أسرار إيزيس
أسرار إيزيس (بالإنجليزية: The mysteries of Isis) هي شعائر استسرار دينية [الإنجليزية] كانت تُؤدَّى بقصد الانضمام إلى نِحْلةِ الإلهة الأُم إيزيس في العالم اليونانيِّ الرومانيِّ. وقد نُسِجَت على منوال الشعائر المستورة الأخرى، ولا سِيَّمَا الأسرار الإليوسيَّة التي وُضِعَت على شرفِ الإلهتين الإغريقيَّتينِ: «ديميتر»، وابنتها «بيرسيفون». وكان بِدء نُشُوء أسرار إيزيس في وقتٍ ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي. وفضلًا عن كون أسرار إيزيس ذات أصول هلنستيَّةٍ، إلَّا أنَّها تُلمِّحُ إلى اشتمالها على مُعتقداتِ من الديانة المصرية القديمة، وهي الديانة التي نشأت ضمنها نِحْلة إيزيس، وربَّما تكون أيضًا قد ضمَّت إليها بعض جوانب الطقوس المصريَّة. ومع أنَّه من المعروف أنَّ الشعائر المستورة أو الغامضة كانت تُؤدَّى أو تُمارس فقط في بعض المناطق المحددة، إلَّا أنَّ إيزيس كانت تُعبد على امتداد العالم اليوناني الروماني. وفي المناطق التي كانت تُمارس فيها هذه الأسرار، كانت تعمل على تعزيز التزام المُريدين بعبادة إيزيس، غير أنَّهم لم يكونوا مُطالبين بعبادتها بشكل حصريٍّ، وربَّما كان من بينهم مَن قد ارتقى في التسلسل الهرمي للعبادة بخضوعه لطقوس التربية الروحية. ويُعتقد أنَّ الشعائرَ تضمن أنَّ روح المُربَّى روحيًا، وبعون الإلهة، سيُكمِلُ حياته بعد موته في عالمٍ لا يجد فيه إلَّا النعيم والهناء.
هُناك العديد من النصوص التي تعود إلى زمن الإمبراطوريَّة الرومانية تُشير إلى أسرار إيزيس، ولكنَّ المصدر الوحيد الذي قام بوصفها هو عمل خياليٌّ روائيٌّ اسمه «التَّحوُّلات أو الحمار الذهبي»، والذي هو من تأليف «لوكيوس أبوليوس»، حيث إنَّه كتبه في القرن الثاني الميلادي. وقد ذُكِرَ في الرِّواية بإنَّ المُربَّى روحيًا يخضع لتطهير طقوسيٍّ [الإنجليزية] مُسهبٍ قبل نزوله إلى أقصى جُزءٍ من معبد إيزيس، حيث إنه سيختبر موتًا رمزيًّا وولادة جديدة ويحوز تجربة دينيَّة مُكثَّفة بشهوده تجلِّيًا للآلهة.
وقد وُجِدَ أنَّ بعضَ جوانب أسرار إيزيس وغيرها من العبادات المستورة الأُخرى، وخاصَّةً تلك التي لها صِلة بالحياة الآخرة، تتشابه مع عناصر مهمة في العقيدة المسيحية، ويبدو أنَّ مسألة «تأثير الأسرار في المسيحية» لهي مسالة خِلافيَّة، وأنَّ البراهين عليها يُجانبها الوضوح؛ وذلك لأنَّ بعض العُلماء اليوم قد أرجعوا حدوث هذا التَّشابُه إلى خلفيَّةٍ ثقافيَّةٍ مُشتركةٍ عِوضًا عن مسألةِ التأثيرِ المُباشرِ. وعلى النقيض من ذلك، فإننا نجد بأنَّ رواية أبوليوس قد كان لها وقْعٌ وتأثير مُباشر في العصر الحديث. فمن خلال وصفه الأسرارَ في روايته، نرى بأنَّ أسرار إيزيس قد أثَّرت على العديد من الأعمال الأدبيَّة والمُنظَّمات الأخويَّة الحديثة، علاوة على الاعتقاد السائد الذي مفاده بأنَّه كان لدى المصريين القدماء نظامًا مُفصَّلًا للتربية الروحية.
