محمد الخالصي

آية الله محمد الخالصي الاسدي ولد عام 1888م (1306 هـ) في مدينة الكاظمية المقدسة، تعود اصوله إلى مدينة الخالص في محافظة ديالى، تربى في كنف رعاية والده الإمام الشيخ مهدي الخالصي الاسدي، ثم درس على كبار علماء عصره، والده والآيات العظام الشيخ مهدي المراياتي،‌ والشيخ محمد حسين الكاظمي، والآخوند محمد كاظم الخراساني، والشيخ راضي الخالصي،‌ والشيخ صادق الخالصي، والإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي دروس الفقه والاصول واللغة وسائر العلوم الدينية {تحتاج لمصدر}. كان الشيخ الخالصي لنبوغه قد حاز على درجة الاجتهاد في سنٍ مبكرة جداً، وكان متبحراً في العلوم الدينية إلى جانب العلوم الحديثة كالطبيعيات والرياضيات والطب. ويُلم باللغات الفارسية والتركية والفرنسية إلى جانب تعمقه بالعربية.

محمد مهدي الخالصي الاسدي

معلومات شخصية
الميلاد سنة 1888  
الكاظمية 
تاريخ الوفاة 1963 م
الجنسية عراقي
الديانة الأسلام
الحياة العملية
المهنة رجل دين 

جهاده ضد الإنكليز

شارك الشيخ محمد الخالصي في أحداث ‌«الجهاد» ضد الإنكليز منذ أن وطأت قواتهم أرض العراق عام 1914م فهب بمعية والده وجمع من العلماء للتصدي لهم، وقد خرج الشيخ الخالصي على رأس ثلة من المجاهدين إلى سوح القتال في 19 تشرين الثاني 1914 تحت إمرة‌ والده، فقاتل بنفسه ولعب دوراً هاماً كمنسق بين قيادة العلماء وقيادة القوات المسلحة العثمانية. وبقي في جبهات القتال -‌‌ بالرغم من اصابته بجرح في رأسه أضر بعينه اليمنى‌‌- حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

إعلان ثورة‌ العشرين

كان الشيخ محمد الخالصي خطيباً مفوّهاً، ومجاهداً صلباً، وعالماً شجاعاً، لذلك طلب اليه الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي أن يخطب معلناً بدء الثور‌ة العراقية الكبرى ضد الإنكليز بحضور قادة الثورة وشيوخ العشائر العراقية الثائرة وفصائل المجاهدين الذين اجتمعوا في حشد كبير في صحن العباس في مدينة كربلاء المقدسة في الرابع من شهر شوال عام 1338 للهجرة - 21 حزيران 1920م، فخطب فيهم الخالصي خطابه الحماسي الشهير، الذي ثبّت به قلوب المجاهدين، وألهب حماسهم، وذكّرهم بإباء سيد الشهداء الإمام الحسين، وحذّر الإنكليز من مغبة الظلم بحق الشعب العراقي الأبي. ولشدة تأثير هذا الخطاب في النفوس كان الثوار يطلقون شعارات وهتافات ثورية واشعار شعبية مؤيدة لقادة الثورة وعلمائها.(1) بعد هذا الاجتماع حاصرت القوات البريطانية مدينة كربلاء المقدسة، وطالبت الميرزا الشيرازي تسليم سبعة عشر نفراً من الناشطين والمحرضين على الثورة، وكان من بينهم الشيخ الخالصي.(2) وهذا نص الخطاب

«بسم اللَّه الرحمن الرحيم «ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا وأنتُم الأعلون إن كنتم مؤمنين» 
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.
أيها السادة! ان اللَّه قد وصفكم بكتابه بصفتين بأنكم الأعلون، وان هذا المقام مختصٌ بكم ولا يشمل غيركم بدلالة الحصر المستفاد من الجملة الاسمية واللام، وعلّق ذلك على الايمان فقال: إن كنتم مؤمنين، وحكم على من هذه صفته، أن لا يهِن ولا يحزن، كذلك أنتم في كتاب اللَّه.
وقد جاءتكم بريطانيا بخيلها ورَجِلها وعزمها وشكيمتها، تقول: أنتم الأدنون ونحن الاعلون، لذلك يجب أن نكون قيمين على شؤونكم وإدارتكم وأموالكم وأنفسكم، وأستعيذ باللَّه وأقول ما قالته بريطانيا بأن العراق يحتاج الى قيم وولي ووليه وقيمه بريطانيا.
هكذا أرادت بكم تلك الدولة القاسية التي لا ترى غيرها في العالم، وتحسب صنوف البشر عبيداً أرقّاء اذلّاء لا يملكون لانفسهم تجاه بريطانيا نفعاً ولا ضَراً ولا موتاً ولا حياة. وأنتم واقفون بين بريطانيا وبين خالقها، خالقها يصفكم بصفة الأعلون، والمخلوق يصفكم بصفة الأدنون، فان قبلتم صفة المخلوقين ذللتم وخزيتم وأصابتكم الدناءة واشتريتم بعد ذلك مرضاة المخلوق بسخط الخالق، وان قبلتم صفة الخالق ذلّ لكم المخلوق، وإنَّ من كان للَّه كان اللَّه له، وعشتم أعزاء أعلون في بلادكم لا يصيبكم حَزَنٌ ولا وهن. وشرط ذلك خلوص الايمان، كما شرط اللَّه عليكم عدم الرضوخ الى نزغات الشيطان الذي يخوّف اولياءه « إنّما ذلكم الشيطانُ يخوّف أولياءه فلا تخافوهُم وخافونِ إن كنتم مؤمنين» . يعرج بكم الى أوج السعادة ومنتهى درجات العزة، ومتابعة الشيطان تهوي بكم الى الحضيض وأسفل دركات الذل، ان تابعتم بريطانيا وعشتم أَدنَين في بلادكم.
فما تطلبون من هذه الحياة الدنيا؟ أترضون ان تعيشوا أياماً قلائل اذلّاء صاغرين خاضعين لسلطان المفسدين ومن ورائكم غضب الرحمن وعذاب النيران؟ أهذا من الفطنة والحكمة؟ أم من العقل والرشد؟

واذا لم يكن من الموت بدٌ فمِن العار أن تعيش جباناً

تُنَصِّب بريطانيا عليكم قيماً وولياً وهي الولي وهي القيم، فهل أنتم مجانين حتى تفتقروا الى الولي والى القيم؟ «هتافات وصراخات عالية.. لا، لا، لسنا مجانين، لا نريد بريطانيا قيماً ولا ولياً».

إيه يا سادة! لا يدرك العز والشرف والهيبة والاستقلال بصراخ وصياح. انما العزم الصارم والماضي البتّار بيد الاعزاء الاحرار، هذا الذي يضمن للامة عزّها وشرفها واستقلالها.

ومَن لم يذُد عن حوضه بسلاحه يُهدَم ومن لم يَظلِم الناس يُظلَم

الموت ادنى لكِ يا بريطانيا من ان نذلّ لكِ ونخزى! وان وسوسة الشيطان لا تقف أمام أمر الرحمن اذ ليس للشيطان سلطان على اولياء اللَّه المُقَرَّبين وعباده الصالحين. وان طعم الموت في سبيل العز احلى للاحرار وعباد اللَّه الابرار من العيش في الذل.

