دائرة المخابرات العامة (الأردن)
دائرة المخابرات العامة؛ غالباً ما تُختصر بـ"جي أي دي" خارجياً (GID) أي (بالإنجليزية: General Intelligence Department)، هي وكالة استخبارات أردنية، وهي الوكالة الرئيسية للاستخبارات في المملكة، وتعمل كوكالة استخبارات خارجية داخلية وقوة لتطبيق القانون في الدولة. يقع مركز المخابرات الرئيسي في البيادر حي الجندويل، العاصمة عمّان. دائرة المخابرات العامة هي واحدة من أهم وكالات الاستخبارات في العالم وفي الشرق الأوسط تحديداً،[1] كان للوكالة دور فعال في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية في كل من الأردن وحول العالم.[2] يتبع الجهاز إدارياً إلى رئيس الوزراء، كما يكون مدير المخابرات العامة مسؤولاً أمام رئيس الوزراء في الأردن، ويرأس الدائرة مدير المخابرات.[3]
دائرة المخابرات العامة | |
---|---|
GID—المخابرات–الدائرة | |
تفاصيل الوكالة الحكومية | |
البلد | الأردن |
الاسم الكامل | دائرة المخابرات العامة |
مؤسس | الحسين بن طلال، ومحمد رسول الكيلاني |
تأسست | 1964 |
المركز | عمان |
الإحداثيات | 31.969164°N 35.826545°E |
الموازنة | سرية |
دائرة المباحث العامة
مكتب التحقيقات السياسية |
|
الإدارة | |
الوزراء المسؤولون | |
المدير التنفيذي |
|
الفروع |
|
موقع الويب | الموقع الرسمي |
القانون والإنشاء
انبثقت دائرة المخابرات العامة عن دائرة المباحث العامة التابعة للأمن العام ومكتب التحقيقات السياسية والذي كان مديره محمد رسول الكيلاني وقتئذٍ،[4] وذلك قبل تأسيس دائرة المخابرات العامة في الفترة ما بين 1952 إلى 1964، وقد أُنشئت الدائرة وفقاً لقانون رقم 24 لعام 1964 والذي مر بمراحله الدستورية كافة.
يُعين مدير دائرة المخابرات العامة بموجب إرادة ملكية، ويُختار المدير نفسه نتيجة لقرار يتخذه مجلس الوزراء. يُعين الضباط في الخدمة بموجب إرادة ملكية بناءً على توصية المدير العام؛ جميعهم يحملون شهادات جامعية في تخصصات مختلفة، كما يجب أن يخضعوا لفحص أمني وطبي شامل قبل الالتحاق بالخدمة. تُحدَد واجبات دائرة المخابرات العامة في القانون، وتتألف من حماية الأمن الداخلي والخارجي للمملكة من خلال القيام بالعمليات الاستخباراتية اللازمة وتنفيذ المهام التي أسندها رئيس الوزراء كتابةً. في حادثة غريبة من نوعها، استبدل الملك عبد الله الثاني محمد الذهبي (شقيق نادر الذهبي) باللواء محمد الرقاد في الثاني من يناير/كانون الثاني 2009، وفي عام 2013، حُكِم على محمد الذهبي بالسجن لمدة 13 سنة.[5]
تشتهر الوكالة بنشاطها الواسع من الناحية العملية في الأردن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلاً عن تعاونها مع المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية. تلعب الدائرة دوراً رئيسياً من خلال نظام تجسس معقد في الحفاظ على الاستقرار في الأردن ورصد النشاط المثير للفتنة. يُعتقد أن دائرة المخابرات الأردنية هي أقرب شريك لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد جهاز الاستخبارات البريطاني. توترت العلاقات بين المخابرات الأردنية والموساد مؤقتاً في عام 1997 بعد محاولة الموساد لاغتيال زعيم حماس خالد مشعل في عمّان.[6]
التاريخ
كانت دائرة المخابرات العامة القوة الرئيسية وراء الحفاظ على استقرار الأردن في السنوات التي تلت أيلول الأسود؛ إذ أحبط الجهاز العديد من المؤامرات الإرهابية، وحتى قبل هجمات 11 سبتمبر، أصبح الأردنيون شركاء رئيسيين في الحرب على الإرهاب. في عام 1999، نبهت معلومات سرية من المخابرات الأردنية، ومنها وُجِهَت نصائح إلى وكالة المخابرات المركزية إلى تآمر الإرهابيين المتمركزين في البوسنة ضد أهداف الولايات المتحدة في أوروبا.
