الكرنك (فيلم)
الكرنك فيلم سياسي مصري من إنتاج عام 1975 عن رواية الكرنك للأديب المصري نجيب محفوظ، ومن إخراج علي بدرخان، وبطولة سعاد حسني، وكمال الشناوي، وصلاح ذو الفقار، وفريد شوقي، ونور الشريف ونخبة من أكبر ممثلي السينما المصرية. فيلم الكرنك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في السينما المصرية في القرن العشرين.[2][3][4]
الكرنك ![]() ملصق الفيلم
|
قصة الفيلم
يحكي الفيلم عن حالة الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الاعلامي الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعي منهم زينب دياب (سعاد حسني) وإسماعيل الشيخ (نور الشريف) والذين يتم اعتقالهم دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى «الكرنك» الذي عرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحيانا لنقد الثورة.
وفي المعتقل يتم تعذيبهم واجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم اجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أي نشاط أو فكر معارض داخل أسوار الجامعة وأيضا يصل الأمر الي اعتقال أعضاء البرلمان منهم النائب شكري (صلاح ذو الفقار) الذي كان يحاول مساعدة إسماعيل وزينب بالقضاء علي استبداد رجل الأمن خالد صفوان (كمال الشناوي) إلى ان تم اعتقاله هو شخصيًا. وتسبب هذا الأسلوب في تمزق الجبهة الداخلية وأدى إلى هزيمة مصر في 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء مرة أخرى كما حدث في 1956 والتي تم الانسحاب منها سياسيا بعد الموافقة على مرور السفن الإسرائيلية في خليج العقبة عبر مضيق تيران المتاخم لسيناء دون اعلان ذلك لشعب مصر بل علم الشعب ذلك بالصدفة عندما تم اغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية مما اعتبرته إسرائيل اعلانا للحرب وسبقت بضرب مصر في يونية 1967.
وينتهي الفيلم بقيام ثورة التصحيح في بداية عهد الرئيس أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإذا بالضابط الكبير الذي كان يقوم بإصدار أوامر التعذيب وانتزاع الاعترافات الملفقة يدخل هو نفسه المعتقل! ثم الانتصار الساحق على إسرائيل واسترداد سيناء مرة أخرى بالحرب والسلام.
الفيلم ماخوذ عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ؛ الكرنك وهي قصة قصيرة الحجم سجل فيها نجيب محفوظ اعتراضه على القمع السياسي في عهد عبد الناصر
أجمع الكثيرون على شخصية خالد صفوان رجل الأمن المستبد، وهو تجسيد لشخصية صلاح نصر مدير المخابرات العامة المصرية السابق والذي تمت محاكمته في قضية انحراف المخابرات الشهيرة في اعقاب نكسة 67 ونهاية الفيلم بدخول خالد صفوان المعتقل هو أيضا مع حدث مع صلاح نصر بعد ادانته في قضية انحراف المخابرات ومحاولة الانقلاب ويتم اتلميح بقوة إلى أنه ابن أحد رجال القصر في عهد الملك مما يفيد استمرار القمع والفردية وراء ستار الحكم الاشتراكي.
الكرنك يرمز إلى الإطار الحضاري لمصر والذي تم اختصاره في العصر الحديث إلى اسم مقهى تملكه إحدى الراقصات المعتزلات من ذوات العلاقات بالسياسيين في العهد البائد وعهد الثورة على حد سواءو كذلك يتم استخدام رمز حضارة مصر في مشهد انتهاك زينب مرة أخرى ولكن خارج المعتقل هذه المرة وفي سفح الهرم وهي تحت وطأة اليأس وغياب العقل والرغبة في الموت وكأن زينب هي رمز لشباب مصر الذي انتهك تارة بالقهر في السجن وتارة باستغلالها انقاضا محطمة بايدي المنتفعين القذرين عند اليأس وغياب العقل وتارة أخيرة باسم الحب حيث لم يبق الا حطام لذة مختلطة بشوائب القهر والاغتصاب وذلك في تفسير فني محتمل للثلاث مشاهد الجنسية لزينب في الفلم.