ان هذا المقام، وهذا الصحن الشريف، وهذا القبر الكريم ، هو قبر من قال واقفاً في ميدان النضال:
«ألا وانّ الدعي ابن الدعي، قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة! وهيهات منا الذلة، نفوس أبية، وانوفٌ حمية، من ان نُؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام»
أجل... فاللَّه اللَّه! مصارعنا أهون علينا من ذلّنا وخضوعنا لسلطان غير القاهر الملك الجبار. ان صاحب القبر هو سيد أهل الإبا، الذي علّم شيعته ومواليه كيف يموتون تحت ظِلال السيوف في سبيل العز والشرف، حيث يقول في ميدانٍ قلَّ ناصره، وكثر واتره: «واللَّه لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر إقرار العبيد».
حكمة قالها بلسانه وأيدها بحسامه حتى استشهد في سبيل اللَّه ونال اقصى درجة الكرامة، وسعد بها عند اللَّه والزلفى لديه. ونحن تابعوه، لا نعطي بايدينا اعطاء الذليل ولا نقر لمن يريد بنا الذل اقرار العبيد.
نحن لا نريد حرباً مع بريطانيا، ولا مع أحد من الناس، ولكن الدولة التي تعتدي علينا نقاومها بأرواحنا ونفوسنا. واذا كانت بريطانيا وخيلها وخيلاؤها بلغت من القوة ما لا نستطيع إخضاعها، فان لنا من الشكيمة وثبات الجأش وطلب الشرف والسؤدد عزماً يسوقنا الى إزهاق نفوسنا والتخلّص من سلطان الطغاة، اذا لم يكن سبيل للخلاص من الذل، إلا به، وهو خير من العيش في الذل ان الحياة حلوة ولكنها اذا كانت مع الذل، مُرة قذرة.
اذا لم نغلب بريطانيا فسوف لاتغلبنا ونحن احياء، بل ستدوس على أجداثنا ونحن مستشهدون في سبيل اللَّه والعز والشرف «هتافات.. اللَّه اكبر، الى ساحات العزِّ والجهاد ايها المسلمون.. الموت للانجليز».
يمكن لبريطانيا ان تملك ارض العراق بقوتها، ولكن لايمكنها ان تُخضع عراقياً لسلطانها، فسوف لايبقى عراقي واحد حياً اذا اصرّت بريطانيا على ان تكون ولية قيمة والعراقي مولّى ومُقاماً عليه.
نحن أيها السادة! متمسكون بحبل الاسلام، والاسلام لايرضى بنا الذل فقد حصر العزة بنا اذ قال: «وللَّه العزة ولرسولهِ وللمؤمنين» .
أيها المسلمون! لاترهبوا السلطان من غيركم ولاتخضعوا لقوة عدو عن قلة عدد: «فللَّه العزة جميعاً» . «كم من فئةٍ قليلةٍ غَلَبت فئةً كثيرةً باذن اللَّهِ واللَّهُ مع الصابرين» . «وما النصرُ إلا من عند اللَّه العزيز الحكيم» . «إن ينصركم اللَّه فلا غالب لكم» . «ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبّت اقدامكم» .
فكونوا ممن لايخشى إلا اللَّه، وان اخوف ما اتخوّفه عليكم ضعف الايمان، فانكم لا تُغلبون ما دمتم مؤمنين « ولَينصُرنّ اللَّه مَن ينصُره إنّ اللَّه لقوي عزيز» .
فتمسكوا اخواني بعُرى الايمان وانصروا اللَّه ينصركم، فانتم بين اثنتين، بين ان تعيشوا عبيداً أذلاء، او تموتوا احراراً اعزاء فاي الحالتين تختارون؟ «صراخ وصياح.. لا نختار الا العز او الموت».
صبراً.. صبراً، ايها السادة الكرام! مهلاً.. مهلاً.. استمعوا لمقالي، إن علِم اللَّه منكم صدق النية وحسن الطوية والعزم على نصر دين اللَّه فانكم حزب اللَّه: «ألا انّ حزبَ اللَّه هُم المفلحون»  « فانّ حزبَ اللَّه هم الغالبون» . « إنّا لننصرُ رُسلنا والذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقوم الأشهاد» .
وانا الآن ايها السادة! استطيع ان ابشر نفسي والعراق بأنه سيعيش عزيزاً مستقلاً، وابشركم بالفوز والنصر، وعد اللَّه، واللَّه لا يخلف الميعاد. «هتافات.. ليحيى العراق.. الموت او الاستقلال».
سادتي! مهلاً.. مهلاً، ثبّتكم اللَّه وقوّى عزمكم واخضع لكم عدوكم الجبار، ان أمامنا عقبات لا يذللها إلا العزم الصادق والايمان الصريح، فهل انتم على ذلك؟ «أصوات.. نعم.. نعم».
نعم يا سادتي النبلاء، ابطال العراق! اني لا اطلب منكم إلا صدق الايمان وثبات الجأش والصبر على الشدائد، واللَّه لا يرضى عنكم بغير ذلك، فهبّوا وانهضوا نهضة الابطال المستميتين، ولا تتوانوا ولا يقعدكم شيء حتى تنالوا بُغْيتكم المقصودة، رضا اللَّه واستقلال العراق.
ان أضعفكم جسماً واكبركم سناً، واقواكم عزماً واصرحكم ايماناً هما: «الامامان المتبعان الميرزا وابي» وقد بذلا انفسهما بعزم راسخ وايمان صادق، فهل تبخلون بأنفسكم بعدهما؟ «هتافات متتالية.. نفديهما بأنفسنا.. نفديهما بأنفسنا.. نفديهما بأنفسنا وأموالنا واولادنا».  جزاكم اللَّه عن أنفسكم خيراً وثبّت عزمكم، وابقى بأيديكم بلادكم، ودفع عنكم عدوكم الذي يريد بكم السوء.
وانني من فوق هذا المنبر، اصرخ ببريطانيا قائلاً: أحسني ولا تبغي بنا السوء وايأسي من ان نذل لك وارجعي من حيث اتيتِ، فان لم يكن لنا سلاح فصدورنا ورؤوسنا تستقبل جميع ما لديك من المعدات.
أدام اللَّه حياة الامة العراقية وقادتها وعلمائها، العالِمين الآيتين الشيرازي والخالصي. والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته».
بعد القاء الخطاب اشتد الحماس بالحاضرين وكثر البكاء بينهم وعلت الضجّة، وقطع الرؤساء - رؤساء العشائر - رباط عقالهم بسيوفهم ايذاناً بأنهم مستميتون في سبيل الدفاع عن العراق. ثم انفضّ الاجتماع والرؤساء مستعدون جميعاً للحرب عازمون على الموت في سبيل حفظ حقوق العراق ان أصر الانجليز على غصبها» .

نفي الشيخ الخالصي

بعد أن أبدى الإمام الشيخ محمد الخالصي معارضة شديدة لمعاهدة الانتداب، حيث انتُخب وخمسة آخرين في لجنة مهمتها ابلاغ رفض العراقيين للمعاهدة إلى مسامع الملك فيصل الأول والدول الأجنبية والمنظمات الدولية (3)، ضاقت القوات البريطانية المحتلة‌ من دوره ودور والده في مقاومة الاحتلال ذرعاً فارادت الانتقام منه وفتّ عضد والده فنفته بأمر مباشر من الـ« سر برسي كوكس » في 28 آب 1922م. إلى الجحاز، ولكنه بعد أن أدى فريضة الحج غادر إلى إيران(4) نص رسالة السفير البريطاني في طهران الى قوام السلطنة ومقدمة صحيفة إيران «رسالة السفارة البريطانية. الرسالة التالية ارسلت من قبل السفارة البريطانية الى سيادة رئيس الوزراء (المعظم)، وطلب نشرها في الصحف المحلية، وقد أرسلت الينا من مكتب رئاسة الوزراء ونحن نقوم بنشرها بناءً على ذلك.

