متلازمة إيكاردي غوتيير

تعدّ متلازمة إيكاردي-غوتيير (بالإنجليزية: Aicardi–Goutières syndrome)‏، والتي تختلف تمامًا عن متلازمة إيكاردي، اضطرابًا التهابيًا نادرًا، وعادةً ما يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر على الدماغ والجلد (اضطراب النمو العصبي).[1][2] يعاني أغلب المرضى من مشاكل فكرية وجسدية كبيرة، على الرغم من أنها ليست القاعدة. يمكن أن تتداخل بعض الخصائص السريرية للمتلازمة مع مرض الذئبة الحمامية الشاملة من أمراض المناعة الذاتية.[3][4][5] بعد وصف ثماني حالات في عام 1984،[1] أُشير إلى الحالة لأول مرة باسم متلازمة إيكاردي غوتيير في عام 1992،[6] وعُقد الاجتماع الدولي الأول بشأن المتلازمة في بافيا، إيطاليا، عام 2001.[7]

متلازمة إيكاردي غوتيير
معلومات عامة
الاختصاص طب الجهاز العصبي،  وعلم الوراثة الطبية 
من أنواع متلازمة،  ومرض  
الإدارة
حالات مشابهة متلازمة أيكاردي 

يمكن أن تحدث هذه المتلازمة بسبب الطفرات في أي واحد من عدد من الجينات المختلفة، والتي حُدّد سبعة منها حتى الآن.[8][9][10][11][12] ينتشر هذا المرض العصبي عند السكان في جميع أنحاء العالم، على الرغم من عدم التشخيص الكافي. وُجد ما لا يقل عن 400 حالة معروفة حتى عام 2014.

العلامات والأعراض

اقترح الوصف الأولي أن المرض كان دائمًا شديدًا، وكان مرتبطًا بتدهور عصبي مترقي، ما أدى إلى حدوث الوفاة في مرحلة الطفولة.[1] مع تشخيص المزيد من الحالات، أصبح من الواضح أن هذا ليس هو الحال بالضرورة، إذ يعتبر العديد من المرضى الآن أنهم يظهرون صورة سريرية مستقرة ظاهريًا، وهم على قيد الحياة في العقد الرابع من عمرهم.[13] بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتأثر الأفراد الذين لديهم طفرات ممرضة في الجينات المرتبطة بالمتلازمة بشكل طفيف (تورم الأصابع فقط)، وحتى الأشقاء المصابون داخل الأسرة يمكن أن يُظهروا تفاوتًا ملحوظًا من حيث الشدة.[14][15][16]

في نحو 10% من الحالات، تظهر المتلازمة عند الولادة أو بعدها بقليل (أي في فترة حديثي الولادة). وعندها نميز وجود: صغر الرأس، ونوبات حديثي الولادة، وسوء التغذية، والاضطرابات العصبية، والتكلسات الدماغية (تراكم رواسب الكالسيوم في الدماغ)، وتشوهات المادة البيضاء، وضمور الدماغ. ما يشير إلى أن بداية المرض كانت قبل الولادة خلال الحياة الرحمية.[13] يمكن أن يعاني هؤلاء الأطفال من ضخامة كبدية وطحالية ونقص في الصفيحات. نحو ثلث هذه الحالات تموت في مرحلة الطفولة المبكرة.[بحاجة لمصدر]

وبخلاف ذلك، تظهر غالبية الحالات في مرحلة الطفولة المبكرة، وأحيانًا بعد فترة نمو طبيعية.[13] خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، يصاب هؤلاء الأطفال بسمات اعتلال دماغي مع تهيج وبكاء مستمر، وصعوبات في التغذية، والحمى المتقطعة (بدون عدوى واضحة)، وأمراض الأعصاب، والنوبات.[13] في بعض الأحيان يمكن أن يكون الغلوكوما موجودًا عند الولادة أو يتطور لاحقًا.[17] يحتفظ العديد من الأطفال برؤية طبيعية، على الرغم من أن عددًا كبيرًا منهم يعانون من العمى القشري. غالبًا تكون حاسة السمع طبيعية. بمرور الوقت، يُصاب ما يصل إلى 40% من المرضى بما يُسمى بآفات تورم الأصابع، وعادةً ما تظهر على أصابع القدم واليد وأحيانًا تشمل الأذنين أيضًا،[13][2] وهي عادة ما تكون أسوأ خلال الشتاء.

