الخسائر العثمانية في الحرب العالمية الأولى

تغطي الخسائر العثمانية في الحرب العالمية الأولى الخسائر المدنية والعسكرية للدولة العثمانية. يُعتقد أن ما يقرب من 1.5% من السكان العثمانيين أي ما يقرب من 300 ألف شخص من سكان الدولة البالغ عددهم 21 مليون نسمة عام 1914،[1] قد قتلوا. من بين 300 ألف تقريبًا، يُعتقد أن 250 ألف منهم هم من الضحايا العسكريين، مع كون عدد الضحايا المدنيين أكثر من 50 ألف.[2]

تشير "خريطة الجوع في أوروبا"، التي نُشرت في ديسمبر 1918، إلى نقص حاد في الغذاء في معظم أراضي الدولة العثمانية، ومجاعة في الأجزاء الشرقية.

أدى تقسيم الدولة العثمانية بعد الحرب، وكذلك الهجرات الجماعية التي حدثت أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى،[3] إلى صعوبة تقدير العدد الدقيق للخسائر في صفوف المدنيين. ومع ذلك، تم تقديم رقم مقبول بشكل عام للخسائر العسكرية في كتاب إدوارد جيه إريكسون الأمر بالموت: تاريخ الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى.

يوجد تفاوت بين التقديرات الغربية والتركية لعدد الضحايا. يشير تحليل الإحصائيات العثمانية من قبل الدكتور التركي كامير قاسم إلى أن النسبة الإجمالية للضحايا العثمانيين بلغت 26.9% من سكان الدولة في عام 1914. ومع ذلك، فإن هذا التقدير هو أكبر من أي رقم ذكرته المصادر الغربية.[4] أشار قاسم إلى أنه لم يتم احتساب 399 ألف ضحية مدنية إضافية وفقًا للتقديرات الغربية.

الملة قبل الحرب المدنيين الجيش ما بعد الحرب
 % تعداد عام 1914[5] مصادر أخرى قتلى الجيش قتلى المدنيين مجموع من لقوا حتفهم الناجون
الأرمن 16.1% غير معروف[6] [7]
اليونانيون 19.4%
اليهود .9% 187.073[5]
الآشوريين 3%
الآخرين .9% 186152[5]
المسلمين 59.7% 12,522,280[5] 9,876,580 2,800,000 (18.6%)[2] 507152 (5.1% من مجموعها)[2]
المجموع: الملة 100% 20,975,345[5] 507152 (2.4% من مجموعها)[2] 4,492,848 5,000,000[1]

الخسائر العسكرية العثمانية

حتى الحرب العالمية الأولى، كان السكان المسلمون المدنيون في إسطنبول والملل غير المسلمة (الأقليات في بعض المصادر) معفيين من التجنيد[8] باستثناء الآثار غير المباشرة للترتيبات الدائمة في كثير من الأحيان، مثل تلك التي كانت موجودة للقوى العاملة في الترسانة وأحواض بناء السفن. تم تطبيق التجنيد الإجباري الكامل في إسطنبول لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، وتصف عبارات دائمة حملة الدردنيل بأن تركيا «دفنت جامعة في جنق قلعة». كما تم إصدار دعوة عامة للملل غير المسلمة (الأقليات لبعض المصادر) للخدمة العسكرية لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى في تاريخ الدولة. لكنهم لم يشاركوا في العمل وخدموا وراء الخطوط.[8] في نهاية الحرب، تركت العديد من العائلات مع كبار السن والأطفال والشباب الأرامل، انظر شكل الترمل في الأناضول. وبالنظر إلى أن الدولة العثمانية كانت منخرطة في ما يقرب من ثماني سنوات من الحرب المستمرة (1911-1918 كالحرب العثمانية الإيطالية، وحروب البلقان، والحرب العالمية الأولى) كان التفكك الاجتماعي أمرًا لا مفر منه.[9]

يروي هـ. ج. دوايت مشاهدته لدفن عسكري عثماني في القسطنطينية (إسطنبول الحديثة) والتقط صورًا له. يقول هـ. ج. دوايت أن الجنود كانوا من كل أمة (عرق)، لكنهم تميزوا فقط بدينهم في مجموعات من «المحمديين» و«المسيحيين». تم تنفيذ الخطب بناءً على عدد الأناجيل والمصاحف ووالتناخات في أصل ساحة المعركة. هذا ما يقرأه التعليق في إحدى الشرائح (على اليمين):

«بقي أحد الضباط، الذي ألقى على حفار القبور والمتفرجين خطابًا بسيطًا مؤثرًا. قال: "أيها الإخوة، هنا رجال من كل أمة - أتراك، وألبان، ويونانيون، وبلغاريون، ويهود؛ لكنهم ماتوا معًا، في نفس اليوم، يقاتلون تحت نفس العلم. ومن بيننا أيضًا رجال من كل أمة، محمدي ومسيحي؛ لكن لدينا أيضًا علم واحد ونصلي إلى إله واحد. الآن، سأصلي، وعندما أصلي فلتصلّوا أيضًا، كل من منكم بلغته الخاصة، بطريقته.»