رسالة السفارة البريطانية السيد رئيس الوزراء - في الأسبوع الأخير لفت انتباهي وجود مقالات وكتابات صحفية تتهجم على حكومتي ومحميتها في العراق والسبب (حسب الإفادة) هو نفي اثنين من ابناء كبار العلماء والمراجع المحترمين وقد قمت بأجراء بحث دقيق حول الموضوع، ويسعدني ان اقول بثقة وصراحة متناهية ان ما ورد في تلك المقالات الصحفية، مجانب للحقيقة واتمكن بثقة كاملة من رد وتفنيد كل ما جاء فيها ولقد ظهر من التحقيقات الخاصة، وما اعتقده شخصياً ان الهدف من كل هذه التصريحات المتناغمة ونشرها في الصحف بشكل مركز، قطع العلاقات التأريخية الحسنة بين العالم الإسلامي وبريطانيا العظمى وانها تخلق بالاخص حالة من التشنج والتوتر بين الامتين الإيرانية والبريطانية. فقد افاد المفوض السامي البريطاني في بغداد بأن الشخصين المذكورين آنفاً (الخالصي والصدر) كانا بصدد القيام ببعض الاعمال المناوئة للحكومة العراقية، بتأثير من بعض المحرضين، وفي الواقع ان هؤلاء المحرضين استغلوا قلة خبرة الشخصين المذكورين، ولكن بعد كشف المؤامرة وبدلا من أتخاذ الاجراءات الطبيعية التي تعتبر حقا لكل حكومة في العالم من اجل ضبط الاوضاع، فان المندوب السامي بادر الى ابلاغ والدَي الشخصين – الشيخ مهدي الخالصي الكبير والسيد حسن الصدر- تفاصيل الاحداث وطلب منهما ابداء المساعدة في الأزمة لمنع استغلال تحركات نجليهما، وهذه المبادرة من طرف المندوب السامي كانت بسبب احترامه الشديد للمرجعين الكبيرين. وعدم رغبته بالتصرف بما قد يسيء الى ابنيهما بل بادر الى سلوك متميز بحفظ كرامة وشرف مقام هذين العالمين الكبيرين، وليس من الضروري ان نشير الى ان المجتهدين الجليلين قد أبدوا اعجابهم وتقديرهم للسلوك السلمي الراقي الذي اتبعه المفوض السامي البريطاني في العراق، وأبدوا رغبتهم بأن يذهب ابناهما في سفرة ترويحية الى ايران، وطلبوا كذلك من المندوب السامي ان يهيئ مقدمات السفر الضرورية لكي يغادر نجلاهما الاراضي العراقية في اليوم التالي، وقد استجاب المفوض السامي البريطاني للمجتهدين الكبيرين وهيأ الاجواء لسفر ابنيهما وحضور عدد كبير من أصدقائهم والانصار معهم ساعة الوداع الى محطة القطار وبهذا يتضح لدولة رئيس الوزراء ان المفوض البريطاني كان يستجيب فقط لارادة والدي الشخصين القادمين الى ايران، ولم يكن هناك أي قرار يتعلق بأبعادهما ونفيهما خارج العراق. وفي الحقيقة لم يتمكن الموظف البريطاني من اتخاذ اجراء اكثر مسالمة وملائمة من الاجراءات التي اتخذت، مع تقدير وامتنان لمقام العالمين المجتهدين الكبيرين اللذين وظّفا مقامهما الكبير وتأثيرهما الابوي بصورة جميلة لحل الاشكالات الحاصلة. وهذه هي الحقائق الكاملة للقضية التي اثيرت في الصحافة والاعلام، وانا اشعر بسرور كبير لتمكني من ايصال هذه المعلومات لمقامكم الكبير. ولكي تطلع عليها الامة الايرانية الكريمة، حتى لاتتأثر بالاشاعات التي تبثها جهات غير منصفة و غير نزيهة وتنشرها الصحف الايرانية، راجياً ان تأمروا بنشر هذه الرسالة المفعمة بالود، في الصحف العامة لاطلاع الناس عليها. اغتنم هذه الفرصة لاجدد احتراماتي الكبيرة لمقامكم السامي. پرسي لورين» «... الشيخ الخالصي الابن كتب نص جوابه باللغة العربية، وأرسله الى صحيفة شفق سرخ التي قامت بنشر النص بعد ترجمته دون زيادة او نقصان، سوى اضافة كلمة خائن بعد اسم وثوق الدولة رئيس وزراء ايران الذي وقع معادة 1919م الخيانية، وقد جوبهت هذه الزيادة باعتراض الشيخ الخالصي المقالات الواردة:- حول رسالة السفارة البريطانية، بقلم الشيخ محمد الخالصي السيد المدير: قرأت في العدد 1225 من جريدة ايران مقالة موقعة باسم پرسي لورين - والذي يبدو و كأنه سفير دولة الانكليز في البلاط الايراني- وكانت الرسالة بنظري تخالف الكثير من الحقائق الجلية لأهل العراق، ولهذا احببت ان اثبت ملاحظاتي ونقدي حولها وان انشرها في هذه الصحيفة المحترمة. لقد كانت الرسالة المذكورة مليئة بالتناقضات وخلط الاوراق، وهذا امر لايثير العجب، لأن هذه هي سياسة الانكليز، وفي بريطانيا صارت هي السياسة المتداولة والمعروفة، بحيث تكون تصريحاتهم و اقوالهم مستندة الى حفظ المصالح البريطانية ولا تستند باي حال من الاحوال الى الحقائق والقضايا المنطقية، ومصالحهم هي التي يقدّمونها على كل شيء خلال اعمالهم وممارساتهم العسكرية والسياسية. على كل حال، فان انتقادنا لرسالة السفارة البريطانية يدور في عدة محاور: 1- كاتب الرسالة يؤكد مراراً على تعريفنا الى الشعب الايراني باعتبارنا (أبناء اثنين من المجتهدين)، ويبدو انه يريد بذلك ان يقلل من شأننا وتصغير اعتبارنا عند الناس، وقد اثبتت سجلات السياسة البريطانية الكثير من اشباه هذه الممارسات السوداء ضد الاسلام والمسلمين، فقد سعوا بشكل متواصل الى استصغارنا والاستخفاف بنا، وفي هذا السبيل سعوا مراراً الى ان ينصبوا من قبلهم رئيسا يسلطونه على رقاب المسلمين، وقضية شريف مكة واستدراجه ليطمع بمنصب الخلافة واحدة من هذه القضايا، وفي العراق بذلوا جهودا كبيرة ليصنعوا مرجع تقليد للشيعة، ولتحقيق هذا الهدف بادروا الى اختيار السيد ابو القاسم الطباطبائي المشهور بـ (علاكة) وهو شخص مجهول ليكون هو المرجع الجديد، وقاموا بنشر رسالته العملية بين الناس بواسطة دوائرهم المحلية، ولما وجدوا ان هذا العمل لم يحقق اهدافهم بادروا الى اختيار الشيخ عبد الكريم الزنجاني، فنشروا في صحيفة عمران وهي احدى صحفهم وتدار بواسطة شخص مسيحي مانصه: «ان الشخص الوحيد الممثل للمرجعية الشيعية بعد وفاة آية الله [محمد تقي] الشيرازي هو الشيخ عبد الكريم الزنجاني» وقد خرج هذان الشخصان من طريق الاسلام، واصبحا اداة لتحقيق السياسة الانكليزية. ولم يحصلا على أي شيء امام عامة الناس سوى الاستخفاف والسخرية. واذا اردنا ان نوضح التدخلات الانكليزية في الامور الدينية ووسائل تلاعبهم فان ذلك سيطول كثيراً، فمن الممكن ان نذكر تدخلهم في شؤون (الجامع الأزهر) في مصر والتغييرات التي احدثوها في برامجه الدراسية وممارساتهم لخدمة جواسيسهم وعملائهم، والتحكيم الظالم الذي نفذوه في فلسطين و تسليم بيت المقدس الى اليهود، والسياسة التي اتبعوها اتجاه تركيا وتهييج عواطف اليونانيين من اجل احتلال مسجد آياصوفيا وتحويله الى كنيسة، اضافة الى ذلك عقيدة رئيس وزرائهم الشهير غلادستون اتجاه الكعبة والقرآن، كل هذه الشواهد ستكون كافية لتحديد موقف الانكليز ضد الاسلام وتوضح السياسة التي اتخذتها هذه الدولة ضد المسلمين. والمضحك ان يسعى وزيرهم المفوض إلى تعيين الدرجات العلمية وان يُعرّف علماء الشيعة للإيرانيين، ولكن لحسن الحظ فان الايرانيين يعرفون بدقة مَن هم زعماؤهم الدينيون، ومواقعهم الدقيقة في المجتمع ولا يحتاجون الى رأي الوزير البريطاني المفوض. 2- كانت الرسالة، تشير الى ان اشاعة خبر نفي العلماء، يراد منه توتير علاقات المحبة بين الانكليز والامم الاسلامية وقد واجه المطلعون على الاوضاع السياسية هذه العبارة بابتسامة ساخرة، فالسفير الانكليزي يدعي الصداقة مع الامم الاسلامية خصوصاً الايرانيين، ولقد بذلت جهدي لكي اعثر على آثار هذه الصداقة في هذا الوجود، ومن خلال مراجعة اولية للدول الاسلامية وجدت ان اكثرها تئن من سلاسل العبودية التي فرضها الاستعمار البريطاني عليهم، فهل هذه هي معاني الصداقة؟ القسم الاكبر من رجالات المسلمين قتلوا أو شردوا في الدول الأجنبية بسبب السياسة الانكليزية، فهل هذه معاني الصداقة البريطانية؟

