باكي نيكو

باكي نيكو (化け猫، bakeneko)، أحد أنواع كائنات اليوكاي الأسطورية في الفلكلور الياباني المقتبسة عن القطط ومن أشهرها، يظهر هذا الكائن عادةً بشكل قطة قادرة على الكلام أو قطة راقصة أو ذات قدرة على التحول الى هيئة بشرية، يتكون الإسم من مقطعين وحش (化け، bake) وقط (، neko) يمكن ترجمة الإسم بـ (القط الوحش او القط الشبح)، ويجب عدم الخط بيه وبين وحش آخر مشابه يسمى نيكوماتا [الإنجليزية] يظهر بشكل قطة لها ذيلان،[2] عمومًا تندرج كافة الوحوش الأسطورية اليابانية التي تكون بشكل القطط تحت مسمى كايبيو [الإنجليزية].[3]

باكي نيكو
قط وحش، قط شبح
رسمة تسمى (باكي-نيكو عائلة ساكاكيبارا؛榊原家の化け猫) تظهر قط يلف رأسه بمنديل ويرقص، من مخطوطة بوسون يوكاي إيماكي [الإنجليزية] المرجح بأنها ترجع لعام 1754م من قبل يوسا بوسون.[1]
رسمة تسمى (باكي-نيكو عائلة ساكاكيبارا؛榊原家の化け猫) تظهر قط يلف رأسه بمنديل ويرقص، من مخطوطة بوسون يوكاي إيماكي [الإنجليزية] المرجح بأنها ترجع لعام 1754م من قبل يوسا بوسون.[1]
كائن
المجموعة يوكاي
المجموعة الفرعية كايبيو [الإنجليزية]، شبح
كائنات مشابهة نيكوماتا [الإنجليزية]
مانيكي-نيكو
معطيات
البلد  اليابان
الوضع العام أسطورة

توجد عدة قصص أسطورية عن الباكينيكو في أجزاء مختلفة من اليابان، لكن قصة نابيشيما من محافظة ساغا لها شهرة خاصة.

الأصل

يعود سبب ظهور القطط بشكل يوكاي (وحش أسطوري) في الميثولوجيا اليابانية الى العديد من صفاتها الذاتية اللافتة للنظر، مثلاً: تغير شكل عيونها إعتمادًا على وقت النهار، وإمكانية أن يسبب فراؤها شرارًا عند مداعبتها (كهرباء ساكنة)، وقدرتها على التحرك بسرعة دون إحداث صوت، طبيعتها الوحشية المفترسة بعكس اللطف الذي تبديه، صعوبة السيطرة عليها على عكس الكلاب، مخالبها وأسنانها الحادة، وتجولها الليلي.[4][5]

حيوانات أخرى كثيرة تظهر بهيئة يوكاي في القصص القديمة اليابانية كالثعابين، والثعالب القادرة على التحول، الراكون [الإنجليزية] المفترس للبشر التي كانت شعبية في فترة إيدو لكن بالمقارنة مع القطط فإن للأخيرة حكايات أكثر كونها تعيش بالقرب من البشر مع ذلك تحتفظ بخصوصيتها البرية والغامضة.[5]

