معركة سيريسول
دارت معركة سيريسول بين الجيش الفرنسي وقوات مشتركة من إسبانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة خلال الحرب الإيطالية 1542-1546.[1][2] دارت المعركة في 11 أبريل 1544 خارج قرية سيريسول ألبا في منطقة بيدمونت في إيطاليا. قاد الجيوش الفرنسية فرانسوا دو بوربون كونت إنغين في مواجهة الجيش الإمبراطوري الإسباني بقيادة ألفونسو دي أفالوس دي أكوينو ماركيز فاستو. على الرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الإمبراطورية فإن القوة الفرنسية فشلت في وقت لاحق في استغلال نصرها للسيطرة على ميلانو.
معركة سيريسول | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الإيطالية 1542-1546 | |||||||
الحركة قبل المعركة؛ يظهر التقدم الإمبراطوري من آستي باللون الأحمر بينما تقدم إنغين من كارينيانو فهو بالأزرق. | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
فرنسا | إمبراطورية كارلوس الخامس: | ||||||
القادة | |||||||
فرانسوا دو إنغين | ألفونسو دا فالوس | ||||||
القوة | |||||||
~11,000–13,000 مشاة ~1,500–1,850 خيالة ~20 بندقية |
~12,500–18,000 مشاة ~800–1,000 خيالة ~20 بندقية | ||||||
الخسائر | |||||||
~1,500–2,000+ قتيل أو جريح | ~5,000–6,000+ قتيل أو جريح ~3,150 أسير | ||||||
نشر إنغين ودا فالوس جيشيهما على طول مرتفعين متقابلَين؛ وبالنظر إلى طوبوغرافية ميدان المعركة، اتّسمت العديد من التحرّكات الفردية خلال سير المعركة بعدم التنسيق. نشبت الساعات الأولى من المعركة عبر مناوشات بين جماعات متقاتلة مسلّحة بالقربينة وقصف مدفعي متبادل غير ذي جدوى، وبعد ذلك أمر دا فالوس بالبدء بهجوم عام. في الوسط، اشتبك جنود لاندسكينشت المرتزقة الإمبراطوريين مع المشاة الفرنسيين والسويسريين، ومُني الجانبان بخسائر فادحة. في الجزء الجنوبي من ساحة المعركة، أرهقت هجمات سلاح الفرسان الفرنسي المشاة الإيطاليين في الجيش الإمبراطوري فانسحبوا بعدما سمعوا بهزيمة القوات الإمبراطورية في المركز. في أثناء ذلك، انهار خط دفاع المشاة الفرنسي في الشمال، وقاد إنغين سلاح الفرسان في سلسلة هجمات غير فعالة وذات كلفة عالية في العتاد والأرواح ضد المشاة الإسبانية والألمانية قبل أن يضطروا إلى الاستسلام عقب وصول قوات المشاة السويسرية والفرنسية المنتصرة في ساحة المعركة الوسطى.
تُعدّ سيريسول واحدة من قلائل المعارك المرتبة التي وقعت في النصف الأخير من الحروب الإيطالية. يُشار إلى تلك المعركة في أوساط المؤرخين العسكريين باسم «المذبحة الكبرى» التي حدثت عندما اجتمعت أرتال مسلّحة بالقربينة وحاملي الرماح في الوسط، كما أثبتت المعركة الدور المستمر لسلاح الفرسان الثقيل التقليدي في ساحة معركة هيمنت عليها في أغلب الأحيان تشكيلات قوات المشاة المسلّحة بالرماح والبنادق.
