ثقافة إسلامية

الثقافة الإسلامية هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية؛ فإن الثقافة الإسلامية قد أثّرت وتأثرت بغيرها من الثقافات والحضارات مثل ثقافات بلاد فارس (إيران حاليًا)، وتركيا، والبربر، والمالاي، والهند وأندونيسيا وغيرها من الأمم والحضارات التي دخلها الإسلام.

تعريف الثقافة الإسلامية

نظراَ لكون كلمة «الثقافة» ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة يضيق عن استيعابها النطاق اللغوي لأصل الكلمة، ونظراً لكون هذه الكلمة من الألفاظ المعنوية التي يصعب على الباحث تحديدها؛ شأنها في ذلك شأن لفظ: التربية، والمدنية، والمعرفة.. وما إلى ذلك من المصطلحات التي تجري على الألسن دون وضوح مدلولاتها في أذهان مستعمليها وضوحًا مميزًا ولا تختصر الثقافة شكلاً من الأشكال بل تشمل شتى مجالات الحياة فهي تشمل التاريخ والأدب والطب والهندسة والحساب بمعنى آخر الإلمام بالمعارف. فالإنسان المثقف يستطيع التعامل مع المعلومات الحياتية بكل سهولة.

ونظرًا لكون علماء العربية والإسلام على اختلاف تخصصاتهم في الزمن الماضي لم يستعملوا كلمة «الثقافة» بالمعنى الواسع، ولم يقيموا علمًا مستقلاً يسمى ب«الثقافة»، وإنما جاء التعبير بهذه الكلمة وليد الأبحاث والدراسات الحديثة التي اطلع المسلمون من خلالها على العلوم والفلسفات الغربية، فاقتبسوا منها العديد من المسميات التربوية.[1]

نظراً لهذا كله فإنه لم يوجد حتى الآن تعريف محدد متفق عليه لمصطلح «الثقافة الإسلامية»، وإنما هي اجتهادات من بعض العلماء والمفكرين، ومن هنا فقد تعددت التعريفات لهذا المصطلح تبعاً لتعدد اتجاهات هؤلاء العلماء والمفكرين؛ وقد عرف البعض الثقافة الإسلامية بأنها: «معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم وأهداف مشتركة».[2] فيما عرفها بعض العلماء بأنها: «معرفة التحديات المعاصرة المتعلقة بمقومات الأمة الإسلامية ومقومات الدين الإسلامي».[3] وعرفها آخرون بأنها: «العلم بمنهاج الإسلام الشمولي في القيم، والنظم، والفكر، ونقد التراث الإنساني فيها»،[1] ويرى البعض أن التعريف الأخير هو أقرب التعريفات إلى الصواب لاشتماله على موضوعات الثقافة الإسلامية الرئيسية، ولأنه تعريف كلي وليس تعريفًا جزئيًا. وهذا التعريف هو تعريف علم الثقافة الإسلامية.

شرح مفردات التعريف:

  • العلم: هو الإدراك المبني على أدلة يرتفع بها عن المعرفة الظنية. والدراسة المنظمة خلافا لمجرد المعرفة.
  • منهاج الإسلام: المنهاج هو الطريق الواضح والإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في الاعتقاد والعمل، ومنهاج الإسلام - من ثم - هو طريق الإسلام ومنهجه الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستمر إلى يوم القيامة.
  • الشمولي: الكلي.
  • المترابط: فالثقافة الإسلامية تدرس منهاج الإسلام من حيث هو كلي مترابط في القيم والنظم والفكر وتخرج بذلك العلوم التي يعنى كل منها بجانب من الإسلام وما يندرج تحته من جزيئات كعلمي العقيدة والفقه.
  • القيم: هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، وتختلف بها عن الحياة الحيوانية، كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها، مثل الحق، الإحسان، الحرية.
  • النظم: هي مجموعة التشريعات التي تحدد للإنسان منهج حياته مثل نظام العبادة والأخلاق.
  • الفكر: هو عمل العقل ونتاجه.
  • نقد التراث الإنساني فيها: النقد كشف حال الشيء لبيان جيده من زيفه، والتراث: ما يخلفه الرجل لورثته، والمقصود بالتراث الإنساني: ما تخلفه البشرية من ثقافة وحضارة وعلوم، والمراد بنقد التراث الإنساني فيها فحصه وتقويمه إيجابا وسلبا في مجالات القيم والنظم والفكر، ومواجهة ما يخالف الإسلام فيها.

