ناصري (لقب مسيحي)
الناصري هي إحدى التسميات التي أطلقت على يسوع، والذي حسب رواية العهد الجديد، نشأ في مدينة الناصرة،[2] وهي بلدة في الجليل. يتم استخدام الكلمة لترجمة اثنين من المصطلحات ذات الصلة التي تظهر في العهد الجديد (باليونانية: Nazarēne وNazōraios). ويمكن أيضا أن العبارات المقدمة عادة على أنها «يسوع من الناصرة» أو «يسوع الناصري»،[3] وعنوان «الناصري» قد يكون له أهمية دينية بدلاً من مكان المنشأ. كلا Nazarene وNazorean هي اشتقاق من الناصرة.[4]
إنجيل متى يفسر أن الناصري لقب مشتق من النبوة «وسوف يطلق عليه الناصري»،[5] ولكن هذا لا يوجد لديه مصدر واضح في العهد القديم. ويرى بعض العلماء أنه يشير إلى فقرة في سفر أشعياء،[6] عمومًا القراءة اليونانية للكلمة العبرية نذير (بالعبرية: נזיר) تفهم على أنها تسمية ماشيحية.[7] آخرون يشيرون إلى مقاطع من سفر القضاة يطلق على شمشون تسمية النذير هي تختلف بحرف واحد عن الكلمة (اليونانية: Ναζωραιος).[8]
تذكر الموسوعة البريطانية أن التسمة اليهودية (بالعبرية: נָצְרַוּת) والإسلامية نصرانية هي مرادف وتسمية أخرى للديانة المسيحية.[9]
التسميات
على الرغم من أن المسيحيين العرب المعاصرين لا يحبذون تسمية نصارى ويطلقون على أنفسهم مصطلح مسيحيين. إلاّ أن تسمية نصارى ونصرانية تعود أصولها إلى قبل الإسلام، حيث يعود أصل هذه التسمية إلى تسمية «يسوع الناصري» المنحدر من مدينة الناصرة، وقد أطلق اليهود اسم «نصارى» على المسيحيين لأنهم رفضوا الاعتراف بكونه المسيح المنتظر، وهكذا انتقلت التسمية إلى شبه الجزيرة العربية، وبعد ظهور الإسلام أخذ القرآن هذه التسمية واطلقها على المسيحيين.[10] وحتى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أطلق المسيحيين العرب على أنفسهم كتعريف ذاتي تسمية نصارى.
في المسيحية السريانية
يطلق غالبًا مسيحيين القديس توما وهي جماعة مسيحية تتبع التقاليد المسيحية السريانية وتعيش في ولاية كيرالا في الهند على أنفسهم تسمية «ناصري» و«نصرانية».[11][12] ويتبنى مسيحيو مار توما العديد من التقاليد المسيحية اليهودية.
في الإسلام
النصرانية هو الاسم الذي يطلقه القرآن على أتباع نبي الإسلام عيسى الناصري بن مريم. وبحسب القرآن، فقد سمى أتباع عيسى أنفسهم بالنصارى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ . وقد ورد لفظ نصارى في القرآن 13 مرة [محل شك]. يفضل فقهاء المسلمين تسمية النصارى والنصرانية على أتباع الديانة المسيحية.[13][14]
في اليهودية
اعترض اليهود على يسوع ورفضوا ادعاءه بأنه هو المسيح المنتظر، ولا يؤمن اليهود بالإنجيل وحتى الآن هم بانتظار الماشيح الذي على حد إيمانهم لم يظهر بعد.[15] وبالتالي فإن المصطلح التلمودي للمسيحيين في اللغة العبرية هو (بالعبرية: נוּצְריְם) ويعني أتباع الناصري، وتلفظ نَتسْروت وهي من جذر يقابل الجذر العربي ن.ص.ر. والكلمة مشتقة من مدينة الناصرة (بالعبرية: נָצְרַת)، والناصرة هي مدينة في شمال فلسطين، والتي فيها نشأ يسوع.[16] في حين يشار إلى اليهود المسيحيين أو اليهود الميسانيين في اللغة العبرية الحديثة باسم (بالعبرية: יְהוּדִים מָשִׁיחַיים).