مقدمات المعركة
بدأت الحرب في شمال إيطاليا على إثر سقوط نيس أمام جيش فرنسي-عثماني مشترك في أغسطس 1543. في تلك الأثناء، زحفت القوات الإمبراطورية الإسبانية من لومبارديا باتجاه تورين، التي تُركت تحت سيطرة الفرنسيين في نهاية الحرب الإيطالية السابقة في العام 1538. بحلول شتاء العام 1543–1544، وصلت الحالة إلى طريق عسكري مسدود في بيدمونت بين الفرنسيين، بقيادة غي غيفري، والجيش الإمبراطوري بقيادة دا فالوس. تمددت القوات الفرنسية المتمركزة في تورين إلى سلسلة من المدن المحصنة: بينيرولو، وكارمانيولا، وسافيليانو، وسوسا، ومونكالييري، وفيلانوفا، وشيفاسو، وغيرها من المدن؛ في حين استولى دا فالوس على عدد من القلاع على أطراف الإقليم الفرنسي: موندوفي، وأستي، وكازالي مونفيراتو، وفرتشيلي، وإفريا. قضى الجيشان معظم وقتهما بمهاجمة قواعد بعضهما البعض النائية. استولى غيفري على سان جرمانو فيرسيلسي، الواقعة بالقرب من فرتشيلي، وضرب حصارًا على إفريا؛ بينما احتل دا فالوس كارينيانو، الواقعة على بُعد خمسة عشر ميلًا جنوب تورين، وبدأ في تحصينها وبناء حامية لها.[3][4][5][6]
لدى عودة الجيشين إلى مواقعهما الشتوية، استبدل فرانسوا الأول ملك فرنسا غيفري بفرانسوا دو بوربون كونت إنغين، وهو أمير لم يكن يتمتع بأي خبرة في قيادة الجيش. وأرسل فرانسوا كذلك قوات إضافية إلى بييمونتي، ضمت مئات من سلاح الفرسان الثقيل وبعض سرايا المشاة الفرنسية من دوفيني ولانغيدوك، وقوة سويسرية جزئيًا من غرويير. في يناير 1544، ضرب إنغين حصارًا على كارينيانو، التي دافعت عنها القوات الإمبراطورية تحت قيادة بيرو كولونا. ساد لدى الفرنسيين اعتقاد مفاده أن دا فالوس سيضطر إلى محاولة مدّ العون إلى المدينة المحاصرة، وعندئذ يمكن استدراجه لخوض المعركة؛ إنما انطلاقًا من اعتبار تلك المعارك المرتبة على أنها عمليات محفوفة بالمخاطر الشديدة، أرسل إنغين بليز دو مونلتوك إلى باريس ليطلب من فرانسوا الإذن بالقتال. يتضح أن مونتلوك أقنع فرانسوا بمنح الإذن –بشرط موافقة ضباط إنغين– بالرغم من اعتراضات كونت دي سانت بول، الذي حذّر من أن احتمال الهزيمة سيعرّض فرنسا لغزو قوات دا فالوس في نفس الوقت الذي كان متوقعًا فيه شنّ شارلكان وهنري الثامن ملك إنجلترا هجومًا على بيكاردي. عند عودة مونتلوك إلى إيطاليا، جلب معه مئة متطوع تقريبًا من أوساط النبلاء الشباب في البلاط الملكي، كان من بينهم جاسبارد دي كوليجني.[7][8][9][10][11]
انطلق دا فالوس من أستي نحو كارينيانو، بعد انتظاره وصول مجموعة كبيرة من مرتزقة لاندسكينشت التي أرسلها الإمبراطور الروماني المقدس كارلوس الخامس. بلغ عدد قواته الإجمالية 12,500- 18,000 من المشاة، ومن المحتمل أن عدد الجنود المسلّحين بالمسكيت منهم قد بلغ 4000؛ لم يتمكن دا فالوس من حشد سوى 800-1,000 فقط في سلاح الفرسان، كان عدد الجندرمة فيهم أقل من 200. انتبه دا فالوس لضعف جيشه النسبي في سلاح الفرسان، لكنه اعتبر أن ذلك النقص يسدّه سلاح المشاة المتمرّس والعدد الكبير من مقاتلي القربينة في صفوفه.[12][13][14]