أحد الإعتقادات الشعبية عن الباكينيكو هي رؤيتهم يلعقون زيت المصباح، في فترة إيدو ذكرت موسوعة واكان سانساي زوي [الإنجليزية] أن رؤية القط يلعق زيت المصباح هو نذير لحدوث أمر خارق وشيك،[6] لكن من جهة أكثر موضوعية يمكن تفسير رغبة القطط في لعق هذا الزيت كون أن الناس في أوائل العصر الحديث إستخدموا زيوت السمك الرخيصة في المصابيح على سبيل المثال زيت السردين،[7][8] حيث ساد في ذلك الوقت النظام الغذائي النباتي المعتمد على الحبوب والخضار، والقطط كانت حصتها بقايا طعام البشر لكن بإعتبارها آكلات لحوم فهي كانت تفتقر إلى البروتين والدهون، وهذا سبب إنجذابها لزيوت المصابيح، علاوة على هذا فإن رؤية قط يقف على رجليه الخلفيتين ليصل إلى زيت المصباح الذي ينير وجهه كان يبدو مشهدًا غريبًا وغير طبيعي دفع الناس للظن أنهم يرون وحش يوكاي،[9] عامل آخر ساعد على تكوين هذا الإعتقاد، هو انه ساد في الفكر الياباني القديم ربط إختفاء وسرقة بعض أغراض المنازل بنشاط كائنات اليوكاي الخارقة، لذا إختفاء الزيت مع رؤية القطط عمل تحويل القصة الى شكل خارق للطبيعة.[10]

ربما تكون نشأت أسطورة قدرة القطط على المواء من سوء تفسير موائها على انه لغة بشرية، في عام 1992م صدر مقال جاد في صحيفة يوميوري عن إعتقاد ناس سمعوا قطة تتحدث، لكن عند التركيز مرة ثانية أدركوا انه مجرد مواء وكان بالصدفة مشابه لبعض الكلمات البشرية.[4]

المعتقدات حولها

ولادة الباكينيكو

إنتشرت حكايات شعبية مختلفة في عموم اليابان عن طريقة تحول القطط العادية إلى باكينيكو، أبرزها:

  • في محافظة ناغويا وإيباراكي توجد قصص تدعي أن القطط المسنة التي تمت تربيتها أكثر من 12 عام تتحول الى باكينيكو، بينما في محافظة أوكيناوا 13 عام.
  • في منطقة ياماغاتا بمحافظة هيروشيما يقال أن القطط التي تتم تربيتها أكثر من 7 سنوات ستقوم بقتل من يربيها، جعل هذا بعض الناس يقررون عدد السنوات التي يقومون بتربية القطط فيها مسبقًا.[11]
  • في مناطق اخرى تأخذ القصة شكل مختلف، يعتقد أن القطط التي يتم قتلها بوحشية من قبل البشر ستتحول إلى باكينيكو وتقوم بلعن ذلك الإنسان بهدف الإنتقام.[12]
  • كما إنتشر في فترة إيدو إعتقاد بأن القصص التي تملك ذيل طويل لها قدرات خارقة ويرتبط طول ذيلها بمدى حكمتها ومعرفتها، بسبب هذا شاع بين الناس عادة بتر وتقصير ذيول القطط التي تربى في المنازل ويتوقع أن هذا هو السبب في وجود الكثير من القطط في اليابان قصيرة الذيل، حيث قام الإنتخاب الطبيعي بالإبقاء على القطط قصيرة الذيل.[13]

يمكن من هذا تلخيص أن أسطورة الباكينيكو لا ترتبط فقط بالقطط المسنة التي إكتسبت الحكمة من حياتها الطويلة جعلتها تنطق بلغة البشر وترقص، لكنها إرتبطت أيضًا بالإنتقام من البشر القساة الذين يؤذون القطط بوحشية أو يؤذون أصحابها بشكل ظالم، وعلى العموم فوجودها في قرية او منزل ما يعتبر تهديدًا للسكان.

قدراتها

تتنوع القدرات التي تنسب إلى الباكينيكو، أشهرها:

  • مقدرتها على التحدث بلغة البشر والنقاش معهم.
  • التحول إلى هيئة بشرية (بشكل نساء غالبًا) أو شبه بشرية، في بعض الأحيان تتصور بهيئة من يربيها.
  • إرتداء غطاء على الرأس مع الرقص والإحتفال.[12]
  • السيطرة على البشر الأحياء والتلاعب بهم.
  • التحكم بجثث الموتى وتحريكها.
  • جلب المصائب واللعنات على من يؤذيها.[11]
  • يمكنها إستداء كرات نارية شبحية تطوف حولها، ويمكنها أن تتسبب باشتعال النيران في المنازل والأبنية بذيلها الذي يحتوي في طرفه على شعلة أحيانًا.[14]
  • التحالف مع الذئاب للقيام بهجمات على المسافرين.[5]