بحسب مذكرات عدنان أبو عودة، تعاونت المخابرات الأردنية مع المخابرات السوفيتية لفترة من الزمن في بداية السبعينات وذلك لهدف معرفة المراكز المهمة للقوات الإسرائيلية المنتشرة على الحدود الأردنية، وكان ذلك عن طريق تجسس من الأقمار الصناعية التابعة للاتحاد السوفيتي.[7]
وفي فجر الألفية الجديدة كشفت المخابرات الأردنية عن خطة إرهابية واسعة النطاق لمهاجمة عشرات الفنادق في جميع أنحاء الأردن والولايات المتحدة، وقام الأردن على الفور بنقل المعلومات إلى واشنطن، وأُحبِطَت الهجمات في كلا البلدين. كانت قد حذرت دائرة المخابرات العامة الولايات المتحدة من هجمات 11 سبتمبر قبل حدوثها، ففي أواخر صيف عام 2001، اعترضت المخابرات الأردنية رسالة مشفرة تشير ضمناً إلى أنه سيجري التخطيط لهجوم كبير داخل الولايات المتحدة وأنه سيتم استخدام الطائرات، وكشفت الرسالة أيضاً أن العملية تحمل اسم "الزفاف الكبير"، والذي اتضح بالفعل أنه الاسم الرمزي لهجمات 9/11. نُقِلَت الرسالة إلى الاستخبارات الأمريكية عبر عدة وسائل.[8]
وقد مر ما يصل إلى 100 سجين من القاعدة بسجن المخابرات الجفر في جنوب الصحراء. ومن بين هؤلاء بعض أكبر المصايد في الحرب على الإرهاب، مثل: رئيس عمليات القاعدة خالد شيخ محمد، وزعيم الخليج العربي عبد الرحيم النشيري.[2] كان اعتماد الاستخبارات الأمريكية على نظيرها الأردني سبباً جزئياً في نفور البلدين من الراديكالية الإسلامية، ويُعتقَد أن تعاونهم ساعد في إخماد تمرد القاعدة في العراق والقضاء على المدبرين الإرهابيين مثل أبو مصعب الزرقاوي.[9]
دعت لجنة مناهضة التعذيب للحكومة الأردنية في عام 1995 إلى إنشاء رقابة مستقلة على معتقلي دائرة المخابرات العامة.[10] قالت هيومن رايتس ووتش إنه بين يونيو 2003 وديسمبر 2004، ومن خلال زيارات عديدة لمراكز وسجون المخابرات، سجلت الدائرة عدة انتهاكات لحقوق الإنسان.[10]
في 11 نوفمبر 2005، كتب كين سلفرستاين في لوس أنجلوس تايمز: "أنه لا تكف الحكومات الغربية والمعلقون عن امتداح سلك المخابرات الأردنية بسبب نجاحه الهائل في منع العمليات الإرهابية"،[10] كما قال فرانك أندرسون، الرئيس السابق لشعبة الشرق الأوسط التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن "أفراد المخابرات العامة الأردنية محققين ذوي قدرات عالية".[10]
في الساعة 4:00 بتوقيت غرينتش في 6 يونيو 2016، كان اليوم الأول من شهر رمضان من ذلك العام، قُتل ثلاثة أفراد من دائرة المخابرات العامة في هجوم على مخيم للاجئين في منطقة البقعة. بحسب المخابرات كان منفذ العملية قد سُجن بين عامي 2012 و2014 لمحاولته دخول غزة والانضمام إلى جماعة تقاتل حماس، كما قيل أنه حاول الانضمام إلى داعش، لكن من غير المعروف ما إذا كان انضم أم لا.[11] عند آذان الفجر من اليوم التالي، اُعتُقِل المنفذ بعد معرفة المخابرات بموقعه وأُعدِم بعد ذلك.[12]
الشعار ودلالته
- التاج: تاج ملكي هاشمي، يرمز إلى نظام حكم نيابي ملكي وراثي.