الأصول
الأسرار اليونانية والمصرية
كانتِ الأسرار اليونانيَّة الرومانيَّة طقوس تربية روحية يكتنفها الغموضُ، ولم تكُن تُفرضُ فرضًا بل كانت تُقصَدُ طوعًا.[2] وكانت وقْفًا على إلهٍ بِعينِهِ أو مجموعةٍ مِنَ الآلِهةِ، وقصدت إلى استخدام ضروب مختلفة من التجارب ذات الوقع الثقيل، مثل أنْ يقطعَ ضوءٌ ساطِعٌ ظُلمةً ليليَّةً دامسةً، أو موسيقى صاخبة أو ضجيجًا، والقصد من هذه الوسائل هو أنْ تُحدِثَ حالة من التوهان وخلقَ تجربة روحيَّة عميقة التأثير عند المُربَّى روحيًا. وإنَّ بعض هذه الأسرارَ يشتمل على رموزٍ [الإنجليزية] لا يُدركُ معناها إلَّا بعد نظر وتفكر. ولم يكن مسموحًا للمُتربين روحيًا الحديث عمَّا مرُّوا به [الإنجليزية] ولا إفشاء أسرارَ ما اختبروه، الأمر الذي جعل الفهم الحديث لهذه الشعائر مُقيَّدًا بهذا التكتم.[3] وكانت أكثر الأسرارِ شهرةً في العالم اليوناني هي طقوس التربية الروحية الإليوسية التي هي وقفٌ على الإلهة ديميتر، والتي أُجريت في إلفسينا بالقرب من أثينا، من القرن السادس قبل الميلاد،[4] على الأقل، حتى نهاية القرن الرابع الميلادي.[5]
وكان مدارُ الأسرار الإليوسية، ومحلُّ انشغالها هو سرديَّة بحث الإلهة دميتر عن ابنتها بيرسفون، رَبَّة الحُبُوب والعالم السُّفليّ. ويُذكر أنَّ مَن يُلقَّنُونَ هذه الأسرار يدلفون، بدايةً، إلى داخل مذبح، وهو مكان رحب مُظلم أشبه بالقاعة يُدعى «تلسيتريون [الإنجليزية]»، فيتعرضون لمشاهد تبعث الرعب في نفوسهم قبل أنْ يشرعوا بالدخول إلى حُجرة أخرى تتوهج بريقًا بفعل النار. وعند هذا الحدِّ، يرفع الكاهن الذي يُدعى «هيروفاثس [الإنجليزية]»(أ)، المُشرف على سير المراسم، صوته بإعلانٍ ذي دلالة مُعمَّاة قد يكون يُلمِّح فيه إلى حدوث ولادة الإله بلوتوس، ويُرِي أيضًا أمورًا تُمثِّلُ سُلطة الإلهة دميتر على الخُصوبةِ، كأنْ يُريهم حُزمة من القمح.[6]
وجريًا على ما سبق، فقد كان للإله ديونيسوس «أسرار» اِتَّفق أنْ تُقامَ في أماكنَ مُختلفة بموطن اليونانيين. وكان المُنخرطون فيها يحتسون المُسكرات، ويؤدون الرقصات في اِحتفالات عربيدة تُقام ليلًا.[7] واتَّفق أنْ يكون للاحتفالات الديونيسيَّة صِلة تربطها، من عدة جوانب، بالدِّيانة الأورفيَّة، وهي مجموعة من المُعتقدات الرُّوحيَّة التي تُسلِّط الضوء على ماهيَّة الحياة الآخرة.[8]
كانت إيزيس، من حيث الأصل، إلهة في الدين المصري القديم. ولم يكن في هذا الدين أسرارٌ على الطِّراز اليوناني، ولكنه تضمن عناصر تشبه ما في الأسرار اليونانية اللاحقة.[9] ولقد كابد الفراعنة مشاق التكريس بخضوعهم لمراسم التتويج [الإنجليزية]، حيث كان يُعتقد أنَّ ذلك سيمكِّنهم من نوال صِلة مُباشرة بالآلهة.[10] وقد يكون الكهنة قد خضعوا أيضًا لمراسم تكريس من نوع ما، مرتبطة بالمعرفة الدينية المتخصصة أو بالتدريب المطلوب الذي سيعدهم لشغل المنصب الذي يتطلعون إليه.[11] وقد تضمَّنت النصوص الجنائزية المصرية القديمة معلومات عن دوات، أو العالم السفلي، ووصفت هذه المعرفة بأنها سرية للغاية، حيث اِعتُقِد بأنها تسمح لأرواح الموتى بالوصول إلى حياة سارة بعد الموت.[12] واقترح بعض علماء المصريات، مثل يان آسمان [الإنجليزية]، أن بعض النصوص الجنائزية قد استخدمت أيضًا في طقوس التكريس الكهنوتي. ويرى آسمان بأن «الاِستنساب للمعابد والطوائف الدينية المصريَّة من المتوقع أن يَسبِقَ طقوس الاِستنساب النهائية لأسرار العالم السفلي.»،[13] بينما وقف علماء آخرون بالضد من فكرة أنَّ المصريين قد استخدموا النصوص الجنائزية أثناء الطقوس.[14]
كان من أهمِّ عناصر الأسرار اليونانية التي لم تتوفر عليها الأسرار المصرية هو اِتاحة الفرصة أمام السواد الأعظم الخضوعَ لطقوس التربية الروحية.[9][15] وكان منشأ هذا التفاوت يرجع إلى استئثار عِلية القوم، وهم هنا الكهنة، بإجراء أشد الطقوس قداسة في سَكْتٍ في المعابد، مبتعدين بذلك عن تطفل العامَّة، وبذلك فلم يبقى أمام مَن ليس لديهم أي انتماء طبقي من فرصة سانحة إلَّا الأعياد الاحتفالية للمُشاركة في المراسم العامَّة.[16] وكان البعض من هذه التجمعات الاحتفالية أو الأعياد يُعيدُ تمثيل أحداثٍ ذُكِرَت في الميثولوجيا المِصريَّة،[17] وخاصَّةً، عيد كيهك الذي يُقام على شرف الإله أوزوريس (إله الحياة الآخرة وزوج إيزيس الأسطوري)، فكان يُعاد تمثيل موت أوزوريس الأسطوري؛ كيف قُطِّعَت أوصاله، وكيف أُعيد إحياؤه مرة أُخرى، كل ذلك كان يُؤدى على أعين الناس.[18] وقد دعا أصحاب صنعة التأليف من اليونان هذه الشعائر المصرية باسم «الأسرار أو عبادة الأسرارِ». ويُعزا إلى هيرودوت (مؤرخ يوناني من القرن الخامس ق.م) أنَّه كان أوَّل مَن استخدم هذا المصطلح. وقد استعمل هيرودوت هذا المصطلح ليصف به عيد كيهك؛ لأنَّه ذهب إلى تشبيه هذا العيد بالعيد الخاص بالأسرار الديونيسيَّة الذي كان مألوفًا لديه، ولأنَّ كليهما أُقيما ليلًا وتضمنا أسطورة تصف تقطيع أوصال الإله الخاص بهما.[19] وذهب هيرودوت أيضًا إلى القول بأنَّ عبادة ديونيسوس قد تأثَّرت بعبادة أوزوريس المصرية.[20]