وكمثال غير تقليدي، في جزر آجي محافظة مياغي، وجز أوكي محافظة شيماني هناك حكاية عن قط تحول إلى إنسان من أجل ممارسة مصارعة السومو.[12]

الإيمان بأن القطط يمكن أن تسبب ظواهر خارقة للطبيعة لا يقتصر على اليابان فقط، فعلى سبيل المثال في منطقة جينهوا، جيجيانغ، في الصين، تسود خرافة تقول بأن القطة خاصة التي لها ذيل أبيض التي قام البشر بتربيتها لمدة ثلاث سنوات ستبدأ بإلقاء السحر عليهم، كما يذكر بأن القطط تستمد طاقتها الروحية من القمر، وإذا وجدت قطة تنظر الى القمر يجب أن تقتل على الفور.[15]

الحكايات والأدب

حكاية تاكاسو غينبيه

إحدى القصص الشهيرة عن الباكينيكو تتحدث عن رجل يدعى «تاكاسو غينبيه» الذي أدرك تغيرات مفاجئة بتصرفات والدته بعد إختفاء قطه الأليف لسنوات عديدة، حيث كانت تتجنب أفراد العائلة والأصدقاء وتحرص على تناول طعامها بانعزال في غرفتها، عندما قام بمراقبتها شاهد وحشًا بهيئة قطة عليه ملابس الأم يأكل جيف لحيوانات، قام تاكاسو بعد تردد كبير بقتل هذا الوحش الذي في زي والدته، وبعد يوم واحد تحولت جسم الوحش ليعود إلى القط الأليف الذي إفتقده منذ عدة أعوام، بينما قام تاكاسو بتفتيش غرفة والدته ليجد جثتها تحت الأرضية وقد تم إلتهامها ولم يتبقى سوى هيكلها العظمي.[10]

إضطراب نابيشيما

أسطورة أخرى عن باكينيكو تدور أحداثها في فترة حاكم إقطاعية ساغا [الإنجليزية]، محافظة هيزين [الإنجليزية]، الثاني نابيشيما ميتسوشيغي [الإنجليزية]، وأحد أتباعه ريوزوجي ماتاشيتشيرو الذي كان يلعب كخصم للحاكم في لعبة الغو، بسبب إستياء ميتسوشيغي قام الأخير بقتل ماتاشيتشيرو، والدة ماتاشيتشيرو التي أصابها الحزن قامت بالتحدث عن ألمها أمام قطتها ثم إنتحرت، فقامت القطة بلعق دم الأم وتحولت إلى باكينيكو ثم ذهبت الى قصر ميتسوشيغي وبدأت بتعذيبه وإرعابه كل ليلة حتى تمكن خادمه المخلص «كوموري هانزايمون» من قتلها أخيرًا وأنقذ عائلة نابيشيما.[16]

تاريخيًا، كانت قبيلة ريوزوجي [الإنجليزية] أقدم من نابيشيما في محافظة هيزين [الإنجليزية]، بعد موت ريوزوجي تاكانوبو [الإنجليزية]، إستلم مساعده نابيشيما ناوشيغي [الإنجليزية] السلطة الحقيقة، وبعد الموت المفاجئ لتاكافوسا حفيد تاكانوبو والده ماساي أقدم على الإنتحار أيضًا، بعد ذلك قامت بقايا قبيلة ريوزوجي [الإنجليزية] بخلق إضطرابات قرب قلعة ساغا، لذا من أجل تهدئة أرواح موتى قبيلة ريوزوجي [الإنجليزية] التي أعتبرت هي أصل هذا الإضطراب قام ناوشيغي ببناء معبد تينيو-جي (الواقع حاليًا في تافوسي، ساغا[16] لم يكن إنتقال السلطة من قبيلة ريوزوجي [الإنجليزية] الى قبيلة نابيشيما [الإنجليزية] المشكلة إنما موت تاكانوبو وموت نجل نابيشيما كاتسوشيغي [الإنجليزية] المفاجئ أدى ببعض كتاب القصص إلى نسب هذه الأحداث دراميًا الى الأشباح، فتكون الباكينيكو مجرد تعبير عن ضغينة آل-ريوزوجي التي تجسدت بهيئة قطة.[17]

