إيلاغا

إيلاغا (بالإنجليزية: Ilaga) هي جماعة متطرفة مسيحية،[1] مقرها في جنوب الفلبين. وتتكون المجموعة في الغالب من عرقية فيسايانز معظمهم من الإيلونغو، تشكل الجماعة شكل من أشكال الكاثوليكية الشعبية التي تستخدم التمائم والعنف. استخدمت الشرطة الفلبينية الجماعة كقوة ميليشاوية خلال السبعينات من القرن العشرين في جنوب مينداناو بينما كانت تقاتل الجبهة الوطنية لتحرير مورو فيما عرف بصراع مورو.[2] ارتكبت الجماعة أكثر أعمالها دموية في 19 يونيو 1971 عندما قتلت الجماعة من 70 إلى 79 مدني من شعب مورو داخل مسجد.[3]

إيلاغا
مشارك في صراع مورو
سنوات النشاط
  • 1971 - 1979
  • 2008 (أعيد تشكيلها تحت مسمى إيلاغا الجديدة)
قادة نوربرتو مانيرو
مقرات كوتاباتو
خصوم الجبهة الوطنية لتحرير مورو (حتى 1979)
جبهة مورو

خلفية

منطقة مينداناو غنية بالموارد الطبيعية، وتحتوي على كميات كبيرة من احتياطيات المعادن. اتبعت الحكومة الاستعمارية الأمريكية ومن بعدها الحكومة الفلبينية سياسة الهجرة من خلال إعادة توطين أعداد كبيرة من المستوطنين الفلبينيين المسيحيين من بيسايا ولوزون في مساحات كبيرة من أراضي مينداناو، ابتداء من عشرينات القرن العشرين سمحت هذه السياسة للفلبينيين المسيحيين بأن يفوق عددهم عدد سكان مورو ولوماد بحلول السبعينيات، مما كان عاملًا مساعدًا في تفاقم المظالم بين شعب مورو والمستوطنين الفلبينيين المسيحيين، إضافة لازدياد النزاعات على الأراضي، وهناك تظلم آخر من قبل شعب مورو هو استخراج الموارد الطبيعية في مينداناو من قبل الحكومة المركزية في حين أن العديد من شعب مورو لا يزال يعيش في الفقر.[4]

شجعت الحكومة الفلبينية بقيادة فرديناند ماركوس المستوطنين الايلونجو الذين هاجروا إلى مينداناو لتشكيل ميليشيات سميت لاحقًا إيلاغا. هناك أدلة قولية على أن إيلاغا كثيرا ما ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان وذلك باستهداف شعبي مورو ولوماد، فضلا عن محاولة الاستيلاء على أراضي إضافية، والنتيجة النهائية لتطرف إيلاغا هي العداء المستمر بين شعب مورو والمجتمعات المسيحية، ولا يزال الشعور بعدم الثقة ودورة العنف قائمًا حتى اليوم بسبب ممارسات إيلاغا.[4]

يبلغ إجمالي عدد المسلمين في الفلبين 13 مليون نسمة، يتركز أكثر من نصفهم في جزيرة ميندناو الجنوبية وحدها. نتيجة لحرب الإسبان مع الأمريكان في القرن السابع عشر، قامت إسبانيا بتسليم جزر الفلبين عدا ميندناو الجنوبية لعدم احتلالها من قبل الإسبان بمبلغ 20 مليون دولار وذلك عام 1898م، لتبدأ فترة الاحتلال الأمريكي حتى عام 1941م. في نفس عام تسليم الفلبين للأمريكان اندلعت ثورة عارمة من قبل شعب مورو في ميندناو الجنوبية رفضًا لضم جزيرتهم إلى باقي جزر الفلبين، لكن الاستعمار الأمريكي قمع هذه الثورة على مدار 4 سنوات. في عام 1941 وخلال الحرب العالمية الثانية طردت القوات اليابانية الأمريكان من جزر الفلبين، لكن مع هزيمة اليابانيين في الحرب والمقاومة الشرسة تم منح الفلبين الاستقلال عام 1946م إثر اتفاقية بين اليابانيين والأمريكان، والتي تم بموجبها ضم جزيرة ميندناو الجنوبية إلى باقي الأراضي الفلبينية. الحكومات المتعاقبة للفلبين قامت بمعاملة المسلمين مثلما كان يعاملهم الاحتلال، مما تسبب في نشأة مقاومة شعبية عسكرية كبيرة في جزيرة ميندناو الجنوبية نتيجة للقمع السياسي ونهب ثروات شعب مورو ومصادرة أراضيه. في المقابل تكونت حركات مسيحية تعمل على محاربة الحركات الإسلامية التي تعمل على استقلال الجزيرة. من أبرز تلك الحركات كانت حركة إيلاغا التي قام بتدعيمها سياسيون وأغنياء بهدف قتل المسلمين والاستيلاء على ممتلكاتهم، وبالفعل تم قتل الآلاف من المسلمين.[5]