- إكليل الزيتون: غصنان من الزيتون يُمثِّلان الازدهار والرخاء والسلام.
- الدرع: درع عربي إسلامي نُقِش عليه 25 بوابه عربية ترمز ليوم الاستقلال الأردني (25 أيار/مايو 1946)، ويرمز الدرع إلى الدفاع عن أمن الأمة وسلامة الوطن.
- طائر العقاب: طائر قوي، يرمز إلى القوة والمنعة والسيطرة على الهدف.
- الأفعى: ترمز إلى العدو، سواء الخارجي أو الداخلي.
- السيفان: سيفان عربيان متقاطعان خلف الدرع، ويرمزان لاستخدام القوة في ضرب كل ما يضر البلاد من الشر والفساد.
- الشريط: شريط كُتِب عليه الآية الكريمة ﴿وَقُلْ جاءَ الحَقُّ﴾ [الإسراء:81]؛ أي السعي لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
الواجبات والمهام
تتمثل مهام وواجبات دائرة المخابرات العامة بـ:[13]
- حماية الأمن الوطني من أي استهداف.
- جمع وتحليل المعلومات وتقديمها لصناع القرار السياسي.
- مقاومة التخريب الفكري الذي يُولِد فِعلاً مادياً تخريبياً، ومقاومة أية محاولات لاختراق المجتمع الأردني.
- مقاومة التخريب المادي ومكافحة الإرهاب أياً كانت أشكاله وأهدافه ومصادره.
- مكافحة التجسس.
- المهام والعمليات الاستخبارية في سبيل أمن الأردن وسلامته.
- الأعمال والمهام التي يكلفها رئيس الوزراء للجهاز بأوامر خطية.
مديرو الدائرة
فيما يلي قائمة بأسماء الأشخاص الذين شغلوا منصب مدير المخابرات العامة الأردنية منذ تأسيسها في 1964:[14]
الاسم | الصورة | تاريخ استلام المنصب | تاريخ الانتهاء من المنصب | ملاحظات | مرجع |
---|---|---|---|---|---|
محمد رسول الكيلاني | 1964 | 1968 | مؤسس المخابرات الأردنية وأول مدير لها. | [4] | |
مضر بدران | 1968 | 1970 | |||
نذير رشيد | 1970 | 1974 | |||
أحمد عبيدات | 1974 | 1982 | أطول مدة لمنصب مدير المخابرات. | [15] | |
طارق علاء الدين | 1982 | 1989 | [16] | ||
مصطفى القيسي | 1989 | 1996 | [17] | ||
سميح البطيخي | 1996 | 2000 | [18] | ||
سعد خير | 2000 | 6 مايو 2005 | |||
سميح عصفورة | 6 مايو 2005 | 20 ديسمبر 2005 | أقصر مدة لمنصب مدير المخابرات. | [19] | |
محمد الذهبي | 20 ديسمبر 2005 | 29 ديسمبر 2008 | [20] | ||
محمد الرقاد | 30 ديسمبر 2008 | 17 أكتوبر 2011 | |||
فيصل الشوبكي | 17 أكتوبر 2011 | 30 مارس 2017 | |||
عدنان الجندي | 30 مارس 2017 | 1 مايو 2019 | |||
أحمد حسني حاتوقاي | 1 مايو 2019 | حتى الآن | [21] |
في الثقافة الشعبية
ظهرت دائرة المخابرات في عدة أفلام عربية وأجنبية، لعلّ أهمهم الفيلم الأمريكي كتلة أكاذيب (بالإنجليزية: Body of Lies) للمخرج ريدلي سكوت، كما أن الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو. يُقال أن شخصية "هاني سلام" في الفيلم مستوحاة إلى حد كبير من فترة الست سنوات التي عمل فيها سعد خير كرئيس لدائرة المخابرات. كتب الروائي ديفيد إغناتيوس، وهو مؤلف الرواية التي يستند إليها الفيلم، عن لقاءه مع سعد خير ونمذجة الشخصية من بعده. تعرض كل من الرواية والفيلم أحداثاً مستوحاة بشكل مباشر من تجارب سعد خير بصفته رئيس المخابرات، كما يقول المؤلف: الجزء الذي يلتقي فيه هاني سلام مع جهادي في الفيلم، حينما يجعله يتحدث مع والدته عبر الهاتف، ويطلق على مقر التجسس المخيف اسم "مصنع الأظافر"، إذ وقعت هذه الحادثة في الحياة الواقعية، في "مدينة في أوروبا الشرقية حيث قام خير مع فريقه بتعقب شخص جهادي متخفي في شقة وجعله يتحدث مع والدته هاتفياً في محاولة من سعد خير لإجباره عاطفياً على 'تغيير جانبه' لصالح الحكومة الأردنية.[22]
المصادر