أهمية الثقافة الإسلامية

ترجع أهمية الثقافة الإسلامية لدى المسلمين لكون هذا العلم أثير النفس المسلمة إذْ به تتم الصلة بين جوانح الإنسان المسلم عقله وقلبه وفكرة، وبه يصل المسلم بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وتاريخ الأمة الإسلامية من عناصر ثقافتها، وآدابها من صميم ثقافتها، وأخلاق الأمة الإسلامية في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، لذا يجب على المسلمين -كما يجب على كل أمة أخرى- أن يتمسكوا بثقافتهم، وأن يبعثوا فيها أسباب الحيوية بوصل ما بين ماضيها وآتيها،[4] وتنجلي تلك الأهمية للثقافة الإسلامية -إجمالاً- في الأمور التالية:

  • تأثير الثقافة الإسلامية في العرب.
  • تفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه.
  • بيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية.
  • بيان الأدواء التي حلت بالأمة الإسلامية.
  • بيان دور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث.[5]

تجديد الثقافة الإسلامية

أخذت الثقافة الإسلامية مسارات جديدة في السنوات الأخيرة؛ فبالإضافة إلى اهتمام بعض الجامعات العربية بتدريس الثقافة الإسلامية كمادة أساسية ضمن مناهج بعض كلياتها، تم إنشاء المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (الإيسيسكو) تبعًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ويقع مقرها بالرباط، وتسعى الإيسيسكو على الصعيد الإسلامي العام وعلى الصعيد الدولي أيضًا لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي من جهة، ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة.

ومنذ عام 2005 أطلقت منظمة الإيسيسكو برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته الإيسيسكو في الجزائر عام 2004، وقد تم الاحتفال بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا البرنامج الذي تعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته التي تتوزع كل سنة بعد عام 2005، على ثلاث عواصم من المناطق الثلاث: العربية والآسيوية والإفريقية، يضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين. يهدف البرنامج في المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية تمَّ اختيارها وفقً لمعايير دقيقة، مراعاةً للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية.[6]

حصن أو قصر الحمراء في إسبانيا، يعتبر من أكثر المعالم جذبًا للسياح وهو من معالم الحضارة الإسلامية في أوروبا
مسجد السلطان أحمد في إسطنبول، اكتمل بناؤه عام 1616

