التانغو الأخير في باريس

التانغو الأخير في باريس (بالإيطالية: Ultimo tango a Parigi)‏ هو فيلم شبقي ودراما من إنتاج عام 1972 وإخراج برناردو بيرتولوتشي. يصور الفيلم رجلاً أمريكياً غدا أرملاً مؤخراً، يلتقي بفتاة باريسية وينخرطان في علاقة جنسية بهويات مجهولة. من بطولة مارلون براندو وماريا شنايدر وجان بيير لاود.

لاست تانغو في باريس
Ultimo tango a Parigi
معلومات عامة
الصنف الفني
تاريخ الصدور
1972
مدة العرض
129 دقيقة
اللغة الأصلية
الإنجليزية والفرنسية
البلد
موقع التصوير
الطاقم
المخرج
الكاتب
السيناريو
البطولة
الديكور
التصوير
الموسيقى
التركيب
صناعة سينمائية
الشركة المنتجة
المنتج
التوزيع
نسق التوزيع
الميزانية
1.25 مليون دولار
الإيرادات
96.3 مليون دولار
التسلسل

أدت الصورة الأولية عن الفيلم بأنه يصور العنف الجنسي والصدمات العاطفية إلى جدل عالمي واجتذبت مستويات مختلفة من الرقابة الحكومية في جميع أنحاء العالم. عندما عُرض في الولايات المتحدة الأمريكية اقتطع منه أكثر مشهد مثير للجدل وأعطته جمعية الفيلم الأمريكي تقييم إكس. بعد إجراء تنقيحات على رمز تقييم جمعية الفيلم الأمريكي في عام 1997، أعاد نظام جمعية الفيلم الأمريكي لتقييم الأفلام تقييم الفيلم على أنه إن سي-17 بسبب «بعض المحتويات الجنسية الصريحة». أصدرت مترو غولدوين ماير رقابة مخفضة من النوع آر عام 1981.

الحبكة

يلتقي بول (براندو)، وهو رجل أمريكي مالك فندق يعيش حالةً من الحزن إثر انتحار زوجته روزا، بشابة باريسية تدعى جين (ماريا شنايدر) في شقة يهتم كلاهما باستئجارها. يأخذ بول الشقة بعد أن تحصل علاقة جنسية بهويات مجهولة بينهما هناك. ويصر على أنه يجب ألا يشارك أي منهما أية معلومات شخصية مع الآخر حتى الأسماء، مما يثير جزع جين. تستمر العلاقة إلى أن تصل جين إلى الشقة في أحد الأيام لتجد أن بول قد غادرها دون سابق إنذار.

يلتقي بول بجين في الشارع فيما بعد ويخبرها أنه يريد تجديد العلاقة. يخبرها عن المأساة الأخيرة المتعلقة بزوجته. خلال سرده لقصة حياته، يتجولان في حانة التانجو ويستمر بإخبارها عن نفسه. اتضاح هوياتهم وكشفهم عنها يجعل جين تشك في العلاقة وتستيقظ من الوهم. تخبره بأنها لا تريد الاستمرار في العلاقة ولا تريد رؤيته مجدداً، يطاردها بول في شوارع باريس طوال الطريق إلى شقتها ويخبرها بأنه يحبها ويريد معرفة اسمها رافضاً أن يدعها وشأنها.

تسحب جين مسدساً من الدرج، تخبر بول باسمها وتطلق عليه النار. يتمايل بول على الشرفة، مصاباً بجروح قاتلة، ومن ثم ينهار ويسقط. عندما يموت بول، تتمتم جين إلى نفسها، مذهولةً، بأنه كان مجرد رجل غريب حاول اغتصابها وهي تجهل هويته، وتحضّر نفسها لاستجوابها من قبل الشرطة كما لو كانت في تجربة أداء.

الإنتاج

طوّر بيرناردو بيرتولوتشي الفيلم مستلهماً إياه من تخيلاته الجنسية: «إذ أنه حلم ذات مرة أنه مارس الجنس مع امرأة مجهولة الهوية التقى بها صدفةً في الشارع».[1] كتب بيرتولوتشي السيناريو بالاشتراك مع أنجس فيردا (الحوار الإضافي) وفرانكو أركالي. حُوّل الفيلم لاحقاً إلى رواية من قبل روبرت آلي. أخرج بيرتولوتشي الفيلم وقام فيتوريو ستورارو بالتصوير السينمائي.

