مندمجات الأقواس
مندمجات الأقواس أو ملتحمات الأقواس (الاسم العلمي: Synapsid) هي أصنوفة عليا من الحيوانات تفرعت من السلويات وتفرعت منها الثدييات والحيوانات القريبة منها.[1] يفرق بينها والسلويات الأخرى بأن لمندمجات الأقواس ثقوبا في الجمجمة خلف العينين.[2] مندمجات الأقواس البدائية تسمى بليكوصورات، وأما مندمجات الأقواس المتقدمة فهي تشبه الثدييات وتسمى ثيرابسيدا. مندمجات الأقواس التي لا تنتمي للثدييات تسمى زواحف مشابهة للثدييات.[3][4][5]
العصر: البنسلفاني–العصر الحديث 308 –0 مليون سنة مضت (الحيز يشمل الثدييات) | |
---|---|
جمجمة سينابسيد | |
المرتبة التصنيفية | طائفة |
التصنيف العلمي | |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليات |
الشعيبة: | فقاريات |
العمارة: | رباعية الأطراف |
غير مصنف: | سلوي |
الطائفة: | صوروبسيدا |
الطويئفة: | سينابسيد |
الاسم العلمي | |
Synapsid أوزبورن، 1903 | |
رتب | |
نشأت مندمجات الأقواس من السلويات الأصلية (حيوانات يكون جنينها في كيس سلى) إذ تنقسم السلويات إلى مجموعتين كبيرتين هما مندمجات الأقواس التي تشمل الثدييات والزواحف التي تشمل السلاحف والحرشفيات والتمساحيات والطيور والعظاءات المنقرضة أمثال التيرانوصور. تكونت مندمجات الأقواس الأولية ذات ثقوب في الجمجمة قبل نحو 324 مليون سنة خلال الحقبة المتأخرة من العصر الكربوني (البنسلفاني).
كانت مندمجات الأقواس هي الحيوانات السائدة على اليابسة من رباعيات الأطراف خلال الحقبة بين 299 إلى 250 مليون سنة. وانقرض معظمها مع الحيوانات التي انقرضت الاخري خلال انقراض العصر البرمي الترياسي. ولكن بعض منها عاش خلال العصر الثلاثي (ترياسي)، واصبحت الأركوصورات أكبر الفقاريات العائشة على اليابسة في ذلك العصر. وقليل من مندمجات الأقواس التي ليست من الثدييات استمر العيش حتى العصر الطباشيري.
تفرع منها الثدييات وبذلك لا تزال مندمجات الأقواس على قيد الحياة حتى وقتنا هذا. وبعد انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي قبل نحو 65 مليون سنة أصبحت مندمجات الأقواس ممثلةً في الثدييات أكثر الحيوانات التي تعيش على اليابسة. كل ما تبقى من مندمجات الأقواس حتى الآن هي الثدييات، ومنها الأنسان.
مواصفاتها
يعود تسمية مجموعة مندمجات الأقواس إلى تقب الجمجمة الذي يحيطه العظام: «جوجال» J و «كوادراتوجوجال» qJ و «سكاموسوم» sq و «بوست أوربيتال» po (أنظر الشكل). ويوجد الكوادرتوجوجال بهذا الحجم في البليكوصورات الأصلية، ويوجد صغيرا في البليكوصورات العليا، وتغطي عظمة السكاموسوم الجزء الخلفي للفتحة بالكامل.
تلك الفتحة في الجمجمة أتاحت الفرصة لتكوّن عضلات قوية للفك، وقللت في نفس الوقت من وزن الجمجمة. وصغرت الفتحة في السينابسيدات التي جاءت بعد ذلك (الثيرابسيدات العليا والثدييات) وتطورت بحيث أصبحت غير واضحة.
كان شكل مندمجات الأقواس الأصلية (بليكوصور) مقارب لشكل الزواحف وربما عاشت بطريقة الزواحف. وأما أنواعها العليا (ثيرابسيدا) فتغير فيها التمثيل الغذائي ليكون سريعا وبذلك أصبح لجسمها درجة حرارة ثابتة، وحلق ثانوي يتيح لها فرصة التنفس والأكل في نفس الوقت. علاوة على ذلك تزودت للثيرابسيدا بغدد أكثر، وأصبحت بعض أجسامها مغطاة بشعر وتنوعت الأسنان فيها من قطعية وأنياب وضروس.
كما تغير وضع أجسامها: فبينما كان للزواحف أطرافا مفرودة جانبيا فكانت زاحفة، فقد تطورت الأطراف في مندمجات الأقواس العليا (ثيرابسيدا) ابتداء من أواسط العصر البرمي قبل نحو 270 مليون سنة لتكون تحت الجسم تحمله وترفعه عن الأرض. بذلك أصبحت سريعة الحركة ويمكنها المداومة على الحركة.