علاقة محتملة لمجموعات أخرى
الناصريون
في حين هناك رأي آخر يعتقد أن كلمة نصرانية مشتقة من الكلمة العبرية (بالعبرية: נזיר) وتعني عند اليهود «الذي ينذر نفسه طواعية لله» كما ورد في سفر العدد 6 (1-21): «1 وَقالَ اللهُ لِمُوسَى: 2 «قُلْ لِبَني إسْرائِيلَ: إنْ تَعَهَّدَ رَجُلٌ أوِ امْرأةٌ بِأنْ يَنذِرَ نَفسَهُ، مُكَرِّساً نَفسَهُ للهِ، 3 فَعَلَيهِ أنْ يَمتَنِعَ عَنْ شُربِ الخَمرِ وَالشَّرابِ المُسكِرِ، وَحَتَّى عَنْ شُرَبِ عَصِيرِ العِنَبِ وَأكلِ العِنَبِ الطّازِجِ أوْ الزَّبِيبِ 4 طِيلَةَ أيّامِ نَذرِهِ. لا يَأكُلْ شَيئاً مِنْ نِتاجِ الكَرمَةِ أوْ بُذُورِ العِنَبِ أوْ قِشرِهِ...». سمي هؤلاء الذين ينذرون أنفسهم لله Ναζιραιος (Nazirite) باللغة اليونانية، وهي تختلف بحرف واحد عن كلمة Nazorean" (Ναζωραιος)" أي الناصريين وهي الطائفة المسيحية اليهودية التي آمنت بأن يسوع الناصري كان رجلاً عادياً ونبياً من الأنبياء، ولكن ليس المسيح المخلص المنتظر، كما أنها رفضت تأليه يسوع، ورفضت اعتبار بولس الطرسوسي رسولًا،[17] وحافظت على شريعة التوراة ويوم السبت، وأنكرت يوم الأحد والأناجيل الكنسية الأربعة. وقد وجدت هذه الطائفة في مناطق محدودة مثل صحراء الحجاز، ويعتقد باحثون مسلمون أن ورقة بن نوفل الذي شهد بنبوة الرسول محمد كان ينتمي إليها.[18] يرى بعض الباحثون المعاصرون أن بولص الطرسوسي هو واضع الاعتقاد بأن يسوع الناصري هو المسيح المخلص المنتظر.[19][20]
المندائية
استخدم أتباع المندائية في العراق مصطلح "Nasorean" في تاريخهم، توصف إحدى النصوص المقدسة لديهم أصولها والهجرة من القدس: «وتخل ستين ألفا من Nasoreans علامة سبعة ودخلوا تلال ميديان، وهو المكان الذي كنا فيه أحرار من هيمنة كل الأجناس الأخرى....».[21]
وقد اختلفت النظريات حول أصل المندائيين على نطاق واسع. خلال القرن ال19 ناقش كل من ويلهلم بوسات، ريتشارد ريتزدينستن ورودولف بولتمان أن المندائيين هم جماعة تعود أصولها إلى عصور ما قبل المسيحية، وذلك بالتوازي مع نظرية بولتمان أن الغنوصية سبقت إنجيل يوحنا.[22]
العلماء المختصين في المندائية يعتبرون أن أصول هذه الجماعة تعود إلى عصور ما قبل المسيحية. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي دليل على ذلك قبل القرن الثاني.[23] وهم يدعون أن يوحنا المعمدان كان عضوًا (وزعيم) في هذه الطائفة؛ حيث أن نهر الأردن هو سمة أساسية في مذهبهم وعقيتدهم في المعمودية.[24] ومع ذلك منذ 1960 اتخذ العلماء في مندائية موقفًا استقر على أن أصول هذه الجماعة تعود إلى القدس، ولكن ليس إلى قبل المسيحية.[25][26]
مراجع
- Antoun, Richard T.؛ Quataert, Donald (1991)، Syria: society, culture, and polity، SUNY Press، ISBN 9780791407134، مؤرشف من الأصل في 6 يوليو 2017.