تعليق على موسيقى جمال سلامة: يلاحظ تكرار جملة المارش العسكري ثم نغمات متراجعة ومتكركبة يعزفها البيانو كلما حاولت الأوركسترا التحرك بهمم المستمعين ثم في النهاية بعد نصر أكتوبر 1973 تتكرر الجملة ولكن أكثر قوة وتصاعدا مما يواكب مسيرة النصر.
رواية الكرنك هي أحد الروايات التي يتم طرجها على الرأى العام بشكل متداخل لاحداث ربكة أو شجة اعلامية لزلزلة الوسط السياسى.. والسينما عادة ما تعرض وقائع زمن الإنتاج وليس زمن الاحداث.. والرواية المكتوبة اساسا يرويها رجل ساعته غير مضبوطة اى ان عنصر الزمن في الرواية متروك لمهارة الملاحظة.. وذلك بسبب التعرض لنظم سياسية غيرمصرية.. الرواية تدور في عام 1968 اى بعد وقائع 1967 وذلك حسب بداية طرح الكلمات المتقاطعة في الجرائد وفي ذات الوقت يشرح عملايات التعنت والتعسيف للنظم الامنية للعدو المحتل الذي نزل العريش وبدأ في ترهيب المواطنين والقاء القبض عليهم واغراء البعض ليكون جاسوس لمصلحة الاسرائليين من أبناء البلد وهذا ما سوف تشرحه روايات أخرى مثل ملف سامية سعراوى والسقوط في بئر سبع.. وحيث ان إنتاج الفيلم كان في فترة ما بعض 73 وكان هناك نوع من البدء في عملية السلام لم يتم الإفصاح عن الجزء الامنى المتورط في التعذيب وان كان تلميح لما قد يحدث وعليه تم الصاق الملف كله إلى نظام عبد الناصر... عموما فيلم الكرنط يعتبر من الافلام التي تتعرض إلى عمق التاريخ بشكل مباش وان كان يبدو غيرمباشر وهو التلويح بقضايا محاكم التفتيش وقد تعرض النخرج الايطالى بازولينى إلى رواية مماثلة في ذات العام وكانت سبب في اغتياله وعليه فان فيلم الكرنك يعد رواية عالمية وان كان الرواى يميل إلى الحيل والمخادعات بسبب تلف ساعته التي ينتظراصلاحها.
أبطاله
- سعاد حسني بدور (زينب دياب)
- كمال الشناوي بدور (خالد صفوان)
- صلاح ذو الفقار في ظهور خاص بدور (شكري عضو مجلس الأمة)
- فريد شوقي بدور (دياب أبو زينب)
- نور الشريف بدور (إسماعيل الشيخ)
- تحية كاريوكا بدور (أم زينب)
- عماد حمدي بدور (الكاتب طه الغريب)
- شويكار بدور (قرنفلة)
- محمد صبحي بدور (حلمي حمادة)
- حسن حسني بدور (جرسون الكرنك)
- يونس شلبي بدور (محسن)
- مصطفى متولي بدور (زميل إسماعيل)
- عبد العزيز مخيون بدور (من المعتقلين)
- محمد توفيق بدور (حمادة أبو حلمي)
- أحمد بدير بدور (من المعتقلين)
- فاروق يوسف بدور (السيسي)
- أسامة عباس بدور (مندوب الإسكان)
- فايز حلاوة بدور (المخبر النذل)
- وحيد سيف بدور (أحد زبائن الكرنك)
- علي الشريف بدور (حسب الله)
- محمد شوقى بدور (شاويش حارة دعبس)
- نعيمة الصغير بدور (أم إسماعيل)
- أحمد نبيل بدور (صبي حسب الله)
- عدلي كاسب بدور (صديق طه الغريب)
- أحمد عبد الوارث بدور (من المعتقلين)
- علي الغندور بدور (من المعتقلين)
انظر أيضًا
روابط خارجية
المراجع
- IMDb
- الكويت، ادارة الشؤون الفنية بوزارة الاعلام، 1976، مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2021.
- المصور، مؤسسة دار الهلال،، 2010.
- أمل عريان (01 يناير 2017)، سلطة السينما.. سلطة الرقابة، وكالة الصحافة العربية.
مصادر
- بوابة السينما المصرية
- بوابة سينما
- بوابة عقد 1970
- بوابة مصر