أماندا لير

كان لسلفادور دالي تأثير بالغ في مهنة لير في مجال الرسم وفي حياتها الشخصية أيضًا[46]

بعد العرض في مدرسة العارضة لوسي دوفارز (المعروفة باسم لاكي)، أُرسلت من جانب جيرالد نانتي إلى كارل لاغرفيلد، ثم إلى صانع أزياء في جان باتو.[47] أماندا لير هي عارضة أزياء لممشى لاغرفيلد، وقد قابلت كاثرين هارلي، رئيسة شركة عرض الأزياء، التي قدمت لها عقدًا. عادت لير إلى باريس من أجل عملها الأول في عرض الأزياء واعتبرته واسطة لتمويل دراستها الفنية، وعملت لصالح النجم الصاعد باكو رابان.[48]

تعرفت أماندا لير بصورة رسمية على الرسام الإسباني السريالي غير التقليدي سلفادور دالي في باريس. ذُهل دالي، الذي نصب نفسه بأنه الشقي المرعب في عالم الفن والذي كان في ذلك الوقت أكبر منها بأربعين عامًا، بمظهر لير ووجد فيها رفيقته الروحية. منذ ذلك الوقت، وصفت علاقتهما القريبة وغير الاعتيادية بأنها «زواج روحي»، وبقيت الصديقة الحميمة والأكثر قربًا لدالي خلال السنوات الست عشرة اللاحقة.[49]

في المملكة المتحدة، شملت معارف لير الشخصية في ذلك الوقت جيمي هاندريكس، والبيتلز والرولينغ ستونز، ورفيقاتها من أفضل عارضات الأزياء تويغي، وباتي بويد، وأنيتا بالينبرغ. أصبحت لير تمضي كل صيف مع دالي في بيته في بورت ليغات في كاتالونيا وتصاحبه هو وزوجته في رحلات إلى برشلونة، ومدريد، وباريس، ونيويورك. كانت أيضًا جزءًا من أعماله الفنية، وتظهر في عدد من رسماته ولوحاته، من ضمنها حلم الهيبنوس (1965)،[50] وفينوس في الفراء (1968)،[51] وإنقاذ أنجليك من التنين.[52][53] في أواخر عام 1966، بدأت بمواعدة برايان جونز الذي قابلته أول مرة قبل سنة عن طريق تارا براون.[54] ألهمت علاقتهما ميك جاغر وكيث ريتشارز لكتابة مقطوعة «مِس أماندا جونز» من ألبوم بيتوين ذا باتنز، تلميحًا إلى الرومانسية بين جونز ولير حتى وُصفت بأنها «السيدة جونز».[55]

كان مظهر لير مطلوبًا كثيرًا كما توقع هارلي تمامًا. بعد ظهورها لأول مرة، التقط هيلموت نيوتن، وتشارلز بول ويلب، وأنطوان جياكوموني صورًا لها لصالح مجلات مثل بو (1966)،[56] ومستر (1966)،[57] ولو نوفو كانديد (1966)،[58] وسينيموند (1967)،[59] وسكاندل،[60] وماري فرانس، ونوفا، وديلي تلغراف، وستيرن، وبرافو.[61] عرضت لير الأزياء لمصممي الموضة، ومن بينهم سان لوران وكوكو شانيل في باريس، وماري كوانت وأوسي كلارك وأنتوني برايس في لندن. بعد فترة من الزمن، انسحبت من مدرسة الفن إلى عرض الأزياء طوال الوقت، واستمرت بقيادة الحياة البوهيمية اللامعة في جولات لندن في الستينيات.[62][63][64][65]

ظهرت لير في إعلانات كثيرة للعلامات التجارية الكبرى، وعرضت الملابس الداخلية لشانتيل، وعطر دتشيما التابع للشركة الفرنسية الفخمة روفيلون فرير.[66][67] في عام 1967، لعبت دورًا غير أساسي في الفيلم الكوميدي الفرنسي نو جوي با أفيك ليه مارسيان.[68] في عام 1969، أرادت لير وجونز العودة معًا لكن أمرهما لم يستمر بسبب فاجعة موت الموسيقي. خلال ذلك الوقت، أصبحت «من الأشخاص الذين يعيشون حياة المتعة والمشكوك في أخلاقهم في لندن»،[28] واسمًا دخيلًا على حلقة الملاهي الليلية، وشخصًا دائم في أعمدة الإشاعة.

