محاكمة عبد الله أوجلان

محاكمة عبد الله أوجلان هي محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. وكان أوجلان قد اعتقل في فبراير عام 1999 في نيروبي بكينيا وتم إحضاره إلى تركيا حيث سجن في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة. بدأت المحاكمة في تركيا في 31 مايو 1999 واختتمت في 29 يونيو 1999 بالحكم بالإعدام بتهمة الخيانة والانفصالية. وقد خفف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد في أكتوبر 2002. واستأنف أوجلان الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي قضت بأنه لم يحصل على محاكمة عادلة وطالبت بإعادة محاكمته. وقد أكدت محكمة النقض حكم الإعدام في نوفمبر 1999، وحرمت تركيا أوجلان من الحق في إعادة المحاكمة.

خلفية

غادر عبد الله أوجلان سوريا في 9 أكتوبر 1998 بسبب الضغط التركي.[1] وبعد إقامة قصيرة في روسيا، حيث لم تمنحه الحكومة الروسية حق اللجوء السياسي.[2] ثم سافر إلى إيطاليا[3] حيث هبط في 12 نوفمبر 1998 في مطار روما.[4] ولدى وصوله إلى إيطاليا، ألقي القبض عليه بدعوى دخوله البلد بجواز سفر مزور[5] ومذكرة توقيف صادرة عن ألمانيا.[6] وطلبت الحكومة التركية تسليم أوجلان من إيطاليا،[7][2] حيث تقدم بطلب اللجوء السياسي لدى وصوله.[8] إيطاليا لم تسلمه إلى ألمانيا، التي رفضت إجراء محاكمة أوجلان في بلادها.[9][2] وفضل المستشار الألماني غيرهارد شرودر وكذلك وزير الداخلية أوتو شيلي ان يحاكم أوجلان من قبل «محكمة أوروبية» غير محددة.[4] إيطاليا لم تسلم أوجلان إلى تركيا أيضاً[8] وأطلقت سراحه من الإقامة الجبرية في 17 ديسمبر.[5] أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماسيمو داليما أنه مخالف للقانون الإيطالي تسليم شخص ما إلى بلد المتهم مهدد بإعدامه.[10]

لكن إيطاليا لم ترغب أيضا في بقاء أوجلان، مستغلةً العديد من الخيوط الدبلوماسية لإجباره على مغادرة البلاد.[1] وقد أنجزت إيطاليا ذلك في 16 يناير 1999[11] عندما غادر إلى نيجني نوفغورود على أمل إيجاد ملاذ آمن في روسيا.[1] ولكن في روسيا لم يكن أوجلان موضع ترحيب كما كان في أكتوبر، وكان عليه الانتظار لمدة أسبوع في مطار ستريغينو الدولي في نوفغورود.[1] من روسيا، سافر مرة أخرى إلى اليونان.[1] ثم حاول أوجلان السفر إلى لاهاي للبحث عن تسوية لوضعه القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، لكن هولندا لم تسمح لطائرته بالهبوط، وأعادته إلى اليونان، حيث هبط على جزيرة كورفو في البحر الأيوني.[1] وقرر اوجلان بعد ذلك التوجه إلى نيوربي بدعوة من دبلوماسيين يونانيين.[12] وفي 15 فبراير 1999، ألقي القبض عليه من قبل فريق من جهاز المخابرات التركي بينما كان في طريقه إلى طائرة متجهة إلى هولندا.[13][14] وفي ذلك الوقت، دافعت عنه بريتا بهلر، وهي محامية ألمانية بارزة جادلت بأن الجرائم التي اتهم بارتكابها يجب أن تثبت في المحكمة وحاولت التوصل إلى أن المحكمة الدولية في لاهاي ستتولى القضية.[15]

ما قبل المحاكمة

بعد القبض عليه تم إحضاره إلى جزيرة إمرالي في بحر مرمرة.[16] وكلفت محكمة أمن الدولة المؤلفة من عسكري واحد وقاضيين مدنيين بمحاكمة أوجلان.[17][18] ولم يسمح لوفد من ثلاثة محامين هولنديين كانوا ينوون الدفاع عنه بمقابلة موكلهم واحتجزوا لاستجوابهم في المطار على أساس أنهم كانوا «من مقاتلي حزب العمال الكردستاني» وأعيدوا إلى هولندا. وفي الأسبوع الأول من احتجازه، حرم أكثر من اثني عشر محاميا أرسلتهم أسرة أوجلان من الحق في مقابلته.[19] واستجوب أوجلان لمدة عشرة أيام، دون أن تتاح له إمكانية الاتصال بمحاميه. وفي 21 فبراير، تمكنت السلطات القضائية التركية من الوصول إلى عبد الله أوجلان، وبدأ المدعون العامون في استجوابه. وفي 23 فبراير، قبل أحد القضاة تهم الخيانة والانفصالية، وكان الادعاء يهدف إلى الحصول على عقوبة الإعدام.[20] وفي اليوم العاشر من سجنه، سمح له بمقابلة اثنين من محاميه،[19] وبعد شهر ونصف الشهر تمكن من رؤية أفراد أسرته.[21] واعترض محامو أوجلان على إبقاء أوجلان رهن الاحتجاز تحت سيطرة هيئة الأركان العامة والقوات الخاصة التركية بدلا من أن يكون تحت سلطة وزارة العدل كما ينبغي أن يكون وفقا للقانون التركي. واعترف خلال التحقيق معه بانه استخدم بعض الوسائل الارهابية، بيد انه قال انه إذا تم النظر اليها في سياق السجل التاريخى لتركيا، فانه من الواضح ان تركيا استخدمت طرقا ارهابية أخرى كثيرة.[22] وكانت هناك عدة قضايا مفتوحة ضده، القضية المتعلقة بمشاركته في مقابلة أجرتها معه محطة Med TV، حيث حوكم بموجب البند 125 من قانون العقوبات التركي في 24 مارس.[6] وقد تم ضم قضيتين اخريين إلى هذه القضية وتم تحديد موعد المحاكمة في أنقرة بدون المدعى عليه.[6] وفي 24 أبريل 1999، أصدر الادعاء اتهاماً منفصلاً تضمن جميع التهم المتعلقة بالحرب المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني مطالباً بفرض عقوبة الإعدام بسبب النزعة الانفصالية وأمر ببدء المحاكمة في 31 مايو 1999.[6] وفي 30 أبريل 1999، تعرض محامو عبد الله أوجلان لهجوم عنيف من قبل مجموعة من الغوغاء وتعين علاجهم في المستشفى.[23] أحمد زكي أوكجوأوغلو، رئيس فريق دفاع أوجالان طالب المراقبين بالحماية، وإلا سيستقيلون.[24]