في فترة كايي [الإنجليزية] (1848-1854م) تحولت هذه الحكاية الى مسرحية (شيباي) تمت تأديتها في ناكامورا زا [الإنجليزية] بعنوان (هانا ساغانو نيكوما إشيبومي شي؛ 花嵯峨野猫魔碑史)، أصبحت هذه المسرحية شائعة للغاية في جميع أنحاء اليابان، لكن بسبب شكوى تقدمت بها إقطاعية ساغا تم إيقافها بشكل سريع، الساموراي الذي قدم الشكوى لإيقاف المسرحية كان «نابيشيما ناوتاكا» من قبيلة نابيشيما [الإنجليزية]، هذا جعل الشائعات تنتشر أكثر حول أسطورة الباكينيكو وإضطراب نابيشيما.[17][18]

بعد ذلك تم تداول القصة في المجتمع بشكل واسع من خلال حكاية كودان [الإنجليزية] بعنوان (ساغا نو يوزاكورا؛ 佐賀の夜桜) وكتاب التسجيلات التاريخي (ساغا كايبيودين؛ 佐賀怪猫伝)، في حكاية الكودان (الشكل الياباني من الحكايات المروية) يذكر أن أرملة ريوزوجي تحدثت عن حزنها للقط التي أصبحت باكينيكو ثم هاجمت والدة وزوجة «كوموري هانزايمون» وأكلتهما ثم تغير شكلها وظهرت بعدة هيئات لتقوم بلعن الأسرة كاملة، في الكتاب التاريخي لم يكن هذا الانتقام مرتبطًا بأحداث قبيلة ريوزوجي [الإنجليزية] بل يتكلم الكتاب عن نوع مجهول من القطط التي أسيء معاملتها من قبل الإقطاعي «كوموري هاندايو» التابع لنابيشيما بحثت عن الإنتقام وقامت بقتل وإلتهام محظية الحاكم المفضلة وتحولت الى شكلها لتؤذي العائلة وكان «إيتو سودا» هو من قتلها.[19]

في بداية فترة شووا (1926-1989م) أصبحت أفلام الكايدان مثل (ساغا كايبيودين؛佐賀怪猫伝) و (كايدان ساغا ياشيكي؛怪談佐賀屋敷) ذات شعبية كبيرة، وبرزت ممثلات مثل تاكاكو إريه [الإنجليزية] و«سوميكو سوزوكي» بدور باكينيكو حتى أطلق عليهن لقب «ممثلات الباكينيكو».[15]

أخرى

يعود الظهور القطط كيوكاي في الأدب الى فترة كاماكورا (1185-1333م)، في مجموعة قصص سيتسوا [الإنجليزية] المحكية كوكون تشومونجو [الإنجليزية]، يمكن رؤية عبارات تشير إلى وجود قطط تقوم بأفعال غريبة ومشبوهة، مشيرة إلى أنها «يمكن أن تكون قطط تحولت الى شياطين»، وعن إرتباط القصص القديمة عن الباكينيكو من تلك الفترة الزمنية بالمعابد، يعتقد أن سبب ذلك يعود الى زمن وصول البوذية الى اليابان حيث كان يتم تربية القطط في المعابد لحماية نصوص السوترا المقدسة من الفئران والقوارض.[20]