عندما تم إعلان الحرب في أوروبا عام 1914، لم يكن هناك سوى مستشفى عسكري واحد بوان في تركيا، سرعان ما كان مكتظًا بالجرحى والمرضى.[10] كانت الظروف سيئة للغاية. كان هناك جراحان فقط ولا ممرضات، فقط الجنود الذكور يساعدون.[10] كانت الأوضاع بشكل عام في الجيش العثماني سيئة للغاية بما يفوق الوصف. غالبًا ما كان الجنود، حتى في المقدمة والذين حصلوا على أفضل رعاية من حيث المقارنة، يتكونون من مجموعتين، الأولى تعاني من نقص التغذية، والثانية ترترظي ملابس غير كافية؛ كانت القوات المنتشرة على ارتفاعات عالية في جبال شرق الأناضول ترتدي ملابس الصيف فقط. غالبًا ما خاطر الجنود العثمانيون في فلسطين بمخاطر كبيرة لمجرد سرقة أحذيتهم وحتى ملابسهم من البريطانيين؛ كانت المجموعة الثالثة تعاني إلى حد كبير من الأمراض (وخاصة الكوليرا والتيفوس)، التي أودت بحياة الكثير أكثر من القتال الفعلي.[11] يصف الجنرال الألماني فريدريش فرايهر كريس فون كريسنشتاين، في تقرير كتبه إلى مقر مجموعة الجيش في 20 أكتوبر 1917، كيف وصلت الفرقة الرابعة والعشرين التي غادرت إسطنبولمحطة حيدر باشا وفيها 10,057 رجلًا إلى الجبهة الفلسطينية وفيها 4,635 فقط. تم إدخال 19% من الرجال إلى المستشفيات لأنهم كانوا يعانون من أمراض مختلفة، و24% قد انشقوا، و8% تم تخصيصهم في الطريق لتلبية الاحتياجات المحلية المختلفة.[12][13]

الفئة المجموع[2]
إجمالي عدد المجندين والضباط الذين تم حشدهم 2,873,000
قتلوا في المعركة 175,220
فقدوا في المعركة 61,487
ماتوا متأثرًا بجراحهم 68,378
ماتوا من الأمراض والأوبئة 466,759
الموتى: قُتلوا في المعركة وأسباب أخرى 771,844
المصابون بجروح خطيرة (خسارة دائمة بما في ذلك الموت متأثرين بجروحهم) 303,150
مجموع الجرحى في المعركة 763,753
أسرى الحرب (مجتمعين من جميع مسارح الحرب) 145,104
غائب بدون إجازة 500,000

الضحايا المدنيين

يستخدم توزيع الأرامل في معرفة هلاك الذكور[14]

الأرمن

ارتكبت الدولة العثمانية مذابح بحق المدنيين الأرمن في البلاد من عام 1915 إلى عام 1922، مما أسفر عن مقتل حوالي 1,500,000 أرمني.[15]

الآشوريون

كانت الإبادة الجماعية الآشورية هي المذبحة التي تعرض لها السكان الآشوريون في الدولة العثمانية، والتي كانت في مناطق جنوب شرق تركيا ومنطقة أورميا الإيرانية، حيث تم ترحيلهم وذبحهم على يد الجيوش العثمانية والكردية في عامي 1914 و1920. قدرت مصادر عدد القتلى بنحو 300 ألف.

اليونانيون

ارتكبت الدولة العثمانية تحت حكم تركيا الفتاة، وتلاها مصطفى كمال وأعوانه القوميين، إبادة جماعية ضد مواطنيها اليونانيين من عام 1914 إلى عام 1922، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 750 ألف يوناني، 353 ألف منهم من البنطيين اليونانيون من منطقة البحر الأسود.

المسلمون

أقرب تقدير للضحايا المدنيين المسلمين في هذه الفترة هو حوالي 500 ألف.

بعد تقسيم الدولة العثمانية، ولأسباب تتعلق بالمصداقية، كان لابد من جمع البيانات المتعلقة بضحايا المسلمين حسب المنطقة. تم ختم السجلات المتعلقة بالمدنيين المسلمين في وقت مؤتمر باريس للسلام، وهناك مراجعات أدبية قليلة حول الملل الإسلامية، مقارنة بالملة المسيحية للدولة (انظر: الضحايا الأرمن).

قد يُعزى أحد التفسيرات المعقولة التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة إلى أنماط إنتاجية الملة الإسلامية، والتي كان من الممكن أن تنخفض إلى ما بعد المستويات المستدامة لأن معظم الرجال كانوا تحت التجنيد.

