مشرق إسلامي
المشرق الإسلامي هي المنطقة الجغرافية الواقعة ما حول وشرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط. وتمتد إلى الخليج العربي. يستعمل هذا المصطلح للإشارة للدول والحضارات الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية. سميت هذه المنطقة في عهد الاكتشافات الجغرافية من قبل المكتشفين الجغرافيين بالعالم القديم وهي مهد الحضارات الإنسانية وكذلك مهد جميع الديانات السماوية. شهد المشرق الإسلامي شهد تحولات هامة على صعيد العلاقات الخارجية مابين القرنين 13–15 ميلادي أي في اواخر العهد العباسي·
الكيانات السياسية في هذه المنطقة هي العراق، السعودية، فلسطين، الكويت، الأردن، لبنان، البحرين، قطر، الإمارات، اليمن، سوريا، مصر، سلطنة عمان، السودان، إيران، أذربيجان، تركيا،قبرص.
يعتبر المشرق الإسلامي من أكثر مناطق العالم توترا أمنيا حيث شهد أكثر من 10 حروب منها الحروب العربية الإسرائيلية والحرب العراقية الإيرانية وغزو العراق على الكويت والمشكلة النووية الإيرانية والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين والحرب الإسرائيلية على لبنان.
شهد المشرق الإسلامي عبر تاريخه الطويل العديد من الحروب العربية الإسرائيلية. يعاني سكانه من الفقر بشكل عام. يعتمد غالبية سكان المشرق الإسلامي على الزراعة كمصدر رزق عام وعدد ضئيل جدًا منهم فقط يعتمد على الصناعة باستثناء الكيان الإسرائيلي الغاصب التي يعتبر كيان غربي متطور نسبيًا يعتمد على الصناعة والزراعة بنفس الوقت. ما زال الكيان حتى اليوم يشهد خلافات مع باقي دول المشرق الإسلامي بالرغم من اتفاقيات السلام بينها وبين الأردن ومصر.
معظم دول المشرق الإسلامي نامية نسبيًا بسبب سكانها. فالدول تهتم كثيرًا بعدم الهجرة الداخلية من المناطق القليلة السكان إلى المناطق المكتظة وبالاخص إلى العاصمة. فهذه الهجرة تؤدي إلى انهيار المدن تحت وطئة سكانها المهاجرين وبسبب التزايد الطبيعي العالي.
هناك مدن في المشرق الإسلامي تشتهر بموارد النفط الكثيرة كبعض دول الخليج. لقد تطورت دول الخليج تطورًا كبيرًا بعد اكتشاف النفط فيها بسبب التزايد المستمر في طلبه. فقد أصبحت دبي من أكبر مدن العالم الترفيهية والسياحية حيث تطور هناك كل شيء: البنى التحتية والمراكز الترفيهية والعلمية والهندسة البنائية والكثير من الاشياء الأخرى.
تعاني دول المشرق الإسلامي من نقص كبير بالمياه فقد تخالفت دول كثيرة بسبب هذا الموضوع وربما تحدث حرب كبيرة بسبب هذه المشكلة.
لقد صرفت في الماضي الكثير من الاموال من اجل الحروبات وشراء الأسلحة في المشرق الإسلامي حيث كلفت مليارات الدولارات. كان بإمكان هذه الاموال الطائلة ان تحول المشرق الإسلامي إلى جنة عدن حقيقية.
جميع دول المشرق الإسلامي تقع في قارة آسيا ما عدا مصر تقع في أفريقيا (ولكن شبه جزيرة سيناء تقع في آسيا).
يوجد عدة آراء حول حذف أو زيادة دول لهذا المصطلح ومنها:
الرايى الأول: وهو يقول انه يجب حذف مصر من دول الشرق الأوسط لأنها الوحيدة التي تقع في أفريقيا.
الراي الثاني: وهو يقول انه يجب إضافة دول شمال أفريقيا وهي: ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب والسودان، وذلك لعدة أسباب، فهذه الدول إسلامية وعربية، وتشترك مع دول السابقة في التاريخ والثقافة والحضارة، وكذلك معظم الأراضي فيها صحراوية وقاحلة وأمطارها قليلة.
الراي الثالث: بعض الجغرافيين يضيفون دولة أفغانستان لدول المشرق الإسلامي لانها إسلامية وقريبة من إيران وتضاريسها تشبه تضاريس إيران.
التسمية
سمي المشرق الإسلامي على مر التاريخ بأسماء مختلفة ومصطلح المشرق الإسلامي مصطلحًا جديدًا غير محدد بشكل كافٍ فهنالك من يوسع حدوده وهنالك من يقلصها من الجغرافيين، وهذه التسميات هي:
- الشرق الادنى: استخدم هذا المصطلح لأول مرة على يد عالم بريطاني يدعى هوغارت سنة 1902م والذي نشر كتابًا في نفس السنة يحمل نفس الاسم وقد قصد بهذا المصطلح ان هذه المنطقة كانت على مر السنين تحت السيطرة العثمانية بعيدة ومنعزلة عن العالم وايضًا تركيا ودول البلقان. لم تكن مصر وإيران تتبع لهذه التسمية لانهما لم تكونا تحت الحكم العثماني. من وجهة نظر الساكن في غرب أوروبا كانت الامبراطورية العثمانية هي الشرق الادنى منه، ولهذا كانت هذه التسمية تعكس وجهة نظر الأوروبيين.