كان الفك السفلي لمندمجات الأقواس المبكرة (بليكوصور) يتكون من عدة عظام مترابطة منها واحدة تحمل الاسنان. وتطورت العطمة الحاملة للأسنان الأسنان مع الوقت وزاد عددها وصغرت العظام الأخرى حتى أصبح الفك السفلي لدي الثدييات كاملا من عظمة واحدة.
أحد العظام التي تخلفت عن الفك والذي يسمى Articulare تطور في الثدييات ليكوّن أحد عظام الأذن (المطرقة) وهي في الأذن الداخلية.
تاريخ تطورها
أوائل مندمجات الأقواس كانت Archaeothyris و Clepsydrops [6] وعاشت خلال البنسلفاني (الحقبة المتأخرة من العصر الكربوني) بين 299 - 323 مليون سنة سبقت، وتعتبر منتمية إلى السينابسيدات البدائية المسماة بليكوصور. وانتشرت البليكوصورات وتنوعت خلال العصر الكربوني المتأخر حتى أصبحت الحيوانات السائدة على اليابسة.
واستمرت حتى العصر البرمي المبكر، واصبح منها ما يصل طوله إلى نحو 6 أمتار. كانت منبطحة على الأرض ثقيلة الجسم من ذوات الدم البارد. وكان لبعضها مثل «ديمتريدون» شراع كبير على ظهرها، ربما كانت وظيفته تنظيم درجة حرارة جسمها. ومع قدوم أواخر العصر البرمي انقرضت معظم البليكوصورات أو تطورت إلى ما خلفها من ثيرابسيدات.[7] تتطورت الثيرابسيدات بعد ذلك وظهرت منها الثدييات.
ظهرت الثيرابسيدات وهي المجموعة المتطورة من مندمجات الأقواس خلال أواسط العصر البرمي وشملت أكبر حيوانات اليابسة خلال البرمي الأوسط والبرمي المتأخر. شملت تلك الحيوانات آكلات النباتات وآكلات اللحوم، وكان منها صغير الجسم في حجم الفأر (مثل «روبرتيا») ومنها الكبير آكل الأعشاب ما يزن طنا أو أكثر (مثل «الموسشوب»). وبعد ازدهارها عبر عدة ملايين السنين حدث انقراض العصر البرمي الترياسي قبل نحو 250 مليون سنة فانقرض معظمها، وهذا كان أكبر انقراض في تاريخ الأرض، وربما كان سببه النشاط البركاني الكبير في سيبيريا المسمى مصاطب سيبيريا، انتشرت فيه صهارة بركانية بازالتية بشكل كبير في شمال سيبيريا.
عبرت بعض الثيرابسيدات القليلة العصر الثلاثي بسلام ومن ضمنها اللستروصور وسينوجناتوس، وظهر سينوجناتوس خلال العصر الترياسي المبكر. وفي ذلك العصر عاشت معه بعض من الأركوصورات البدائية، والتي تطورت بعد ذلك إلى ديناصورات. كان بعض منها مثل «أوباركيريا» صغيرا في حجمه خفيف الجسم، وكان آخرون مثل «إريثروسوخوس» كبيرا ضخما فاق في حجمة أحجام الثيرابسيدات الكبيرة.
لم يبقى من مندمجات الأقواس بعد الانقراض البرمي سوي ثلاث فصائل: منها الثيروسيفاليا التي عاشت 20 مليون سنة فقط خلال العصر الترياسي (الثلاثي). والفصيلة الثانية التي بقيت على قيد الحياة شملت الديسينودونت آكلة الأعشاب مثل كانيمايريديا، كما شملت أعضاء وصلت أحجامها أحجاما كبيرة ووصلت أوزانها إلى نحو 1 طن أو أكثر. والفصيلة الثالثة كان أغلبها من أشباه الثدييات آكلات اللحوم وأخرى آكلة الحشرات مثل سينودونت، ومن ضمنها ال «أويسينودونت» من حقبة «أولينيكيان» (العصر الثلاثي المبكر) التي استمرت بين 251 - 247 مليون سنة. ومثال من الأويسينودونت نجده في حيوان الـ سينوجناتوس (أنظر الصورة).
وعل عكس الديسينودونتات التي بقيت كبيرة الحجم بدأ أحجام السينودونتات تصغر تدريجيا وكبر تشابهها مع اشباه الثدييات مع توالي العصر الثلاثي. أول ما ظهر من الثدييات نشأ من السينودونتات خلال حقبة «نوريان المبكرة» من العصر الترياسي المتأخر، قبل نحو 225 مليون سنة.
وخلال التطور المتتالي من الثيرابسيدات الأولية إلى السينودونتات إلى «أويسينودونتات» إلى الثدييات سادت عظمة الفك السفلي تدريجيا حتى اختفت العظام الصغيرة الأخرى. فأصبح الفك السفلي مكونا من قطعة واحدة كبيرة، بينما انزاحت بعض العظام الصغيرة من الفك لتكون الأذن الداخلية وأتاحت امكانية السمع الجيد.
