محب الدين الخطيب

محب الدين الخطيب (1886 - 30 ديسمبر 1969م)، أديب وكاتب وصحفي ومحقق وناشر وداعية إسلامي سوري، من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة، صاحب المكتبة السلفية ومطبعتها بمصر، أصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز بطلب الحسين بن علي شريف مكة، غادر دمشق عام 1920م عندما دخلها الفرنسيون وانتقل إلى مصر واستقرّ في القاهرة حيث عمل في تحرير جريدة الأهرام وأصدر مجلة الزهراء، ثمّ أسس جريدة الفتح، ثمّ تولّى تحرير مجلة الأزهر، كان مدافعا عن قضايا العروبة والإسلام، وساهم من خلال المكتبة السلفية ومطبعتها بإصدار الكتب والنشرات وتحقيق كتب التراث الإسلامي.

محب الدين الخطيب

معلومات شخصية
اسم الولادة محب الدين بن أبي الفتح بن عبد القادر الخطيب
الميلاد سنة 1886 [1][2][3][4] 
القيمرية 
الوفاة 30 ديسمبر 1969 (8283 سنة) 
القاهرة 
مكان الدفن القاهرة
الإقامة القاهرة
الجنسية سوري ، مصري
العرق عربي
الديانة مسلم
الأولاد قصي محب الدين الخطيب
الأب أبو الفتح الخطيب
الأم آسيا بنت محمد الجلاد
الحياة العملية
المدرسة الأم مكتب عنبر 
تعلم لدى عبد القادر بن توفيق الشلبي،  وطاهر الجزائري،  وجمال الدين القاسمي 
المهنة صحفي
اللغة الأم لهجة مصرية 
اللغات العربية،  ولهجة مصرية 
أعمال بارزة مجلة الأزهر،  وفتح الباري،  والعواصم من القواصم،  والمنتقى من منهاج الاعتدال  
صورة تجمع أعضاء الوفود التي حضرت مؤتمر جمعيات الشبان المسلمين في مصر وغيرها من البلدان وذلك في المقر العام للجمعية في القاهرة يوم 10 يوليو (تموز) 1930. ويظهر بينهم محب الدين الخطيب واقفاً في الخلف الثاني من اليسار

ولادته وأسرته

هو محب الدين بن أبي الفتح بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد الخطيب، ولد في حي القيمريّة بدمشق في شهر رجب سنة 1303 هـ / 1886م. أصل أسرته من بغداد من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولقد هاجرت أسرته إلى حماة في بلاد الشام، ونزح فرع منها إلى قرية عدرا وفريق إلى مدينة دمشق.[5] وهو خال الشيخ علي الطنطاوي.

والده

أبوه الشيخ أبو الفتح الخطيب من رجالات دمشق، كان أمين دار الكتب الظاهرية، تولّى التدريس والوعظ في الجامع الأموي، ولهُ عدّة مصنفات منها: «مختصر تاريخ ابن عساكر» و«مختصر تيسير الطالب»، و«شرح للعوامل».

أمّه

السيدة آسيا بنت محمد الجلاد، والدها من ملاكي الأراضي الزراعيّة بدمشق.

نشأته

نشأ في أسرة دينية، ذات علم، فقد كانت أمه صالحة ذات فضل، توفيت في الفلاة بين مكة والمدينة بريح السموم، وهي راجعة من فريضة الحج في ركب المحمل الشامي، وكان محب الدين صغيراً في حجرها ساعة موتها. كفله والده ليعوضه حنان الأم، وعند رجوعه إلى دمشق من رحلة الحج ألحقه والده وهو في السابعة بمدرسة الترقي النموذجيّة، وحصل منها على شهادة إتمام المرحلة الابتدائيّة بدرجة جيد جداً، ثمّ التحق بمدرسة مكتب عنبر، وبعد سنة توفي والده.

طلبه للعلم

رأت أسرته أن يترك المدرسة، فتركها ولازم العلماء، وكان في هذه الفترة الشيخ طاهر الجزائري مشرفاً على المكتبات والمدارس في بلاد الشام غائباً عن دمشق، فلمّا عاد -وكانت بينه وبين أبي الفتح الخطيب صلة ومودة وإخاء-، فلمّا علم بموت والد محب الدين احتواه، وعطف عليه، ووجهه نحو العلم لينهل منه، ويتضلّع من مشاربه، وغرس فيه:

1- حب قراءة التراث العربي الإسلامي.

