ماوي (ميثولوجيا الماوري)
في الميثولوجيا الماورية، كما هو الحال في بقية الأساطير البولينيزية، ماوي بطل ثقافي ومحتال مشهور بمآثره وذكائه. امتلك ماوي قوًى خارقة، وكان قادرًا على التحول إلى حيوانات مثل الطيور والديدان.
ماوي (ميثولوجيا الماوري) | |
---|---|
جزء من سلسلة مقالات حول |
أساطير وتقاليد الماوري |
---|
الماوريون يؤدون رقصة الهاكا |
بوابة الأساطير الأوقيانوسية |
وُلد قبل أوانه وألقته والدته في المحيط، حيث شكّلته الموجات ليصبح طفلًا حيًا. اكتشفه جده وانتقل لاحقًا ليعيش مع أشقائه. تبع والدته في يوم من الأيام إلى العالم السفلي حيث قابل والده، ماكياتوتارا، الذي عمّد ماوري بطريقة خاطئة. عقابًا على هذه الحادثة، حكمت الآلهة أن يكون الموت مصير ماوي وكامل البشرية.
يُعزى إلى ماوي اصطياد سمكة عملاقة باستخدام شص مصنوع من عظم فك جدته؛ صارت السمكة العملاقة الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا، المعروفة باسم تي إيكا آ ماوي. في بعض التقاليد، صار زورقه (الواكا) الجزيرة الجنوبية، المعروفة باسم تي واكا آ ماوي.
تضمنت حيلته الأخيرة، والتي أدت إلى وفاته، الإلهة هيني نوي تي بو. في محاولة لتحصيل الخلود للجنس البشري، تحول ماوي إلى دودة ودخل في مهبلها، ناويًا الخروج من فمها وقتما تنام. لكنه سُحق بين أسنان مهبلها المصنوعة من السبج.
أسماؤه وألقابه
أسطورة الأصل
تزايد نسل تيوماتاونغا وتضاعف ولم يعرف الموت حتى جيل ماوي تيكيتيكي وإخوته.[5]
ولادته
ماوي ابن تارانغا، زوجة ماكياتوتارا. وُلد ولادة إعجازية - ألقت والدته خديجها المولود قبل أوانه في البحر ملفوفًا بخصلة شعر من قنزعتها (تيكيتيكي) – ولهذا اسم ماوي الكامل ماوي تيكيتيكي آ تارانغا. وجدت أرواح المحيط الطفل ولفته بالأعشاب البحرية وقناديل البحر.[6]:233 ثم وجده جده تاما نوي كي تي رانغي على الشاطئ،[7] مغطى بأسراب من الذباب والنوارس، ورباه حتى سن البلوغ.[2]:13
اكتشافه أشقاءه
عندما بلغ ماوي سنًا مناسبًا، سافر إلى موطن عائلته ووجد إخوته الأربعة. ماوي تاها، وماوي روتو، وماوي باي، وماوي واهو، وأخته هينا.[6]:233 كان الإخوة حذرون في البداية من الوافد الجديد.[2]:11
جاء ماوي لاحقًا في الليل إلى أقربائه وقتما كانوا مجتمعين في الماراي، راقصًا وفرحًا. تسلل بينهم وجلس خلف إخوته، وسرعان ما نادت تارانغا للأطفال وقتما رأت طفلًا غريبًا، لم تتعرف عليه في البداية وحاولت طرده من المنزل، لكنه أثبت أنه ابنها. وهكذا ضُم ماوي إلى العائلة بصفته فردًا منها.[1]:449 شعر بعض إخوته بالغيرة، لكن كبيرهم خاطب البقية بالخطاب التالي:
«لا عليكم؛ فليكن أخانا العزيز. تذكروا في أيام السلم الحكمة القائلة: «عندما تكون في موقف ودّيّ، حُل نزاعاتك بطريقة ودية؛ وعندما تكون في حرب، أنصِف جراحك بالعنف». من الأفضل لنا، يا إخوتي، أن نكون كرامًا مع الناس. هذه هي الطرق التي يكتسب الرجال بها السطوة – بالكدح لتحصيل وفرة من الطعام لإطعام الآخرين، بجمع الممتلكات لمنح الآخرين، وبطرق مشابهة تتعزز بها مصلحة الآخرين». - كتاب المثيولوجيا البولينيزية (1854)
رحلة بحثه عن والديه
بعد أن تفاخر ماوي بأمور كتحويل نفسه إلى أنواع مختلفة من الطيور، أقر إخوته بقوته وأُعجبوا به. شعر بالضيق من مغادرة أمه قبل الفجر وعودتها في الليلة التالية كل يوم، وفي أحد الأيام أغلق مداخل البيت وحجب مصادر الضوء عنه ليبقيها هناك، وسرق ملابسها. مع شروق الشمس، أصبح بإمكانه رؤية المكان الذي تذهب إليه كل يوم، وتبين أنها كانت تقتلع كتلة من الكُشة من الأرض، ثم تهبط نفقًا ضخمًا إلى العالم السفلي.
تشجع ماوي على اللحاق بأمه إلى العالم السفلي في هيئة كيريرو (حمامة نيوزيلندية). بمجرد وصوله هناك لاقى مجموعة من الناس جلوسًا على رقعة من العشب في بستان من أشجار الماناباو، التي أسقط منها حبات توت على رأسي والديه.
عند عودة ماوي إلى هيئته البشرية، تعرفت عليه أمه على أنه الطفل الذي كان يعيش مع بقية أولادها. ثم أخذه والده، ماكياتوتارا، إلى الماء ليُعمّده، لكنه أسرع فيها عن طريق الخطأ، ما سبب إرهاقه.