- "Jesus was a Galilean from Nazareth, a village near Sepphoris, one of the two major cities of Galilee". ("Jesus Christ." Encyclopædia Britannica, Chicago, 2009.)
"[Jesus] spent His boyhood in the Galilean town of Nazareth." (Bromiley, Geoffrey W., "Nazarene," The International Standard Bible Encyclopedia: K-P, pp. 499-500.) - See Luke 18:37 نسخة محفوظة 10 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
- Bromiley, Geoffrey W., "Nazarene," The International Standard Bible Encyclopedia: K-P, pp. 499-500.
- Matthew 2:22-23
- Isaiah 11:1 نسخة محفوظة 10 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Miller, Fred P., Isaiah's Use of the word "Branch" or Nazarene" نسخة محفوظة 27 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- France, R. T., The Gospel of Matthew, pp. 92-93. See Judges 13:5-7. The السبعونية gives "Nazirite" as ναζιραιον, while Matthew gives Nazorean as Ναζωραῖος.
- Nazarene نسخة محفوظة 27 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- "مسيحيون أم نصارى؟"، An-Nahar، 14 نوفمبر 2016، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 20 يناير 2019.
- Županov, Ines G. (2005). Missionary Tropics: The Catholic Frontier in India (16th–17th centuries), p. 99 and note. University of Michigan Press. ISBN 0-472-11490-5 نسخة محفوظة 30 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- Bindu Malieckal (2005) Muslims, Matriliny, and A Midsummer Night's Dream: European Encounters with the Mappilas of Malabar, India; The Muslim World Volume 95 Issue 2 page 300
- المبحث الثالث: هل يصح إطلاق المسيحية على النصرانية ؟ نسخة محفوظة 20 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- النصرانية نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Norman, Asher (2007)، Twenty-six reasons why Jews don't believe in Jesus، Nanuet, NY: Feldheim Publishers، ص. 70، ISBN 978-0-9771937-0-7، مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2019.
- Nazarene at Etymology Online نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- هيم ماكوبي (1987)، The Mythmaker: Paul and the Invention of Christianity، HarperCollins، ص. 172–183.، ISBN 0-06-250585-8., an abridgement
- Muhammad: his life based on the earliest sources, M. Lings, Suhail Academy Co
- Tom O'Golo (2011). Christ? No! Jesus? Yes!: A radical reappraisal of a very important life. p. 81.
- Unveiling The Messiah in the Dead Sea Scrolls, Margaret S. King, 2012, Chapter 12, part 3 "Pauline Christians"
- Karen L. King What is Gnosticism? 2005 Page 140
- Edwin M. Yamauchi Gnostic ethics and Mandaean origins 2004 - Page 8 "C. The Age of the Mandaean Sect Against the claims of Reitzenstein and Bultmann that the Mandaeans dated to the pre-Christian period"
- Etudes mithriaques 1978 p545 Jacques Duchesne-Guillemin "The conviction of the leading Mandaean scholars — E. S. Drower, Kurt Rudolph, Rudolph Macuch — that Mandaeanism had a pre-Christian origin rests largely upon the subjective evaluation of parallels between Mandaean texts and the Gospel of John."
- Drower, Introduction, p. xiv
- King "Many specialists in Mandaean studies still argue for an early Western origin for Mandaeanism, preeminent among them Rudolf Macuch, Lady Drower, Kurt Rudolph, and Lupieri, but they generally reject a pre-Christian date and argue for great circumspection in using Mandaean texts to explain the genesis of New Testament literature.91 "
- Edmondo Lupieri The Mandaeans: the last gnostics 2002
مصادر
- Drower, E. S., The Secret Adam: A Study of Nasoraean Gnosis, Clarendon Press, Oxford (1960)
- The Ante-Nicene Fathers (1986 American Edition), vol. viii, Wm. B. Eerdmans Publ. Co., Grand Rapids, Michigan.
- بوابة الإسلام
- بوابة الأديان
- بوابة المسيحية