المراجع

  1. "A Most Unwanted Man"، Los Angeles Times (باللغة الإنجليزية)، 19 فبراير 1999، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  2. Liel, Alon؛ Liel (2001)، Turkey in the Middle East: Oil, Islam, and Politics (باللغة الإنجليزية)، Lynne Rienner Publishers، ص. 236، ISBN 978-1-55587-909-9، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021.
  3. "BBC News | Europe | Ocalan presumed hiding in Russia"، news.bbc.co.uk، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2021.
  4. Traynor, Ian (28 نوفمبر 1998)، "Italy 'may expel Kurd leader'"، the Guardian (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  5. Stanley, Alessandra (17 ديسمبر 1998)، "Italy Ending House Arrest Of Rebel Chief Of the Kurds"، نيويورك تايمز (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0362-4331، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2021.
  6. "Death sentence after unfair trial: The case of Abdullah Öcalan" (PDF). منظمة العفو الدولية. August 1999. p.6
  7. Italian diplomacy tries to free herself from the tangle in which it is located, between Turks and Kurds, " internationalizing " the crisis:Buonomo, Giampiero (2000)، "Ocalan: la suggestiva strategia turca per legittimare la pena capitale"، Diritto&Giustizia Edizione Online، مؤرشف من الأصل في 24 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 16 مارس 2016.  via مكتبة كويستيا على الإنترنت (التسجيل مطلوب)
  8. Refugees, United Nations High Commissioner for، "Refworld | Amnesty International Report 1999 - Italy"، Refworld (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2020.
  9. Gökkaya, Hasan (15 فبراير 2019)، "Der mächtigste Häftling der Türkei"، www.zeit.de، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2020.
  10. Stanley, Alessandra (21 نوفمبر 1998)، "Italy Rejects Turkey's Bid For the Extradition of Kurd (Published 1998)"، The New York Times (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0362-4331، مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2020.
  11. Gunter, Michael M. (2000)، "The Continuing Kurdish Problem in Turkey after Öcalan's Capture"، Third World Quarterly، 21 (5): 850، ISSN 0143-6597، مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2021.
  12. Zaman, Amberin (18 فبراير 1999)، "Washingtonpost.com: Turkey Celebrates Capture of Ocalan"، www.washingtonpost.com، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 ديسمبر 2020.
  13. Weiner, Tim (20 فبراير 1999)، "U.S. Helped Turkey Find and Capture Kurd Rebel"، The New York Times (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0362-4331، مؤرشف من الأصل في 6 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 مايو 2021.
  14. "Ocalan interpreter tells how trap was set"، The Irish Times (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 مايو 2021.
  15. WELT (03 فبراير 1999)، "Von der RAF-Sympathisantin zur Anwältin Öcalans"، DIE WELT، مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 06 مارس 2020.
  16. "University of Minnesota Human Rights Library"، hrlibrary.umn.edu، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2020.
  17. Chiapetta, Hanz (أبريل 2001)، "Rome, 11/15/1998: Extradition or Political Asylum for the Kurdistan Workers Party's Leader Abdullah Ocalan?" (PDF)، Pace International Law Review، 13: 145، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 أبريل 2019.
  18. Hacaoglu, Selcan (29 يونيو 1999)، "The Argus-Press – Google News Archive Search"، مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2016.
  19. Mowbray, Alastair R. (2007)، Cases and Materials on the European Convention on Human Rights (باللغة الإنجليزية)، Oxford University Press، ص. 130، ISBN 978-0-19-920674-2، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021.
  20. "BBC News | Europe | Ocalan charged with treason"، news.bbc.co.uk، 23 فبراير 1999، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2021.
  21. "Death sentence after unfair trial: The case of Abdullah Öcalan" (PDF). منظمة العفو الدولية. August 1999. p.9
  22. ميخائيل غونتر (2000). "Third World Quarterly, Vol 21, No 5. p.852
  23. Laizer, Sheri (1999)، "Abdullah Ocalan: A plea for justice"، Socialist Lawyer (31): 6–8، ISSN 0954-3635، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021.
  24. "BBC News | Europe | Ocalan lawyers threaten to quit"، news.bbc.co.uk، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 مايو 2021.
  • بوابة تركيا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.