وفي فترة إيدو (1603-1867م) حيث العصر الذهبي لحكايات الكايدان [الإنجليزية] عن الباكينيكو المنتشرة في مختلف مناطق البلاد، فيمكن إيجاد أجزاء تتحدث عن القطط التي تتحول الى بشر في قصص (توين شوسيتسو؛兎園小説) و (ميميبوكرو؛耳嚢)[21] و (شين تشومونجو؛新著聞集)[22] و (سيبان كايدان جيكّي؛西播怪談実記)،[5] وبشكل مشابه هناك ذكر عن القطط التي ترقص في القصص (كاشّي ياوا؛甲子夜話)[23] و (أواري ريويكي؛尾張霊異記)،[24] في المجلد الرابع من (ميميبوكورو) يروى أن اي قطة في أي مكان تعيش لأكثر من 10 سنوات ستبدأ بالتحدث مثل البشر، وأن القطط المولودة من تزاوج ثعالب وقطط ستبدأ بالكلام حتى قبل بلوغها 10 أعوام،[21] إنتشار القصص والمسرحيات في هذه الفترة ساعد على نشر الأسطورة على نطاق أكبر وجعلها أكثر شهرة.

في منطقة ماكيداني، ياماساكي، مقاطة شيسو، محافظة هاريما (حاليا شيسو، محافظة هيوغو)، تم تناقل حكاية عن رجل في كاراكاوا كان بالأصل باكينيكو، وحكاية أخرى من نفس النوع يمكن إيجادها في قرية فوكوساكي مقاطعة جينساي من نفس المحافظة حيث يقال بأنه في معبد كونجوجو-جي قام شخص من المعبد بقتل باكينيكو كانت تسبب مشاكل للقرويين، لهذه القصة قواسم مشتركة مع حكاية سوسانو وقتله ياماتا نو أوروتشي [الإنجليزية] حيث لعبت العائلات المحلية القديمة فيها دورًا.[5]

في عام 1909 تم نشر مقالات في صحف مثل (سبورتس هوتشي [الإنجليزية]، يوروزو تشوهو، ياماتو شيمبون [الإنجليزية]) عن مشاهدات لقطط ترقص في منازل سكنية في هونجو، طوكيو.[25]

معالم مادية

ميوتاراتينيو

هي معبودة يوجد ضريحها في معبد ياهيكو [الإنجليزية]، محافظة نييغاتا، أصل هذا المعلم يعود الى حكاية من فترة بونكا [الإنجليزية] (1804-1818م) تدعى (كايدان هوكّوكو جونكوكي؛北国奇談巡杖記)، والتي تحتوي على مقاطع حول أحداث غامضة تؤديها قطط،[26] بحسب قصة أخرى سيتسوا [الإنجليزية] من منطقة هوكوريكو، تتكلم القصة عن عجوز الجبل هي قطة قتلت وأكلت عجوز بشرية وتحولت الى شكلها وأخذت محلها، لكن لاحقًا تغير سلوكها لتصبح المعبودة (ميوتاراتينيو)، كما تتنشر قصص مماثلة في عموم البلاد.[5][27]

نيكو نو أودوريبا

في منطقة إيزومي-كو، مدينة يوكوهاما، محافظة كاناغاوا، يروى منذ زمن طويل أن في محل للصويا في منطقة توكايدو (حاليًا توتسوكا-كو)، لاحظ صاحب المحل أن المناديل التي يستخدمها تختفي الليل يومًا تلو آخر، وفي إحدى الليالي بعد أن أنهى عمله وخرج سمع صوت موسيقى قادمة من مكان يفترض أن لا أحد فيه، ذهب ليلقي نظر فشاهد مشهدًا غريبًا رأى قطط مجتمعة ووسطها كان قط صاحب المتجر الأليف يرتدي منديلاً في رأسه ويرقص، أدرك هنا سبب إختفاء المناديل.