علم الأمراض

وُصف الأنترفيرون من النوع الأول منذ أكثر من 50 عامًا كعامل قابل للذوبان تنتجه الخلايا التي تعرضت لفيروسات معطلة وغير متكاثرة تمنع العدوى اللاحقة بالفيروس الحي.[18][19] على الرغم من أن التضخيم السريع لنظام الإنترفيرون من النوع الأول شديد التأثير من حيث القضاء على الفيروس، إلا أن التحفيز الشاذ أو التحكم غير المنظم يمكن أن يؤدي إلى إنتاج مضاد للفيروسات غير مناسب أو مفرط.[20]

التشخيص

مخبريًا: الفحص العضوي طبيعي. تعد الزيادة في عدد الكريات البيض (خاصة الليمفاويات) في السائل الدماغي الشوكي[1] والمستويات العالية من نشاط إنترفيرون ألفا والنيوبترين في السائل الدماغي الشوكي[21][22][13] أدلة مهمة - ومع ذلك، فإن هذه الأدلة ليست موجودة دائمًا. مؤخرًا، سُجّل ارتفاع مستمر في مستويات الرنا المرسال للنسخ الجينية المحفزة للإنترفيرون في الدم المحيطي لجميع الحالات تقريبًا التي تحتوي على طفرات معينة بغض النظر عن عمر المريض.

علم الأشعة العصبية: إن طيف السمات الإشعاعية العصبية المرتبطة بالمتلازمة واسع،[23][24] ولكنه يتميز عادةً بما يلي:

  • التكلسات الدماغية: تظهر التكلسات على التصوير المقطعي المحوسب (CT) على شكل مناطق ذات إشارة غير طبيعية، وعادة ما تكون ثنائية وتقع في العقد القاعدية، ولكنها قد تمتد أحيانًا إلى المادة البيضاء. عادةً ما نكتشف التكلسات بشكل أفضل باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (إذ يمكن أن تُهمل تمامًا أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي).
  • تشوهات المادة البيضاء: توجد في 75-100% من الحالات، وأفضل طريقة تشخيص لها هي عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. يمكن أن تكون تغيرات الإشارة بارزة بشكل خاص في المناطق الأمامية. تشمل تشوهات المادة البيضاء أحيانًا التنكس الكيسي.
  • الضمور الدماغي: يظهر بشكل متكرر.

العلاج

حاليًا، لا توجد علاجات تستهدف على وجه التحديد السبب الأساسي للمتلازمة، وتُستخدم العلاجات الحالية للتخفيف من الأعراض، والتي يمكن أن تتنوع من حيث النطاق والشدة. يستفيد العديد من المرضى من التغذية الأنبوبية. يمكن إعطاء أدوية للمساعدة في التخلص من النوبات/الصرع. لا يزال علاج تورم الأصابع يمثل مشكلة، ولكن يمكن الحد منه بالحفاظ على دفء القدمين واليدين. يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي، بما في ذلك استخدام الجبائر، من أجل تجنب الجراحة. يسبب البوتوكس (توكسين البوتولينيوم) في بعض الأحيان في ردود فعل مناعية شديدة لدى بعض مرضى المتلازمة، ويجب مراعاة المخاطر العالية للتلف الدماغي المحتمل قبل إعطاء البوتوكس. يجب فحص المرضى بانتظام بحثًا عن الحالات التي يمكن علاجها، وخاصةً الغلوكوما ومشاكل الغدد الصماء (خاصة قصور الغدة الدرقية). بدأت تجارب دوائية جديدة قد تؤدي إلى علاجات دوائية للمتلازمة اعتبارًا من عام 2017.[بحاجة لمصدر]

