أبو المعالي البلخي
أبو المعالي البلخي إمام الحنفية ونقيب الأشراف في بلخ، بأفغانستان[2]
محمد بن نعمة بن عبيد الله البلخي | |
---|---|
الأمام، المحدث، الفقيه | |
الولادة | الدولة العباسية |
الوفاة | الوفاة بعد 485 هـ / 1092م بلخ أفغانستان |
مبجل(ة) في | الإسلام: ماتريدية، حنفية[1] |
نسبه
أبو المعالي محمد بن نعمة بن أبي علي عبيدالله ببلخ بن أبي الحسن محمد الزاهد بن أبي علي عبيدالله النقيب بهراة بن أبي القاسم علي النقيب ببلخ بن أبي محمد الحسن بن الحسين بن جعفر الحجة بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي[3] بن أبي طالب وأمه ريطة بنت الحسن من ذرية محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب.[4][5][6][7]
عصره
كان الصراع الفكري على أشده في هذا القرن بين الفرق الكلامية وبينها وبين المذاهب الفقهية، وما وقع في هذا القرن إنما هو استمرار للاختلاف القديم في مسائل السياسة والعقائد، مع العلم أن الاختلاف الفكري في حد ذاته ليس نقمة بكامله، ولا هو ميزة خاصة بالثقافة الإسلامية، لأن جميع الديانات الأخرى عرفت أشكالا وأنواعا من الاختلافات في الأصول والفروع معا. وقد نشأ علم الكلام من الاختلاف في الأصول، ونشأ علم الفقه من الاختلاف في الفروع، وكان الاختلاف في الأصول في أربع مسائل كبرى: أولا: الصفات والتوحيد، ثانيا: القضاء والقدر، ثالثا: الوعد والوعيد، ورابعا: النبوة والإمامة.[8] ويتميز القرن الخامس من الناحية الفكرية باتساع موضوع التفكير في العلوم الشرعية، وكذلك الحال في العلوم الأخرى، كالعلوم العقلية والطبيعية والاجتماعية، كما تتميز بكثرة الإنتاج في جميع تلك العلوم، وبنمو سلطة الفرق والمذاهب في ضم وتجنيد الناس في صفوفها.[9]
نلاحظ مما سبق أن عصره يتميز باضمحلال الخلافة العباسية، وتفكك السلطة المركزية إلى دول كثيرة، حيث تتناحر هذه الدول على استقطاب الخلفاء، ويدخلون في حروب فيما بينهم وبين الخليفة، مما أثر سلبا على جميع ميادين الحياة. بالإضافة إلى ذلك فهذا العصر لم ينج من الكوارث الطبيعية الكثيرة كزلازل والجفاف التي اهتم المؤرخون بذكرها وإحصاء الخسائر المترتبة عنها وآثارها على المسيرة الحضارية. كما يتميز أيضا بظهور العلماء الأعلام في كل علم وفن، ويمكن الإشارة إلى أهم الظواهر التي سادت هذا العصر، وإلى العوامل التي كانت سببا في الاضمحلال والتقوقع، وهي بإيجاز:
- هذا العصر مليء بالأحداث المثيرة والعجيبة في الميادين المختلفة.
- هو عصر الاضطرابات السياسية والفكرية والدينية.
- المغول يطرقون الحدود الشرقية، لضعف ملوك وسلاطين المسلمين بسبب تناحرهم فيما بينهم.
- الحروب الصليبية تهدد البلاد الإسلامية غربا وكانت المراكز الحضارية مسرحا لها.
- ملوك المسلمين يستعينون بالأجانب - أي هؤلاء الأعداء من كل جنس ولون - في الحروب التي تقع بينهم.
- البناء الاجتماعي هش وضعيف.
- الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية يشتد الصراع بينها جميعا.
- الفكر يزدهر ويتنوع بظهور العلماء الأعلام كعلاء الدين السمرقندي ونظام الملك.[10][11]
وفي غمرة هذه الفوضى كان يطلب العلم، وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنفية [12]، فبرع في المذهب والخلاف والأصول وقرأ الأدب وسمع الحديث على كبار المحدثين. وقد أمضى ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصولها وفروعها.[13]
من حياته
لا نعلم تاريخ ولادته ووفاته، إلاّ أننا نعلم أنه سمع الحديث عن القاضي أبي الفتح البلخي عبد الرحيم بن عبد الله (وفاة 454 هـ)، وأنه ألّف بيان الأديان في سنة 485 هـ.[14]
ويتضح من نسب أبي المعالي الذي ورد في بداية الكتاب، أنه علوي ومن أسرة تتصل سلالتها بالحسين الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين، وطبقاً لهذا النسب فقد كان من أعقاب عبيد الله الأعرج، وابنه جعفر الحجة من العلويين المشهورين في القرن الثاني للهجرة.[15]
وقد قدم الحسين ابن جعفر الحجة، وهو من أجداد أبي المعالي إلى بلخ سنة 241 هـ، وأقام فيها ويعد أعقابه من أمراء ونقباء وكبار وجهاء هذه المدينة، ويبدو من بعض المصادر أن أبا المعالي أيضاً كان يعيش في بلخ.[14]
ويبدو من عبارات أبي المعالي وتعبيراته عند نقل الحديث، أنه كان ملماً بعلم الحديث، ومن جهة أخرى فإننا نعلم أنه كان فقيهاً أيضاً، ولكننا لا نعرف شيئاً عن مشايخه وأساتذته في الفقه والحديث سوى أنه ينقل الحديث دون واسطة عن قاضي القضاة أبي الفتح عبد الرحيم الصيرفي.