كان الكتاب اليونانيون الذين أتوا بعد هيرودوت ينظرون إلى مصر وكهنتها على أنهم مصدر كل الحكمة الباطنيَّة.[21] وقد زعموا أنَّ العديد من عناصر الفلسفة والثقافة اليونانية،[22] بما في ذلك شعائرهم المستورة، أتت من مصر.[9] ويجادل كلٌّ من العالم الكلاسيكي والتر بوركيرت وعالم المصريات فرانشيسكو تيرادريتي بأنَّ هناك وجه من الحقيقة في هذه المزاعم، حيث تطورت أقدم الأسرار اليونانية في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، في نفس الوقت الذي كانت فيه اليونان في طور تثاقف مع الثقافة المصرية. وبالتالي، قد تكون صور الحياة الآخرة الموجودة في تلك الأسرار قد تأثرت بتلك الموجودة في معتقدات الحياة الآخرة المصرية.[20][23]
انتشار عبادة إيزيس
تنتمي إيزيس إلى مجموعةٍ من الآلهةِ غير اليونانية التي تجاوزت عبادتها دائرتها المحلِّيَّة لتمتد خارجها ولتُصبح، في الفترة الهللنستية (323-30 ق. م)، جزءً من الديانة اليونانية ثم الرومانية. حدث ذلك عندما أخذ الشعب اليوناني وثقافته بالتمدد نحو الأراضي الواقعة على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، وهي نفس الأراضي التي غزتها فيما بعد الجمهورية الرومانية.[24][25] وقد حدث خلال هيمنة التقاليد الإغريقية/الرومانية أن ذهبت بعض هذه العبادات، ومن ضمنها عبادة إيزيس، نحو عملية ترقية وتطوير لشعائرها المستورة.[26] وقد تضمنت عبادة إيزيس الكثير من الفعاليات الظاهرة حتَّى لأنَّها فاقت ما انطوت عليه من شعائر مستورة، ومن أمثلتها: تقديس التماثيل التي ترمز إليها والموضوعة داخل معابدها، أو المهرجانات التي تُجرى في الخلاء، مثل: «مَرْكَب إيزيس [الإنجليزية]».[27][28] ومع ذلك، فإنَّ العلماء يرون بأنَّ الأسرارَ كانت من أكثر السمات المميزة لعبادتها.[29]
كان السبب الذي دعا عبادة (نِحْلة) إيزيس لابتداع أسرارها هو شيوع دعوة تزعم أنَّ المساريَّة أو عبادات الأسرار اليونانية قد نشأت أو تأصَّلت في مصر مع عبادة إيزيس وأوزوريس.[9] وقد عبَّر أستاذ الكلاسيكيات «ڤيرسلويس(ب)» عن ذلك بقوله: «أنَّ صورة مصر بوصفها قديمة ومتدينة كانت حاضرة بقوة في وجدان اليونانيين بحيث لم يكونوا ليتصورا إيزيس إلَّا بوصفها إلهة سرَّانيَّة».[30] وأنَّه يُحتمل أنَّ طالبي إيزيس قد عدَّلوا على الطقوس المصرية؛ لكي تتناسب مع صيغة الأسرار الإليوسيَّة، وقد يكونوا أدمجوا عناصر من أسرار ديونيسوس معها أيضًا. وما كان ذلك إلَّا بقصد أن يضفوا على الأسرار اليونانية نوعًا من الأصالة، ولتكتسب -الأسرار- مصداقية في عيون اليونانيين.[9][31] وفي نهاية المطاف، زعمت العديد من المصادر اليونانية الرومانية أن إيزيس نفسها هي مَن اِبتدعت هذه الشعائر.[32]
هناك اختلاف بين أهل الاختصاص حول ما إذا كانت الأسرار قد نشأت قبل زمن الإمبراطورية الرومانية؛ ذلك لأنَّ الأدلة عليها من الفترة الهلنستية لا تُعين على التعيين الدقيق.[33] بيد أنَّها -الأسرار- يمكن أن تكون قد ظهرت في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد بعد أن سيطرت سلالة البطالمة اليونانية على مصر. حيث أخذ البطالمة بالدعوة لعبادة الإله سيرابيس، الذي ضُمَّت إليه سمات كل من: أوزوريس والآلهة اليونانية مثل ديونيسوس، وإله العالم السفلي بلوتو. وقد وُحِّدَت عبادة إيزيس مع عبادة سيرابيس. وامتدادًا لذلك، فقد جرت إعادة قراءة شخصية إيزيس لكي تتشابه مع الإلهات الإغريقيات، وخصوصًا دميتر، على أنَّها لم تفقد جميع ما يميزها من خصائص مصرية. ولربما تكون أسرار إيزيس، وعلى غرار أسرار دميتر التي وضعت على شرفها في إليوسيس، قد وضعت في نفس هذا الوقت.[34] ووفقًا للمؤرخ اليوناني بلوتارخ والمؤرخ الروماني تاسيتوس، أنَّ رجلًا يُدعى تيموثاوس، وهو عضو في عائلة يومولبيد [الإنجليزية] التي كانت تُشرِفُ على الأسرار الإليوسيَّة، قد كان له دورًا مُساعدًا في ترسيخ نظرة لسيرابيس بوصفه إلهًا راعيًا في بلاط البطالمة. ويقترح الخبير الكلاسيكي خايمي ألفار أن تيموثيوس كان بإمكانه إدخال عناصر من الأسرار الإليوسية في عبادة إيزيس في نفس الوقت.[35] والاحتمال الآخر هو أنَّ الأسرار قد ظهرت في اليونان نفسها في وقت ما بعد أن تأسست عبادة إيزيس هناك واتصلت مباشرة بطقوس ديميتر في إليوسيس.[36]