التاريخ

في عام 1984، وصف جان إيكاردي وفرانسواز غوتيير ثمانية أطفال من خمس عائلات يعانون من اعتلال دماغي حاد مبكر، والذي تميز بوجود تكلسات في العقد القاعدية، وتشوهات في المادة البيضاء الدماغية وضمور دماغي منتشر. عُثر أيضًا زيادة في الكريات البيض، وخاصة الليمفاويات، في السائل الدماغي الشوكي، ما يشير إلى وجود حالة التهابية. خلال السنة الأولى من العمر، أصيب هؤلاء الأطفال بصغر الرأس والتشنجات. كان بعض آباء الأطفال مرتبطين جينيًا ببعضهم البعض، وكان الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ما يدل على أن المرض يُورّث كصفة وراثية متنحية.[بحاجة لمصدر]

مراجع

  1. "A progressive familial encephalopathy in infancy with calcifications of the basal ganglia and chronic cerebrospinal fluid lymphocytosis"، Ann Neurol، 15 (1): 49–54، 1984، doi:10.1002/ana.410150109، PMID 6712192.
  2. Tolmie JL؛ Shillito P؛ Hughes-Benzie R؛ Stephenson JB (1995)، "The Aicardi-Goutieres syndrome (familial, early onset encephalopathy with calcifications of the basal ganglia and chronic cerebrospinal fluid lymphocytosis)"، J Med Genet، 32 (11): 881–884، doi:10.1136/jmg.32.11.881، PMC 1051740، PMID 8592332.
  3. Aicardi, J؛ Goutieres, F (2000)، "Systemic lupus erythematosus or Aicardi-Goutieres syndrome?"، Neuropediatrics، 31 (3): 113، doi:10.1055/s-2000-7533، PMID 10963096.
  4. Dale RC؛ Tang SP؛ Heckmatt JZ؛ Tatnall FM (2000)، "Familial systemic lupus erythematosus and congenital infection-like syndrome"، Neuropediatrics، 31 (3): 155–158، doi:10.1055/s-2000-7492، PMID 10963105.
  5. Crow, YJ؛ Livingston, JH (2008)، "Aicardi-Goutieres syndrome: an important Mendelian mimic of congenital infection"، Dev Med Child Neurol، 50 (6): 410–416، doi:10.1111/j.1469-8749.2008.02062.x، PMID 18422679.
  6. Bonnemann, CG؛ Meinecke, P (1992)، "Encephalopathy of infancy with intracerebral calcification and chronic spinal fluid lymphocytosis - another case of the Aicardi-Goutieres syndrome"، Neuropaediatrics، 23 (3): 157–61، doi:10.1055/s-2008-1071333، PMID 1641084.
  7. "Proceedings of the International Meeting on Aicardi-Goutieres Syndrome Pavia, Italy, 28-29 May 2001."، Eur J Paediatr Neurol، 6, Suppl A: A1–86، 2002.
  8. Crow, YJ؛ وآخرون (2006)، "Mutations in the gene encoding the 3'-5' DNA exonuclease TREX1 cause Aicardi-Goutieres syndrome at the AGS1 locus."، Nat Genet، 38 (8): 917–20، doi:10.1038/ng1845، PMID 16845398.
  9. Crow, YJ؛ وآخرون (2006)، "Mutations in the genes encoding ribonuclease H2 subunits cause Aicardi-Goutieres syndrome and mimic congenital viral brain infection"، Nat Genet، 38 (8): 910–6، doi:10.1038/ng1842، PMID 16845400.
  10. Rice, GI؛ وآخرون (2009)، "Mutations involved in Aicardi-Goutieres syndrome implicate SAMHD1 as regulator of the innate immune response"، Nat Genet، 41 (7): 829–32، doi:10.1038/ng.373، PMC 4154505، PMID 19525956.