سميت المنطقة التي حدثت فيها القصة أودوريبا (踊場، تعني: مكان الرقص) وتم تعميم الاسم ايضًا على معالمها كتقاطع أودوريبا ومحطة أودوريبا [الإنجليزية] ضمن خط مترو أنفاق يوكوهاما المحلي [الإنجليزية]، وفي عام 1737م تم بناء نصب حجري تذكاري عند تقاطع أودوريبا لتهدئة أرواح القطط،[28] كما ويمكن ملاحظة إنتشار تصاميم عن القطط في كافة أنحاء المحطة.

أوماتسو دايغونغين

ضريح شنتوني يقع في بلدة كامو، مدينة أنان محافظة توكوشيما، القصة حول هذا الضريح تعود الى وقت مبكر من فترة إيدو، وتحكي عن رئيس قرية كامو الذي أضطر لإقتراض المال من رجل ثري من أجل إنقاذ القرية عندما فشل موسم زراعتهم، تمكن رئيس القرية من سداده المال في وقته المحدد إلا أن الرجل الثري تآمر عليه واتهمه زورًا بعدم التسديد، بسبب اليأس أصيب زعيم القرية بمرض توفي على اثره ثم قام الثري بمصادرة الأرض التي وضعت كضمان للقرض، عندما حاولت زوجة رئيس القرية «أوماتسو» تقديم شكوى الى مكتب بوغيو (الساموراي الموكلين على إدارة المنطقة)، أصدر المكتب حكمًا غير عادل بعد تلقيه رشوة من ذلك الثري، حاولت الزوجة مرة ثانية وقدمت شكوى الى الأمراء الاقطاعيين في المنطقة، فشلت مجددًا وتم اعدامها، نتيجة هذا الظلم تحولت قطة السيدة ذات الثلاث ألوان التي كانت تربيها الى باكينيكو وقامت بتدمير الرجل الثري وعائلات البوغيو.

في ضريح أوماتسو دايغونغين يوجد قبر «أوماتسو» حيث تم تكريم الزوجة المخلصة التي خسرت حياتها من أجل العدالة، كما تم تقديس قطتها التي قامت بتدمير أعداء مربيتها، يشار لنصب القطة بإسم نيكوزوكا، يوجد على أرض الضريح تمثال حارس كوماينو ووضعه لقط وهو أمر نادر جدًا.[29]

لأن القصة تتكلم عن قطة سعت للإنتقام من أجل العدالة، فيعتقد أنها تقدم أفضلية في الفرص والأشياء التي تتعلق بالمنافسة، لذا في موسم الإمتحانات يجأ لها عدد من الطلاب سعيًا للنجاح في الإمتحان.[30]

نيكو دايميوجين شي

في شيرويشي [الإنجليزية] في مقاطعة كيشيما [الإنجليزية] محافظة ساغا، في ضريح شورينجي يوجد معبود (دايميوجين) مستمد من قصة تتعلق بقبيلة نابيشيما [الإنجليزية]، وعلى غرار «اضطراب نابيشيما باكينيكو»، في هذه القصة إتخذت باكينيكو شكل زوجة «نابيشيما كاتسوشيغي» لتسعى خلف حياة كاتسوشيغي، حتى تمكن خادمه «تشيبو هونويمون» من قتلها، مع ذلك لم تتمكن عائلة تشيبو من إنجاب أي وريث ذكر بسبب لعنة القطة، لهذا تم تأليه القطة في ضريح شورينجي، في الضريح يوجد نيكوزوكا يحمل نقش لقطة بسبعة ذيول بارزة الأسنان.[29]

تاريخيًا، «هيدي إيسيموري» من قبيلة هيدي التي حكمت مرة شيرويشي وكانت على صداقة مع قبيلة نابيشيما [الإنجليزية] كان يشتبه بكونها مسيحية لذا تم تدميرها، يتم ربط حركة حزب قبيلة هيدي بالباكينيكو، ما جعلها النموذج الأولي لاضطراب نابيشيما.[7]