إنتهاك حرمة دور عبادة المسلمين وصرف اوقافها للحرب عليهم، هل هو جزء من صداقة بريطانيا وهل هذا هو معنى الصداقة عندهم؟

وهل من منطلق الصداقة مع العالم الاسلامي، تحريك اليونانيين ودفعهم الى ارتكاب كل هذه المجازر؟

وهل من الصداقة مع العالم الاسلامي تحويل آياصوفيا الى كنيسة ومنع المسلمين من العودة الى اسطنبول؟ 

وهل الصداقة مع العالم الاسلامي اجبارهم على عقد اتفاقية (سور) المشؤومة والتي شكلت ضربة قاسية في قلب الامة الاسلامية؟

وهل خداع وثوق الدولة (الخائن) وعقد اتفاقية عام 1919 معه كان بسبب صداقتهم مع العالم الاسلامي؟
وهل يشكل دفع (سميتقو) واراقة دماء الالاف من الايرانيين، وخلق سلسلة المجازر الدموية في آذربايجان مفهوم الصداقة الانكليزية؟ او قضية المجازر المهولة في منطقة بختياري.
ام ان الاستيلاء على سواحل مراكش ومصر وقبرص وبعض جزر بحر ايجه وسواحل افريقيا الاسلامية وسواحل الجزيرة العربية وموانئ الخليج وبلاد العراق وبلاد الهند البائسة يعطي ويحدد معنى الصداقة؟
ام ان سب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب التي يروجها المبشرون والتي سموها باسم الهداية وهو نقيض لحقيقتها يعد صداقة مع العالم الاسلامي؟ 
فاذا كانت هذه هي الصداقة بالمعنى الانكليزي، فان المسلمين ليسوا بحاجة الى مثل هذه الصداقة.
3- إدعى الوزير المفوض اننا ناهضنا الحكومة العراقية بتحريض بعض المغرضين، ولكننا نجيب بصراحة قاطعة، ان الحكومة البريطانية واجهة بغيضة في بلاد مابين النهرين، و اننا نسعى بكل جهدنا من اجل تحرير ارضنا المقدسة من ذلك الوجود البغيض.
ان هذا حق طبيعي تمارسه حتى الحيوانات التي تدافع عن اوكارها ولاتسمح لكائن غريب بالدخول اليها، والقرآن الكريم اعطانا هذا الحق بنص قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ النساء141 وقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ التوبة 14 فمع وجود هذه الدوافع الطبيعية والاوامر الدينية، كيف يدّعي الوزير المفوض، سفير الانكليز اننا وضعنا اقدامنا في هذا الطريق بتحريض بعض المغرضين، في حال اننا لم تكن لنا من الدوافع غير الاوامر الربانية والضمير الحي المتيقض.
4- السيد الوزير المفوض تفضل قائلاً: ان المغرضين قد استفادوا من ضعف تجربتنا و قلة خبرتنا واستغلونا بذلك، ويبدو ان الانكليز يعدون كل من يدافع عن وطنه قليل خبرة، اذن اعطونا الحق بان نسمي الانكليز قليلي خبرة في السياسة الدولية. فهل ان التجارب هي التي اعطت الحق للحكومة البريطانية الدخول في الحرب العالمية المدمرة الكارثية، وان تدفع كل دول العالم الى الهياج ضدها وان تستمر باتباع سياسة الغدر والخداع؟ فهل يتصور الانكليز بانهم سيتمكنون من الحكم المذل لكل هذه البلاد الواسعة باسم المستعمرات وان صرخات المظلومين لن تتمكن من كسر شوكتهم في النهاية. اظن ان الانكليز لن يكونوا راضين عن شخص ما، الا اذا باع لهم دينه وضميره وشرفه ووطنه وكرامته وكل حقوقه الطبيعية والا سيعدونه انساناً بلا تجربة و من حسن الحظ انهم لن يجدوا في العراق مثل هؤلاء الناس.
5-  يدعي الانكليز انهم كانوا يملكون الحق ان يبلغوا آباءنا بضرورة سفرنا الى خارج العراق وذلك لحفظ النظام. ولكن الحقيقة تؤكد ان حفظ النظام في العراق متوقف على خروجهم منه، فمادام الانكليز في العراق فلا يمكن ان يتوقع حصول الهدوء والسكينة، لان مواطني هذه الارض لا يمكنهم ان يشاهدوا ارضهم و هي محتلة من قبل هؤلاء الدخلاء.
6-  يدعي الوزير المفوض السفير الانكليزي ان خروجنا من العراق تم بعد محادثات مع ابوينا وان خروجنا تم برضاهما، علماً ان خبر نفينا قد نشر في الصحف الرسمية، وهي موجودة عندنا وتظهر مدى العجب الذي يحمله هذا التناقض الخطير، فقد ابلغَنا محمد حسين خان   برسالة من پرسي كوكس بوجوب خروجنا من العراق خلال اربع وعشرين ساعة.
7- يزعم سيادة الوزير المفوض انه قام بهذا العمل بدافع احترام علماء الاسلام!! احترام العلماء من قبل الانكليز!!! هذه الدعوة تضحك حتى الثكالى، لان العلماء ومنذ ان وضع الانكليز اقدامهم في العراق لم يجدوا منهم غير المهانة والاهانات و الظلم و الجور. فالشيخ باقر حيدر و السيد محمد سعيد الحبوبي فارقا الحياة غماً بسبب احداث الشعيبة ومآسي الانكليز بعدها. السيد علي الداماد لاقى حتفه حزيناً عندما شاهد القوى الانكليزية تحاصر النجف وتحاول احتلال الاماكن المقدسة. آية الله الشيرازي اصيب بانهيار مرضي بعد ان شاهد رؤوس اطفال العراق وهي تقطع اربا بحراب الانكليز ومات من اثرها بسبب الاورام التي اصابت كبده، شيخ الشريعة الاصفهاني لم يطق العيش ليوم واحد بعد ان هاجم الانكليز منزله و اعتقلوا ولده، والضغوط التي مورست عليه، ولقي ربه بعد اربع وعشرين ساعة فقط. السيد مصطفى الكاشاني والسيد عبد الرزاق الحلو فارقوا الدنيا مقهورين حزانى بعد الفوضى التي اصابت الاوضاع في العراق والمضايقات الانكليزية. ان احترام الانكليز لعلماء الاسلام!!! امر واضح ويتجلى من القاء القبض على نجل آية الله الشيرازي الشيخ محمد رضا الشيرازي، فقد قامت القوات الانكليزية بالدخول الى كربلاء ليلاً واعلنوا انهم بصدد القاء القبض على بعض الاشرار، نعم القوا القبض على الاشرار و لكن على أي نوع منهم؟ واحد من هؤلاء الاشرار كان الشيخ محمد رضا نجل آية الله الشيرازي، والآخر كان الحاج ميرزا احمد نجل اية الله الخراساني، والآخر هو السيد محمد علي الطباطبائي، وكنت انا ايضاً من جملة هؤلاء المطلوبين، حيث امكننا انقاذ انفسنا انا و الميرزا احمد من تسلط القوات الانكليزية و لم نعتقل. كان ذلك اليوم يوماً مفجعا، فقد ظهرت الطائرات الانكليزية وقامت باستعراضاتها حتى اقتربت احياناً من سطح بيت آية الله الشيرازي، ارتفع صوت صراخ الاهالي وبكائهم الى عنان السماء، فحول الانكليز بتصرفاتهم القاسية والخارجة عن الآداب والاعراف الانسانية، مدينة كربلاء الى مجلس حزن كبير، يملؤه الضجيج والانين وكنتُ في تلك اللحظات انظر الى وجه آية الله الشيرازي الحزين والمتألم، حيث كان ينظر بحسرة طويلة الى هذه التصرفات والاعمال الظالمة، وكنت اقرأ خطوط الحزن والضجر في وجوه وجباه العلماء. بعد ذلك ارسل رسالة الى الميجر بولي، حيث بادر الميجر بولي الى تمزيق تلك الرسالة والقاها جانباً، وبادر فوراً الى القاء القبض على الشيخ محمد رضا وساقه الى سجن الحلّة، ثم امر بوضع الاصفاد بيديه و قدميه و امر بارساله الى البصرة، حيث مكث في سجنٍ رطبٍ ومظلم ينشر فيه الماء باستمرار لكي يمنع النزلاء من الجلوس، وبعدها اركبه في باخرة مكشوفة ووضعه على سطحها تحت الشمس الحارقة ثم سجنوه فسفر الى جزيرة هنجام لمدة عشرين يوماً، وكان سجنه هناك تحت السماء المشمسة الحارقة للخليج او في مخازن الفحم الحجري، ولولا الجهود التي بذلتها الجكومة الايرانية فانه كان سيبقى في ذلك السجن حتى اليوم وفي القبضة القاسية لاولئك الظالمين.
اما الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محمد علي بحر العلوم فظلاّ يعالجان ايديهما و ارجلهما  لمدة طويلة من آثار الجراحات التي سببتها السلاسل والقيود الانكليزية وظلت آثارها على ايديهم و ارجلهم الى اليوم.  