المصادر
الأدلة المادية المُجزَّأة
الأدلة والإثباتات التي تدعم وتعزز وجود أسرار إيزيس مُتفرقة هنا وهناك، ومع ذلك فإنه يمكن استخلاص وجمع بعض المعلومات من عدة مصادر قد أشارت إلى الأسرار بشكل عابر، وتتضمن هذه المصادر النقوش والنصوص الأدبيَّة.[37] أحد الأدلة (نقش) المبكرة المحتملة هو لوح تذكاري في مدينة سالونيك من أواخر القرن الثاني قبل الميلاد يربط أوزوريس بشعائرٍ مستورة.[38] وهناك أدلة أخرى على عبادة إيزيس في اليونان تأتي من السير، وهي نصوص تُمجد وتمدح الإلهة. تتحدث هذه السير الفاضلة، والتي هي من مارونيا وأندروس، وتعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، بأن إيزيس منحت كتابات مقدسة أو باطنيَّة للمُسارَرِين.[29][39] ترى الكاتبة الكلاسيكية بيترا باكانين أن هذه الأدلة تثبت أن أسرار إيزيس كانت موجودة في ذلك الوقت،[39] ولكن يان إن بريمر [الإنجليزية] يجادل بأنها تربط بين إيزيس والأسرار الإليوسيَّة لا غير، وليس بطقوس مميزة خاصة بها.[29] وقد أشار الشاعر الروماني ألبيوس تيبولوس، القرن الأول قبل الميلاد، إلى نذور إيزيس التي أخذتها عشيقته على نفسها، ديليا، وبذلك فقد تكون عشيقته داخلة في الأسرار.[40]
لوحظ أنَّ نقوشًا من القرن الثاني الميلادي كانت تتضمن ألفاظًا خاصة بها، مثل اللقب (أورجا [الإنجليزية]، وهي طقوس احتفالية تقام على شرف باخوس)، تُشير بها إلى أنَّ أسرار إيزيس كانت تُمارس في الأماكن التي عُثر فيها على هذه النقوش، وهي روما وبرينديزي الإيطاليتان، وكنشري اليونانية، وتراليس وساموس في آسيا الصغرى.[41] أما بريمر فهو يرى بأن مثل هذه النقوش موجودة فقط في إيطاليا وشرق البحر الأبيض المتوسط وأن الأسرار كانت تمارس فقط في تلك المناطق،[41] إلَّا أنَّه قد تم العثور على معابد إيزيس في كل مقاطعة من مقاطعات الإمبراطورية.[42] ولم يكن في مصر نفسها سوى نصين معروفين، كلاهما من البرديات من أوكسيرينخوس، قد يلمحان إلى أسرار إيزيس.[43]
وقد ورد ذِكرٌ لكاهنٍ مُكرَّس لإيزيس على نقش عُثِرَ عليه في قرية «بروسا» في منطقة «بيثينيا» يقال له «مَنَكَتْس» كانت وظيفته، بحسب النقش، تجهيز وإعداد أسِرَّةٍ تحظى بخصوصية جعلتها «مُحرَّمة على عامة الناس أو غير المُلقَّنين». ولأنها كذلك، فقد يمكن أن تكون لها علاقة، بنحو أو آخر، بأسرار إيزيس.[44] ولربما كانت لها وظائف طقوسية أخرى؛[45] لأنَّ «بركرت» رأى أنَّ هذه الأسِرَّة كان لها صلة بنوع من أنواع طقوس الزواج المُرتبطة بإيزيس وأوزريس.[46]
قد تشير بعض التمثيلات المجازية والأيقونات والتماثيل الموجودة في الفن إلى أسرار إيزيس. حيث استعملت «السيستا [الإنجليزية]» في عبادة إيزيس، وهو نوع من السلال التي تخزن فيها المُتعلقات الطقوسية في العديد من النِّحَل اليونانية السرية. يرى ريتشارد فيمييرز، وهو عالم كلاسيكيات، أنَّ صور المريدين لإيزيس وهم يحملون السِّلال (السيستا) تشير إلى أنهم كانوا ذوو تربية روحية (مُلقنين).[47] وغالبًا ما كان يُصوَّر المُريدون لإيزيس وهم يرتدون عباءة مع عقدة كبيرة في الصدر، مستعارة من أيقونية إيزيس نفسها، وتشير مؤرخة الفن «إليزابيث والترز» إلى أنَّ هذا الرداء هو علامة على أن المُريد كان مُربًّى روحيًا (مُلقنًا).[48] وتحتوي مقبرة تيغران في كوم الشقافة، بالقرب من الإسكندرية، على لوحة لرجل يحمل أغصان نخيل فسرتها مؤرخة الفن «مارجوري فينيت» على أنَّها صورة لمُلقَّنٍ جديد قد تخرج لتوه من تلقي الشعائر.[49]
كانت عمارة المعابد الهلنستية والرومانية المُكرسة لإيزيس تختلف عن بعضها البعض اختلافًا كبيرًا. وكان أسفل المعابد هذه حُجرات تقع في جوف الأرض يُظنُّ أنَّها كانت المحل الذي أُجريت فيه أسرار إيزيس، غير أنَّ الأدلَّة على ذلك ظَنِّيَّة.[50] وقد رأى عالم الآثار «ويليام ي. آدامز [الإنجليزية]» بأنَّ أطلالًا لضريح في قصر إبريم في المملكة الكوشية، التي تقع خارج الإمبراطورية الرومانية ولكن بالقرب من حدود مصر الرومانية [الإنجليزية]، تشير إلى أنَّ أسرار إيزيس كانت تمارس هناك بالفعل.[51]
سياق الرواية ومصداقيته
إنَّ المصدرَ الوحيد الذي أتى على وصف أسرار إيزيس وصفًا مُفصَّلًا ودقيقًا هو رواية قديمة من تأليف الكاتب والروائي الروماني «لوكيوس أبوليوس»، واسم الرواية هو «الحمارُ الذَّهبيُّ»، ويُقال لها أيضًا، «التَّحوُّلات» (باللاتينية: Metamorphōsēs)، وهي رواية يغلب عليها طابع الفكاهة، ويرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثاني من الميلاد.[52]
