هيدرات الغاز

هيدرات الغاز أو الكلاثريتات (بالإنجليزية: Clathrate hydrates)‏ هي مواد بلورية صلبة يكون الماء أساسيا في تركيبها، وهي تشبه الثلج، تنحبس فيها جزيئات غاز لاقطبية داخل أقفاص من الروابط الهيدروجينية لجزيئات الماء. أي أن هيدرات الغاز عبارة عن مركبات قفصية يكون فيها الجزيء المستقبل هو الماء، والجزيء الضيف (المحجوز) هو الغاز. لولا حدوث تأثيرات متبادلة بين جزيئات الغاز والماء، فإن الشبكة البلورية ستهار، وسيتشكل لدينا إما بلورات أو ماء سائل.

الغازات المشطلة للهيدرات غالباً ما تكون صغيرة الوزن الجزيئي مثل الأكسجين والهيدروجين وثنائي أكسيد الكربون والميثان وكبريتيد الهيدروجين والآرغون والكريبتون والزينون، إلا أنه أحيانا تتشكل هيدرات الغاز لبعض الهيدروكربونات العليا والفريونات، والتي تشكل الهيدرات عند درجات حرارة وضغوط ملائمة.

إن عملية تشكل هيدرات الغاز هي عملية تحول طوري من الدرجة الأولى، ولا تتضمن العملية حدوث أي تفاعل كيميائي، إلا أن آلية تشكل هذه الهيدرات لا تزال إلى الآن غير واضحة بشكل كامل.[1][2]

كان السير هامفري دايفي أول من وثق توصيفا لهيدرات الغاز، وذلك في عام 1810.[3]

توجد هيدرات الغاز طبيعيا بكميات كبيرة، فيوجد حوالي 6.4 تريليون طن من غاز الميثان محتجزاً على شكل هيدرات الميثان في قاع المحيط [4] على سبيل المثال توجد هناك توضعات من هيدرات الميثان قبالة السواحل النرويجية. يمكن أيضا العثور على هيدرات الغاز في صورة طبقة جليدية كما في كندا القطبية.

تعد هيدرات الغاز نظرياً مصدرا مهما من مصادر الطاقة، لكنه لا توجد للآن طريقة اقتصادية لاستخلاص واستحصال هذا المصدر، فعلى النقيض من ذلك، فإن تشكل هيدرات الهيدروكربونات يعد من إحدى المشاكل المصادفة في الصناعة النفطية، إذ يؤدي تشكلل هذه الهيدرات إلى حدوث انسداد في تمديدات الأنابيب النفطية. بالمقابل فقد جرى اقتراح الاستفادة من تشكل هيدرات غاز ثنائي أكسيد الكربون كوسيلة لتقليص غازات الدفيئة في الهواء الجوي.

البنية

الأنماط المختلفة لبنى هيدرات الغاز.

حسب علم البلورات فإن يوجد بشكل رئيسي شكلان من البنية البلورية، بنية من النمط (I)، وأخرى من النمط (II)،[5] تكون المجموعات الفراغية و على الترتيب. يمكن ملاحظة نوع ثالث من البنية (النمط H)، وهي سداسية الوجوه، ولها المجموعة الفراغية ، إلا أن وجودها نادر الحدوث.[6]

تتألف وحدة الخلية من النمط I من 46 جزيء ماء، مشكّلة نوعين من الأقفاص، يختلفان حسب الحجم إلى صغير وكبير. هناك قفصان صغيران مقابل ست أقفاص كبيرة في وحدة الخلية. يكون للأقفاص الصغيرة شكل متعدد سطوح اثنا عشري، ويكون كل سطح عبارة عن خماسي أضلاع (512)، أما الأقفاص الكبيرة فتتكون من بنى هندسية ذات أربعة عشر وجهاً، تتضمن وجود اثني عشر خماسي أضلاع واثنين من سداسي أضلاع (51262). من الغازات التي تشكل النمط I في بنيتها كل من غاز CO2 في هيدرات ثنائي أكسيد الكربون، والميثان في هيدرات الميثان.

تتألف وحدة الخلية في النمط II من 36 جزيء ماء، مشكلة نوعين من الأقفاص، يختلفان حسب الحجم إلى صغير وكبير. يكون عدد الأقفاص الصغيرة ست عشر مقابل ثمانية أقفاص كبيرة في وحدة الخلية. تكون بنية الأقفاص الصغيرة مشابهة لمثيلاتها في النمط I أي (512)، أما الأقفاص الكبيرة فتتكون من بنية هندسية تتألف من اثني عشر خماسي أضلاع وأربع سداسيات أضلاع (51264). يميز هذا النمط من البنى هيدرات كل من غازي الأكسجين والنيتروجين.

أما النمط H من بنى الهيدرات الغازية فتحوي فيه وحدة الخلية 34 جزيء ماء، مشكّلة ثلاثة أنواع من الأقفاص، اثنان صغيران من نوعين مختلفين، وآخر واسع الكبر. في هذه الحالة تتألف وحدة الخلية من ثلاثة أقفاص صغيرة من النوع 512، واثني عشر قفصا صغيرا من النوع 435663، مع وجود قفص واحد واسع الكبر له النوع 51268. يتطلب تشكيل هذا النمط من البنية البلورية لهيدرات الغاز وجود غازين، أحدهما كبير والآخر صغير، من أجل ثباتية هذه البنية. يمكن لهذه البنية أن توجد عند هيدرات غاوات مثل البوتان وهيدروكربونات أخرى قريبة.

طالع أيضا

روابط خارجية

المراجع

  1. Gao؛ House؛ Chapman (2005)، "NMR MRI Study of Gas Hydrate Mechanisms"، The journal of physical chemistry. B، American Chemical Society، 109 (41): 19090–19093، doi:10.1021/jp052071w، PMID 16853461، مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 3 أغسطس 2009. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |مؤلف= و|مؤلف-الأخير1= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)، الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  2. Gao S (2005)، "NMR and Viscosity Investigation of Clathrate Formation and Dissociation"، Ind.Eng.Chem.Res.، Americal Chemical Society، 44: 7373–7379، doi:10.1021/ie050464b، مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 3 أغسطس 2009. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  3. Ellen Thomas (نوفمبر 2004)، "Clathrates: little known components of the global carbon cycle"، Wesleyan University، مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 2015، اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2007. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |dateformat= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Buffett، B.."Global inventory of methane clathrate: sensitivity to changes in the deep ocean.". Earth Planet. Sci. Lett. 227 (2004)
  5. von Stackelberg, M. & Müller, H. M. (1954) Zeitschrift für Elektrochemie 58, 1, 16, 83
  6. Sloan E. D., Jr. (1998) Clathrate hydrates of natural gases. Second edition, Marcel Dekker Inc.:New York.
  • بوابة الكيمياء
  • بوابة صناعة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.