مخيم الهول للاجئين
مخيم الهول للاجئين[1] هو أحد مخيمات اللاجئين السوريين يقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا، بالقرب من الحدود السورية العراقية، يضمّ أشخاصًا مشردين من الأراضي التي احتلّها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. اعتبارًا من أبريل 2019، كان عدد اللاجئين في المخيم 74000[2] بعد أن نما من 10000 في بداية العام.[3] اللاجئون هم بشكل رئيسي من النساء والأطفال المنحدرين من عدّة دول أوّلها سوريا والعراق.[4]
التاريخ
أُنشئ المخيم في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية،[5] وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003، كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.[6]
التركيبة السكانية
في بداية عام 2019، احتوى المخيم على حوالي 10000 شخص، ثمّ زاد حجمه بشكل كبير مع الهزائم المتتالية لداعش. بحلول أبريل 2019، قُدّرَ عدد سكان المخيم بـ 74000.[2] أشارت تقديرات في سبتمبر 2019 إلى أن المخيم كان يضم حوالي 20000 امرأة و 50000 طفل من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية.[3]
الإدارة والظروف في المخيم
في سياق الحرب الأهلية السورية واستيلاء قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الهول، أصبح المخيم إلى جانب مخيم عين عيسى، مركزًا للفارّين من القتال بين القوات الكردية وتنظيم داعش خلال هجوم قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور، فضمّ حوالي 10000 لاجئ في أوائل ديسمبر 2018. في أبريل 2018، قتل تفشّي حمى التيفوئيد 24 شخصًا في المخيم.
خلال معركة الباغوز فوقاني في ديسمبر 2018، شهد المخيم تدفقا هائلا للاجئين في سلسلة من عمليات الإجلاء المدني الضخمة، مع فرار الناس من القتال العنيف بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش. وُصفت الظروف على طول الطريق المؤدية إلى المخيم بما في ذلك إجراءات فحص منتسبي تنظيم الدولة بأنها «قاسية للغاية» مع محدودية الطعام والماء والمأوى وعدم وجود خدمات صحية. حتى 4 فبراير 2019، توفي ما لا يقل عن 35 طفلاً حديث الولادة إما في الطريق إلى المخيم أو بعد وقت قصير من وصولهم إليه، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض درجة حرارة الجسم. وتخشى منظمات الإغاثة من الزحار وأمراض أخرى قد تتفشّى داخل المخيم المزدحم. ذكرت الأمم المتحدة أن 84 شخصًا معظمهم من الأطفال لقوا حتفهم في طريقهم إلى الهول منذ ديسمبر 2018. تمّ احتجاز عائلات مقاتلي داعش في قسم منفصل داخل المخيم بعد حوادث عنف متكررة بينهم وبين اللاجئين الآخرين.[7]
في فبراير 2019، قالت زهرة دومان، أسترالية تزوجت من مقاتل أسترالي في التنظيم، لوالدتها أنها تعيش مع طفلتها داخل مخيم الهول ونقلت لها أخبارًا عن الوضع فيه. قالت والدتها أن هناك نقصًا حادًا في الطعام، وتخشى أن تموت الطفلة البالغة من العمر ستة أشهر بسبب الجوع. في أوائل عام 2019، عُثرَ داخل المخيم على امرأة بريطانية حامل كانت منتسبة لتنظيم داعش، توفي ابنها بعد أسابيع من ولادته.[8] في مارس 2019، ورد أن المواطنة الأمريكية وإحدى أفراد داعش، هدى مثنى، تعيش مع ابنها البالغ من العمر 18 شهرًا في المخيم.