كان بيرتولوتشي يهدف في الأساس أن تكون دومينيك ساندا، التي طورت الفكرة معه، ضمن طاقم الممثلين، بالإضافة إلى جان لويس ترنتيجنانت. رفض جان الدور، وحين قبل براندو الدور كانت دومينيك حاملًا وقررت عدم المشاركة في الفيلم أيضاً. تلقى براندو نسبة من أرباح الفيلم قُدرت بحدود 3 ملايين دولار أمريكي.[2]

استلهم بيرتولوتشي، الذي كان شغوفاً بالفن، من أعمال الفنان البريطاني إيرلندي الأصل فرانسيس بيكون في افتتاحية طاقم العمل.[3] وفقاً للفنان الأمريكي آندي وورهول فإن فيلم التانجو الأخير في باريس استوحى من فيلمه «فيلم أزرق» الذي صدر قبل بضع سنوات عام 1969.[4]

بعد إصدار الفيلم، رُفعت عدة دعاوى قضائية جنائية في إيطاليا ضد الفيلم بسبب «شموليته الجنسية غير المبررة والمستفحلة». أمر الحكم النهائي الصادر عن محكمة الاستئناف الصادر في 29 يناير 1976 بأن يُصادر الفيلم من قبل الرقابة وأن تُدمر جميع نسخه. حُكم على كل من كاتب السيناريو فرانكو أركالي والمنتج ألبرتو جريمالدي والمخرج برناردو بيرتولوتشي ومارلون براندو بالسجن لمدة شهرين مع تعليق الحكم.

مشهد الاغتصاب

يحتوي الفيلم على مشهد يقوم فيه بول باغتصاب جين من الشرج باستخدام الزبدة كمزلق. في حين أن الاغتصاب كان مجرد محاكاة إلا أن المشهد لازال يحمل تأثيراً سلبياً على شنايدر. في مقابلة معها عام 2006، قالت شنايدر أن المشهد لم يكن ضمن السيناريو وحين أخبروها غضبت للغاية ورمت كل شيء. ولا أحد بإمكانه إجبار شخص على القيام بشيء غير موجود في السيناريو ولكنها لم تكن تعلم ذلك.[5] في عام 2007، سردت شنايدر مشاعر الإذلال الجنسي المتعلقة بمشهد الاغتصاب:

«أخبروني عن ذلك قبل تصوير المشهد مباشرةً، وكنت غاضبة للغاية، كان ينبغي عليّ أن أتصل بوكيل أعمالي أو أن أحضر محامي الخاص لأنه لا يمكنك إجبار شخص على فعل شيء ما غير موجود في السيناريو، ولكنني لم أعرف ذلك وقتها. قال لي مارلون: ماريا لا تقلقي إنه مجرد فيلم، ولكن خلال المشهد ورغم أن ما يفعله براندو كان مجرد تمثيل إلا أنني كنت أذرف دموعاً حقيقية، شعرت بالإذلال، ولكي أكون صادقة شعرت قليلاً أنني اغتصبت من قبل براندو وبيرتولوتشي سويةً، وبراندو لم يقم بمواساتي ولم يعتذر بعد المشهد، لحسن الحظ أن المشهد صُور مرة واحدة فقط»

عام 2011، نفى بيرتولوتشي أنه «سرق شبابها» (كانت في التاسعة عشر من العمر عندما صُور الفيلم) وعلق: «الفتاة لم تكن ناضجة كفاية لتدرك ما يحصل».[6] بقيت شنايدر على صداقة مع براندو حتى وفاته عام 2004 ولكنها لم تتصالح مع بيرتولوتشي قط. وادعت أيضاً أن الفيلم جنى ثروة لبيرتولوتشي وبراندو في حين أنها كسبت القليل جداً من المال.

توفيت شنايدر عام 2011، وفي عام 2013 تحدث بيرتولوتشي عن تأثير الفيلم على شنايدر في البرنامج التلفزيوني الهولندي كوليدج تور. في المقابلة، أوضح برتولوتشي أنه على الرغم من أن مشهد الاغتصاب كان في النص، إلا أن تفاصيل استخدام الزبدة كمزلق كانت مرتجلة في يوم إطلاق النار ولم تعرف شنايدر عن استخدام الزبدة مسبقاً. قال بيرتولوتشي أنه يشعر بالذنب ولكنه ليس نادماً على ذلك.[7][8] قال بيرتولوتشي أنه قرر مع براندو ألا يخبروا شنايدر شيئاً وذلك كي تكون الاستجابة أكثر واقعية.[9]

في نوفمبر عام 2016، نُشرت نسخة مختلفة من مقابلة عام 2013 مع كوليدج تور على اليوتيوب[10] من قبل الموندو دي أليسيا الإسبانية غير الربحية في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة[11] مصحوبةً بتصريح يخلص إلى أن المشهد قد استغل شنايدر نفسياً وربما جسدياً حتى. لفت هذا النظر عندما كتب توم بتلر، كاتب الأفلام على ياهو، مقالاً حول الموضوع مما دفع العديد من المشاهير إلى إدانة الفيلم وبيرتولوتشي،[12] وعلقت العديد من الصحف على القصة وذكرت أن بيرتولوتشي «اعترف» أن شنايدر اغتصبت في موقع التصوير، مما دفع بيرتولوتشي إلى إصدار تصريح يفيد بأن المشهد كان مجرد محاكاة وشنايدر لم تُغتصب فعلياً.[13]