في عام 1971، عرضت لير أزياء مميزة في عدد الميلاد لمجلة فوغ بنسختها الفرنسية، التي حررها سلفادور دالي كليًا، وصوّرها ديفيد بيلي.[69] أدت دورًا في مسرحية قصيرة المدة مع المغني بّي. جاي. بروبي في حانة إزلينغتون في لندن، وفي عام 1972، كان الظهور الأول لها على المنصة حين عرضت موسيقى روكسي وَلويد واتسون في مسرح رينبو في لندن في شهر أغسطس.[70] التُقطت صورتها المعروفة على نحو واسع في فستان جلدي ضيق جدًا وهي تمسك مقود سيارة بلاك بانثر، وأصبحت غلافًا لألبوم فرقة موسيقى الروك الكلاسيكي فور يور بليجر، وقد وُصفت الصورة بأنها «معروفة أكثر من الألبوم نفسه».[71][72] بعد الواجهة التي حصلت عليها في عالم الموسيقى من غلاف الألبوم،[73] واصلت لير علاقتها الغرامية مع ديفيد بوي[74] المتزوج لمدة سنتين وشوهدت في الأداء المباشر لأغنيته الناجحة «سورو» في العرض الموسيقي ذا 1980 فلور شو والذي أُقيم في شهر أكوبر من عام 1973، وتم بثه في نوفمبر من نفس العام كجزء من المسلسل التلفزيوني الموسيقي ذا ميدنايت سبيشال.[75] شاركت لير بعد ذلك في متحف دالي، الذي افتُتح في بلدة الرسام الأصلية فيغيراس في سبتمبر عام 1974 من خلال صنع سلسلة من الفن التلصيقي لزخرفة أبواب المتحف، وقدّمت لها المجلة البريطانية تاتلر عرضًا لكتابة عمود إشاعة شهري.[76]

لير تؤدي الغناء في عرض تلفزيوني هولندي في قمة مهنتها الغنائية، 1978

في عام 1974، بعد التحرر من وهم تصميم الأزياء السطحية والتقليدية وتشجيعها من قبل حبيبها بوي،[77] والدفع من أجل حصص الغناء والرقص، قررت لير بدء مسيرتها في مجال الموسيقا. حث باوي مدرب الصوت الهنغاري فلورنس ويز نوربرغ، الذي عمل معه أيضًا،[78] وسجل الثنائي عقب ذلك مقطوعة تُسمى «ستار»، التي لم تصدر حتى الآن.[79] أطلقت العلامة الثانوية كريول ريكوردز في المملكة المتحدة أغنيةَ لير المفردة «ترابل»، وهي أغنية مقلدة من موسيقى البوب روك الكلاسيكية لإلفيس بريسلي لعام 1958، لكنها لم تلقَ نجاحًا. صدرت نسخة باللغة الفرنسية للمقطوعة، «لا باغار»، عن شركة تسجيلات بولدور في فرنسا ورغم أنها لم تنجح هناك على حد سواء، أصبحت ناجحة قليلًا كأغنية ديسكو في ألمانيا الغربية في بداية عام 1976. أثارت المقطوعة اهتمام المغني والمؤلف والمنتج أنتوني مون وعلامة أريولا، التي قدمت لها عقدًا مدته سبع سنوات لتسجيل ستة ألبومات مقابل مبلغ من المال وصفته لير حينها بأنه «خيالي».[73] سُجل أول ألبوم لها، آي آم أ فوتوغراف، في ميونيخ وأُصدر عام 1977، وقد لُحّنت أغلب الأغاني من قبل مون الذي واصل إنتاج أكثرية أعمالها في فترة الديسكو. شمل ألبوم أغنيتها الناجحة الأوربية الأولى «بلود آند هوني»، وأيضًا أغنيتها الإيطالية اللاحقة رقم 1، «تومورو»، والأغنيتين المقلدتين «ذيس بوتس آر ميد فور ووكين» لنانسي سيناترا و«بلو تانغو» لليروي أندرسون. كان ألبوم آي آم أ فوتوغراف خليطًا من أنماط اللاش ديسكو، والشلاغر، والكيتش، والكامب، وبلغ القمة بغناء لير العميق بالأسلوب نصف المحكي ونصف المغنّى ولهجتها الفرنجلية المتميزة، فكان ذلك دمجًا ناجحًا. احتوت النسخة الثانية آي آم أ فوتوغراف، التي شملت أيضًا الأغنية الألمانية الناجحة رقم 2 «كوين أوف شايناتاون»، إعلانًا مجانيًا مثبتًا تقف فيه لير عارية الصدر، وقد انتشرت هذه الصورة في الأصل في مجلة بلاي بوي.

في عام 1978، استمرت نجاحات لير في صنف الديسكو مع ألبوم سويت ريفينج الذي يكشف خليطًا من الأفكار حول حكاية الجنية فاوستن التي تروي قصة فتاة تبيع روحها للشيطان بسبب الشهرة والحظ، وفي ثأرها النهائي ردًا على عرض الشيطان تجد الحب الحقيقي. كانت الأغنية المنفردة الأولى «فولو مي» من ألبوم سويت ريفينج، المدعومة بصوت لير المميز العميق والسردي وفكرة الشيطان الرئيسية، ضربة نجاح ساحقة عاجلة. بلغت المرتبة الثالثة من ضمن قائمة أفضل الأغاني الفردية في ألمانيا الغربية وأيضًا في أفضل عشر أغاني في الكثير من البلدان الأوربية،[80] وقد أصبح النغمة المميزة للير منذ ذلك الوقت.