التاريخ

وفي الفترة من مارس 1970 إلى يناير 1972، ارتكبت إيلاغا 22 مذبحة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين المسلمين، كما إن المجموعة متهمة بتشويه جثث الضحايا وهيئاتها ووضع علامات عليها وبالتحديد رسم الصليب. كما أحرقت المجموعة ونهبت العديد من المنازل والممتلكات.[6]

مذبحة مانيلي

العنف الذي نسب إلى إيلاغا بلغ ذروته في 19 يونيو 1971 مع ارتكاب مذبحة مانيلي التي راح ضحيتها ما بين 70 إلى 79 من شعب مورو المسلم في مسجد في مانيلي، كارمن، التابعة لكوتاباتو الشمالية.[7][8][9] تجمع المسلمون في البلدة في مسجدهم للمشاركة في محادثات سلام مفترضة مع الجماعات المسيحية، ففتحت مجموعة من المسلحين يرتدون الزي العسكري على غرار تلك التي يرتديها أفراد الشرطة الفلبينية النار عليهم.[9]

يشتبه في أن جماعة إيلاغا المسلحة هي من لرتكب الهجوم، ولكن هناك أيضًا ادعاءات بأن الشرطة الفلبينية قد تعاونت مع إيلاغا في تدبير المذبحة. ولم يعثر على أي شخص مسؤولا عن الحادث، فيليسيانو لوكاس المعروف أيضا باسم القائد توث بيك زعيم مجموعة إيلاغا كان المشتبه فيه الأول في الجريمة، أُفرج عنه بعد أن استسلم للرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في قصر مالاكانانج. أسفر الحادث عن زيادة الأعمال القتالية بين المسلمين والمسيحيين في مورو.[10] وردًا على الحادث، قدم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي مساعدة عسكرية لجبهة مورو للتحرير الوطني الانفصالية.[10][11]

معركة لاناو ديل نورت

عقب المذبحة التي وقعت في مانيلي، فر العديد من المسلمين في ماراناو ليجدوا مأوى في لاناو ديل نورتي. شكل بعض المسلمين مجموعات مسلحة صغيرة لمواجهة إيلاغا. كانت واحدة من هذه المجموعات تسمى باراكوداس، في سبتمبر من عام 1971، اشتبكت باراكوداس مع إيلاغا مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص من جانبي النزاع. كما اشتبكت الإيلاغا مع الشرطة الفلبينية. واستمرت المناوشات حتى شهر أكتوبر، وأحرقت إيلاغا أكثر من 60 منزلًا للمسلمين.[12][13]

ما بعد عام 2008

شهدت زيادة التوترات في الفلبين منذ عام 2008 عودة ظهور جماعة الحراسة المسلحة،[14] التي تطلق على نفسها اسم باغ أونغ إيلاغا (أي: إيلاغا الجديدة).[15] منذ عام 2008 اندلع العنف والمعارك مع جبهة تحرير مورو الإسلامية والقوات المسلحة الفلبينية بعد أن ألغت المحكمة العليا في الفلبين المعاهدة المقترحة لمنطقة الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة.[16][17] في نوفمبر 2008، قتلت إيلاغا خمسة مدنيين مسلمين في كمين نصبه لاناو ديل نورتي.[1]