بطل الرواية هو لوسيوس، الرجل الذي تحول بطريقة سحرية إلى حمار. جاء في الكتاب الحادي عشر والأخير من الرواية، أنه يستيقظ، بعد أن نام على شاطئ في سينكريا في اليونان، لرؤية القمر وقد صار بدرًا. وهنا، أخذ يتضرع إلى إلهة القمر، مستخدمًا أسماء العديد من إلهات القمر المعروفات في العالم اليوناني الروماني، وراح يطلب منها أن تعيده إلى سيرته الأولى. فتظهر إيزيس في رؤية أمام لوسيوس وتعلن نفسها بوصفها الأعظم من بين الإلهات الأُخر طُرًّا. وأخبرته أن مهرجانًا على شرفها يُقال له «مركب إيزيس [الإنجليزية]» يقام في مكان قريب، وأن موكب المهرجان يحمل معه أكاليل من الورد التي ستعيد شكله البشري إذا أكلها. وبعد أن أصبح لوسيوس إنسانًا مرة أخرى، أعلن الكاهن الأكبر في المهرجان أن الإلهة أنقذت لوسيوس من محنته، وأنه سيكون الآن خاليًا من حب الاستطلاع والانغماس في الذات الذي جذب إليه العديد من المصائب التي مر بها. وأخيرً، انضم لوسيوس إلى المعبد المحلي لإيزيس، وأصبح من أتباعه المخلصين، وفي النهاية خضع لطقوس التربية الروحية.[53]
إنَّ التزام لوسيوس الديني الجِدِّي، حسب الظاهر، بالنِّحْلة الإيزيسيَّة في هذا الكِتاب، يقف في موقف التضاد الصارخ مع الشَّدائدِ الهَزَلِيَّةِ التي تُشكِّل محور الرِّواية. ومن أجل ذلك، فقد اختلف الباحثون حول ما إذا كان المقصود من الرواية أنْ تُمثل بجدية ولاء لوسيوس للإلهة، أو ما إذا كانت خلاف ما تبدو عليه لوجود السخرية والفكاهة فيها، أو وربما تكون انتقاد لاذع لعبادة إيزيس. وقد استند، الذين رأوا أنَّها تُعبر عن نقد أو مفارقة ساخرة، إلى موقف يظهر فيه لوسيوس وهو يُساق سوقًا للخضوع لعدة إدخالات دينية كُلٌّ منها يتطلب دفع رسوم، وهو أمر تزامن مع حالة الفقر المدقع التي كان لوسيوس عليها، فمثل هذا الموضوع مفارقة ساخرة.[54] ومع ذلك، فقد افترض العديد من الباحثين، الذين حاولوا تحليل الأسرار الموجودة في الكتاب، أنها مُهمَّة وجدية، وتفاصيلها دقيقة بشكل عام، ولا ضير في أن يكون الكتاب قد احتوى المفارقة الساخرة.[55] إن وصف أبوليوس لنِحلة إيزيس وأسرارها يتناسب عمومًا مع الكثير من الأدلة الخارجية عنها.[41][54] إذ رأى الكلاسيكي ستيفن هاريسون إن الرواية تَعرض «معرفة تفصيليَّة بالنِّحلة المصريَّة، بغض النظر هل كان أبوليوس نفسه في الواقع تلقى أسرار إيزيس أم لا».[56] وفي عمل آخر من أعماله، اسمه الدفاع أو الأبولوجيا، يدعي أبوليوس أنه خضع لعدة تنشآت روحية، إلَّا أنه لا يذكر أسرار إيزيس على وجه التحديد.[57] وفي كتابته «الحمار الذهبي»، ربما يكون قد اعتمد على تجربة شخصية لتلقي أسرار إيزيس[58] أو من التلقينات الأخرى التي خضع لها.[57] ومع ذلك، قد يكون الوصف التفصيلي الوارد في الرواية مثاليا بدلا من أن يكون دقيقا تمامًا، وربما تضمنت نِحل إيزيس العديد من أنواع الطقوس المستورة. وقد ذكرت الرواية ثلاثة شعائر للتنشئة الروحية متميزة في مدينتين، بيد أن الأول منها فقط موصوف بتفصيل دقيق.[59]
الشعائر
ذكرت روايةُ «الحمارِ الذهبي» أنَّ طقوسَ التلقينِ كانت تُجرى بممارسةِ عرضٍ شعائري لموتِ وخلاصِ المُريدِ الذي أُنعِمَ عليه بالرضا والقبول.[60] وكانت إيزيس نفسها هي مَن تختار المُريد، والساعة التي ستُنعِمُ بها عليه بتلقي أسرارها. لذلك نلاحظُ في الرواية أنَّ لوسيوس يبدأ بتهيئة نفسه لتلقي الأسرار مُباشرة بعد أن رأى إيزيس في الرُّؤيا.[61] وقد حظي ما ذكرته الرواية، من أنَّ إيزيس توجه مُريديها مُباشرة، بتأييد باوسانياس، الكاتب الإغريقي المُعاصر لأبوليوس، إذ قال أنَّه لم يكن يُسمح لأحدٍ بالانخراطِ في المهرجانات المُقامة على شرف إيزيس في ضريحها الكائن في تيثوريا إلَّا بدعوة مُباشرة من الإلهة في الرؤيا،[62] وأيضًا، من خلال النقوش الكتابية التي يدعي كهنتها أنَّها دعتهم بها ليصيروا إلى خدمتها.[63] وذكر أبوليوس، أيضًا، أنّ الإلهة هي مَن تُحدد الرسوم التي على المُريد المستعد للاستنساب أن يدفعها للمعبد؛ لكي يخضع لمُمارسة الشعائر.[61]
الهوامش
أ. هيروفاثس ἱεροφάντης أو هَايروفَنْت (بالإنجليزية: Hierophant) هو كاهن إغريقي قديم الذي يُفسِّر أو يُؤوِّلُ أو يشرح الأسرار الدينية، وهو مَن يُعلم أو يُلقِّن شعائر القرابين والعبادة أو هو مَن يُري الأمور المُقدَّسة.[64]
ب. ميگيل جون ڤيرسلويس (بالإنجليزية: Miguel John Versluys) هو أستاذ علم الآثار الكلاسيكية والمتوسطية في جامعة لايدن.[65]
المراجع
فهرس المراجع
- Brenk 2009، صفحات 219, 225–229.
