اللغة العربية القديمة
اللغة العربية القديمة هو اسم يطلق على اللهجات/اللغات العربية قبل الإسلام، أقدم دليل على اللغة العربية يعود إلى باير بالأردن مكتوبة بخط عربي شمالي قديم غير مختلف عن النصوص الأخرى لشمال الجزيرة العربية. [1]، تمت كتابة اللغات واللهجات العربية القديمة بالعديد من الخطوط مثل الصفائية والحسمائية والنبطية والثمودية والدادانية والمسمارية والفينيقية والمسند الجنوبي (قرية الفاو) وحتى اليونانية. [2]
التصنيف
تصنف اللغة العربية القديمة ونسلها على أنهم من اللغات السامية الوسطى، وهي مجموعة لغات وسيطة تحتوي على اللغات السامية الشمالية الغربية القديمة، مثل الآرامية والعبرية، وأيضًا لغات الدادانيين، والنقوش التيمائية، واللغة الغير مفهومة جيدًا التي تسمى بالثمودية، وغيرها من اللغات اليمنية القديمة المكتوبة بالخط العربي الجنوبي القديم، أو خط المسند.[1]
التاريخ
إحدى سمات العربية النبطية والعربية الحجازية القديمة (التي تطورت منها العربية الفصحى) بشكل كبير فيما بعد هي أل التعريف، ويعد أول استعمال أدبي غير مشكوك بصحته لهذه السمة يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، في تفصيل لإحدى الآلهات قبل الإسلام يقتبسها المؤرخ الإغريقي هيرودوتس في كتاب التواريخ (الأول: 131، الثالث: 8) في شكلها العربي باسم اللات (Ἀλιλάτ)، بمعنى «الإلهة».[2] تم توفير جزء مبكر من الأدلة الكتابية لهذا الشكل من المقال من خلال نقش يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد في قرية الفاو، المعروفة سابقًا باسم قرية ذات كَهِل، بالقرب من السليل في المملكة العربية السعودية.[3][4][5]
القرن الرابع قبل الميلاد
تشهد بعض الشُّقَفُ المرسومة باللغة الآرامية، والتي تعود إلى ما بين عام 362 وحتى عام 301 قَبل الميلاد، على وجود شعب أصله إدومي في جنوب وادي الخليل وبئر السبع قَبل الفترة الهلنستية.[6] تحتوي تلك الشقف على أسماء أعلام شخصية يمكن تعريفها بأنها «عربية» على أساس سماتها اللغوية الآتية:[6]
- استعمالها للمفردات «وهب» و«قوس-وهب»، بعكس «يهب» السامية الشمالية الغربية؛ والمفرد «يتع»، بعكس «يسع» الآرامية، و«يشع» العبرية
- إضافة صوت الواو إلى نهاية أسماء الأعلام الشخصية (وهي عملية ما زالت تؤدى في العربية الحديثة)، مثل: «عزيزو»، و«عبدو»، و«نمرو»، و«ملكو»، و«حلفو»، و«زيدو»
- أسماء أعلام مؤنثة تنتهي بتاء التأنيث (بعكس الهاء في الآرامية والعبرية)، مثل: «يعفت»، و«حلفت»
- أسماء أعلام تنتهي بالنون (والذي مهد الطريق للتنوين في العربية الحديثة)، مثل: «عدرن»، و«مطرن»، و«حلفن»، و«زيدن»
القرن الثاني قبل الميلاد - القرن الأول الميلادي
تشهد النقوش الحسمائية المتزامنة مع المملكة النبطية على مجموعة متنوعة من اللغات العربية القديمة التي من الممكن أنها دمجت الصوت الأسناني الاحتكاكي المجهور (ð؛ يشابه الحرف «ذ») مع صوت الحرف «د» في وقتها. علاوة على ذلك، هناك 52 نقشًا حسمائيًا يشهد على الصيغة «ذكرت لت» (ذَكَرَتِ اللَّاتُ)، وهي مماثلة لصيغ أخرى موثقة في النقوش المسيحية من شمال سوريا إلى شمال شبه الجزيرة العربية خلال القرن السادس وربما حتى السابع الميلادي.[7]
القرن الثاني الميلادي
بعد ثورة بار كوخبا عام 135 م، تفيد المصادر الأدبية بأن منطقتا يهودا والنقب تم إعادة توطينهما من قِبل الوثنيين. قد يدل التحول في أسماء المواقع الجغرافية نحو النطق العربي، والذي يظهر فقط في النسخ الإغريقية، على أن العديد من هؤلاء الوثنيون أتوا من المحافظة العربية البترائية. على سبيل المثال، يبدو أن مؤلف خارطة مادبا قد أدرك ذلك في مدخله عن بئر السبع، بحيث لاحظ تغيرًا في نطق اسم المنطقة من «إبئرْسبي» إلى «بِئْرُ السَّبَع».
القرن السادس الميلادي
أقدم نقش عربي من القرن السادس اكتشف في زَبَد (512 م)، وهي بلدة بالقرب من حلب في سوريا. يتكون النقش العربي من قائمة بالأسماء المنحوتة على الجزء السفلي من عتب استشهاد مكرس للقديس سركيس، وتشغل الأجزاء العلوية منه كتابات بالإغريقية والسريانية. يوجدا أيضًا نقشان باللغة العربية في المنطقة الجنوبية على حدود حوران، أحدهما على جبل أُسَيس (عام 528 م) والآخر في حرَّان (عام 568 م).