- Joby (04 يناير 2010)، "Jordan emerges as key CIA counterterrorism ally" (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0190-8286، مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "Archived copy"، www.usnews.com، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2005، اطلع عليه بتاريخ 15 يناير 2022.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link) - قسيم محمد غادي, محمد (19 يوليو 2012)، "المدينة نيوز - دائرة المخابرات العامة. فرسان الحق وحماة الوطن"، مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2022.
- "معالي السيد محمد رسول الكيلاني، مجلس الأعيان."، www.senate.jo، مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- Barari, Hassan (22 يناير 2009)، "Jordan's Intelligence Chief Sacked: New Policy Toward Hamas?"، The Washington Institute for Near East Police، مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 23 يناير 2009.
- Bruce Tefft (11 نوفمبر 2005)، "[osint] "Clandestine Ties to Jordan Aid CIA Operations in Middle East""، mail-archive.com، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2019.
- عدنان أبو عودة (01 يناير 2018)، يوميات عدنان أبو عودة 1970-1988، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ISBN 978-614-445-133-5، مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2022.
- "They Tried to Warn Us"، HistoryCommons.org، مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2021.
- "US and Jordan intelligence services pay the price of secrecy"، The National (باللغة الإنجليزية)، 09 يناير 2010، مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- Human Rights Watch، Human Rights Watch.
- "Three Jordanian intelligence officers killed in attack in Palestinian camp"، Reuters UK (باللغة الإنجليزية)، 07 يونيو 2016، مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 15 يونيو 2016.
- "Arrest made in killing of Jordan intelligence agents"، www.aljazeera.com، مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 15 يونيو 2016.
- موقع دائرة المخابرات العامة الواجبات ولوج بتاريخ 24/2/2015 نسخة محفوظة 22 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- الموقع الرسمي لدائرة المخابرات العامة، عن الدائرة نسخة محفوظة 13 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- "معالي السيد أحمد عبيدات، مجلس الأعيان."، www.senate.jo، مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "معالي السيد طارق علاء الدين، مجلس الأعيان."، www.senate.jo، مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "معالي السيد مصطفى القيسي، مجلس الأعيان."، www.senate.jo، مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "المخابرات الأردنية تخفض سجن مديرها السابق لأربعة أعوام"، www.aljazeera.net، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "سميح عصفورة مديراً لمخابرات الأردن"، www.lym.news، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- "صدور الإرادة الملكية بتعيين اللواء الرقاد مديراً للمخابرات العامة وقبول استقالة الفريق الذهبي بناءً على طلبه"، www.ammonnews.net، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2022.
- عمون نيوز. نسخة محفوظة 3 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Ignatius, David (13 ديسمبر 2009)، "Jordan's ex-spy chief wasn't too good to be true"، MTV.com، Washington Post، مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2012.