- Bremmer 2014، صفحات xi–xii.
- Bowden 2010، صفحات 14–18, 23–24.
- Burkert 1987، صفحة 2.
- Bowden 2010، صفحات 29–31.
- Bremmer 2014، صفحات 5–16.
- Bowden 2010، صفحات 105, 110–112.
- Casadio & Johnston 2009، صفحة 7.
- Burkert 1987، صفحات 40–41.
- Quack 2002، صفحات 99–100, 108.
- Bommas 2005، صفحة 11.
- Assmann 2005، صفحات 188, 191.
- Assmann 2005، صفحات 201, 204–206.
- DuQuesne 2002، صفحات 41–43.
- Quack 2002، صفحة 108.
- Teeter 2011، صفحة 56.
- O'Rourke 2001، صفحات 408–409.
- Teeter 2011، صفحات 58–60.
- Bremmer 2014، صفحات 110–111.
- Burkert 2004، صفحات 87–88, 98.
- Hornung 2001، صفحة 1.
- Hornung 2001، صفحات 19–23.
- Tiradritti 2005، صفحات 214–217.
- Woolf 2014، صفحات 73–76.
- Alvar 2008، صفحة 6.
- Alvar 2008، صفحة 10.
- Turcan 1996، صفحات 109–115.
- Bowden 2010، صفحات 164–165.
- Bremmer 2014، صفحة 113.
- Versluys 2013، صفحة 254.
- Bremmer 2014، صفحة 116.
- Griffiths 1970، صفحات 390–391.
- Veymiers 2020، صفحة 131.
- Alvar 2008، صفحات 58–61, 187–188.
- Alvar 2008، صفحة 59.
- Pakkanen 1996، صفحات 49–50, 80.
- Bremmer 2014، صفحات 113–114.
- Veymiers 2020، صفحة 132.
- Pakkanen 1996، صفحات 79–82.
- Burkert 1987، صفحات 15–17.
- Bremmer 2014، صفحة 114.
- Hornung 2001، صفحة 67.
- Venit 2010، صفحة 90.
- Veymiers 2018، صفحات 2–3.
- Gasparini 2016، صفحة 138.
- Burkert 1987، صفحة 107.
- Veymiers 2020، صفحات 155–156, 160–161.
- Walters 1988، صفحات 5–6, 56.
- Venit 2010، صفحات 109–113.
- Veymiers 2018، صفحات 49–50.
- Adams 2013، صفحة 60.
- Burkert 1987، صفحة 97.
- Griffiths 1975، صفحات 71–93.
- Bowden 2010، صفحات 166–167.
- Alvar 2008، صفحات 336–337.
- Harrison 2002، صفحة 255.
- Bowden 2010، صفحات 179–180.
- Griffiths 1975، صفحات 3–6.
- Alvar 2008، صفحات 342–343.
- Hanson 1989، صفحات 333–335.
- Hanson 1989، صفحات 333–339.
- Turcan 1996، صفحة 119.
- Bøgh 2015، صفحة 278.
- "hierophant | Search Online Etymology Dictionary"، www.etymonline.com، مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2022.
- "Miguel John Versluys"، Leiden University (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 07 مارس 2022.
ثبت المراجع
- Adams, William Y. (2013)، Qasr Ibrim: The Ballaña Phase، جمعية استكشاف مصر، ISBN 978-0-85698-216-3.
- Alvar, Jaime (2008) [Spanish edition 2001]، Romanising Oriental Gods: Myth, Salvation, and Ethics in the Cults of Cybele, Isis, and Mithras، ترجمة Gordon, Richard، Brill، ISBN 978-90-04-13293-1.
- Assmann, Jan (1997)، Moses the Egyptian: The Memory of Egypt in Western Monotheism، Harvard University Press، ISBN 978-0-674-58738-0.
- Assmann, Jan (2005) [German edition 2001]، Death and Salvation in Ancient Egypt، ترجمة Lorton, David، Cornell University Press، ISBN 978-0-8014-4241-4.
- Beard, Mary؛ North, John؛ Price, Simon (1998)، Religions of Rome, Volume I: A History، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-31682-8.