مات ما لا يقل عن 100 شخص خلال هربهم إلى المخيم في ديسمبر 2018.[2]
في أبريل 2019، حثّت مجموعة من النساء والفتيات داخل المخيم، صحفية أجنبية على اعتناق الإسلام قائلات: «إذا أسلمتِ وغطّيتِ جسمك ووجهك مثلنا وأصبحتِ واحدةً منّا، فلن تقتلين».[9] برّرت إحدى النساء الإبادة الجماعية لليزيديين من قبل داعش قائلةً: «إذا لم يعتنقوا الإسلام ولم يصبحوا مسلمين مثلنا ويعبدون الله، فإنهم يستحقون ذلك».[10]
في تقرير نُشر في أبريل 2019، وصف مراسل بي بي سي كوينتين سومرفيل المخيم بأنه «وعاء يفيض من الغضب والأسئلة التي ليس لها جواب»، حيث تتمسك بعض النساء بأيدولوجية داعش التي تثير الكراهية، والبعض الآخر يحاولن إيجاد طريق للهروب. ونقل كوينتين عن امرأة مغربية-بلجيكية عملت كممرضة سابقة، أنها قالت: «هذا خياري، ففي بلجيكا لم أستطع ارتداء النقاب». رأت المرأة أنه لا داعي للاعتذار عن هجوم داعش في بروكسل عام 2016، وألقت باللوم على الغرب وضرباته الجوية على الباغوز في التسبب بظروفهم الصعبة.[11]
يُشير تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر 2019 إلى تزايد التطرف داخل المخيم حيث الظروف تعيسة، والأمن متراخي، والناس الذين لا يتبعون أيديولوجية داعش يعيشون في خوف.[3]
صرّح نائب وزير الدفاع الأمريكي مايكل مولروي في حديثه مع مجلس العلاقات الخارجية أن العديد من الأطفال في المخيم يتعلّمون أفكار ومعتقدات داعش، وقال إن قاطني المخيم لهم وجهة نظر واحدة وفلسفة واحدة فقط. كما زعم أنه إذا لم يتوصل المجتمع الدولي إلى طريقة لإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع، فسيكونون الجيل القادم من داعش.[12][13] [14][15]
في 28 نوفمبر 2019، أعلن الهلال الأحمر العربي السوري أن أكثر من 36000 من سكان المخيم تلقوا مساعدة من الحكومة السورية في العيادات التي أنشئت في المخيم عبر فريق طبي متنقل هناك.[16]
انظر أيضًا
المراجع
- Sommerville, Quentin (12 أبريل 2019)، "The women and children no-one wants"، مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 أبريل 2019.
- "Syria's Al Hol Camp: Families in Desperate Need"، 22 مارس 2019، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 مارس 2019.
- Louisa Loveluck, Souad Mekhennet (3 سبتمبر 2019)، "At a sprawling tent camp in Syria, ISIS women impose a brutal rule"، Washington Post، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 4 سبتمبر 2019.
- editor, Patrick Wintour Diplomatic (12 مارس 2019)، "Ministers urged to help UK families of foreign fighters in Syria"، The Guardian (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0261-3077، مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 مارس 2019.
{{استشهاد بخبر}}
:|الأخير=
has generic name (مساعدة) - Third World Institute, المحرر (2005)، The World Guide: A View from the South 2005/06، أوكسفام، ص. 533، ISBN 978-1-904456-11-7.
- name=PalestinianStrategicReport Mohsen Moh'd Saleh, المحرر (2007)، The Palestinian Strategic Report 2007، بيروت: Al-Zaytouna Center، ص. 357، ISBN 978-9953-500-676، مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 13 مارس 2019.
- "After the caliphate: Has IS been defeated?" (باللغة الإنجليزية)، 07 فبراير 2019، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 19 مارس 2019.
- Eliza Mackintosh and Hamdi Alkhshali، "British ISIS bride Shamima Begum's baby died in Syria"، CNN، مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 19 مارس 2019.
- "'We Pray For The Caliphate To Return': ISIS Families Crowd Into Syrian Camps"، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2019.
- "'We Pray For The Caliphate To Return': ISIS Families Crowd Into Syrian Camps"، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2019،
Asked about the Yazidi minority, which ISIS targeted with a campaign of genocide, the women shout: "Devil worshippers!" Misconceptions about the ancient Yazidi religion have led to dozens of massacres over the centuries. When ISIS took over a third of Iraq in 2014, thousands of Yazidis were killed or captured as sex slaves.
- "Islamic State: The women and children no one wants"، BBC، 12 أبريل 2019، مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2019.
- "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2019.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link) - "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2019.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link) - U.S. Policy Toward Syria | C-SPAN.org نسخة محفوظة 2020-05-10 على موقع واي باك مشين.
- "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 03 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2019.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link) - "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2019.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
- بوابة سوريا