2- بث فيه حب الدعوة إلى الله.

3- حرّضه على إيقاظ العرب ليقووا على حمل رسالة الإسلام، فهم مادة الإسلام.

ولذلك كان يقول العلامة محب الدين الخطيب: «من هذا الشيخ عرفت إسلامي وعروبتي». وسعى شيخه الجزائري ليخلف محب الدين أباه في دار الكتب الظاهريّة على أن ينوب عنه من يقوم بها حتى يبلغ سن الرشد، وفي فترة الانتظار كان:

1- ينتقي لتلميذه محب الدين الخطيب مخطوطات من تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية وأضرابه فيكلّفه بنسخها.

وانتفع محب الدين بهذا العمل من ناحيتين:

  • توسعت ثقافته العلميّة، وترسخ في العلم وبخاصّة انتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومدرسته السلفيّة، فاستفاد بذلك اطلاعاً على الإسلام المصفّى من البدع والخرافات والأوهام.
  • أشغل وقته وانتفع بأجرة النسخ.

2- وجّه الشيخ الجزائري تلميذه للالتحاق مرة ثانية بمكتب عنبر.

3- أوصاه بالتردد على العلماء: أحمد النويلاتي، وجمال الدين القاسمي، ومحمد علي مسلم، حيث كانت لهم غرف في مدرسة عبد الله باشا العظم في هذه الفترة المبكرة تفتحت آفاق التفكير العلمي عند محب الدين الخطيب، وانتفع بما تلقاه في المدرسة من علوم كونيّة، وأضاف إليها مطالعاته المتواصلة في دار الكتب الظاهريّة، واطلاعه على المجلات الكبرى في عصره: المقتطف، الهلال، الضياء. في هذه الفترة كان يبث أفكار شيخه الجزائري، ويكتب المقالات العلميّة والقطع الأدبيّة التي يعربها من التركيّة، ويرسل بها إلى صحيفة ثمرات الزمان في بيروت.

رحلاته العلميّة والدعويّة

بعد أن أنهى الخطيب دراسته الثانويّة عام 1906م في بيروت، انتقل إلى عاصمة الخلافة: إسطنبول المعروفة يومئذٍ بـ«الأستانة»، وهي «القسطنطينيّة» والتحق بكليتي الآداب والحقوق. ونزل هناك في حي يكثر فيه أبناء العرب وطلاب العلم، ورأى هناك أمراً عجباً: الطلاب العرب يجهلون قواعد لغتهم، وإملاؤها، وآدابها، ويتكلّمون بينهم برطانة الترك، فانتخب الشيخ محب الدين الخطيب من الشباب العرب طائفة أقنعها بوجوب تعلّم لسان العرب، واتفق مع صديقه الأمير عارف الشهابي أن يعلما هؤلاء الشباب العرب لغتهم، وبعد فترة أسسوا «جمعية النهضة العربيّة»، وكان صديقه العلامة الأستاذ محمد كرد علي يرسل إليهم الصحف بالبريد.

شعر الأتراك الاتحاديّون الذين انقلبوا على الخلافة العثمانيّة بكيد من يهود الدونمة، وأبقوا للخليفة الاسم ولهم الرسم، وشعروا بنشاط «جمعيّة النهضة العربيّة» فداهموا غرفة الشيخ محب الدين الخطيب، ووجدوا فيها أوراقاً وصحفاً عربيّة، وكاد الشيخ أن يهلك لولا أنّ الله قيّض له رجلاً كانت تربطه بأسرته روابط قويّة، ولقد اشتدت الرقابة الاتحاديّة على الشيخ فغادر الأستانة بعد الانتهاء من السنة الثالثة إلى دمشق.