شمل لاجئو الأناضول الأشخاص الذين هاجروا من مناطق الحرب والمناطق المجاورة مباشرة يحاولون بذلك الهروب من الاضطهاد. وبالنسبة للحرب العالمية الأولى، يمكن العثور على المصادر الأكثر موثوقية نسبيًا للأناضول، خاصة فيما يتعلق بحملة القوقاز. هناك عدد إجمالي تم التوصل إليه وذكرته الدولة العثمانية في نهاية عام 1916. وبناءً على الإحصاء العثماني السابق، توصل المؤرخ التركي كامير قاسم (جامعة مانشستر، دكتوراه) إلى استنتاج مفاده أن تحركات اللاجئين من منطقة حرب القوقاز وصلت إلى 1,500,000 شخص تم نقلهم إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط ووسط الأناضول في ظل ظروف صعبة للغاية.[4] لم تذكر المصادر الغربية رقم كامير قاسم أو أي رقم آخر حول هذه المسألة.

تنبع أفظع الحالات من المنطقة الحالية في سوريا، التي كانت جزءً من الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب. تمت تغطية الخسائر المدنية في سوريا في مقال تفصيلي (سوريا الكبرى بأكملها، ومن ثم عكار) بقلم ليندا شاتكوفسكي شيلشر.[16] ساهمت الدراسة في مقتل ما يصل إلى 500 ألف من المدنيين الذين يعيشون في هذه المنطقة في الفترة من 1915 إلى 1917، حيث تسرد الدراسة ثمانية عوامل أساسية: (أ) الحصار الكامل لقوى الوفاق على الساحل السوري؛ (ب) قصور إستراتيجية التوريد العثمانية؛ قلة الحصاد والطقس العاصف؛ (ج) تحويل الإمدادات من سوريا نتيجة للتمرد العربي، (د) جنون المضاربة لعدد من تجار الحبوب المحليين عديمي الضمير؛ قسوة المسؤول العسكري الألماني في سوريا، والاكتناز المنهجي من قبل السكان بشكل عام.[16] وفي سلسلة من الرسوم البيانية والمخططات المكتشفة في الأرشيفات العثمانية التي يعود تاريخها إلى عام 1915، أظهر زكاري ج. فوستر أن مئات اللبنانيين كانوا يموتون جوعًا أو يموتون من أمراض مرتبطة بالجوع (عددهم بين 156 و784) كل شهر من الحرب ابتداءً من خريف عام 1915 وما بعده.[17]

انظر أيضًا

روابط خارجية

ملاحظات

  1. James L.Gelvin "The Israel-Palestine Conflict: One Hundred Years of War " Publisher: Cambridge University Press (ردمك 978-0-521-61804-5) Page 77
  2. Edward J. Erickson (2001)، Ordered to Die: A History of the Ottoman Army in the First World War، Greenwood Publishing Group، ص. 211، ISBN 978-0-313-31516-9., Foreword by General Huseyin Kivrikoglu
  3. S.C Josh (1999), "Sociology of Migration and Kinship" Anmol Publications PVT. LTD. p 55
  4. Kamer Kasim, Ermeni Arastirmalari, Sayı 16-17, 2005, page 205.
  5. Stanford Jay Shaw, Ezel Kural Shaw "History of the Ottoman Empire and Modern Turkey" Cambridge University pp. 239–241
  6. File:US State Department document on Armenian Refugess in 1921.jpg
  7. McCarthy, Justin (1983)، Muslims and minorities: the population of Ottoman Anatolia and the end of the empire، New York: New York University press، ISBN 9780871509635
  8. Nur Bilge CRISS, "Istanbul under Allied Occupation 1918–1923", 1999 Brill Academic Publishers, (ردمك 90-04-11259-6) p22
  9. Nur Bilge CRISS, "Istanbul under Allied Occupation 1918–1923", 1999 Brill Academic Publishers, (ردمك 90-04-11259-6) p21
  10. Grace H. Knapp؛ Clarence D. Ussher (1915)، The Mission at Van: In Turkey in War Time، Privt. Print. [Prospect Press]، ص. 41–43.
  11. Erik-Jan Zürcher, "The Ottoman conscription system in theory and practice, 1844–1918", in: Erik Jan Zürcher (ed.), Arming the State: Military Conscription in the Middle East and Central Asia, London: I.B. Tauris, 1999, 88.
  12. Hans Kannengiesser, The campaign in gallipoli, London Hutchinson, 1927, p.266
  13. Erik Jan Zürcher, "Between Death and Desertion. The Experience of the Ottoman Soldier in World War I", Turcica 28 (1996), pp.235-258.
  14. WEBSTER, DONALD EVERETT (1935) "The Turkey of Ataturk" Philadelphia.
  15. Berlatsky, Noah (2015)، The Armenian Genocide، ISBN 9780737772296، OCLC 885224740.
  16. "The famine of 1915–1918 in greater Syria", in John Spagnolo, ed., Problems of the Modern Middle East in Historical Perspective (Reading, 1992), pp. 234–254.
  17. Zachary Foster, "4 Beautiful yet Horrifying Graphs of Death from Ottoman Lebanon, 1915-6," MidAfternoonMap.com' 16 February, 2015. نسخة محفوظة 2020-04-27 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة الحرب
  • بوابة الحرب العالمية الأولى
  • بوابة التاريخ
  • بوابة تركيا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.