- الليفانيت: اصل التسمية فرنسي وهو اسم أطلق في البداية على المناطق الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، من اليونان شمالاً وحتى مصر جنوبًا وفيما بعد اقتصرت التسمية على بلاد آسيا الصغرى: فلسطين، لبنان، سوريا، الاردنوإسرائيل، في الآونة الأخيرة تقلص استعمال المصطلح ويقصد به سوريا ولبنان وفلسطين والأردن فقط.
- الهلال الخصيب: وهو مصطلح أطلق في سنوات العشرين من القرن العشرين من قبل مستشرق أمريكي يدعى جيمس هنري برستل ويضم المناطق الواقعة على الاطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية ويشمل اليوم احواض الأنهار في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ويصل حتى مصر. اصل هذا الاسم يعود إلى شكل المنطقة التي تشبه الهلال والقوس وهي خصبة على عكس الصحاري المحيطة بها، ولذلك استخدم كمركز لامبراطوريات وحضارات هامة.
- مقدمة آسيا: استخدم هذا المصطلح قبل الحرب العالمية الأولى وقد ضمت هذه التسمية شبه الجزيرة العربية، سوريا، لبنان، هضاب الاماذور، إيران والعراق.
- آسيا الصغرى: يقصد بهذا المصطلح تركيا اليوم فبالرغم من وقوعها في آسيا فهي قريبة من أوروبا. اما في الماضي فقد استخدم هذا المصطلح للإشارة إلى بلاد المشرق الإسلامي اليوم.
- العالم العربي: وهذا المصطلح يشمل جميع الدول التي تعتبر نفسها تابعة للدول العربية وتضم: سوريا، لبنان، مصر، دول شمال أفريقيا ولا يشمل تركيا وإيران.
- جنوب غرب آسيا: يوضح هذا المصطلح موقع المنطقة بانسبة لباقي مناطق القارة الآسياوية.
- الشرق الأوسط: استعمل لأول مرة على يد مؤرخ في الاسطول الأمريكي سنة 1902م الذي قصد بهذا الاسم المنطقة التي مركزها الخليج العربي. مع نشوب الحرب العالمية الثانية اقام الإنكليز قاعدة عسكرية بالقاهرة وسميت قيادة الشرق الأوسط وكانت تسيطر على مصر، السودان، فلسطين، الأردن، قبرص، العراق، عدن، الصومال والخليج العربي.
- الاسم الحديث، المشرق الإسلامي استعمل لأول مره على يد الشباب العرب في اواخر عام 2006 ولقد شهد هذا الاسم البهجة والفرحة لانه أول اسم يحمل كلمة الإسلام، وبداء الشباب العربي بترديد هذا الاسم بدل من الاسم القديم الذي اعتقدوا ان الأمريكيين اطلقوا هذا الاسم لكى يبعدوا تفكير الشباب العربي ان هذه المنطقة إسلامية، والمشرق الإسلامي يضم كل الدول العربية بالإضافة إلى أفغانستان لاعتبارها دولة إسلامية
الأهمية العالمية للمشرق الإسلامى
للمشرق الإسلامي أهمية عالمية من الدرجة الأولى، وهذا في اتجاهين:
1. أهمية اقتصادية: تنبع الأهمية الاقتصادية في المنطقة بسبب وجود النفط فيها ويقدر احتياط النفط في المشرق الإسلامي ب%66 من احتياط النفط العالمي.في نهاية القرن العشرين انتج المشرق الإسلامي حوالي ثلث الإنتاج العالمي من النفط، وتعتبر هذه المنطقة المزود الرئيسي للنفط للعالم المتطور وخاصةً أوروبا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا واليابان، وهذا اعطى لبعض الدول في المشرق الإسلامي قوة اقتصادية اثرت كثيرًا على شعوب المنطقة. النفط المشرقي الإسلامي موجود بكثرة في منطقة الخليج العربي، وعلى هذا الأساس تحاول الدول الكبرى ان تشرف على المنطقة واليوم المشرف الوحيد على المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية. صفة خاصة للنفط في المشرق الإسلامي انه غير مكلف، فمن كل بئر نفط تستخرج كميات كبيرة ولا حاجة لحفر ابار كثيرة وعميقة.
2. أهمية إستراتيجية: كلمة إستراتيجية هي كلمة يونانية الاصل من كلمة استراتيجوس ومعناها قائد عسكري ذو أهمية كبيرة، فللشرق الأوسط أهمية إستراتيجية كبيرة جدًا بين المناطق المحيطة بها، فهي حلقة وصل أو جسر بين دول وقارات العالم.