التعليم في فنلندا
الميزانية الوطنية للتعليم | |
---|---|
معلومات عامة | |
التحصيل | |
الالتحاق | |
الوصول | |
النظام التعليمي الفنلندي
التعليم في فنلندا هو نظام تعليمي لا يفرض رسومًا دراسية على الطلاب المنتظمين كما يقدم لهم وجبات مدعومة كليًا.
ويتكون نظام التعليم الفنلندي الحالي من برامج الرعاية اليومية (للأطفال الرضع والأطفال الصغار) وبرامج ما قبل الدراسة لمدة سنة (أو روضة للأطفال في سن الست سنوات) وبرامج المدرسة الشاملة الأساسية الإلزامية لمدة تسع سنوات (ابتداءاً من سن السابعة وحتى سن السادسة عشر من العمر), والتعليم الثانوي بعد المرحلة الإلزامية الأكاديمية أو ما يعرف بالتعليم العالي (الجامعة وجامعة العلوم التطبيقية), وتعليم الكبار (لمن أراد الاستمرار في التعلم). استندت الاستراتيجية الفنلندية لتحقيق المساواة والتميُز في التعليم على بناء نظام تعليمي شامل ممول من قبل القطاع العام أثناء التعليم الأساسي المشترك، ونشر شبكة المدارس كان جزء من الاستراتيجية حيث أن التلاميذ لديهم مدارس بالقرب من منازلهم إن أمكن ذلك، وإن لم يكن ذلك ممكناً على سبيل المثال في المناطق الريفية، يقومون بتوفير نقل مجاني إلى المدارس على نطاق واسع، ويكون التعليم الخاص شامل داخل الفصول الدراسية ويعمل نظام التعليم في الشمال على الحد من تدني الجهود التعليمية. يمكن للطلاب في سن السادسة عشر وبعد الانتهاء من دراستهم الأساسية لمدة تسع سنوات في المدرسة الشاملة إكمال دراستهم الثانوية إما في المسار الأكاديمي (lukio) أو في المسار المهني (ammattikoulu) وكلاهما عادة ما يستغرق ثلاث سنوات ويعطي مؤهل للإكمال في التعليم العالي. تنقسم نظم التعليم العالي إلى جامعات وعلوم تطبيقية والمعروفة أيضاً باسم«جامعة العلوم التطبيقية», تمنح الجامعات درجة الدكتوراه، في السابق كان بإمكان خريجي الجامعة فقط الحصول على درجات عالية (دراسات عليا) ولكن منذ تنفيذ عملية بولونيا يمكن أيضاً للحاصلين على درجة البكالوريوس التأهل للحصول على مزيد من الدراسات الأكاديمية، هناك سبعة عشر جامعة وسبعة وعشرين جامعة علوم تطبيقية في فنلندا. نشر مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة في عام 2008 أن فنلندا من بين أعلى المعدلات في العالم والتي تتعادل ولأول مرة مع الدنمارك وأستراليا ويوزيلندا استنادا إلى بيانات مؤشر التعليم عام 2006, من سمات نجاح وزارة التربية والنظام التعليمي (التعليم الأساسي الموحد للفئة العمرية الواحدة) والمعلمون ذوو الكفاءة العالية والاستقلالية الممنوحة للمدارس. على الرغم من أن فنلندا في السنوات الأخيرة نزحت من المراتب الأولى، إلا أنه لديها مرتبة عالية باستمرار في دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة ""PISA التي تقارن النظم التعليمية الوطنية على الصعيد الدولي، في دراسة أجريت عام 2012 احتلت فنلندا المرتبة السادسة في القراءة، والثانية عشر في الرياضيات، والخامسة في العلوم، بينما إذا نظرنا للوراء نجد أنه في دراسة أجريت عام 2003 احتلت فنلندا المرتبة الأولى في كل من العلوم والقراءة والثانية في الرياضيات وعلاوة على ذلك صنف التعليم العالي في فنلندا الأول في المنتدى الاقتصادي العالمي.
التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (الرضع)
تعد مراكز العناية اليومية والحضانات ورياض الأطفال ذات الجودة العالية أمرا مهما جدًا لتنمية مهارات التعاون والتواصل لدى الأطفال الصغار مما يهيئهم للتعلم مدى الحياة، وكذلك لتعليمهم القراءة والرياضيات، وتستمر هذه المرحلة التحضيرية حتى يبلغ الطفل سن السابعة. يركز التعليم الفنلندي في مرحلة الطفولة المبكرة على احترام فردية كل طفل وعلى توفير الفرصة لتطوير كل واحد منهم حتى يصبح شخصًا فريدًا من نوعه، ويعمل المربون الفنلنديون على توجيه الأطفال لتنمية المهارات الاجتماعية الاجتماعية والتفاعلية وتشجيعهم على الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الآخرين ومصالحهم والاهتمام به وأن يكون لهم موقف إيجابي اتجاه الناس الآخرين والثقافات الأخرى والبيئات المختلفة. والغرض من توفير فرص تنمية الاستقلالية هو حتى يتمكن الطفل من الاعتناء بنفسه عندما يكبر ويكون قادرًا على اتخاذ قرارات صالحة وعلى المشاركة المثمرة كمواطن فعال في المجتمع وعلى رعاية الأشخاص الآخرين الذين سيحتاجون مساعدته. ولتعزيز ثقافة القراءة يعطى آباء الأطفال حديثي الولادة ثلاثة كتب، واحد لكل منهما وكتاب الطفل للمولود كجزء من حزمة الأمومة، ووفقاً لما قالته الفنلندية إيفا هوجالا المتخصصة في تطور الطفل أن «التعليم المبكر هي المرحلة الأولى والأكثر أهمية للتعلم مدى الحياة», كما أظهرت الأبحاث العصبية أن 90% من نمو المخ يحدث خلال السنوات الخمس الأولى من الحياة وأن 85% من المسارات العصبية تتطور قبل بدء الدراسة (ملحوظة: في سن السابعة في فنلندا) والرعاية في هذا السياق هي مرادف للتربية وينظر إليها على أنها مسعى تعاوني بين أولياء الأمور والمجتمع لإعداد الطفل جسدياً (تناول الطعام بطريقة صحيحة وبقاء الطفل نظيف) وعقلياً (التواصل والوعي الاجتماعي والتعاطف والتأمل الذاتي) قبل دخول التعليم الرسمي في سن السابعة، يفضل تعلم الطفل قبل سن السابعة من خلال اللعب، فبعد مرور الوقت وبدخولهم المدرسة، سيصبحون حريصين على التعلم. ومنذ عام 1990, وفرت فنلندا برنامج الرعاية النهارية مجانا للأطفال من سن ثمانية أشهر إلى خمس سنوات كما وفرت برنامج مرحلة ما قبل الدراسة (الروضة) للأطفال في سن السادسة في عام 1996. الرعاية النهارية تشمل كلاً من مراكز رعاية الأطفال لمدة يوم كامل والملاعب البلدية تحت إشراف شخص كبير بالغ حيث يمكن للوالدين مرافقة الطفل، وتدفع البلدية أيضاً مبلغ من المال للأمهات الراغبات في البقاء في المنزل وتوفير «رعاية نهارية منزلية» على مدى السنوات الثلاث الأولى، إذا كانت ترغب الأم بذلك. وفي بعض الحالات يتضمن ذلك زيارات مفاجئة من عامل الرعاية ليرى ما إذا كانت البيئة مناسبة للرعاية أم لا، نسبة البالغين إلى الأطفال في مراكز رعاية الأطفال البلدية المحلية (إما خاصة ولكن مدعومة من قبل البلديات المحلية أو مدفوعة من قبل البلديات بمساعدة من المنح المقدمة من الحكومة المركزية) هي للأطفال من العمر ثلاث سنوات وأقل: ثلاثة بالغين (مدرس واحد وممرضتان) لكل 12 تلميذا أربعة تلاميذ لكل بالغ.
وبالنسبة للأطفال في سن 3-6: ثلاثة بالغين (مدرس واحد وممرضتين) لكل 20 طفلا (أو حوالي تلميذ لكل سبعة بالغين), يكون الدفع حسب دخل الأسرة شهريا وعادة ما يتراوح بين المجاني إلى 200 يورو كحد أقصى شهرياً، ووفقاً لما قالته بيبا أودينا عن هذه المراكز «أنت لا تدرس، أنت تعلِم», يتعلم الأطفال عن طريق اللعب حيث يتم تطبيق هذه الفلسفة في جميع المدارس التي زرناها، وفي كل ما يقوله الأساتذة وفي كل ما يراه الطلاب.