في الثقافة الشعبية

لأن الباكي نيكو من أشهر وحوش اليوكاي اليابانية، فلا يكاد يخلو عمل فني أو أدبي يابان عن اليوكاي من الباكينيكو بمختلف أشكالها، على سبيل المثال لا الحصر:

في الأفلام

تظهر الباكينيكو في الأفلام اليابانية خاصة أفلام الرعب التي تحمل تصنيف فرعي «وحش القط» او «شبح القط»، هذه الأنواع الفرعية مستوحاة بالأصل من مسرحيات الكابوكي،[31] في هذه الأفلام غالبًا ما تصور الباكينيكو على أنها روح انتقامية تتصور بهيئة إمرأة شبه قطة.[32]

في الأنمي والمانغا

ظهرت قصة الباكينيكو في الحلقات (9، 10، 11) من مسلسل الأنمي أياكاشي: حكايات رعب كلاسيكية يابانية [الإنجليزية]، بشكل شبح قطة تبحث عن الإنتقام لمقتل مربيتها تاماكي.

معرض الصور

طالع أيضًا

مراجع

  1. 湯本豪一編著 (2003)، 妖怪百物語絵巻، 国書刊行会، ص. 105، ISBN 978-4-336-04547-8.
  2. Kai : sekai yōkai kyōkai kōnin 29، Tōkyō: Kadokawashoten، 2010، ISBN 978-4-04-885055-1، OCLC 641471124، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2022.
  3. Zack (2017)، Kaibyō : the supernatural cats of Japan، Seattle, WA، ISBN 978-1-63405-916-9، OCLC 1006517249، مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2022.
  4. Zusetsu nihon mikakunin seibutsu jiten، 柏美術出版، 1994، ISBN 4-906443-41-9، OCLC 675338216، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2022.
  5. Harima no minzoku tanbō.، Kōbe: Kōbe Shinbun Sōgō Shuppan Sentā، 2005، ISBN 4-343-00341-8، OCLC 63208362.
  6. 寺島良安 (1987)، 島田勇雄・竹島純夫・樋口元巳訳注 (المحرر)، 和漢三才図会، 東洋文庫، 平凡社، ج. 6، ص. 88–91، ISBN 978-4-582-80466-9.
  7. 多田克己 (2008)، "狂歌百物語の妖怪たち"، في 京極夏彦編 (المحرر)، 妖怪画本 狂歌百物語، 国書刊行会، ص. 277، ISBN 978-4-3360-5055-7.
  8. 妖怪ドットコム (2008)، 図説 妖怪辞典، 幻冬舎コミックス، ص. 95، ISBN 978-4-344-81486-8.
  9. 石毛直道 (1993)، 食卓の文化誌، 同時代ライブラリー، 岩波書店، ص. 180–187، ISBN 978-4-00-260136-6.
  10. "Bakeneko"، The Obakemono Project، SH Morgan، مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 25 أكتوبر 2013.
  11. Nihon zokushin jiten.، 角川書店، 1982، ISBN 9784040311005، OCLC 1064664420، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2022.
  12. Ookami yamainu neko : okuriookami ookami no orei senbiki ookami saigo no ookami rōshin neko no muko neko no kaigi jikiru hakase to haido shi neko.، 立風書房، 1994.10، ISBN 4-651-50210-5، OCLC 1021040948. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  13. Natsuhiko ((2009 printing))، Yōkai zukan (ط. Shohan)، Tōkyō: Kokusho Kankōkai، ISBN 978-4-336-04187-6، OCLC 45333269، مؤرشف من الأصل في 23 مايو 2022. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  14. "Bakeneko | Yokai.com" (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2022.