انظر أيضًا

المراجع

  1. "Christian militia kills five Muslims in Philippines"، Dawn، 03 نوفمبر 2008، مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 مارس 2017.
  2. "Anti-Moro group resurfaces in NCotabato"، philstar.com، مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 26 يناير 2015.
  3. Marco Garrido (6 مارس 2003)، "The evolution of Philippine Muslim insurgency"، Asia Times Online، مؤرشف من الأصل في 4 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 14 سبتمبر 2008.
  4. The Bangsamoro Struggle for Self-Determintation: A Case Study نسخة محفوظة 15 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. المسلمون في الفلبين، اضطهاد وصراع طويل مع الحكومة ساسة بوست، 6 يناير 2015. وصل لهذا المسار في 17 مايو 2017 نسخة محفوظة 30 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. Macasalong, Marjanie Salic (أبريل 2014)، "The Liberation Movements In Mindanao: Islām As A Thrusting Force" (PDF)، IOSR Journal Of Humanities And Social Science، International Institute of Islamic Thought and Civilization، 19 (4): 1–2، ISSN 2279-0837، مؤرشف من الأصل (PDF) في 2 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2017.
  7. Mariveles, Julius D.، "Mindanao: A memory of massacres"، مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2016.
  8. Arguillas, Carolyn O. (28 يناير 2010)، "De Lima: "Oooops, sorry, it's Ampatuan Massacre not Maguindanao Massacre"، MindaNews، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2016.
  9. Larousse, William (2001)، A Local Church Living for Dialogue: Muslim-Christian Relations in Mindanao-Sulu, Philippines 1965-2000، Gregorian Biblical BookShop، ص. 136، ISBN 8876528792، مؤرشف من الأصل في 1 فبراير 2020.
  10. Amer, Ramses (2013)، Conflict Management and Dispute Settlement in East Asia، Ashgate Publishing، ص. 66، ISBN 1409489345، مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2017.
  11. McKenna, Thomas M. (1998)، Muslim Rulers and Rebels: Everyday Politics and Armed Separatism in the Southern Philippines، جامعة كاليفورنيا، ص. 155، ISBN 0520919645، مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2017.
  12. Robert, B. McAmis, "Muslim Filipinos 1970-1972," Solidarity 8, No. 2, February 1973, p. 7.
  13. Ediger, Max (سبتمبر 2001)، The Struggle in Mindanao (PDF)، Matina Davao City, Philippines: Documentation for Action Groups in Asia، ص. 14، مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 مارس 2017.
  14. "New Ilaga revives fears of Mindanao in ’70s - INQUIRER.net, Philippine News for Filipinos"، مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 26 يناير 2015. {{استشهاد ويب}}: C1 control character في |عنوان= في مكان 40 (مساعدة) http://cache1.asset-cache.net/gc/153307109-commander-max-stands-with-his-group-ilaga-a-gettyimages.jpg?v=1&c=IWSAsset&k=2&d=GkZZ8bf5zL1ZiijUmxa7QTpIrPwH16Bce0Gp83jTSVeIm4OGW2CKESx0ucvtWWoG نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. http://nimg.sulekha.com/others/original700/2008-8-27-7-35-43-b3b9c446bc224beb90e3c8e3c21ecdc0-b3b9c446bc224beb90e3c8e3c21ecdc0-2.jpg%5Bوصلة+مكسورة%5D
  15. “2 New Vigilante Groups Surface in Mindanao” by Cheryll D. Fiel, Bulatlat Alipato Publications, retrieved September 14, 2008 نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  16. “In Philippines, Abandoned Deal Reignites Rebel War” by Blaine Harden, واشنطن بوست, retrieved September 14, 2008 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. “Mindanao civilians under threat from MILF units and militias” منظمة العفو الدولية August 22, 2008, retrieved September 14, 2008 نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة الفلبين
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.