اختير الشيخ للعمل في اليمن وانتقل إليها، ومرّ أثناء ذلك بمصر حيث التقى بشيخه طاهر الجزائري وصديقه محمد كرد علي، واتصل -أيضاً- بأعلام الفكر والأدب. لمّا وصل إلى اليمن اتصل بشوقي مؤيد العظم قائد الحديدة: الفرقة الرابعة عشر في الجيش العثماني. ثم لمّا أعلن الدستور العثماني سنة 1908م رجع إلى دمشق، وأصبح يطالب معه إخوانه هناك بحقوق العرب التي تنكرت لها حركة التتريك، وفي هذه الرحلة شارك في تحرير جريدة هزلية «كار الخرج»، فانتبهت السلطات الحكوميّة للجريدة، فسافر الشيخ محب الدين إلى بيروت، فأمرت الحكومة بملاحقته، فانتقل إلى القاهرة وهناك شارك في جريدة المؤيد، وفي سنة 1913م أسس الشيخ محمد رشيد رضا مدرسة الدعوة والإرشاد فدرس فيها الشيخ محب الدين.

وعندما قامت الحرب العالمية الأولى وأعلنت الثورة العربية الكبرى طلبه الشريف الحسين بن علي برقياً فسافر إلى مكة فأسس المطبعة الأميريّة، وأصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز، وكان الشريف حسين يستشيره في كثير من الأمور الخارجيّة مع الشيخ كامل القصاب. ولمّا دخل جيش العرب مدينة دمشق عام 1918م بقيادة الأمير فيصل عاد الشيخ محب الدين الخطيب، وأُنيطت به إدارة وتحرير الجريدة الرسميّة للحكومة باسم العاصمة.

وعندما دخل الفرنسيون عام 1920م دمشق غادرها الشيخ محب الدين إلى مصر واستقرّ في القاهرة حيث عمل في تحرير جريدة الأهرام خمس سنوات، وهناك أسس المكتبة السلفيّة ومطبعتها، وقام بطباعة الكتب السلفيّة، ونشر كثيراً منها، وأصدر مجلة الزهراء، وهي مجلة أدبيّة اجتماعيّة دامت خمس سنين، ثمّ أسس جريدة الفتح، ثمّ تولّى تحرير مجلة الأزهر ست سنوات، كان صاحب فكرة تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وأحد مؤسسيها البارزين، وأمين سرّها.

أحدث قيام جمعية الشبان المسلمين في القاهرة ردة فعل شديدة لدى دعاة الإلحاد والعلمانيين والمبشرين، فتربصوا به حتى وجهوا أنظار النيابة العامّة إلى مقال كتبه بعنوان: «الحرية في بلاد الأطفال» نال فيه من كمال أتاتورك فقبض عليه وحكم عليه بالسجن لمدة شهر.

جهوده وجهاده وآثاره العلميّة

ضد المبشرين البروتستانت

نشر في مجلة المؤيد كثيراً من أعمال المبشرين البروتستانت نقلاً عن مجلتهم «مجلة العالم الإسلامي» الفرنسيّة، وفضح ما يراد بالمسلمين من حشر على أيديهم وعقولهم الملوثة، فكان من نتاج ذلك «الغارة على العالم الإسلامي» الذي كان له دوي في العالم الإسلامي.

ضد الصهيونيّة

كان الشيخ من أوائل العلماء الذين تنبّهوا لأخطار الصهيونيّة، وحذروا منها، وكشفوا الغطاء عن حقائقها وأسرارها، ومحاولة اليهود في الوصول إلى فلسطين عام 1844م ومطالبتهم لمحمد علي باشا بفلسطين، وما كان بينهم وبين السلطان عبد الحميد سنة 1902م، ومقالاته في الفتح شاهد صدق على ذلك.

ضد المستعمر الفرنسي

كان الشيخ محب الدين الخطيب مشرف اللجان التي تشكلت لجمع المال من أجل المجاهدين الذين يستعدون لملاقاة الفرنسيين الغزاة في ميسلون قرب دمشق.

نقده للمذهب الشيعي الأثنا عشري

استطاع أحد علماء الشيعة وهو الشيخ «محمد القمي» في عام 1368هـ / 1947م بعد قدومهِ إلى مصر إنشاء دار التقريب وأصدر مجلة اسمها «رسالة الإسلام» واستأجر شقة في حي الزمالك حيث كان الغرض منها التواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة، والتعارف فيما بينهم.