أساطير
ماوي يُبطئ حركة الشمس
في الأيام الغابرة، كان من عادة الشمس أن تجتاز السماء بسرعة، ما لم يمنح الوقت الكافي للعمل والطعام. اقترح ماوي أن يُمسك الشمس ويُبطئها. تسلح بعظم فك موريرانغاوينوا وكمية ضخمة من الحبال التي ذُكر في بعض الحكايا أنها مصنوعة من شعر أخته هينا. ذهب ماوي وإخوته في رحلة إلى الشرق ووجدوا الحفرة التي كان ينام رب الشمس تاما نوي تي را فيها في الليل. ربطوا الحبال في شكل أنشوطة حول الحفرة وبنوا جدارًا من الصلصال ليختبئوا خلفه. عِلق تاما نوي تي را في الأنشوطة وضربه ماوي ضربًا مبرحًا بعظم الفك حتى استسلم ووافق على قطع السماء بصورة أبطأ.[8][6]:234
ماوي يصطاد في جزيرة الشمال
دائمًا ما كان إخوة ماوي الأكبر منه يمنعونه من الذهاب لصيد السمك معهم. في إحدى الليالي، نسج لنفسه خيط صيد من الكتّان وسحره مستخدمًا الكاراكيا ليمنحه القوة؛ وعلق به شص الصيد السحري المصنوع من عظام الفك التي منحتها جدته موريرانغاوينوا له. ثم اختبأ في بدن واكا (زورق) إخوته. في الصباح التالي، وقتما ابتعد الواكا عن اليابسة مسافة يصعب معها الرجوع، بزغ من مخبئه. لم يُعره إخوته أي طُعم، لذا ضرب نفسه في موقع الأنف وعلق دمه طعمًا على الشص. جرّ ماوي سمكة عظيمة، عُرفت باسم هاهاو وينوا، من الأعماق السحيقة. وهكذا عُرفت الجزيرة الشمالية باسم تي إيكا آ ماوي (سمكة ماوي).[6]:234
عندما ظهرت من الماء، غادر ماوي بحثًا عن التوهونغا لأداء المراسم والصلوات اللائقة، وترك إخوته في موقع المسؤولية. مع ذلك، لم ينتظروا عودة ماوي وبدأوا تقطيع السمكة، التي تلوّت محتضرة، ما سبب تفككها إلى جبال، وجروف، ووديان. لو استمع الإخوة إلى ماوي، لصارت الجزيرة سهلًا مستويًا، ولكان بإمكان الناس الانتقال على سطحها بسهولة.[9][6]:234
في التقاليد الماورية الشمالية في نيوزيلندا، أصبح الواكا خاصة ماوي الجزيرة الجنوبية، وتحدد ضفتا شبه الجزيرة مكان تثبيته قدميه وقتما سحب السمكة الثقيلة جدًا. إلى جانب اسم تي وايبونامو، من الأسماء باللغة الماورية الأخرى للجزيرة الجنوبية هو تي واكا آ ماوي، أي زورق ماوي. في التقاليد الجنوبية، تُعرف الجزيرة الجنوبية باسم تي واكا أو أوراكي بدلًا عن ذلك،[10] ويسبق ذلك بعثة ماوي. أبحر ماوي في زورق اسمه ماهانوي وبعد أن سحب الجزيرة الشمالية (تي إيكا آ ماوي) ترك ماهانوي على قمة جبل في السفوح خلف ما يُعرف الآن بأشبورتون. يحمل ذلك الجبل الآن اسم ماهانوي، ويُدعى الشريط الساحلي بين ضفتي شبه الجزيرة ونهر وايتاكي باسم تي تاي أو ماهانوي (تيارات ماهانوي).[6]:234
انظر أيضًا
مراجع
- Biggs, Bruce Grandison (1966)، McLintock, A. H. (المحرر)، Maori Myths and Traditions (باللغة الإنجليزية)، Wellington: Government Printer، ص. 448، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2020.
- Grey, George (1854)، "The Legend of Maui"، Polynesian Mythology، Christchurch: Whitcombe and Tombs، مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 2020.
- Moorfield, John C، "Māui-tikitiki-o-Taranga"، Māori Dictionary، مؤرشف من الأصل في 12 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2020.
- Moorfield, John C، "Māui-pōtiki"، Māori Dictionary، مؤرشف من الأصل في 07 سبتمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2020.
- Grey, George (1854)، "Children of Heaven and Earth"، Polynesian Mythology، Christchurch: Whitcombe and Tombs، ص. 11، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2019.
- Tregear, Edward (1891)، The Maori-Polynesian comparative dictionary، Wellington: Lyon and Blair، مؤرشف من الأصل في 7 سبتمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2020.
- Tupara, Hope (2011)، "Te whānau tamariki – pregnancy and birth - Birth in Māori tradition: Māui and his grandfather"، Te Ara Enyclopedia of New Zealand، مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2020.
- Grace, Wiremu (2016)، "How Māui slowed the sun"، Te Kete Ipurangi، Te Tāhuhu o te Mātauranga، مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 يناير 2019.
- Grace, Wiremu (2016)، "Māui and the giant fish"، Te Kete Ipurangi، Te Tāhuhu o te Mātauranga، مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 يناير 2019.
- "Aoraki/Mount Cook – the ancestor of Ngāi Tahu"، Department of Conservation: Te Papa Atawhai، مؤرشف من الأصل في 29 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 يناير 2019.
- بوابة الأساطير الأوقيانوسية
- بوابة الأساطير
- بوابة نيوزيلندا