حياته وقضى عليه، وقد مات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

رثاءه

مرثية عنترة بن شداد:[2]

(عنترة بن شداد العبسي)
[من بحر الطويل]
ألا يا غراب البين في الطيرانأعرني جناحا قد عدِمتُ بناني
ترى هل علمتَ اليوم مقتل مالكٍومصرعهُ في ذلةٍ وهوان
فإن كان حقا فالنجومُ لِفَقْدِهِتغيبُ ويهوِي بعده القمران
لقد كان يوما أسود الليل عابسايخافُ بلاهُ طارقُ الحدثانِ
فلله عينَا مَن رأى مثلَ مالكٍعقيرةَ قومٍ أن جرى فَرَسَانِ
فليتهما لم يجريا نصفَ غلوةٍوليتهما لم يرسلا لرهانِ
وَلَيتَهُما ماتا جَميعاً بِبَلدَةٍوأخطاهما قيس فلا يُرَيَانِ
لَقَد جَلَبا حَينًا وحربًا عظيمةًتَبيدُ سَراةَ القَومِ مِن غَطَفانِ
وَقَد جَلَبا حَيناً لِمَصرَعِ مالِكٍوَكانَ كريمًا ماجدًا لِهِجانِ
وَكانَ لَدى الهَيجاءِ يَحمي ذِمارَهوَيَطعَنُ عِندَ الكَرِّ كُلِّ طِعانِ
بِهِ كُنتُ أَسطو حينَما جَدَّتِ العِداغَداةَ اللقا نحوي بكلِّ يمانِي
فَقَد هَدَّ رُكني فَقدُهُ وَمُصابُهُوَخَلّى فُؤادي دائِمَ الخَفَقانِ
فَوا أَسَفا كَيفَ اِنثَنى عَن جَوادِهِوَما كانَ سَيفي عِندَهُ وَسِناني
رَماهُ بِسَهمِ المَوتِ رامٍ مُصَمِّمٌفَيا لَيتَهُ لَمّا رَماهُ رَماني
فَسَوفَ تَرى إِن كُنتُ بَعدَكَ باقِيًاوَأَمكَنَني دَهرٌ وَطَولُ زَمانِ
وَأُقسِمُ حَقًّا لَو بَقيتَ لَنَظرَةٍلَقَرَّت بِها عَيناكَ حينَ تَراني

مرثية أمه تماضر بنت الشريد السلمية فيه بعد موته:[3]

(تماضر بنت الشريد السلمية)
[من بحر الوافر]
كأنَّ العينَ خالطها قذاهالحزنٍ واقعٍ أفنى كراها
على ولدٍ وزينِ الناسِ طرًّاإذا ما النار لم ترَ من صلاها
لَئِن حَزنت بنو عَبسٍ عليهِفَقَد فَقدت بهِ عبسٌ فتاها
فَمَن لِلضّيفِ إِن هبّت شمالٌمُزعزعةٌ يُجاوِبها صَداها
أَسيّدَكُم وحاميكم تركتُمعَلى الغبراءِ مُنهدماً رحاها
تَرى الشمّ الجحاجحَ مِن بغيضٍتَبدّدَ جَمعُها في مُصطلاها
فَيَتركها إِذا اِضطربت بِطعنٍوَيَنهبها إِذا اِشتَجَرت قَناها
حَذيفةُ لا سُقيتَ مِنَ الغَواديوَلا روّتكَ هاطلةٌ نداها
كَما أَفجَعتني بِفتىً كريمٍإِذا وُزِنَت بنو عَبسٍ وفاها
فَدَمعي بعدهُ أبدًا هطولٌوَعَيني دائمٌ أبدًا بُكاها

المراجع

  • بوابة أعلام
  • بوابة الجاهلية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.