بعد أن علم إنغين بأخبار زحف الجيش الإمبراطوري، ترك قوة مدافعة في كارينيانو، وجمع بقية جيشه في كارمانيولا، وأحبط تقدم دا فالوس إلى المدينة المحاصرة. اكتشف سلاح الفرسان الفرنسي، الذي ظل يتابع تحركات دا فالوس، أن القوات الإمبراطورية كانت متجهة مباشرة إلى الموقع الفرنسي الرئيسي؛ وفي 10 أبريل، احتل دافالوس قرية سيريسول دو ألبا، الواقعة على بعد خمسة أميال (8 كيلو مترات) تقريبًا جنوبي شرق فرنسا. حضّ ضباط إنغين قائدهم على بدء الهجوم فورًا، لكنه عقد العزم على القتال في ساحة معركة من اختياره هو؛ وفي صباح يوم 11 أبريل، زحف الفرنسيون من كارمانيولا إلى موقع على بعد ثلاثة أميال (5 كيلو مترات) إلى الجنوب الشرقي وانتظروا وصول دافالوس. ارتأى إنغين ومونتلوك أن الأرض المكشوفة ستمنح سلاح الفرسان الفرنسي أفضلية تكتيكية أعلى. وحينذاك، كان الجيش الفرنسي يضم من 13,000 –11,000 في سلاح المشاة، و600 جندي في سلاح الفرسان الخفيف، ومن 900 – 1,250 في سلاح الفرسان الثقيل؛ كما ضم جيشا إنغين ودا فالوس عشرين مدفعًا تقريبًا. اندلعت المعركة في وقت مناسبٍ بالنسبة لإنغين، إذ كان جنوده السويسريون –مثلما فعلوا قبل معركة بيكوكا– يهددون بالعودة إلى ديارهم إذا لم يحصلوا على مستحقاتهم. إنما أعادت أخبار المعركة الوشيكة هدوءًا نسبيًا في صفوفهم.[15][16][17][18][19][20]
المعركة
المواقع
تموضعت قوات إنغين على طول قمة سلسلة من المرتفعات ذات القمم الأعلى في الوسط منها على الجانبي، مما منع أجنحة الجيش الفرنسي من رؤية بعضها بعضًا. قُسّم الجيش الفرنسي إلى الكتائب المعتادة: «المعركة»، و «طليعة الجيش»، و «المؤخرة»، بالتوافق مع الجناحين الأوسط والأيمن والأيسر للخط الفرنسي. في أقصى يمين المركز الفرنسي توزعت مجموعة من سلاح الفرسان الخفيف، تتألف من ثلاث سرايا تحت قيادة دي تيرم، وبيرنادينو، وماوريه، بلغ عددها الإجمالي 450-500 جندي تقريبًا. على يسار تلك السرايا، جاء موقع المشاة الفرنسيين بقيادة دي تيز، وعددهم 4000 جندي تقريبًا، وإلى أقصى اليسار، كانت سرية خيالة تضم 80 رجلًا من الجندرمة تحت قيادة غيفري، والذي كان شكليًا قائد الجناح الأيمن الفرنسي بكامله.[21][22][23][24]
ضمّ وسط الخط الفرنسي ثلاث عشرة فرقة من السويسريين المتمرسين، والبالغ عددهم 4,000 رجلٍ تقريبًا، تحت القيادة المشتركة لفيلهيلم فروليش وقائد آخر يُدعى سانت جوليان. على يسارهم كان إنغين نفسه على رأس ثلاث سرايا من قوات الفرسان الثقيلة، وسرية من الخيالة الخفيفة، ومتطوعين من باريس –بمجموع بلغ 450 جنديًا تقريبًا. تألّف الجناح الأيسر من رتليّ مشاة ضمّا 3,000 مجند من غرويير و2000 جندي إيطالي، وكانوا جميعًا تحت إمرة سيور ديسكروز. في أقصى يسار الخط كان 400 رجل تقريبًا من رماة السهام موزّعين بوصفهم سلاح فرسان خفيف؛ وكانوا تحت إمرة دامبيير، الذي كُلّف كذلك بقيادة الجناح الأيسر الفرنسي بالكامل.[24][25][26]
مراجع
- "معلومات عن معركة سيريسول على موقع id.loc.gov"، id.loc.gov، مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2020.
- "معلومات عن معركة سيريسول على موقع enciclopedia.cat"، enciclopedia.cat، مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 2021.
- Arnold, Renaissance at War, 180; Blockmans, Emperor Charles V, 72–73; Oman, Art of War, 213.
- Oman, Art of War, 229.
- Oman, Art of War, 229. D'Avalos had captured Mondovì only a short time before.
- Oman, Art of War, 229. Oman, citing Du Bellay, describes the new fortifications as "five زاوية محصنة, good curtains between them, and a deep ditch".
