انتفاضة الدار البيضاء 1952
انتفاضة الدار البيضاء 1952 كانت حركة شعبية مناهضة للاستعمار قُمعت بعنف، وقعت يومي 7-8 ديسمبر 1952 في الدار البيضاء، ردا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد في تونس العاصمة يوم 5 ديسمبر، من طرف منظمة اليد الحمراء الفرنسية. هبّت ساكنة المدينة ثائرة في وجه قوى الاستعمار، وقرار زعماء الحركة النقابية بالمغرب خوض إضراب عام تضامنا مع الشعب التونسي في صراعه للانعتاق من الاستعمار.[1][2][3][4][5] تجمع أكثر من 3500 عامل في مظاهرات قامت الشرطة الفرنسية بتفريقها بعنف.[2] اقتحم المئات من الأوروبيين الأحياء المغربية مما أدى إلى مقتل وجرح المئات.[2]
انتفاضة الدار البيضاء 1952 | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من غزو فرنسا للمغرب | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
المقاومون والمدنيون في الدار البيضاء | فرنسا | ||||||
كما شارك أطفال الشوارع وعمال الموانئ في احتجاجات الدار البيضاء في ديسمبر 1952.[6]
خلفية
اغتيل النقابي العمالي والناشط المناهض للاستعمار فرحات حشاد على يد منظمة اليد الحمراء، التي تُديرها مصلحة التوثيق الخارجي ومحاربة التجسس الفرنسية [الإنجليزية]، في تونس في 5 ديسمبر 1952.[7][8]
كريان سنطرال
تركزت الاحتجاجات في حي الطبقة العاملة كريان سنطرال (الآن الحي المحمدي) بالدار البيضاء، وهو حي يسكنه جزئياً مهاجرون من المناطق القروية يبحثون عن عمل في المدينة وجزئياً من قبل المغاربة الذين نزحوا من وسط المدينة في عام 1938 عندما استخدمت السلطات الفرنسية وباء التيفود كمبرر لتدمير مدن الصفيح بالقرب من المدينة الأوروبية الجديدة.[1] حتى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كان كريان سنطرال مدينة أكواخ ضخمة. واعتبرته السلطات الفرنسية وكرًا للحماسة القومية والمقاومة الشعبية وبالتالي تهديدًا للنظام الاستعماري.[1]
ميشال أكوشاغ، مدير التخطيط الحضري في المغرب تحت الحماية الفرنسية من 1946-1952 ورئيس مجموعة المهندسين المحدثين المغربية (GAMMA)، عمل على إسكان العمال والمهاجرين من الريف.[9][10][11][12] أصبحت الأحياء الفقيرة في كريان سنطرال أول مشروع سكني جماعي تم إنشاؤه باستخدام نموذج أكوشاغ 8x8 متر، المُصمّم لمعالجة قضايا الدار البيضاء مع الاكتظاظ السكاني والهجرة القروية.[13][14][10] كان الهدف قمع الحركة الوطنية المغربية.[15]
الأحداث اللاحقة
تم اعتقال قادة حزب الاستقلال.[5] وطُرد الناشط الحقوقي والمفكر اليهودي المغربي أبراهام السرفاتي من المغرب من قبل النظام الفرنسي لمشاركته في الاحتجاجات.[16] في أعقاب الانتفاضة، اعتقلت السلطات الفرنسية عباس المسعدي، الذي هرب في النهاية، وأسّس جيش التحرير المغربي، وانضم إلى المقاومة المسلحة في الريف.[17]
أشارت باثي نيوز إلى الأحداث على أنها «أعمال شغب شيوعية».[18]
انظر أيضا
مراجع
- "Casablanca 1952: Architecture For the Anti-Colonial Struggle or the Counter-Revolution"، THE FUNAMBULIST MAGAZINE (باللغة الإنجليزية)، 09 أغسطس 2018، مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2021.
- Miller, Susan Gilson (2013)، A history of modern Morocco، New York: Cambridge University Press، ISBN 978-1-139-62469-5، OCLC 855022840، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2020.
- "الذكرى ال63 لانتفاضة سابع وثامن دجنبر 1952 بالدار البيضاء"، Maroc.ma، 08 ديسمبر 2015، مؤرشف من الأصل في 12 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2021.
- House, Jim (2012)، "L'impossible contrôle d'une ville coloniale ?"، Genèses، 86 (1): 78، doi:10.3917/gen.086.0078، ISSN 1155-3219، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2022.
- "حزب الاستقلال"، www.aljazeera.net، مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2021.
- Rotalier, Bruno de (15 نوفمبر 2002)، "Les yaouleds (enfants des rues) de Casablanca et leur participation aux émeutes de décembre 1952"، Revue d'histoire de l'enfance " irrégulière ". Le Temps de l'histoire (باللغة الفرنسية) (4): 207–222، doi:10.4000/rhei.61، ISSN 1287-2431، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2021.
- Rob Prince (05 ديسمبر 2012)، "Tunisia: Siliana and the heritage of Farhat Hached sixty years after his assassination"، openDemocracy، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2016.
- Youssef (08 يوليو 2013)، "Les archives sur l'assassinat de Farhat Hached écartent toute implication tunisienne"، Webdo، مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2016.
- P., N.؛ Ecochard, Michel (أبريل 1956)، "Casablanca: le roman d'une ville"، Population (French Edition)، 11 (2): 374، doi:10.2307/1524699، ISSN 0032-4663، JSTOR 1524699.
- "Adaptations of Vernacular Modernism in Casablanca"، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2020.
- Dahmani, Iman؛ El moumni, Lahbib؛ Meslil, El mahdi (2019)، Modern Casablanca Map، ترجمة Borim, Ian، Casablanca: MAMMA Group، ISBN 978-9920-9339-0-2.
- "Casablanca 1952: Architecture For the Anti-Colonial Struggle or the Counter-Revolution"، THE FUNAMBULIST MAGAZINE (باللغة الإنجليزية)، 09 أغسطس 2018، مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2020.
- "Habitat collectif méditerranéen et dynamique des espaces ouverts"، resohab.univ-paris1.fr، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 18 أبريل 2020.
- Fabrizi, Mariabruna (07 ديسمبر 2016)، "Understanding the Grid /1: Michel Ecochard's Planning and Building..."، SOCKS (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 18 أبريل 2020.
- "Casablanca 1952: Architecture For the Anti-Colonial Struggle or the Counter-Revolution"، THE FUNAMBULIST MAGAZINE (باللغة الإنجليزية)، 09 أغسطس 2018، مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 أبريل 2020.
- "Decidedly Marxist: An Interview with Abraham Serfaty (1992)"، Viewpoint Magazine (باللغة الإنجليزية)، 05 مارس 2019، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2021.
- "L'assassinat de Messaâdi"، Zamane (باللغة الفرنسية)، 12 نوفمبر 2012، مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 07 نوفمبر 2019.
- British Pathé، "Selected Originals - Casablanca - Communist Riots Grow"، www.britishpathe.com (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2021.
وصلات خارجية
- انتفاضة البيضاء سنة 1952 .. ملحمة مغاربية بلون الدم والموت
- انتفاضة 1952 بالدار البيضاء..ثورة شعبية ضد الاستعمار وتجسيد للكفاح المغاربي المشترك مجتمع وجهات
- بوابة الدار البيضاء
- بوابة التاريخ
- بوابة الحرب
- بوابة السياسة
- بوابة المغرب
- بوابة فرنسا
- بوابة الأمازيغ