- Bøgh, Birgitte (2015)، "Beyond Nock: From Adhesion to Conversion in the Mystery Cults"، History of Religions، 54 (3): 260–287، doi:10.1086/678994، JSTOR 10.1086/678994، S2CID 161128887.
- Bommas, Martin (2005)، Heiligtum und Mysterium: Griechenland und seine ägyptischen Gottheiten [Sanctuary and Mystery: Greece and its Egyptian Deities] (باللغة الألمانية)، Philipp von Zabern، ISBN 978-3-8053-3442-6.
- Bowden, Hugh (2010)، Mystery Cults of the Ancient World، Princeton University Press، ISBN 978-0-691-14638-6.
- Bremmer, Jan N. (2014)، Initiation into the Mysteries of the Ancient World، Walter de Gruyter، doi:10.1515/9783110299557، ISBN 978-3-11-029955-7.
- Brenk, Frederick (2009)، "'Great Royal Spouse Who Protects Her Brother Osiris': Isis in the Isaeum at Pompeii"، في Casadio, Giovanni؛ Johnston, Patricia A. (المحررون)، Mystic Cults in Magna Graecia، University of Texas Press، ص. 217–234، ISBN 978-0-292-71902-6.
- Bricault, Laurent (2014)، "Gens isiaca et la identité polythéiste à Rome à la fin du IVe s. apr. J.-C." [Gens isiaca and the Polytheistic Identity in Rome at the End of the Fourth Century CE]، في Bricault, Laurent؛ Versluys, Miguel John (المحررون)، Power, Politics and the Cults of Isis: Proceedings of the Vth International Conference of Isis Studies, Boulogne-sur-Mer, October 13–15, 2011 (باللغة الفرنسية)، Brill، ص. 326–359، ISBN 978-90-04-27718-2.
- Burkert, Walter (1987)، Ancient Mystery Cults، Harvard University Press، ISBN 978-0-674-03387-0.
- Burkert, Walter (2004)، Babylon, Memphis, Persepolis: Eastern Contexts of Greek Culture، Harvard University Press، ISBN 978-0-674-01489-3.
- Casadio, Giovanni؛ Johnston, Patricia A. (2009)، "Introduction"، في Casadio, Giovanni؛ Johnston, Patricia A. (المحررون)، Mystic Cults in Magna Graecia، University of Texas Press، ص. 1–29، ISBN 978-0-292-71902-6.
- Dunand, Françoise (2010)، "Culte d'Isis ou religion Isiaque?" [Cult of Isis or Isiac Religion?]، في Bricault, Laurent؛ Versluys, Miguel John (المحررون)، Isis on the Nile: Egyptian Gods in Hellenistic and Roman Egypt. Proceedings of the IVth International Conference of Isis Studies, Liège, November 27–29, 2008 (باللغة الفرنسية)، Brill، ص. 39–54، ISBN 978-90-04-18882-2.
- DuQuesne, Terence (2002)، "'Effective in Heaven and on Earth': Interpreting Egyptian Religious Practice"، في Assmann, Jan؛ Bommas, Martin (المحررون)، Ägyptische Mysterien?، Wilhelm Fink Verlag، ص. 37–46، ISBN 978-3-7705-3650-4.
- Frankfurter, David (1998)، Religion in Roman Egypt: Assimilation and Resistance، Princeton University Press، ISBN 978-0-691-02685-5.
- Gasparini, Valentino (2011)، "Isis and Osiris: Demonology vs. Henotheism?"، Numen، 58 (5/6): 697–728، doi:10.1163/156852711X593304، JSTOR 23046225.
- Gasparini, Valentino (2016)، "'I will not be thirsty. My lips will not be dry': Individual Strategies of Re-constructing the Afterlife in the Isiac Cults"، في Waldner, Katharina؛ Gordon, Richard؛ Spickermann, Wolfgang (المحررون)، Burial Rituals, Ideas of Afterlife, and the Individual in the Hellenistic World and the Roman Empire، Franz Steiner Verlag، ص. 125–150، ISBN 978-3-515-11550-6.
- Griffiths, J. Gwyn, المحرر (1970)، Plutarch's De Iside et Osiride، University of Wales Press، ISBN 978-0-900768-48-4.
- Griffiths, J. Gwyn, المحرر (1975)، Apuleius, the Isis-book (Metamorphoses, book XI)، Brill، ISBN 978-90-04-04270-4.
- Hanson, J. Arthur, المحرر (1989)، Metamorphoses (The Golden Ass), Volume II: Books 7–11، Harvard University Press، ISBN 978-0-674-99498-0.
- Harrison, Stephen (2002)، "Apuleius, Aelius Aristides and Religious Autobiography"، Ancient Narrative، 1: 245–259.
- Hornung, Erik (2001)، The Secret Lore of Egypt: Its Impact on the West، ترجمة Lorton, David، Cornell University Press، ISBN 978-0-8014-3847-9.
- Keulen, Wytse Hette؛ Tilg, Stefan؛ Nicolini, Lara؛ Graverini, Luca؛ Harrison, Stephen, المحررون (2015)، Apuleius Madaurensis Metamorphoses, Book XI: The Isis Book، Brill، ISBN 978-90-04-26920-0.
- Lefkowitz, Mary (1997)، Not Out of Africa: How Afrocentrism Became an Excuse to Teach Myth as History، بيزيك بوكس [الإنجليزية]، ISBN 978-0-465-09838-5.
- MacMullen, Ramsay (1981)، Paganism in the Roman Empire، Yale University Press، ISBN 978-0-300-02984-0.