كان الشيخ محب الدين الخطيب من المتعصبين ضد هذه الفكرة حيث قال: «انفض المسلمون جميعاً من حول دار التخريب التي كانت تسمى دار التقريب ومضى عليها زمن طويل والرياح تصفر في غرفها الخالية تنعي من استأجرها»، ثم يذكر أنه لم يبق متعلقاً بعضويتها إلا بعض المنتفعين مادياً في ولاء انتمائهم إلى هذه الدار، وأن العلماء المخلصين من أهل السنة انكشف لهم المستور من حقيقة دين الرافضة، ودعوة التقريب التي يريدها الرافضة، فانفضوا عن الدار وعن الألاعيب التي يراد إشراكهم في تمثيلها، ثم يقول: فلم يبق موضع عجب إلا استمرار النشر الخادع في تلك المجلة ولعل القائمين يضعون لها حداً. وهذه المجلة رسالة الإسلام توقفت عن الصدور في 17 رمضان 1392 هـ وكان آخر عدد هو العدد (60).

جهوده في نشر عقيدة السلفية

أسس الخطيب (المكتبة السلفية ومطبعتها) بأموال تحصَّل عليها من بيعه منزلًا له بدمشق، فجعلها كبرى وسائله في تحقيق أهدافه؛ إذ جعل ينشر فيها من كنوز التراث الإسلامي عشرات الكتب، ويطبع فيها رسائل من تأليفه وتأليف كبار العلماء والمفكرين من إخوانه وقام من خلالها بما يلي:

  • نشر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.
  • دفاعه عن الصحابة ورد الشبهات عنهم ويتجلى ذلك في نشره كتاب العواصم من القواصم، وهو كتاب كذب فيهِ الروايات التي تتحدث عن ما حصل بين الصحابة من فتن وانشقاق.
  • نشره كتاب فتح الباري مع تعليقات الإمام ابن باز.
  • تواصله مع العلماء والدعاة السلفيين وتشجيعهم، ومن ذلك رسالته للشيخ الألباني كما في مقدمة كتاب «آداب الزفاف».

جهوده في الصحافة

كانت جهوده في الصحافة متواصلة منذ بواكير شبابه ففي عام 1908 شارك عمال صحيفة (القبس) في تحرير عدد هزلي انتقادي لبعض تصرفات الحكومة ورجالها سماه (طار الخرج) فانتشر أيما انتشار ونفدت طبعاته، فتبعت السلطات محرريه، فسافر الشيخ محب الدين إلى بيروت، فأمرت الحكومة بملاحقته، فانتقل إلى القاهرة وهناك شارك في جريدة المؤيد المصرية التي نشر فيها كثيراً من أعمال المبشرين البروتستانت نقلاً عن مجلتهم «مجلة العالم الإسلامي» الفرنسيّة، وفضح ما يراد بالمسلمين.

طلبه الشريف الحسين بن علي برقياً فسافر إلى مكة فأسس المطبعة الأميريّة، وأصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز، وكانت صحيفة دينية سياسية واجتماعية وإخبارية تصدر مرتين في الأسبوع، كما أصدر صحيفة (الارتقاء) في شوال سنة 1335هـ (1917م) وكانت صحيفة أدبية وتاريخية أسبوعية.

ولمّا دخل جيش العرب مدينة دمشق عام 1918م بقيادة الأمير فيصل عاد الشيخ محب الدين الخطيب اليها، وأُنيطت به إدارة وتحرير الجريدة الرسميّة للحكومة السورية باسم «العاصمة».

بعد قدومه إلى القاهرة مجددا عام 1920 عمل في تحرير جريدة الأهرام خمس سنوات. وحتى سنة 1344هـ (أواخر عام 1925م)، وقد هاجم الصحيفة لاحقاً ورد على كُتَّابها؛ مبرراً ذلك في مقال (الأهرام شرُّ وسيط بين الإسلام وفرنسا) المنشور بصحيفة الفتح: (لأني رجل عرفتُ ديني قبل أن أعرف جريدة الأهرام ومَن فيها، فلا أخذل صديقي القديم لأحظى برضا غيره).

أصدر مجلة (الزهراء) من خلال مطبعته في محرم سنة 1343هـ (1924م)؛ وكانت مجلة دينية أدبية واجتماعية تصدر مرتين في الشهر ودامت خمس سنين.