یعتبر كتاب بيان الأديان هو الكتاب الوحيد الذي وصلنا من أبي المعالي، ويبدو أن هذا الكتاب الذي أُلف في شرح الأديان والمذاهب السابقة على الإسلام وكذلك الفرق والمذاهب الإسلامية، هو أشهر من نفس المؤلف نفسه؛ ولذلك فقد عرّفته كتب الأنساب باسم صاحب بيان الأديان.[16]
ومن خلال ما ورد في بيان الأديان يتأكد أن المؤلف من أهل السنة، خصوصاً وأنه كان يعيش في منطقة معظم أهلها من أهل السنة خاصة الحنفيين، بحيث اعتبره عدد كبير من الباحثين مثل شيفر وماديلونغ وحسين علي محفوظ ومصطفى جواد وقحطان الحديثي، عالماً سنياً حنفياً، وهو مذهب أهل بلخ وعرف به نقبائها من العلويين ومنهم علي بن أبي طالب البلخي.[2][17][18]
مصادر
- د.قحطان عبد الستار الحديثي، أبو الحسن البلخي والمسجد الازرق، جريدة الراصد البغدادية، 1988
- د.قحطان عبد الستار الحديثي (أستاذ تاريخ خراسان الاسلامي بجامعة بغداد)، أبو الحسن علي بن أبي طالب البلخي والمسجد الازرق، جريدة الراصد البغدادية، 1988
- عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف، مادة ذرية جعفر الحجة .
- د.قحطان عبد الستار الحديثي (أستاذ تاريخ خراسان الاسلامي بجامعة بغداد) ، أبو الحسن البلخي والمسجد الازرق ، جريدة الراصد البغدادية ، 1988
- الجامع لصلة الأرحام في نسب السادة الكرام من الإمامين الحسن والحسين (مجلدات اربعة) إعداد: الشريف احمد وفقي بن محمد ياسين المحاسب بالجهاز المركزي للمحاسبات بمصر مراجعة وتحقيق: الدكتور عبد الفتاح أبو سنة عضو المجلس العلمى للشؤون الإسلامية،ج2،ص65
- بهجة الحضرتين تأليف محمد الصيادي تحقيق المجموعة: عارف أحمد عبد الغني نسابة بلاد الشام الشريف عبد الله بن حسين السادة (قطر - الدوحة) الناشر: دار كنان - دمشق / الدوحة ص.ب 8878
- ابن عنبة الحسني ، عمدة الطالب في انساب ابي طالب ، ص 303
- ابن العبري، مختصر تاريخ الدولة، ص96.
- تاريخ المحدثين ببلخ والواردين عليها ، إحسان الله بن أمان الله ، ص 277
- صفا، ذبیحالله، تاریخ ادبیات در ایران (تعريب: تاريخ الأدب في إيران)، طهران، 1363ش.
- عبدالقادرالكيلاني رؤية تاريخية معاصرة، د. جمال الدين فالح الكيلاني، مؤسسة مصر مرتضى للكتاب ، بغداد ، 2011 ، ص211
- صفیالدین البلخي، عبدالله، فضائل بلخ، ترجمة: محمد حسیني البلخي، تحقيق: عبدالحي حبيبي، طهران، 1350ش.
- مشايخ بلخ من الحنفية وما انفردوا به من المسائل الفقهية / · المدرس، محمد محروس عبد اللطيف، 1360 هـ-, 1977. مشايخ بلخ من الحنفية وما انفردوا به من المسائل الفقهية .
- أبو المعالي، محمد، بيان الأديان، تحقيق: عباس إقبال، طهران، 1312ش.
- Schefer,Ch.,"Notice sur le kitab beian il-edian",Chrestomathie persane,Paris,1883,vol.I. Bausani,A.,"Religion in the Saljuq Period",The Cambridge History of Iran,Cambridge,1968,vol V. Madelung,W.,Religious Schools and Sects in Medieval Islam,London,1985.
- حکیم السمرقندي، إسحاق، السواد الأعظم(ترجمه فارسی)، تحقيق: عبدالحي حبیبي، طهران، 1348ش.
- "Notice sur le kitab beian il-edian"، ص133.
- Religious Schools and Sects in Medieval Islam، ص137.
وصلات خارجية
انظر أيضًا
- بوابة فلسفة
- بوابة الإسلام
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة أفغانستان
- بوابة أعلام