- Macpherson, Jay (2004)، "The Travels of Sethos"، Lumen: Selected Proceedings from the Canadian Society for Eighteenth-Century Studies، 23: 235–254، doi:10.7202/1012197ar.
- O'Rourke, Paul F. (2001)، "Drama"، في Redford, Donald B. (المحرر)، The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt، Oxford University Press، ج. 1، ص. 407–410، ISBN 978-0-19-510234-5.
- Pachis, Panayotis (2012)، "Induction into the Mystery of 'Star Talk': The Case of the Isis-Cult During the Graeco-Roman Age" (PDF)، Pantheon: Journal for the Study of Religions، 7 (1): 79–118.
- Pakkanen, Petra (1996)، Interpreting Early Hellenistic Religion: A Study Based on the Mystery Cult of Demeter and the Cult of Isis، Foundation of the Finnish Institute at Athens، ISBN 978-951-95295-4-7.
- Quack, Joachim Friedrich (2002)، "Königsweihe, Priesterweihe, Isisweihe" [Royal Ordination, Priestly Ordination, Isis Ordination]، في Assmann, Jan؛ Bommas, Martin (المحررون)، Ägyptische Mysterien? (باللغة الألمانية)، Wilhelm Fink Verlag، ص. 95–108، ISBN 978-3-7705-3650-4.
- Roth, Ann Macy (2001)، "Afrocentrism"، في Redford, Donald B. (المحرر)، The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt، Oxford University Press، ج. 1، ص. 29–32، ISBN 978-0-19-510234-5.
- Spieth, Darius A. (2007)، Napoleon's Sorcerers: The Sophisians، University of Delaware Press، ISBN 978-0-87413-957-0.
- Teeter, Emily (2001)، "Cults: Divine Cults"، في Redford, Donald B. (المحرر)، The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt، Oxford University Press، ج. 1، ص. 340–345، ISBN 978-0-19-510234-5.
- Teeter, Emily (2011)، Religion and Ritual in Ancient Egypt، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-61300-2.
- Tiradritti, Francesco (2005)، "The Return of Isis in Egypt: Remarks on some statues of Isis and on the diffusion of her cult in the Greco-Roman World"، في Hoffmann, Adolf (المحرر)، Ägyptische Kulte und ihre Heiligtümer im Osten des Römischen Reiches. Internationales Kolloquium 5./6. September 2003 in Bergama (Türkei) [Egyptian Cults and Their Sanctuaries in the East of the Roman Empire. International Colloquium 5–6 September 2003 in Bergama (Turkey)]، Ege Yayınları، ص. 209–225، ISBN 978-975-8071-05-0.
- Turcan, Robert (1996) [French edition 1989]، The Cults of the Roman Empire، ترجمة Nevill, Antonia، Blackwell، ISBN 978-0-631-20046-8.
- Venit, Marjorie S. (2010)، "Referencing Isis in Tombs of Graeco-Roman Egypt: Tradition and Innovation"، في Bricault, Laurent؛ Versluys, Miguel John (المحررون)، Isis on the Nile: Egyptian Gods in Hellenistic and Roman Egypt. Proceedings of the IVth International Conference of Isis Studies, Liège, November 27–29, 2008، Brill، ص. 89–119، ISBN 978-90-04-18882-2.
- Versluys, Miguel John (2013)، "Orientalising Roman Gods"، في Bricault, Laurent؛ Bonnet, Corinne (المحررون)، Panthée: Religious Transformations in the Roman Empire، Brill، ص. 235–259، ISBN 978-90-04-25690-3.
- Veymiers, Richard (2018)، "Agents, Images, Practices"، في Gasparini, Valentino؛ Veymiers, Richard (المحررون)، Individuals and Materials in the Greco-Roman Cults of Isis: Agents, Images, and Practices. Proceedings of the VIth International Conference of Isis Studies (Erfurt, May 6–8, 2013 – Liège, September 23–24, 2013)، Brill، ص. 1–58، ISBN 978-90-04-38134-6.
- Veymiers, Richard (2020)، "Les mystères isiaques et leurs expressions figurées. Des exégèses modernes aux allusions antiques" [Isiac Mysteries and Their Figurative Expressions: From Modern Exegesis to Ancient Allusions]، في Belayche, Nicole؛ Massa, Francesco (المحررون)، Mystery Cults in Visual Representation in Graeco-Roman Antiquity (باللغة الفرنسية)، Brill، ص. 123–168، ISBN 978-90-04-44014-2.
- Walters, Elizabeth J. (1988)، Attic Grave Reliefs that Represent Women in the Dress of Isis، American School of Classical Studies at Athens، ISBN 978-90-04-06331-0.
- Witt, R. E. (1997) [Reprint of Isis in the Graeco-Roman World, 1971]، Isis in the Ancient World، Johns Hopkins University Press، ISBN 978-0-8018-5642-6.
- Woolf, Greg (2014)، "Isis and the Evolution of Religions"، في Bricault, Laurent؛ Versluys, Miguel John (المحررون)، Power, Politics and the Cults of Isis. Proceedings of the Vth International Conference of Isis Studies, Boulogne-sur-Mer, October 13–15, 2011، Brill، ص. 62–92، ISBN 978-90-04-27718-2.
وصلات خارجية
- رواية لوسيوس أبوليوس: الحمار الذهبي، الكتاب الحادي عشر (باللغة الإنجليزية)، ترجمة: أي. أس. كلاين
- الحمار الذهبي، أوَّل رواية في تاريخ الإنسانية (باللغة العربية)، ترجمة: د. أبو العيد دودو.
- بوابة الأساطير
- بوابة اليونان القديم
- بوابة روما القديمة
- بوابة مصر القديمة
- بوابة المرأة
- بوابة الروحانية