هذه نماذج من الاحترامات التي يحملها الساسة الانكليز لمقام العلماء الاعلام و يظهر جلياً هذا الاحترام المزعوم من نفي السيد محمد علي الطباطبائي و السيد مهدي مولوي الى الهند، ومن اعتقال نجل آية الله الخراساني في الكوفة، ومن سجن السيد عيسى كمال الدين منذ احتلال العراق الى اليوم، ومن سجن الميرزا محمد حسن نجل شيخ الشريعة الاصفهاني والشيخ جواد صاحب الجواهر والسيد محمد رضا الخافي و السيد حسن القزويني و السيد محمد الكشميري، ومن نفي السيد عبد الرسول اليزدي والشيخ الزنجاني الى الهند ايضاً، ومن ملاحقة الحاج السيد ابو القاسم الكاشاني والحاج ميرزا احمد نجل آية الله الخراساني.

ان الايرانيين يعلمون كل هذه الامور، لانهم شاهدوا في وطنهم  اشباه هذه الجرائم، وبالامس فقط قام الانكليز بابعاد ثقة الاسلام من همدان في ايران الى الهند. وانني اعتقد ان ًاعظم اهانات الانكليز تجاه العلماء هي دفع بعض الصحف المأجورة الى نشر امور معارضة للدين، ويقومون بنسبتها الى العلماء احيانا، ويصبح العلماء في حيرة الرد و كيفية تكذيب هذه الاتهامات، وفي الفترة الاخيرة اضطر آية الله الشيرازي الى اخبار محمد حسين خان سكرتير الحاكم البريطاني كوكس، انه سيقوم بتكذيب ما ينشر من قبلهم بكل الطرق الممكنة.
8- ادعى السيد الوزير المفوض ان والدينا  قدما آيات الشكر و الثناء الى الموظفين الانكليز، في الوقت الذي يشعر فيه كل العلماء و الاهالي في العراق بالنفور الشديد من الانكليز و سياساتهم الجائرة. وإلا كيف يمكن لوالد ان يشكر اعداءه لانهم قاموا بنفي ابنه الى خارج وطنه؟
9- ادعى السفير ان والدينا قد أمرانا بالسفر و في الحقيقة اننا كنا مخيرين بين السفر و الوقوع في البلايا و المحن و كنا نرجح الامر الثاني لانه يؤدي الى تصعيد شعبي، وقد تركنا والدانا لاختيار أي من الامرين، ولكنهما لم يكونا راضيين ان تراق الدماء من اجلنا.

10- ادعى السفير الوزير المفوض ان والدينا قد طلبا من الانكليز ان يهيئوا لنا وسائل السفر، و ان الانكليز قد استجابوا لهذا الطلب. ولكن الناس الذين يعرفوننا ويعرفون المواصفات الروحية لعلماء تلك الديار، ويقدرون رفعة و عظمة مقام اهل العلم في الاسلام، يعلمون جزماً بان هذه ايضاً من الافتراءات والاكاذيب التي تُرى بشكل مستمر في السياسة الانكليزية، وذلك لان العلماء الاعلام، والتزاماً بقول الله تعالى: ﴿وَلْيَجِدُواْ فِيكمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة 23] يعدون اللين والسلاسة في الحديث مع الانكليز المستعمرين من المحرمات الشرعية فكيف يجوزون لانفسهم ان يطلبوا شيئاً منهم ويترجوهم لتحقيق ذلك. وعلى الوزير المفوض ان يعلم باننا و في مواجهة كل الفجائع المهولة التي صنعوها في العراق ومنها اعدام اربعة عشر شاباً من الاحرار في مدينة النجف، ونفي العلماء وتقييدهم بالاغلال، واعدام المئات غيرهم من الشباب الغيارى في كل انحاء العراق وقتل اكثر من عشرين الف عراقي خلال حركة الثورة، وقطع رؤوس النساء في الناصرية وقرب المسيب وقيام طائراتهم بقصف مسجد الكوفة وقتل المئات من الناسكين واهل الورع والتقوى، وتخريب البيوت وتهديم منازل العلماء في النجف و كربلاء بالمتفجرات ومحاصرة النجف واطلاق النار عليها من المدافع والاسلحة الرشاشة واغلاق ساحة الحرم واهلاك المئات من الابرياء عطشاً. مع كل هذه الجرائم لم نسمع احداً من العلماء قد طلب منهم اصغر او احقر شيء.

والمضحك انه يكتب ان الموظفين الانكليز قد استجابوا لطلب هؤلاء العلماء. فما هي الاشياء التي طلبها العلماء، وماهي الاشياء التي استجاب لها الانكليز؟ فنحن لم يكن لنا عمل لكي ينجزه الانكليز، فقد جئنا على اقدامنا الى محطة القطار و اشترينا تذاكر السفر و ركبنا القطار و خرجنا من العراق. فما هي المساعدات التي قدمها الانكليز لنا في هذه القضية البسيطة و الميسرة؟
11- و اخيراً و بعد ان قام الوزير المفوض بتقليب قضية ابعادنا، وقام بصنع اعذار واهية لها، وأعطى الحق في النهاية الى موظفي الانكليز ثم يقول في النهاية انه لم يكن هنالك من قرار بالنفي والابعاد، ففي أي شيء اذن كان يقدم المبررات ليعطي الحق الى موظفي ادارته في العراق؟ 

والخلاصة النهائية اننا كنا معارضين لبقاء قوات الانكليز و سلطتهم منذ بداية دخولهم الى ارضنا في العراق وسنبقى على هذا الموقف متلقين بصدر رحب ووجوه مستبشرة كل الاخطار القادمة ومتحملين كل الاضرار الواردة علينا لاستمرار هذا الموقف المقدس، وسنواصل هذا الدرب الى الابد. محمد الخالصي».

نشاطه الديني والسياسي في إيران

حين وصل الشيخ محمد الخالصي إلى طهران منفياً اليها، لعب دوراً بارزاً في توعية وايقاظ المسلمين في إيران، وأصدر العديد من الصحف والنشرات باللغتين العربية والفارسية مثل « لواء بين النهرين » و« اتحاد إسلام » و«منشور نور»، ولما نفي والده الإمام الشيخ مهدي الخالصي من قِبل الإنكليز في 26 حزيران 1923م من العراق إلى الهند ثم اليمن فالحجاز فإيران لإلغائه بيعة فيصل وعزله عن ملوكية العراق، ثم قيام خمسة وعشرين من مجتهدي النجف الاشرف بقيادة السيد أبو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني بالهجرة من العراق اعتراضاً على نفي سماحته (5) بادر الشيخ محمد الخالصي إلى تأسيس «جمعية الممثلون السامون لما بين النهرين» في طهران للدفاع عن القضية العراقية في المنظمات الدولية.

