ألمانيا وأسلحة الدمار الشامل
على الرغم من امتلاك ألمانيا للقدرة التقنية على إنتاج أسلحة الدمار الشامل، امتنعت عن إنتاج تلك الأسلحة منذ الحرب العالمية الثانية عمومًا. مع ذلك، تشارك ألمانيا في ترتيبات تقاسم الأسلحة النووية التي وضعها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتدرب على تسليم الأسلحة النووية للولايات المتحدة.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة مقالات حول |
أسلحـة الدمار الشامل |
---|
حسب النوع |
حسب البلد |
|
الانتشار |
|
المعاهدات |
|
بوابة الطاقة النووية · بوابة الأسلحة |
ألمانيا من بين الدول القوية التي تمتلك القدرة على إنتاج الأسلحة النووية، ولكنها وافقت على عدم القيام بذلك بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية واتفاقية أربعة زائد اثنان الخاصة بالتسوية النهائية لوضعها. إلى جانب أغلب الدول الصناعية الأخرى، تنتج ألمانيا مكونات وعناصر يمكن استخدامها لخلق أدوات فتاكة، وأسلحة كيميائية، وغير ذلك من أسلحة الدمار الشامل، وإلى جانب شركات أخرى من المملكة المتحدة وهولندا والهند والولايات المتحدة وبلجيكا واسبانيا والبرازيل، قدمت الشركات الألمانية للعراق مركبات طليعية من المواد الكيميائية التي استخدمها العراق لشن حرب كيميائية في الحرب الإيرانية العراقية.[1]
خلفية تاريخية
الحرب العالمية الأولى
لكونها طرفًا رئيسًا قويًّا في الحرب العالمية الأولى، استخدمت ألمانيا ما يمكن أن نطلق عليه اليوم أسلحة الدمار الشامل وطورتها، وطورت الأسلحة الكيميائية أيضًا واستخدمتها، مثل غاز الخردل. لاحقًا، استخدم الحلفاء هذا النوع من الأسلحة.
يشكّل استخدام الأسلحة الكيميائية في الحروب انتهاكًا للبند IV.2 المتعلق بحظر استخدام المقذوفات ذات الهدف الوحيد لنشر الغازات السامة الخانقة في اتفاقية لاهاي عام 1899، كما ويخالف ذلك بشكل أكثر صراحةً اتفاقية لاهاي عام 1907 بشأن الحرب البرية، التي تنص صراحةً على منع استخدام «الأسلحة السامة أو المسمومة» في الحرب.[2][3]
الحرب العالمية الثانية
أثناء الحرب العالمية الثانية، نفذت ألمانيا مشروعًا غير ناجح لتصنيع الأسلحة النووية. أجرى علماء ألمان بحوثًا حول أسلحة كيمائية أخرى في الحرب بما في ذلك التجارب الإنسانية على غاز الخردل. اخترع الباحث الألماني جيرهارد شرادر أول غاز للأعصاب «تابون» عام 1937.
في أثناء الحرب، خزّنت ألمانيا التابون والسارين والسومان، ولكنها امتنعت عن استخدامها في ساحة المعركة. في المجمل، أنتجت ألمانيا نحو 78 ألف طن من الأسلحة الكيميائية. بحلول عام 1945، أنتجت الدولة نحو 12 ألف طن من التابون و1000 رطل (450 كيلوغرامًا) من السارين.[4] شملت نظم تسليم مركبات الأعصاب قذائف مدفعية عيار 105 ملم و150 ملم وقنبلة عيار 250 كيلوغرامًا وصاروخ 150 ملم. حين اقترب السوفييت من برلين، اقتنع أدولف هتلر بعدم استخدام التابون كورقة رابحة أخيرة. في عام 1943، عارض وزير القوات الحربية في عهد هتلر ألبرت سبير -الذي جلب تقريرًا إلى هتلر من الخبير العصبي في شركة أي غه فاربن أوتو أمبروز- استخدام التابون، وأبلغ أمبروز هتلر أن الحلفاء توقفوا عن نشر البحوث حول الفوسفات العضوية (وهس نوع من المركبات العضوية التي تشمل مركبات الأعصاب) في بداية الحرب، وأن الطبيعة الأساسية لغازات الأعصاب كانت تنشر في وقت مبكر من هذا القرن، وأنه يعتقد أن الحلفاء ما كانوا ليفشلوا في إنتاج مركبات مثل التابون. ولم تكن هذه هي الحال في واقع الأمر، ولكن هتلر قبل استدلال وحسم أمبروز، وظلت ترسانة التابون الألمانية غير مستخدمة.[5]
الحرب الباردة وما بعدها
ضمن مفاوضات انضمام ألمانيا الغربية إلى الاتحاد الأوروبي الغربي في مؤتمري لندن وباريس، مُنع البلد (بموجب البروتوكول الثالث لمعاهدة بروكسل المنقحة المؤرخة في 23 أكتوبر 1954) من حيازة الأسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيميائية. وأُكّد على هذا في القانون المحلي في قانون مراقبة أسلحة الحرب (Kriegswaffenkontrollgesetz).[6] في أثناء الحرب الباردة، نشرت الولايات المتحدة (في ألمانيا الغربية) والاتحاد السوفييتي (في ألمانيا الشرقية) الأسلحة النووية في ألمانيا. وعلى الرغم من أن ألمانيا لم تكن من بين القوى النووية أثناء الحرب الباردة، كانت لديها مصلحة سياسية وعسكرية في توازن القدرات النووية.
المراجع
- Al Isa, I. K. (1-12-2003) Fresh information on the Iraqi chemical program; Iraqi money and German brains cooperated in building chemical weapons. Al Zaman, London. Federation of atomic scientists. Referenced 21-11-2006. نسخة محفوظة 13 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Telford Taylor (01 نوفمبر 1993)، The Anatomy of the Nuremberg Trials: A Personal Memoir، Little, Brown and Company، ISBN 0-3168-3400-9، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 يونيو 2013.
- Thomas Graham, Damien J. Lavera (مايو 2003)، Cornerstones of Security: Arms Control Treaties in the Nuclear Era، University of Washington Press، ص. 7–9، ISBN 0-2959-8296-9، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 يوليو 2013.
- Smart, Jeffery K. Medical Aspects of Chemical and Biological Warfare نسخة محفوظة 26 August 2012 على موقع واي باك مشين.: Chapter 2 – History of Chemical and Biological Warfare: An American Perspective, (PDF: p. 14), Borden Institute, Textbooks of Military Medicine, PDF via Maxwell-Gunter Air Force Base, accessed 4 January 2009.
- Paxman, J.; Harris, R. (2002). A Higher Form of Killing: The Secret History of Chemical and Biological Warfare (2002 Rando edition). Random House Press. (ردمك 0-8129-6653-8) pp.82–84.
- "Kriegswaffenkontrollgesetz"، War Weapons Control Act (last modified 11 Oct 2002)، مؤرشف من الأصل في 23 مايو 2019.
- بوابة طاقة نووية
- بوابة ألمانيا