  11. Rice, GI؛ وآخرون (2012)، "Mutations in ADAR1 cause Aicardi-Goutieres syndrome associated with a type 1 interferon signature"، Nat Genet، 44 (11): 1243–8، doi:10.1038/ng.2414، PMC 4154508، PMID 23001123.
  12. Rice, GI؛ وآخرون (2014)، "Gain-of-function mutations in IFIH1 cause a spectrum of human disease phenotypes associated with upregulated type 1 interferon signaling."، Nat Genet، 46 (5): 503–509، doi:10.1038/ng.2933، PMC 4004585، PMID 24686847.
  13. Rice, GI؛ وآخرون (2007)، "Clinical and molecular phenotype of Aicardi-Goutières syndrome"، Am J Hum Genet، 81 (4): 713–25، doi:10.1086/521373، PMC 2227922، PMID 17846997.
  14. McEntagart, M؛ Kamel, H؛ Lebon, P؛ King, MD (1998)، "Aicardi-Goutieres syndrome: an expanding phenotype"، Neuropaediatrics، 29 (3): 163–7، doi:10.1055/s-2007-973555، PMID 9706629.
  15. Ostergaard, JR؛ Christensen, T؛ Nehen, AM (1999)، "A distinct difference in clinical expression of two siblings with Aicardi-Goutieres syndrome"، Neuropaediatrics، 30 (1): 38–41، doi:10.1055/s-2007-973455، PMID 10222460.
  16. Vogt, J (2013)، "Striking intrafamilial phenotypic variability in Aicardi-Goutieres syndrome associated with the recurrent Asian founder mutation in RNASEH2C"، Am J Med Genet، 161A (2): 338–42، doi:10.1002/ajmg.a.35712، PMID 23322642.
  17. Crow, YJ؛ وآخرون (2004)، "Congenital glaucoma and brain stem atrophy as features of Aicardi-Goutieres syndrome"، Am J Med Genet، 129A (3): 303–7، doi:10.1002/ajmg.a.30250، PMID 15326633.
  18. Isaacs, A؛ Lindenmann, J (1957)، "Virus interference. I. The interferon"، Proc R Soc Lond B Biol Sci، 147 (927): 258–67، Bibcode:1957RSPSB.147..258I، doi:10.1098/rspb.1957.0048، PMID 13465720.
  19. Isaacs, A؛ Lindenmann, J؛ Valentine, RC (1957)، "Virus interference. II. Some properties of interferon"، Proc R Soc Lond B Biol Sci، 147 (927): 268–73، Bibcode:1957RSPSB.147..268I، doi:10.1098/rspb.1957.0049، PMID 13465721.
  20. Gresser, I؛ وآخرون (1980)، "Interferon-‐induced disease in mice and rats"، Ann N Y Acad Sci، 350 (1): 12–20، Bibcode:1980NYASA.350...12G، doi:10.1111/j.1749-6632.1980.tb20602.x، PMID 6165266.
  21. Blau, N؛ وآخرون (2003)، "Cerebrospinal fluid pterins and folates in Aicardi-Goutières syndrome: a new phenotype"، Neurology، 61 (5): 642–7، doi:10.1212/01.wnl.0000082726.08631.e7، PMID 12963755.
  22. Uggetti, C؛ وآخرون (2009)، "Aicardi-Goutieres syndrome: neuroradiologic findings and follow-ups"، AJNR Am J Neuroradiol، 30 (10): 1971–6، doi:10.3174/ajnr.a1694، PMID 19628626.
  23. Livingston, JH؛ Stivaros, S؛ van der Knaap, MS؛ Crow, YJ (2013)، "Recognizable phenotypes associated with intracranial calcification"، Dev Med Child Neurol، 55 (1): 46–57، doi:10.1111/j.1469-8749.2012.04437.x، PMID 23121296.
  • بوابة طب
إخلاء مسؤولية طبية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.