« كان الشيخ محمد الخالصي قد اُبعد إلى إيران في السنة الماضية كما أشرنا وقد استقر في طهران، وحين حدث تسفير المجتهدين انتهز الشيخ محمد الفرصة وهو خطيب مفوّه، فأخذ يشن الحملات الشعواء على بريطانيا والمؤيدين لها، وقد ذكر السر برسي لورين في برقية إلى لندن:» «إن الشيخ محمد الخالصي يعد المهيّج الرئيس ضد الإنكليز في طهران»(6). » (7)

الخالصيان يرفضان إعطاء التعهد بعدم التدخل بالسياسة

استجدت الأحداث السياسية في العراق وإيران، فاستجاب الملك فيصل لطلب المجتهدين الذين غادروا العراق للعودة اليه، وأخبرهم ان بامكانهم العودة إلى العراق بشرط إعطاء تعهد خطي بعدم التدخل في السياسة‌، فوافق العلماء، ورفض الإمامان الشيخ مهدي ونجله الشيخ محمد إعطاء تعهد كهذا بشدة،‌ واعتبراه تنازلاً للمحتلين الإنكليز، وأصرا على البقاء في إيران ومواصلة الجهاد وبث الوعي بين أبناء هذا البلد الإسلامي، لذلك فقد وصفتهما التقارير الإنكليزية بـ «العلماء المتمردين». (8)

معارضة تأسيس الجمهورية العلمانية في إيران

ومن نشاطاته في طهران معارضته لتغيير نظام الحكم في إيران من الملكية إلى الجمهورية من قبل «رضا البهلوي»، وذلك لان الأخير كان يسعى من وراء جمهرة إيران الوصول إلى سدة الحكم وتأسيس دولة علمانية ‌على غرار جمهورية اتاتورك في تركيا، وقد سعى البهلوي لقمع جميع مخالفي الجمهورية وعلى رأسهم الشيخ الخالصي وآية الله السيد حسن المدرس فقيه البرلمان الإيراني، فاعتقل البهلوي السيد المدرس في إحدى غرف البرلمان في يوم التصويت على الجمهورية وأمر أزلامه بالاعتداء عليه بالضرب، فوصل نبأ ذلك إلى الشيخ الخالصي فقاد مظاهرة جماهيرية ضمت ما يربو على مائة ألف من أهالي طهران (9) بعد أن أمّهم لصلاتي الظهر والعصر وخطبهم بما جرى في البرلمان، فهاجمت الجماهير البرلمان وتسللت إلى باحته وانقذت آية الله المدرس واصطدمت مع البهلوي وأزلامه، إثر ذلك اضطر رضا البهلوي للاستقالة من منصب رئاسة الوزراء وغادر طهران إلى مدينة بومهن؛ عن تلك الحادثة يقول آية الله السيد مرتضى الخميني (بسنديده) الأخ الأكبر للإمام الخميني: «ومما يذكر إنه في اليوم الثاني من شهر الحمل عام 1303 ش ‍ [22 آذار 1924م] إتجه كبار علماء طهران وسياسيوها وكسبتها نحو البرلمان وكنت معهم، وكان المرحوم الخالصي الذي صلى صلاة الجماعة في السوق المركزي بعد أن مُنع من الصلاة في المسجد على رأس الجموع المتجهة نحو البرلمان، وكانت كل الطرق المؤدية إلى البرلمان والساحة المقابلة لبنايته غاصّة بالجماهير التي كانت تهتف ضد « سردار سبه » [ رضا بهلوي ] والتي داهمت البرلمان فيما بعد ». (10)

إثر هذه الحادثة المصيرية في حياة إيران والتي أدّت إلى فشل تأسيس نظام جمهوري علماني في إيران حتى قيام الجمهورية الإسلامية المباركة‌ - ‌‌وقد ثبتتها المصادر التاريخية لتلك الفترة‌ ‌- ودور الإمام الخالصي فيها بدأ البهلوي حرباً بلا هوادة ضد سماحته وألقى عليه القبض في حادث اغتيال القنصل الأمريكي في طهران ونفاه إلى مدينة «خاف» على الحدود الأفغانية وسجنه في قلعتها الرهيبة، ثم صار شيخنا يُنقل من سجن إلى سجن ومن منفى إلى آخر مدة 27 عاماً. فنفي إلى خراسان وتويسركان ونهاوند وكاشان ويزد إضافة‌ إلى سجنه في طهران وكرمانشاه. ولكن بالرغم من الضغوطات التي واجهها الشيخ الخالصي في إيران لكنه قام بنشاطات واسعة يذكرها الإيرانيون باعتزاز منها: إحيائه لصلاة الجمعة في كل بلد حلّ فيه، وتأسيسه لصلاة الجمعة في حرم السيد عبد العظيم الحسني جنوب طهران.

الإمام الخالصي بعد عودته إلى العراق

اهتم الإمام الشيخ محمد الخالصي بعد أن عاد إلى العراق بعد نفيٍ دام 27 عاماً بعدة امور: 1- إقامة صلاة الجمعة على وجهها العبادي السياسي في صحن الكاظمية المطهر. 2- اهتمامه بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وقد قام من أجل ذلك بسفرات عديدة إلى المدن التي يتواجد فيها أبناء السنة داخل العراق، وكذلك إلى عدة دول منها الديار المقدسة (مكة والمدينة المنورة) ومصر وسورية وفلسطين ولبنان؛ وقد لقيت دعوته الصادقة إلى الوحدة الإسلامية استجابة علماء المسلمين، لما وجدوا فيه من صدق النية. 3- مقاومته للأنظمة الظالمة المتسلطة على الحكم في العراق، وأهمها الوقوف بوجه الحكومة الملكية، والطاغية عبد الكريم قاسم، والمد الشيوعي الإلحادي الذي كان يستمد القوة منه، ‌وكذلك حكم الحزب الاستعماري البعثي إبّان انقلابهم الأول، وإن ينسى العراقيون قولاً فلا ينسون قوله لعبد الكريم قاسم حين اتخذ من وزارة الدفاع مقراً لإقامته : «أينما تكونوا يدركُّكم الموت ولو كنتم في وزارة الدفاع»، وقوله لعفلق: «قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر ميشيل عفلق». 4- محاربته الشعواء للبدع والخرافات التي سادت بين المسلمين، وتنزيه العقيدة الإسلامية من الانحراف، فكانت هذه هي النقطة الأصعب في جهاده، لان تنزيه الدين من البدع والخرافات التي يظنها الجهال انها من اصل الدين يحتاج إلى شجاعة ونكران للذات في الله، وهو ما ألّب عليه الاصدقاء والأعداء. 5- تشييد وإعمار مدرسة والده الدينية « جامعة مدينة العلم » في الكاظمية لتكون جامعة علمية دينية يتخرّج منها علماء ‌يجمعون بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة.

من مؤلفاته باللغة العربية

1 - أجيبوا داعي اللَّه (بغداد 1954م). 2 - إحياء الشريعة في مذهب الشيعة (الجزء الاول، الطبعة الاولى - بغداد 1951م الطبعة الثانية 1960م). 3 - إحياء الشريعة في مذهب الشيعة (الجزء الثاني - بغداد 1957م). 4 - إحياء الشريعة في مذهب الشيعة (الجزء الثالث - بغداد 1957م). طبع منها ثلاثة اجزاء، ترجم الاجزاء الثلاثة، الاستاذ حيدرعلي قلمداران الى الفارسية بعنوان (آئين جاويدان) طبعت في قم 1378هـ. 5 - اسرار المعراج (مفقود). 6 - أشعة من حياة الامام الصادق عليه السلام: لماذا خُصّ جعفر بن محمد عليهما السلام بعنوان المذهب الجعفري دون غيره؟ (النجف الاشرف 1949م) ترجمه الى الفارسية محمدرضا انصاري بعنوان (پرتوى از چهره درخشان امام صادق عليه السلام) (طهران 1978م).

7 - الاجوبة الخراسانية (مفقود).
8 - الإحتراز عن مفتريات حسن الايجاز: في اثبات إعجاز القرآن وردّ شبهات المبشّرين حول القرآن (طهران 1340هـ).