وفي ذي الحجة من عام 1344هـ (1926م) أصدر صحيفة (الفتح) الأسبوعية، وكانت الصحف الإسلامية المتميزة التي ظهرت في العالم العربي، وكانت تُعنَى بالتاريخ والأحداث السياسية والاجتماعية، واستمرت صحيفة الفتح تصدر أكثر من عشرين عامًا، وقد استقطبت هذه الصحيفة أشهر كُتاب العالم الإسلامي آنذاك، وتصدت للدفاع عن حقائق الإسلام وحقوق المسلمين. وقد بيَّن رحمه الله سبب إصداره تلك الصحيفة في إحدى افتتاحياتها فقال: «إن الفتح أُنشئت لمماشاة الحركة الإسلامية وتسجيل أطوارها، ولسد الحاجة إلى حادٍ يترنم بحقائق الإسلام مستهدفًا تثقيف النشء الإسلامي وصبغه بصبغة إسلامية أصيلة يظهر أثرها في عقائد الشباب وأخلاقهم وتصرفاتهم وحماية الميراث التاريخي الذي وصلت أمانته إلى هذا الجيل من الأجيال الإسلامية التي تقدمته»، ثم اضطر الخطيب إلى إيقاف إصدار الصحيفة في أواخر سنة 1367هـ (1948م)، يقول: «أوقفتها حينما أصبح حامل المصحف في هذا البلد مجرمًا يفتَّش ويعاقَب».
تولى رئاسة تحرير مجلة (الأزهر) التي كانت تصدر عن مشيخة الأزهر، وكانت مجلة دينية وأدبية شهرية، وظل في منصبه هذا طيلة ست سنوات في ما بين عامي (1952 - 1958م)، وعلى أثر سوء تفاهم مع القائمين على الأزهر استقال من رئاسة تحرير مجلة الأزهر.

وقد أصدر بالتعاون مع حسن البنا وطنطاوي جوهري مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية سنة 1933م .

اعتزاله وفاته

انزوى الشيخ في آخر حياته في مكتبته وقطع صلته بالناس وانكب على التأليف والتحقيق، وكانت نزهته يوم الجمعة بعد صلاة العصر؛ حيث يذهب إلى سوق الكتب المقام على سور حديقة (الأزبكية) في القاهرة ويشتري الكتب المختلفة وقد ثابر على هذه العـادة إلى ما قبيـل وفاته .

تُوُفِّيَ يوم الثلاثاء 21 شوال سنة 1389 هـ، الموافق 30 ديسمبر سنة 1969م، بمستشفى الكاتب بالدقي في مصر بعد إجراء عمليَّة جراحيَّة، وهو ابنُ ثلاثٍ وثمانينَ سنة، بعد أن أمضى حياة مَلْأَىٰ بالعمل والنَّشاط.

آثاره العلميّة

ترك الشيخ محب الدين مؤلفات إسلامية عدة تدل على عبقريّته وموسوعيّته كما قال أنور الجندي: «وبالجملة فإنّ السيد محب الدين الخطيب وآثاره تعد رصيداً ضخماً في تراثنا العربي، وفكرنا الإسلامي، وقد أضاف إضافات بناءة، وقدم إجابات عميقة، وزوايا جديدة لمفاهيم الثقافة العربيّة وقيمها الأساسيّة»، منها:

  1. توضيح الجامع الصحيح للإمام البخاري، شرح صغير.
  2. الحديقة، 14 جزء، مختارات في الأدب الإسلامي في مختلف العصور وفي مختلف الموضوعات.
  3. الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإثنى عشريّة.
  4. البهائية.
  5. مع الرعيل الأول، عرض وتحليل لحياة الرسول مع أصحابه.
  6. حملة رسالة الإسلام الأولون.
  7. رسالة الجيل المثالي.
  8. من الإسلام إلى الإيمان، حقائق عن الفرقة الصوفيّة التيجانيّة.
  9. اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب.
  10. الإسلام دعوة الحقّ والخير.
  11. ذو النورين عثمان بن عفان.
  12. مراسلات بينه وبين الأمير شكيب أرسلان، بلغ ألف رسالة.
  13. الغارة على العالم الإسلامي - ترجمة -.
  14. تاريخ مدينة الزهراء.
  15. الأزهر ماضيه وحاضره.
  16. القياس في الشرع الإسلامي وإثبات انه لم يرد نص يخالف القياس الصحيح - وقد نشره ولده قصي محب الدين الخطيب[6] -

وله تعليقات على كتب عديدة منها:

  • تعليقاته الرائعة على كتاب العواصم من القواصم لابن العربي المالكي وهي أكبر وأهم من الكتاب.
  • تعليقات على كتاب المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي.
  • تعليقات على مختصر التحفة الإثني عشرية للألوسي.
  • تعليقات مفيدة على كتاب الإكليل للهمداني.