وقد يكون التغير المناخي أو تغير النباتات أو المنافسة البيئية أو كلها مجتمعة من أسباب فناء معظم السينودونتات الكبيرة (المنتمية لترافيرسودونتيدا) وديسينودونتا (من عائلة كانيمايريداي) خلال الحقبة رايتيان ـ قبل حدوث انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي الذي قضى على جميع الأركوصورات الكبيرة. وما بقي من مندمجات الأقواس الوسطى فكانت صغيرة الأحجام بين حجم الزاحفة سرو إلى ما يشبه الغرير ذو ثدي «ريبينوماموس».
خلال العصر الثلاثي (الترياسي) والطباشيري كانت السينودونتات التي بقيت من الغير ثدييات صغيرة الجسم مثل «تريديلودون». ولم تكبر حيوانات السنودونتات عن القطة. وكانت معظم حيوانات العصر الثلاثي والطباشيري من السينودونتات من آكلات الأعشاب، وبعض منها كان آكل اللحوم. ظهرت عائلة تريثيليدونتيدا أول مرة قرب نهاية العصر الثلاثي. وكانت آكلة اللحوم وظلت حتى الجوراسي الأوسط. وأما الآخرين، التريتيلوندونتيداي، فقد ظهرت أول مرة أيضا مع ظهور ال «تريثيليدونت»، ولكنها كانت آكلة للحوم. لا نجد احفورات لتلك المجموعة بعد العصر الطباشيري المبكر، فقد انقرضت. واعتقد أن ديسينودونت انقرض أيضا قرب نهاية العصر الثلاثي ولكن عثر على احفورات منها مما يشير أنها قد عاشت. تشير الأحفورات الجديدة إلى وجودها في صخور العصر الطباشيري في قارة غوندوانا الكبيرة القديمة.
يعيش في وقتنا الحاضر 5.500 نوع من السينابسيدات والتي نعرفها بأنها الثدييات. وهي تشمل ما يعيش في المياه (الحيتان) والخفافيش التي تطير وأكبر الحيوانات التي وجدت على الأرض (الحوت الأزرق). كما أن الإنسان هو أحد السينابسيدات. أكثر أنواع مندمجات الأقواس غرابة هو رتبة الكظاميات، فبينما معظم الثدييات تلد، فإن الكظاميات تبيض وترضع صغارها، ونعرف منها نوعين يعيشان في شرق أستراليا، وهما خلد الماء وآكل النمل الشائك.
الثدييات القديمة التي عاشت خلال العصر الترياسي والعصر الجوراسي ومن ينتمي إليها من رتب قريبة تتميز بمعدل تمثيل غذائي عالي. ويعتقد أنها كانت تعيش على أكل الحشرات التي كانت تأكل منها كميات كبيرة. وقد ساعدها في هضم الطعام عملية المضغ ونشأة أسنان لها تخصصية مثل الضروس. وتطورت أطرافها لتكون تحتها وليست على جانبيها، ترفعها عن الأرض وتتيح لها امكانية التنقس أثناء الجري. وهذا ما يساعدها في الحصول على ما تحتاجه من غذاء.
تتابع مندمجات الأقواس
يبين التفرع أسفله تفرع مندمجات الأقواس وهو التفرع الأكثر قبولا لدى العلماء وينتهي بنشأة الثدييات Mammals التي كانت لها خصائص تحميها من الانقراض، وعاشت حتى الآن بعد أن مرت بحدث انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي قبل نحو 65 مليون سنة:[8][9]
- (تعني العلامة † حيوان منقرض).
مندمجات الأقواس |
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المراجع
- Laurin and Reisz 2007.
- ألفرد رومر. & Parsons, T.S. (1985): The Vertebrate Body. (6th ed.) Saunders, Philadelphia.
- Carroll 1988: 397.
- Benton 2005: 122.
- New proto-mammal fossil sheds light on evolution of earliest mammals - The University of Chicago Medicine نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Lambert 2001: 68-69.
- Modesto, Sean P.؛ Smith, Roger M. H.؛ Campione, Nicolás E.؛ Reisz, Robert R. (2011)، "The last 'pelycosaur': a varanopid synapsid from the Pristerognathus Assemblage Zone, Middle Permian of South Africa"، Naturwissenschaften، 98 (12): 1027–34، doi:10.1007/s00114-011-0856-2.
- Laurin, M.؛ Reisz, R.R. (2011)، "Synapsida. Mammals and their extinct relatives"، The Tree of Life Web Project، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2012.
- Kemp, T.S. (2011)، "The origin and radiation of therapsids"، Forerunners of Mammals، Bloomington: Indiana University Press، ص. 3–30، ISBN 0-253-35697-0، مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2020.
- بوابة علم الأحياء التطوري
- بوابة ثدييات
- بوابة علم الأحياء القديمة
- بوابة علم الحيوان