9- الاسلام سبيل السعادة والسلام (الطبعة الاولى بغداد 1953م) (الطبعة الثانية بغداد 1975م) (الطبعة الثالثة بيروت 1987م). (الطبعة الرابعة طهران 2000) (الطبعة الخامسة طهران 2014م) رسالة عملية موجزة، دورة فقهية كاملة، ترجمها الاستاذ حيدرعلي قلمداران الى الفارسية بعنوان (آئين دين يا احكام اسلام) طُبعت الترجمة في قم 1379هـ. 10- الاسلام فوق كل شيء: مجموعة خطب ومقالات؛ في مواضيع دينية واجتماعية وسياسية (اربعة اجزاء - بغداد 1958م - 1959م). 11- الاعتصام بحبل اللَّه: في سيرة امير المؤمنين علي عليه السلام (بغداد 1955م).

12 - الإمام الخالصي ومسلمو الصين (بغداد 1952م).
13 - البراهين القطعية في اضرار اللامركزية (بغداد - قبل الاحتلال البريطاني).
14 - البصرة تستأصل شأفة الشيخية (بغداد 1951م).

15- بطل الإسلام، مذكراته حول حياة وجهاد والده الإمام الشيخ محمدمهدي الخالصي (دمشق 2008). 16 - التفسير الخالص: نشر قسم منه في مجلة «مدينة العلم» باعدادها الستة (بغداد 1373هـ). 17 - التوحيد الخالص: مراسلة مع الشيخ محمد بهجت البيطار مفتي سوريا، حول التوحيد (بغداد 1964م). ترجمه الى الفارسية غلامرضا خليفي بعنوان (توحيد) مطبعة حكمت، تاريخ المقدمة 1344هجري شمسي (1965م). 18 - التوحيد والوحدة (بغداد 1954م). 19 - الجمعة الجامعة (بغداد 1951م). 20 - الجمعة: رسالة فقهية استدلالية، في وجوب صلاة الجمعة»التعييني« في كل زمان (بغداد 1949م). ترجمها الى الفارسية الاستاذ حيدرعلي قلمداران، بعنوان (ارمغان الهي) (قم 1380هـ). 21 - الحرب والرق في الاسلام (بغداد 1950م) 22 - الحق يدمغ الباطل: في مناقشة دعاة الشهادة الثالثة في الاذان (بغداد 1955م). 23 - الدليل الى كتاب الاقتصاد والدولة في الاسلام (بغداد 1962م). 24 - الرأسمالية والشيوعية والاسلام (بغداد 1950م). 25 - الرحلة المقدسة: لاحمد كمال (تقديم) (بغداد 1372هـ).

26 - الشريعة الاسلامية خاتمة الشرايع (بغداد 1953م).
27 - الشهاب الثاقب في رجم الملاحدة والشيخية والنواصب (بغداد 1955م).
28 - الشيخ محمدمهدي الخالصي: ترجمة مختصرة في احوال والده (طُبعت في آخر كتاب الدراري اللامعات - بغداد 1332هـ).
29 - الشيخية والبابية (بغداد 1951م).
30 - الشيعة والافتجاع ليوم الطف (بغداد 1332هـ).
31- العروبة في دار البوار فهل من منقذ؟ في الردّ على كتاب (العروبة في الميزان) (خراسان 1352هـ).
32 - القرآن يدعم الاسلام ويدحض ما سواه بالحجة والبرهان (بغداد 1950م).
33 - المانيا والاسلام (بغداد 1951م).
34 - المباهلة: رسالة في آية المباهلة وحديثها (بغداد 1950م).
35 - المعارف المحمدية (القاهرة 1922م) طبع ثانية في لبنان: ترجمه الى الفارسية الاستاذ حيدرعلي قلمداران (قم 1370هـ).
36 - النيروز: في بدعية (عيد النوروز) وسائر الاعياد غيرالاسلامية (بغداد 1951م).
37 - الوحدة الاسلامية ازهار واوراد - ومعجزتا ردّ الشمس وانشقاق القمر (بغداد 1951م).
38 - الوقاية من اخطاء الكفاية (اصول) شرح وتعليق على (كفاية الاصول للآخوند الخراساني).
39 - اول يوم من ايام الثورة آخر يوم من أيام الظلم. بغداد - 1963م.
40 - حسين مني وانا من حسين (النجف الاشرف 1962م). ترجمه الى الفارسية الاستاذ حسين بهاجي بعنوان (فلسفه قيام حسيني - قم 1382هـ).
41 - حقوق الرجل والمرأة في الاسلام (بغداد 1950م).
42 - خلاصة الخطب (خمسة اجزاء - بغداد 1373ه - 1374هـ).
43 - رحلة الشمال سنة 1956م.
44 - رسالة جامعة مدينة العلم الى العالم (بغداد 1954م).
45 - زعيم الاسلام الخالد: عن حياة والده الامام الشيخ محمدمهدي الخالصي الكبير (بغداد 1950م).
46 - سبب ذلّ المسلمين (بغداد 1377هـ).
47 - سبعة وعشرون شهراً في طهران (بيروت 1998م) ترجمه الى العربية الشيخ هادي الخالصي.
48 - سعادة الدارين: مراسلة المؤلف التاريخية مع قوام السلطنة رئيس وزراء ايران، من منفى كاشان (الطبعة الاولى بغداد 1950م) (الطبعة الثانية بيروت 1998م) تحت عنوان (رسالة المجاهد الأكبر الإمام الخالصي الى احمد قوام السلطنة..).
49 - شرح قواعد العلامة (في الفقه).
50 - شُعَبُ المقال في أحوال الرجال: لنجم الدين النراقي (تقديم) (يزد 1367هـ).
51 - عزّة الامس ذلة اليوم (ترجمة) (بغداد 1331هـ).
52 - علوم القرآن: نشر قسم منه في مجلة (مدينة العلم) في اجزائها الستة (بغداد 1373هـ).
53 - في ليلة مبعث النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم (بغداد 1950م).
54 - في مولد الرسول الاعظم صلى اللَّه عليه وآله وسلم (بغداد 1950م).
55 - في مولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (الجزء الاول - بغداد 1950م).
56 - في مولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (الجزء الثاني - بغداد 1950م).
57 - لا سعادة الا بالدين (بغداد 1953م).
58 - مناظرة مع القاديانيين (مفقود).
59 - مَنْ ذا؟: سياحة فكرية روحية وقت السَّحَر (بغداد 1956م). ترجمه الى الفارسية الاستاذ حسين بهاجي بعنوان (إين كيست؟) (قم 1378هـ).
60 - منظومة في وجوب صلاة الجمعة: في الوجوب العيني لصلاة الجمعة (طهران 1364هـ) طُبعت عدة طبعات.
61 - نجاة المسلمين (بغداد 1954م).
62 - نصيحة الإمام الخالصي للعراقيين (بغداد 1952م).
63 - وصية الإمام الخالصي في المستشفى او النجاة من الهلكة (بغداد - 1377هـ).