  15. 村上健司・山田誠二他 (2008)، "猫の怪"، في 郡司聡他編 (المحرر)، ، カドカワムック، 角川書店، ج. 0024، ISBN 978-4-04-883992-1.
  16. 原田種夫・服部康子他 (1986)، 乾克己他編 (المحرر)، 日本伝奇伝説大事典، 角川書店، ISBN 978-4-04-031300-9.
  17. 斉藤小川町他 (2006)، 人文社編集部企画 (المحرر)، 日本の謎と不思議大全 西日本編، ものしりミニシリーズ، 人文社، ISBN 978-4-7959-1987-7.
  18. 多田克己他 (2008)، "妖かしの猫が眠る寺"، في 講談社コミッククリエイト編 (المحرر)، DISCOVER妖怪 日本妖怪大百科، KODANSHA Officisil File Magazine، 講談社، ج. 07، ISBN 978-4-06-370037-4.
  19. 坪内逍遥鑑選 (1917)، 近世実録全書، 早稲田大学出版部، ج. 第2巻، ص. 6–7.
  20. 多田克己 (2000)، "妖怪図巻の妖怪たち"، في 京極夏彦編 (المحرر)، 妖怪図巻، 国書刊行会، ISBN 978-4-336-04187-6.
  21. 根岸鎮衛 (1991)، 長谷川強校注 (المحرر)، 耳嚢، 岩波文庫، 岩波書店، ج. 上، ص. 221، ISBN 978-4-00-302611-3.
  22. 神谷養勇軒 (1974)، "新著聞集"، في 早川純三郎編輯代表 (المحرر)، 日本随筆大成 第2期، 吉川弘文館، ج. 5، ص. 350–353، ISBN 978-4-642-08550-2.
  23. 松浦清 (1977)، 中村幸彦・中野三敏校訂 (المحرر)، 甲子夜話، 東洋文庫، 平凡社، ج. 1، ص. 36، ISBN 978-4-582-80306-8.
  24. 富永莘陽 (1964)، "尾張霊異記"، في 市橋鐸他編 (المحرر)، 名古屋叢書، 名古屋市教育委員会، ج. 第25巻، ص. 68–69.
  25. Kōichi (2007)، Zusetsu Edo Tōkyō kaii hyaku monogatari (ط. Shohan)، Tōkyō: Kawade Shobō Shinsha، ISBN 4-309-76096-1، OCLC 173602202، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2022.
  26. 鳥翠台北坙 (1961)، "北国奇談巡杖記"، في 柴田宵曲編 (المحرر)، 随筆辞典، 東京堂، ج. 第4巻، ص. 332–333頁.
  27. 阿部敏夫 (1985)، 宮田登編纂 (المحرر)، 日本伝説大系، みずうみ書房، ج. 第1巻، ص. 299頁، ISBN 978-4-8380-1401-9.
  28. 村上健司 (2008)، 日本妖怪散歩، 角川文庫، 角川書店، ص. 114–115، ISBN 978-4-04-391001-4.
  29. 村上健司 (2002)، 妖怪ウォーカー، 角川書店، ISBN 978-4-04-883760-6.
  30. 村上健司 (2011)، 日本全国妖怪スポット، 汐文社، ج. 3، ص. 124، ISBN 978-4-8113-8805-2.
  31. Curran, Beverley؛ Sato-Rossberg, Nana؛ Tanabe, Kikuko, المحررون (2015)، Multiple Translation Communities in Contemporary Japan، روتليدج، ص. 30، ISBN 978-1-138-83170-4، مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2022.
  32. Sharp, Jasper (2011)، Historical Dictionary of Japanese Cinema، Scarecrow Press، ص. 86، ISBN 978-0810857957، مؤرشف من الأصل في 31 مايو 2022.

روابط خارجية

  • بوابة سنوريات
  • بوابة فلكلور
  • بوابة الأساطير
  • بوابة اليابان
  • بوابة إمبراطورية اليابان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.