صور بيرتولوتشي أيضاً مشهد يُظهر أعضاء براندو التناسلية، ولكنه أوضح في عام 1973: «لقد تصالحت مع نفسي أمام براندو لدرجة أنني قطعت المشهد من باب العار الذاتي، إذ شعرت أن إظهاره عارياً بمثابة إظهار نفسي».[14] أعلنت شنايدر في مقابلة أن «مارلون قال إنه شعر أنه اغتصب وأنه تم التلاعب به وكان عمره 48 عاماً وكان مالون براندو!». وعلى غرار شنايدر، أكد براندو أن مشهد الجنس كان مجرد محاكاة. قال بيرتولوتشي عن براندو أنه كان «وحشاً كممثل ولكن لطيفًا جداً كإنسان». رفض براندو التحدث إلى برتولوتشي لمدة 15 عاماً بعد اكتمال الإنتاج. قال برتولوتشي:

«كنت أعتقد أنه مثل الحوار إذ كان يجيب على أسئلتي بطريقةٍ ما. عند انتهاء الفيلم وعندما شاهده اكتشفت أنه أدرك ما كنا نفعله وأنه يقدم الكثير من خبرته الشخصية، لقد كان مستاءً مني بشدة فقلت له: أنت كبير، وأكبر مني حتى، ألم تدرك ما كنت تفعله؟ ولم يتكلم معي لسنوات بعدها»[15][16]

الميزانية والإيرادات

بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 1.25 مليون دولار بينما حقق إيرادات تقدر بـ 96.3 مليون دولار.

وصلات خارجية

مراجع

  1. Taylor, Sophie (04 فبراير 2011)، "Last Tango in Paris star Maria Schneider dies at 58"، The Week، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 05 يناير 2014.
  2. "Brando's $3-Mil Year"، فارايتي، 9 يناير 1974، ص. 1.
  3. "A celebration of 500 years of British Art". Life: The Observer Magazine, 19 March 2000.
  4. Comenas, Gary (2005)، "Blue Movie (1968)"، WarholStars.org، مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 ديسمبر 2015.
  5. "Downhill ride for Maria after her tango with Brando"، سيدني مورنينغ هيرالد، Sydney, Australia: Fairfax Media، 22 يونيو 2006، مؤرشف من الأصل في 8 ديسمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 04 ديسمبر 2016.
  6. Dollar, Steve (02 يناير 2011)، "Interview: Bernardo Bertolucci"، Green Cine، مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2011.
  7. "Bernardo Bertolucci" نسخة محفوظة 20 December 2016 على موقع واي باك مشين., Dutch College Tour, NTR, 2 February 2013,
  8. "Bertolucci over Maria Schneider"، College Tour، 05 فبراير 2013، مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2016.
  9. "Bertolucci, confessione shock su Ultimo tango"، ANSA (باللغة الإيطالية)، 17 سبتمبر 2013، مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 04 ديسمبر 2016.
  10. "Bertolucci sobre Maria Schneider / Bertolucci admits rape scene was non-consensual"، 23 نوفمبر 2016، مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2020.
  11. Izadi, Elahe (05 ديسمبر 2016)، "Why the 'Last Tango in Paris' rape scene is generating such an outcry now"، واشنطن بوست، Washington DC: Nash Holdings LLC، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 ديسمبر 2016.
  12. Lincoln, Ross A. (03 ديسمبر 2016)، "Hollywood Reacts With Disgust At 'Last Tango' Rape Scene Revelations"، Deadline، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2016.
  13. Vivarelli, Nick (05 ديسمبر 2016)، "Bernardo Bertolucci Responds to 'Last Tango in Paris' Backlash Over Rape Scene"، فارايتي، Los Angeles, California: Penske Media Corporation، مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 ديسمبر 2016.
  14. Michener, Charles (12 فبراير 1973)، "Tango: The Hottest Movie"، نيوزويك، New York City: نيوزويك.
  15. Balfour, Brad (2 يناير 2011)، "Legendary Oscar-Winner Bernardo Bertolucci's Career Celebrated at MoMA"، هافينغتون بوست، New York City: هافينغتون بوست، مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2017، اطلع عليه بتاريخ 29 يوليو 2018.
  16. "Revisiting Bernardo Bertolucci's Artistic Ambitions, and Abuses, in "Last Tango in Paris"" [en] (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2020.
  • بوابة إيطاليا
  • بوابة السينما الإيطالية
  • بوابة السينما الفرنسية
  • بوابة باريس
  • بوابة سينما
  • بوابة عقد 1970
  • بوابة علم الجنس
  • بوابة فرنسا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.