بنو المنجم

بنو المنجم عائلة إيرانية تعيش في البلاط الدولة العباسية في القرنين التاسع والعاشر. وقد اعتبروا أنفسهم من نسل الساسانيين، وكانوا على صلة وثيقة بالخلفاء العباسيين عن طريق الزواج.[1] كان أفراد هذه العائلة مهتمين بعلم الفلك (والتقويم الإيراني)، والتنجيم، والشعر، والموسيقى (خاصة الموسيقى الصوتية)، والإلهيات، والقانون.[1]

وبحسب ما ذكر ابن النديم، فإن بني المنجم ينحدرون من نسل مهر غوشناسب ابن آخر الملوك الساسانيين يزدجرد الثالث (حكم 632-651). دخل اسمهم في التاريخ لأول مرة في القرن التاسع عندما كان سلف العائلة أبو منصور المنجم (المسمى أصلاً أبان غوشناسب)، يعمل في بلاط الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور (حكم 754-775) كعالم تنجيم (منجم). كان ابنه «بيزي» يعمل في البلاط العباسي في عهد المأمون (حكم 813-833)، ثم تحول فيما بعد من الزرادشتية إلى الإسلام وغير اسمه إلى يحيى. وكان ليحيى أربعة أبناء (علي وسعيد وعبد الله وحسن) وكانوا يعملون لدى العباسيين وكانت لديهم علاقة وثيقة مع الخلفاء حتى أنه تم انتخاب بعضهم كممثلين عن الخلفاء. وكان علي بن يحيى (ت 275 هـ) يعمل في بلاط الخليفة العباسي المتوكل (حكم 847-861). وعمل ابنه يحيى عند الموفق بالله ولي العهد لأخيه المعتمد (حكم 870 - 892). كان لعلي أبن اسمه هارون وقد عمل أيضا في البلاط العباسي، وكان لهارون ابن اسمه علي خدم في النهاية تحت حكم البويهيين عندما حكمت بغداد، وكان آخر فرد معروف في هذه الأسرة. كان لسلالة بنو المنجم تأثيرا دائما على علم وآداب المناطق التي يسيطر عليها العباسيون لعدة أجيال. في البداية كان هذا التأثير على علوم الفلك والرياضيات، ولكن انتشرت في الأجيال اللاحقة الأدب والموسيقى.[2]