التعليم المبكر للأطفال ليس إلزاميًا في فنلندا ولكن يستخدمه الجميع، أوضحت إيفا بينتيلا من قسم التعليم في هلسنكي أن «الرعاية النهارية والتعليم في مرحلة ما قبل المدرسة هو حق من حقوق الطفل، إنه ليس مكانًا لوضع طفلك فيه إذا كنت تعمل، بل إنه مكان ليقوم طفلك باللعب والتعلم وتكوين صداقات، والآباء الجيدون هم من يقومون بوضع أطفالهم في مراكز الرعاية النهارية وهو أمر غير متعلق بالطبقة الاجتماعية الاقتصادية». قالت السيدة بينتلا أن التركيز في مرحلة رياض الأطفال هو على أن يتعلم الطفل كيف يتعلم، كما يوجد هناك دروس عن الطبيعة والحيوانات ودائرة الحياة وتركز على استخدام الخامات في التعليم بدلاً من استخدام الطريقة التقليدية في تعلم القراءة والرياضيات.
التعليم الثانوي (الثانوية الفنلندية)
يبدأ التعليم الثانوي من عمر 16 أو 17 سنة ويستمر إلى 3-4 سنوات، حيث قد يختار طلاب الثانوي الفنلنديين الخضوع للتدريب المهني سواء لتطوير الكفاءة المهنية و / أو لإعدادهم لمعهد التقنية أو لدخول المدرسة العليا التي تركز على الإعداد الأكاديمي للدراسات الجامعية ودرجات الدراسات العليا في المجالات المهنية: مثل القانون والطب والعلوم والتعليم والعلوم الإنسانية، ويستند القبول في المدارس الأكاديمية العليا على المعدل التراكمي ""GPA، وفي بعض الحالات الاختبارات الأكاديمية والمقابلات، فعلى سبيل المثال، التحق 51٪ من الفئة العمرية في عام 2007 في المدارس العليا الأكاديمية. النظام غير ثابت حيث يمكن للطلاب الخريجين من المدارس المهنية التأهل لجامعة العلوم التطبيقية وفي التعليم الجامعي في بعض الحالات، كما يمكن لخريجي المدارس الثانوية الأكاديمية الانخراط في برامج التعليم المهني، كما من الممكن أيضا الحضور في كل من المدارس الثانوية المهنية والأكاديمية في نفس الوقت، كما أن التعليم الأكاديمي والمهني مجاني ويحق للطلاب الأكاديميين الرعاية الصحية المدرسية ووجبة غداء مجانية ولكن يجب عليهم شراء الكتب والمواد الخاصة بهم. يتلقى خريجي المدارس المهنية شهادة مدرسة مهنية بعد التخرج، ويتلقى خريجي المدارس الثانوية الأكاديمية العليا شهادة الثانوية العامة ويخضع الطلاب لاختبار وطني لشهادة الثانوية العامة، (في اللغة الفنلندية: Ylioppilastutkinto), وكان هذا في الأصل امتحان القبول لجامعة هلسنكي التي لديها المكانة العالية إلى يومنا هذا، كما يمكن للطلاب في برامج خاصة الحصول على شهادة مدرسة مهنية وأخذ اختبار القبول في الجامعة (kaksoistutkinto) أو كل من الشهادات الثلاث (kolmoistutkinto), يكمل ما يقارب من 83٪ من طلاب المدارس الأكاديمية العليا، أو 42٪ من الفئة العمرية، وإكمال اختبار القبول في الجامعة. تتطلب معاهد الفنون التطبيقية شهادة المدرسة للقبول، في حين أن اختبار القبول في الجامعة أكثر أهمية للقبول في الجامعات، ولكن بعض برامج التعليم العالي لديها امتحانات قبول خاصة بها، والكثير يستخدمون مزيجًا من الاثنين معا.
المعلمين
حتى يصبح المعلم مؤهلا لمنصبه سواء في مدارس المرحلة الابتدائية أو الثانوية يجب أن يكون حاصلًا على درجة الماجستير، فالتدريس مهنة جليلة والتنافس على الالتحاق ببرامج الجامعة التابعة للمسار التربوي شديد. فالمعلم المرتقب يجب أن تكون درجاته جيدة جدا وعليه أن يكافح من أجل أن يصبح معلماً، وجدير بالذكر أن حوالي 10٪ فقط من المتقدمين لبرامج معينة يعتبرون ناجحين، ويعزى ارتفاع مستوى الأداء في مجال التدريس وازدياد عدد طلبات التقديم على الوظائف في هذا المجال إلى الإجلال الذي تحظى به هذا المهنة من جهة وإلى الرواتب المرتفعة التي قد تفوق معدل المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية OECD) (من جهة أخرى، والذي ينعكس على نوعية المعلمين في فنلندا.