عواصم الثقافة الإسلامية

السنة المدينة الدولة الموقع الرسمي المنطقة
2005 مكة المكرمة  السعودية
2006 حلب  سوريا العربية
2006 اصفهان  إيران اسيا
2006 تمبكتو  مالي افريقيا
2007 فاس  المغرب العربية
2007 طقشند  أوزبكستان اسيا
2007 داكار  السنغال افريقيا
2008 الاسكندرية  مصر العربية
2008 لاهور  باكستان اسيا
2008 جيبوتي  جيبوتي افريقيا
2009 القيروان  تونس العربية
2009 باكو  أذربيجان اسيا
2009 كوالالمبور  ماليزيا اسيا
2009 انجامينا  تشاد افريقيا
2010 تريم[7]  اليمن العربية
2010 دوشنبه  طاجيكستان اسيا
2010 موروني  جزر القمر افريقيا
2011 تلمسان  الجزائر العربية
2011 نواكشوط  موريتانيا العربية
2011 جاكرتا  إندونيسيا اسيا
2011 كوناكري  غينيا افريقيا
2012 النجف  العراق العربية
2012 دكا  بنغلاديش اسيا
2012 نيامي  النيجر افريقيا
2013 المدينة المنورة[8]  السعودية العربية
2014 الشارقة  الإمارات العربية المتحدة العربية
2015 نزوى  عمان العربية
2015 ألماتي  كازاخستان اسيا
2015 كوتونو  بنين افريقيا
2016 الكويت  الكويت العربية
2016 ماليه  جزر المالديف اسيا
2016 فريتاون  سيراليون افريقيا
2017 سنار[9]  السودان العربية
2017 عمان  الأردن العربية
2017 مشهد  إيران اسيا
2017 كمبالا  أوغندا افريقيا
2018 المحرق  البحرين العربية
2018 ناخيتشيفان  أذربيجان اسيا
2018 ليبرفيل  الغابون افريقيا
2019 تونس  تونس العربية
2019 بندر سري بكاوان  بروناي اسيا
2019 بيساو  غينيا بيساو افريقيا
2020 القاهرة  مصر العربية
2020 بخارى [10]  أوزبكستان اسيا
2020 باماكو  مالي افريقيا
2021 الدوحة[11]  قطر www.dcciw.qa العربية
2021 إسلام أباد  باكستان اسيا
2021 بانجول  غامبيا افريقيا
2022 دمشق  سوريا العربية
2022 باندونغ  إندونيسيا اسيا
2022 ياوندي  الكاميرون افريقيا
2023 بنغازي  ليبيا العربية
2023 سلاغور  ماليزيا اسيا
2023 مقديشو  الصومال افريقيا
2024 مراكش  المغرب العربية
2024 كابول  أفغانستان اسيا
2024 لومي  توغو افريقيا

    العمارة الإسلامية

    تنقسم العمارة الإسلامية إلى عدة أنواع:

    الفن الإسلامي

    يزخر الفن الإسلامي بالكثير من الفنون الجميلة والمتنوعة، وسبب هذا التنوع هو اختلاف عرق وجنسية وقومية المسلمين في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى ترابطهم فيما بينهم وعلاقاتهم المشتركة، فكان أن نشأت فنون وتطورت من بلد إلى آخر. و من بعض هذه أنواع هذه الفنون التي تميز بها المسلمون:

    معرض صور

    مصادر

    1. http://www.alukah.net/Culture/1080/19199/#_ftn14 د. مفرح بن سليمان القوسي، تعريف الثقافة الإسلامية، شبكة الآلوكة "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 13 سبتمبر 2020.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
    2. د. رجب سعيد شهوان – دراسات في الثقافة الإسلامية
    3. المصدر السابق
    4. محب الدين الخطيب، منهج الثقافة الإسلامية
    5. http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=136332 الثقافة الإسلامية وأهميتها - الشبكة الإسلامية نسخة محفوظة 2012-06-25 على موقع واي باك مشين.
    6. عواصم الثقافة الإسلامية.. مشروع حضاري إنساني - موقع الإسلام اليوم، http://islamtoday.net/bohooth/artshow-19-110811.htm نسخة محفوظة 2016-03-04 على موقع واي باك مشين.
    7. "تريم حضرموت بقايا عاصمة للثقافة الاسلامية"، اندبندنت عربية، 02 يوليو 2020، مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2021.
    8. "المدينة المنورة تحتفي باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية"، العربية، 14 ديسمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2021.
    9. Gmt, 2017-03-23 10:33:38، "مدينة سنار السودانية عاصمة للثقافة الإسلامية 2017 .. إطلالة على التراث والتاريخ السوداني - Welcome to Middle East News Agency"، MENA، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2021.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: أسماء عددية: قائمة المؤلفون (link)
    10. "آفاق جديدة للتعاون بين الإيسيسكو وأوزباكستان احتفاء ببخارى عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي"، الإيسيسكو (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 2 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2021.
    11. "الإثنين المقبل.. انطلاق احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021"، الإيسيسكو (باللغة الإنجليزية)، اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2021.

    انظر أيضًا

    • بوابة الإسلام
    • بوابة السياسة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.