ب) الفارسية
64 - أسرار پيدايش شيخيه و بابيه و بهائيه (اي اسرار ظهور الشيخية والبابية والبهاية) (طهران بدون تاريخ).
65 - أمان از عقرب و ارضه و پشه كاشان (كاشان 1364هـ) (اي الأمن من العقرب والارضة والحشرات).
66 - آينده ايران پس از واقعه آذربايجان (طهران بدون تاريخ).
67 - ترجمه مراسله تاريخي آقاى خالصي به احمد قوام نخست وزير ايران (طهران 1362هـ). (اي الرسالة التاريخية الى قوام السلطنة التي بعث بها الامام من منفاه كاشان). ويعقبه كتاب (بيست وهفت ماه در تهران) اي سبعة وعشرون شهراً في طهران (الطبعة الثانية طهران 2007 في كتاب حمل اسم رسائل سياسي آيت الله شيخ محمد خالصي‌زاده، إعداد اسلام الدباغ).
68 - جامعه بشري فقط با قوانين اسلام اداره ميشود (يزد 1368هـ) (المجتمع البشري لا يدار الا بالقوانين الاسلامية).
69 - حقيقت حجاب در اسلام (اي حقيقة الحجاب في الاسلام) (طهران 1366هـ).
70 - خدا در طبيعت (اللَّه خالق كل شيء): شرح وتعليق على كتاب الفلكي الفرنسي (كاميل فلامريون) (طهران 1346هـ).
71 - خرافات شيخيه وكفريات ارشاد العوام يا دسائس كشيشان در ايران (اي خرافات الشيخية وكفريات ارشاد العوام - الكتاب المقدس للشيخية - او دسائس القسس في ايران. ترجمه الى العربية الشيخ هادي الخالصي، وطبع في بيروت 1998م بعنوان (علماء الشيعة والصراع مع البدع والخرافات الدخيلة في الدين).
72 - خواص روزه (اي خواص الصوم) (طهران 1364هـ).
73 - دينسازي ونشر خرافات در عصر علم و دانش (اي صناعة الدين ونشر الخرافات في عصر العلم والمعرفة) مناقشة مع دعاة البهائية في كاشان (طهران 1362هـ).
74 - راهزنان حق و حقيقت (اي قُطّاع طريق الحق والحقيقة) ردّ على كتاب ماركسي بعنوان (نكهبانان سحر و افسون) (بغداد 1371هـ)
75 - رَوْحٌ وريحان: مجموعة دروس في احوال النساء وتكاليفهن. تقريرات لبعض دروسه كتبتها شاهزاده توران خانم مسعودي تويسركاني (بدون تاريخ) (مطبعة خودكار ايران).
76 - سبل الرشاد (الطبعة الاولى طهران 1368هـ) شرح و ترجمة دعاء كميل (اُعيد طبعه اكثر من مرّة) تُرجم الى العربية ونشر في طهران 2005م.

77- سردار اسلام، زندكينامه شهيد آيت الله العظمى شيخ محمدمهدي خالصي (ترجمة كتاب بطل الإسلام) ترجمه الدكتور امير رحيمي سلماني (طهران 2009م)

78 - شكر ودعاء: مجموعة ابتهالات ومناجات في السجون والمنافي (طبع ايران) مفقود.
79 - كشف الاستار: في الردّ على كتاب (اسرار هزارساله) اي اسرار الالف عام (طهران 1365هـ).
80 - كفتار حق (اي قول الحق) (طهران 1364هـ).
81 - مبلّغ بهائي در محضر آية اللَّه خالصي (اي داعيةٌ بهائي في مجلس آية اللَّه الخالصي) (يزد 1367هـ).
82 - مظالم انكليس در بين النهرين (اي مظالم الانجليز في ما بين النهرين). وثائق ومستندات مرسلة الى المؤسسات السياسية، والمجامع الدولية، عن جنايات الانجليز في العراق ايام الاحتلال والثورة. (الطبعة الثالثة - طهران 1341هـ) (الطبعة السادسة في فصلية مطالعات سياسي الايرانية عام 2005) (الطبعة السابعة طهران 2007 ضمن كتاب حمل اسم رسائل سياسي آيت الله شيخ محمد خالصي‌زاده، إعداد اسلام الدباغ)..
83 - معراج خير الانام يا آئينه اسلام (اصفهان 1350هـ).
84 - مناظره با مبلغين بهائي در تهران (اي مناقشة مع دعاة البهائيين في طهران) (طهران 1367هـ).
85 - منظومه در وجوب عيني نماز جمعه (اي منظومة شعرية في الوجوب العيني لصلاة الجمعة) (طهران 1364هـ).
86 - مواعظ اسلامي (اي مواعظ اسلامية): صفحات من خطبه واعماله السياسية في ايران بعد نفيه اليها (خراسان - 1341هـ) (الطبعة الثانية في كتاب مقالات المؤتمر الثالث لايران والاستعمار البريطاني طهران عام 2014م).
87 - وحدت اسلامى (اي الوحدة الاسلامية) (يزد - 1370هـ).
88 - هدى وشفاء: تفسير في اربعة اجزاء (طهران - 1364هـ).

المخطوطة
 الموجودة في خزانة مكتبة مدينة العلم للكتب الخطية، نذكرها وارقام تسلسلها في المكتبة المذكورة (ننوه الى ان المكتبة تعرضت للمصادرة على يد الحكم البعثي للراق):
89 - احوال الامام الشيخ محمدمهدي الخالصي الكبير (والده) (رقم 19/16).
90 - إحياء السنّة وإماتة البدعة (رقم 1/10).
91 - الاقتصاد والدولة في الاسلام: من اجزاء احياء الشريعة في مذهب الشيعة (رقم 4/6).
92 - العراق في وجه الاحتلال: رسالة في تاريخ الاحتلال الانجليزي للعراق وجهاد الامة ضده (12/16).
93 - الكلمة العليا في بيان اسرار الشريعة السمحا: رسالة في الاحكام الشرعية وعللها (134/6).
94 - النُظُمُ المالية في الاسلام (4/5).
95 - ايضاح العناوين: في اصول الفقه (2/7).
96 - سُبُل السلام: دراسة في الاديان والمعتقدات والمذاهب (رقم 22/9).
97 - شرر فتنة الجهل في ايران: مختصر (فتنة الجهل في ايران) ترجم قسماً منه الاستاذ حيدرعلي قلمداران، ونشر مع ترجمة (وصية الإمام الخالصي في المستشفى)  (قم - 1386هـ) (رقم 16/16).
98 - فتنة الجهل في ايران (رقم 12/16).
99 - في سبيل اللَّه: مذكرات الامام الخالصي (17/16) (هذا الكتاب).
100 - نظام عائله اسلامي: فارسي (اي نظام العائلة في الاسلام) في اسرار الاحكام الشرعية المتعلقة؛ بالاسرة والمرأة والتربية (رقم 42 و 41/18) يحتفظ مركز وثائق الإمام الخالصي في طهران بنسختان خطيتان منه.

وفاته وتشييعه

كان الإمام الخالصي قد دعا إلى حفل أقامه في الحرم الكاظمي المطهر بمناسبة المولد النبوي الشريف، وقد حضر الحفل علماء الدين السنة والشيعة وسياسيون وممثلون عن دول إسلامية. بعد العودة من الاحتفال بدت عليه آثار المرض، ولازمته الحمى الشديدة وعلامات التسمم، ولما اشتد به المرض نقل إلى مدينة الخالص، ثم اُعيد إلى بغداد ورقد في مستشفى الرازي، بقي فيها عدة أيام إلى أن فاضت روحه الزكية ورجعت إلى ربها راضية مرضية في آخر ساعات ليلة الجمعة 21 كانون الأول 1963م (19 رجب 1343 هـ). وفي صباح الجمعة قطعت الإذاعة برامجها واكتفت ببث القرآن الكريم معلنة نبأ وفاته والحداد العام. عندها توافد الوف المشيعين والمودعين على مسجد براثا، وحملت الجموع جثمانه الطاهر بعد أدائها صلاة الجمعة حتى الكاظمية، مروراً بالاعظمية التي خرجت باهلها للتشييع، فدفن في حجرته في الصحن الكاظمي الشريف.

المصادر

    1- اقرأ نص الخطاب في الحقائق الناصعة في الثورة العراقية عام 1920م، فريق مزهر آل‌ فرعون- ص 149-158 بغداد1952م.

    2- « مرگي در نور » عبد المجيد كفائي- ص 416 طهران1359.

    3- « لمحات اجتماعية‌ من تاريخ العراق الحديث » علي الوردي- ج 6، ص 107-110 و 141-142.

    4 و 5 و 6 - المصدر السابق- ص 194-195

    7- الوثيقة البريطانية رقم: F.O.5371/9047

    8- الوثيقة البريطانية رقم: F.O. 416/73 JULY 16.1923. NO.64

    9- « شرح زندگاني من » عبد الله مستوفى – ج 3، ص 595 طهران 1341ش

    10- مجلة « كيهان فرهنگي » العدد 9، آذرماه 1364ش (تشرين الثاني – كانون الأول 1985م) ص 30 طهران.

    11- انتشرت الطبعة الرابعة من كتاب الإسلام سبيل السعادة والسلام مع ملحق بأحاديث الأحكام في طهران 2006م.

    12- في سبيل الله سيرة ذاتية ومذكرات جهادية، محمد الخالصي، المحجة البيضاء، بيروت، 2015.

    • بوابة إيران
    • بوابة أعلام
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.