القرن السابع الميلادي
القرآن، كما وحد في عهد عثمان بن عفان، الذي حكم من عام 644 إلى 656، هو أقدم مخطوطة عربية لا تزال موجودة، وأقدم دليل غير منقوش لللهجة الحجازية القديمة.[8] مخطوطة القرآن بجامعة برمنغهام تم توقع تاريخ تدوينها باستخدام الكربون المشع لِما بين 568 و645 م، وتحتوي على قطع من الأجزاء الثامن العشر، والتاسع عشر، والعشرون.
PERF 558 (643 م) هي أقدم كتابة ورقية تحتوي على اللغة العربية، أقدم ورقة بردية إسلامية، وتشهد على استكمال الإضافة الواوية حتى في الفترة الإسلامية. نقش الزهير (644 م) هو أقدم نقش إسلامي صخري. يتحدث النقش عن وفاة عمر بن الخطاب، ويشتهر بنظام التنقيط الكامل.[9] من الملحوظ أيضًا وجود نقش عربي مسيحي يذكر يزيد الأول لاستمراره في الصيغ العربية المسيحية للقرن السادس بالإضافة إلى الحفاظ على أشكال الحروف والإضافة الواوية من قبل الإسلام.[10]
في علم الأصوات
الحروف الساكنة
الشفوية | الأسنانية | الأسنانية-اللثوية | الغارية | الطبقية | الحلقية | الحنجرية | |||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
بسيطة | واضحة | بسيطة | واضحة | بسيطة | واضحة | ||||||
الأنفية | [m] م | [n] ن | |||||||||
الانفجارية | همسية | [pʰ] ف | [tʰ] ت | [tʼ] ط | [kʰ] ك | [kʼ] ق | [ʔ] ء | ||||
جهرية | [b] ب | [d] د | [g] ج (چ) | ||||||||
الاحتكاكية | همسية | [θ] ث | [tθʼ][arabic-abajed 1] ظ | [s] س | [tsʼ] ص | [x] خ | [ħ] ح | [h] ه | |||
جهرية | [ð] ذ | [z] ز | [ɣ] غ | [ʕ] ع | |||||||
الجانبية الاحتكاكية | ɬ ش | [tɬʼ][arabic-abajed 1] ض | |||||||||
الجانبية | l ل | ||||||||||
النقرية | r ر | ||||||||||
الشبه صامتة | [j] ي | [w] و |
- عُبِّرَ عن السواكن البين أسنانية والحروف الجانبية تعبيرًا واضحًا في الحجازية القديمة، على عكس اللغة العربية الشمالية القديمة، حيث بقوا بلا صوت.
الحروف المتحركة
على عكس اللغتين الحجازية القديمة والعربية الفصحى، فإن اللغة العربية النبطية ربما قد خضعت لعملية تحول صوتها /e/ إلى /i/، وصوتها /o/ إلى /u/، كما يتضح من النسخ الإغريقية العديدة للغة العربية في المنطقة. ولربما أن هذا التحول حدث أيضًا في الصفائية، مما يجعله تحولًا شاملًا لخارطة لغات العربية الشمالية القديمة اللغوية. |
على عكس العربية الفصحى، فإن الحجازية القديمة امتلكت الصوتين /eː/ و/oː/، والتا نشآ من الإختصارين العربيين القديمين /aja/ و/awa/. من المحتمل أيضًا أنها امتلكت [e] قصيرة مأخوذة من اختصار /eː/ في الأصوات الطويلة.[11] |
انظر أيضًا
المراجع
- أحمد الجلاد (27 مارس 2015)، An Outline of the Grammar of the Safaitic Inscriptions (باللغة الإنجليزية)، BRILL، ص. 48، ISBN 9789004289826، مؤرشف من الأصل في 3
نوفمبر 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة)، line feed character في|تاريخ أرشيف=
في مكان 3 (مساعدة) - Woodard (2008), p. 208
- Woodard (2008), p. 180
- Macdonald (2000), pp. 50, 61
- "A First Century BC Arabic Inscription in Musnad Script at Qaryat Al-Faw"، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2018.
- Ephʿal, Israel (01 يناير 2017)، "Sedentism of Arabs in the 8th–4th Centuries BC"، To the Madbar and Back Again (باللغة الإنجليزية): 479–488، doi:10.1163/9789004357617_025، ISBN 9789004357617، مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2021.
- Macdonald, Michael C. A.، "Clues to How a Nabataean May have Spoken, from a Hismaic Inscription"، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Putten, Marijn van، ""The Grace of God" as evidence for a written Uthmanic archetype: the importance of shared orthographic idiosyncrasies"، BSOAS (باللغة الإنجليزية)، 82 (2): 1، مؤرشف من الأصل في 3 سبتمبر 2021.
- Ghabban, ‘Ali ibn Ibrahim؛ ibn Ibrahim Ghabban, ‘Ali؛ Hoyland, Robert؛ Translation (2008)، "The inscription of Zuhayr, the oldest Islamic inscription (24 AH/AD 644-645), the rise of the Arabic script and the nature of the early Islamic state 1"، Arabian Archaeology and Epigraphy (باللغة الإنجليزية)، 19 (2): 210–237، doi:10.1111/j.1600-0471.2008.00297.x، ISSN 0905-7196، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021.
- Al-Jallad, Ahmad، ""May God be mindful of Yazīd the King": Reflections on the Yazīd Inscription, early Christian Arabic, and the development of the Arabic scripts" (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Putten, Marijn van (29 مارس 2017)، "The development of the triphthongs in Quranic and Classical Arabic"، Arabian Epigraphic Notes، جامعة لايدن، 3: 47–74، hdl:1887/47177، ISSN 2451-8875، مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 يونيو 2019 – عبر أكاديميا.إدو.
- بوابة اللغة العربية
- بوابة الوطن العربي