وقد طبع كتاب الأدب المفرد للبخاري مع تخريج أحاديثه، وكذلك طبع فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر مع الإشارة إلى الأبواب التي تفرقت فيها الأحاديث بالتعاون مع محمد فؤاد عبد الباقي. وما نشر كتابا إلا وكتب مقدمة علمية عن المؤلف وعن الكتاب ثم هناك مئات من المقالات التي كتبها في موضوعات شتى خلال عمره المديد في الزهراء والفتح والأزهر وغيرها من الصحف والمجلات.

وكان يجيد اللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية.

شبهات حول العلامة الخطيب

ومن الشبهات التي أُثيرت عنه أنه كان ماسونيّاً، وتتلمذه على كتب محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وعبد الرحمن الكواكبي، وتأسيسه لعدة جمعيات مناهضة لسياسة التتريك الطورانية، ولكن لم يثبت بنقل صحيح أو تصريح صحيح أن السيد محب الدين الخطيب تأثّر بالماسونيّة، وعلى الرغم من صلته بمحمد عبده، ورشيد رضا، والكواكبي فإنّ هؤلاء تأثروا بالماسونيّة، وانخدعوا بشعاراتها، ولمّا انكشف لهم حقيقتها تبرؤوا منها، وبخاصّة رشيد رضا، ومقالاته في ذمها والتحذير منها ملأت المنار. أما بخصوص تأسيسه عدة جمعيات مناهضة لسياسة التتريك الطورانية؛ كان هدفها المطالبة بحقوق العرب ضمن الدولة العثمانية، وفي ذلك يقول الشيخ محب الخطيب: إني أقر بكلّ صدق بأني وأنا وجميع من استعنت بهم وتعاونت معهم من رجال العرب وشبانهم لم يخطر ببالنا الانفصال عن الدولة العثمانية.

ويقول: من مصلحة العرب في الدولة العثمانية أن تقر لهم الدولة بلغتهم في الإدارة والتعليم في البلاد التي يتكلّم أهلها العربيّة، وألا تبلغ بهم الحماقة إلى حد أن يكون التعليم في بلادهم بلغة أجنبية عنهم، وإلى حد أن تكون لغتهم محرماً عليهم استعمالها، أن تكون لغة الإدارة والقضاء في صميم الوطن العربي.

انظر أيضا

مصادر

  1. مُعرِّف الملفِّ الاستناديِّ المُتكامِل (GND): https://d-nb.info/gnd/1020821906 — تاريخ الاطلاع: 7 مارس 2015 — الرخصة: CC0
  2. مُعرِّفُ الأسماء المِعياريُّ الدَّوليُّ (ISNI): https://isni.oclc.org/xslt/DB=1.2/CMD?ACT=SRCH&IKT=8006&TRM=ISN%3A0000_0001_1758_7950 — تاريخ الاطلاع: 14 أغسطس 2015
  3. المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — العنوان : اوپن ڈیٹا پلیٹ فارم — مُعرِّف المكتبة الوطنيَّة الفرنسيَّة (BnF): https://catalogue.bnf.fr/ark:/12148/cb113004227 — باسم: Muḥibb al-Dīn al- H̱aṭīb — الرخصة: رخصة حرة
  4. مُعرِّف دليل الألماس العام: https://opac.diamond-ils.org/agent/3816 — باسم: Muḥibb al-Dīn al-Ḫaṭīb
  5. الأعلام للزركلي (5/285).
  6. شيخ الاسلام تقي الدين أحمد بن تيمية؛ وتلميذه الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية (1375ه)، محب الدين الخطيب (المحرر)، القياس في الشرع الاسلامي ، وإثبات أنه لم يرد في الاسلام نص يخالف القياس الصحيح، شارع الفتح 21 بالروضة تلفون 898364، مصر: قصي الدين الخطيب، عبر المطبعة السلفية - ومكتبتها.

مراجع

  • «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع الهجري» لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة – دمشق 1986 (2/ 847- 862).
  • بوابة مصر
  • بوابة أعلام
  • بوابة سوريا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.