- Oman, Art of War, 230. The Swiss, while trained as حاملو الرماح, had been raised by the Count of Gruyères from his own lands, rather than being traditional levies of the كانتونات سويسرا; Oman cites Giovio's description of the men having been "raised from all regions of the Upper نهر الرون and the بحيرة ليمان".
- Knecht, Renaissance Warrior, 490; Oman, Art of War, 230. Oman notes that the garrison of Carignano included some of d'Avalos's best troops.
- Knecht, Renaissance Warrior, 490; Oman, Art of War, 230. Oman notes that Du Bellay, seemingly having some dislike for Montluc, avoids identifying the messenger in his chronicle, describing him as "un gentilhomme" without giving his name.
- Knecht, Renaissance Warrior, 490; Oman, Art of War, 230–231. The major source for Montluc's speech before Francis, and the ensuing debate, is Montluc's own autobiography; Oman writes that "his narrative cannot always be trusted, since he sees himself in the limelight at every crisis", but also notes that "it seems hardly credible that Montluc could have invented his whole graphic tale of the dispute at the council board, and his own impassioned plea for action". The requirement for Enghien's subordinates to agree to a battle is recorded by Du Bellay; Montluc does not mention it.
- Knecht, Renaissance Warrior, 490; Oman, Art of War, 231. A full list of names is given by Du Bellay and includes Dampierre, St. André, Vendôme, Rochefort, and Jarnac.
- Oman, Art of War, 231. The landsknechts in question were veteran troops, and had been specially equipped with مخصر خفيف.
- Hall, Weapons and Warfare, 186; Oman, Art of War, 231. Hall gives lower numbers than Oman, noting that they are estimates by Ferdinand Lot, and is the source for the specific proportion of arquebusiers in the Imperial army.
- Oman, Art of War, 231. Oman writes that d'Avalos related this view to Des Thermes, who had been captured by the Imperial troops, telling him that "after معركة بافيا 1525 the Spanish officers had come to think little of the French gendarmerie, and believed that arquebusiers would always get the better of them, if properly covered".
- Oman, Art of War, 231–232, 234. The blocking force probably consisted of the companies of French infantry that had arrived as reinforcements during the winter.
- Oman, Art of War, 232. The other route available to d'Avalos was a sweep south through Sommariva and راكونيجي that would have exposed his flank to Enghien.
- Oman, Art of War, 232.
- Hall, Weapons and Warfare, 186. Hall notes that Montluc, by his own account, told Enghien, "Sir sir, what more could you have desired of God Almighty [than] to find the enemy... in the open field, [with] neither hedge nor ditch to obstruct you?"
- Hall, Weapons and Warfare, 186; Oman, Art of War, 232–234. Oman notes that there are a variety of figures available for the strength of the French army; he gives "figures somewhat lower than Montluc's... and somewhat higher than Du Bellay's...". Hall gives the lower number for the infantry but the higher number for the heavy cavalry, in both cases from Lot, and notes that only around 500 of the heavy cavalry were actually gendarmes.
- Oman, Art of War, 232. Francis had sent some forty thousand écus, which was less than a month's worth of back pay.
- Hall, Weapons and Warfare, 186; Oman, Art of War, 234. Hall explicitly attributes much of the uncoordinated action during the battle to the poor visibility along the line. Black also mentions the topography as a source of confusion (Black, "Dynasty Forged by Fire,"43).
- Oman, Art of War, 234. Oman suggests that this division seems to have been a theoretical one here.
- Oman, Art of War, 234. Oman notes that the full strength of the three companies should have been 650 troopers, rather than the smaller number actually present.
- Oman, Art of War, 234. The squadron under Boutières was also under-strength; it should have included a hundred troopers.
- Oman, Art of War, 232–235. Descroz was given the command because the Count of Gruyères had not yet arrived.
- Oman, Art of War, 234. St. Julian commanded six of the companies, and William Frülich the other seven.
- بوابة إسبانيا
- بوابة إيطاليا
- بوابة الإمبراطورية الرومانية المقدسة
- بوابة التاريخ
- بوابة الحرب
- بوابة مملكة فرنسا