التعليم الإضافي
يوفر إكمال تعليم المرحلة الثانوية في البرنامج المهني مع فصول كاملة عن مناهج دراسية لمدة ثلاث سنوات مؤهلات رسمية لإجراء المزيد من الدراسات، إلا أنه قد يكون من الضروري الحصول على التعليم ما بعد الثانوي قبل أن يتم قبول الطلاب في الجامعة، إذ تتطلب اختبارات القبول مستوى عال نسبيا من المعرفة، يتم توفير التعليم ما بعد الثانوي في مدارس محلية أو «مراكز تعليم الكبار» المستقلة، التي يمكن أن تعطي التعليم أو التدريس المهني في مستويات المدرسة الشاملة أو المدرسة الثانوية العليا، وفي هذه البرامج يمكن الحصول على شهادة الثانوية العامة أو تحسين الدرجات المدرسية الشاملة، كما يمكن أيضا للكبار تعلم تجارة جديدة (aikuiskoulutuskeskus ومركز vuxenutbildning)، فعلى سبيل المثال، إذا تغير النظام الاقتصادي، سيتم تعلم تجارات جديدة.
في الجامعات، «الجامعة المفتوحة» (بالفنلندية: Avoin yliopisto، بالسويدية: UNIVERSITET öppet) يتيح برنامج «الجامعة المفتوحة» للأشخاص دون الطلاب الانخراط في دورات فردية تابعة للجامعة حيث لا يوجد أي متطلبات، ولكن هناك رسوم تعليمية رمزية (على سبيل المثال 60 يورو لكل دورة), جامعات العلوم التطبيقية لديها برنامج خاص مماثل (بالفنلندية: Avoin ammattikorkeakoulu، بالسويدية: högskola öppen), بينما لا يكمل الطلاب دراستهم في «الجامعة المفتوحة» للحصول على درجة معينة، وقد يكون الطلاب مؤهلين للانتقال لبرنامج درجة البكالوريوس بعد اجتيازهم عدد كاف من الدورات المنفصلة بدرجة عالية من المعدل التراكمي، بدلا من ذلك، فإن بعض المؤسسات في فنلندا توفر المؤهلات الأجنبية، مثل الدبلوم الوطني العالي المعتمد من المملكة المتحدة، والذي يسمح للخريجين بكسب شهادة البكالوريوس بعد الانتهاء من دراسة سنة إضافية في الخارج.
يشكل ما يسمى «التعليم الحر» sivistystyö vapaa فرع ثالث من تعليم الكبار، وهذا يدرسه المعاهد التعليمية المستقلة المدعومة جزئيا من قبل الدولة والتي تقدم دورات متنوعة متفاوتة في المدة الزمنية والمستوى الدراسي، والهدف من «التعليم الحر» ليس لتوفير التعليم المهني أو للحصول على درجة ما، ولكن من أجل «دعم تنمية مختلف جوانب الشخصية، والقدرة على التصرف في المجتمع والسعي إلى تحقيق الديمقراطية والمساواة والتنوع في المجتمع», أما من الناحية التاريخية، فإن«التعليم المجاني» ينبع من جهود أواخر القرن ال19 لتثقيف عامة الناس بالقليل من الخبرة الأكاديمية السابقة. أكثر أنواع «التعليم مجاني» شيوعا هو kansalaisopisto، ولأسباب تاريخية تسمى أحيانا ب työväenopist. وهي في معظمها مؤسسات بلدية مسائية تقدم اللغات والحرف اليدوية ودورات العلوم الإنسانية، يختلف المستوى الأكاديمي بشدة، والعديد من الدورات لا تتطلب أي معرفة سابقة، فمن ناحية أخرى، فإنkansanopisto غالبا تكون مدارس داخلية ممولة من قبل جمعيات ذات رسالة عقدية أو دينية وهنا أيضا يختلف المستوى الأكاديمي بشدة، كل هذه المؤسسات والدورات ذات رسوم دراسية رمزية، مراكز التدريب والرياضة عبارة عن مؤسسات لتدريب الرياضيين المحترفين أو شبه المحترفين، في حين تعتبر الجامعات الصيفية ومراكز الدراسات أجهزة مساعدة لتنظيم التعليم الحر.
اللغات
يعتبر تعليم لغة أجنبية واحدة من المزايا التنافسية في فنلندا، فبنهاية المرحلة الثانوية يكون الطلاب قد تعلموا لغتين أجنبيتين على الأقل، اللغة الإنجليزية كلغة أساسية واللغة السويدية كلغة إلزامية. وفي عام 2014 قٌبلت مبادرة المواطنين لإلغاء تعليم اللغة السويدية إلزامياً لصالح تعلم لغات أخرى في التصويت البرلماني إلا أنها خسرت التصويت.
- بوابة فنلندا
- بوابة تربية وتعليم