بنو خراسان (تونس)

أول الأمراء من بني خراسان في تونس، ويرجح أنهم من صنهاجة.[3] قام بأمر تونس مشتركا مع أولي الشأن من أهلها سنة (450 هـ / 1058 م) وكانت طاعتها للمعز بن باديس، فجعلها عبد الحق للناصربن علناس صاحب قلعة بني حماد، وبعدما توفي المعز زحف ابنه تميم بن المعز من المهدية لاخضاع عبد الحق فامتنع عليه، فحاصره تميم أربعة أشهر وانعقد الصلح بينهما على عودة عبد الحق إلى الطاعة، فاستمر في الامارة إلى أن توفي سنة 1095 م.

عبد العزيز بن عبد الحق بن عبد العزيز ابن خراسان ثاني أمراء هذه الاسرة في تونس. وليها بعد وفاة أبيه عبد الحق سنة (488 هـ  / 1095 م) وكانت في شبه استقلال، تتراوح طاعتها بين صاحبي الزيريين في المهدية والحماديين في قلعة بني حماد، واستمر إلى أن توفي وكان يوصف بالضعف.[4]

أحمد بن عبد العزيز بن عبد الحق ثالث أمراء بني خراسان في تونس، وليها بعد وفاة أبيه سنة (500 هـ  / 1107 م) وكانت تابعة لآل باديس أصحاب المهدية فقطع صلته بهم، وقتل عمه إسماعيل كان مرشحا للامارة قبله، وبنى قصرا سمي (قصر بني خراسان) ونفى جماعة من أهل تونس وأشياخها إلى المهدية وغيرها وظهر بمظهر الجبابرة من الملوك. وهاجمه علي بن يحيى من آل باديس فخضع، ثم هاجمه العزيز بن المنصور صاحب بجاية فأطاعه (سنة 514 هـ / 1120 م) واستمر إلى أن أخرجه مطرف ابن حمدون قائد جيش صاحب بجاية، إليها سنة (522 هـ / 1128 م) وولى أحد بني حماد، فانقطعت إمارة آل خراسان الأولى. ولم يعرف مصير الأمير أحمد بن عبد العزيز.[5]

رابع أمراء تونس من بني خراسان. وكانت قد خرجت من أيديهم سنة (522 هـ / 1128 م) في عهد أحمد بن عبد العزيز بن خراسان وتولاها الحماديون مدة 20 سنة، ونشبت فيها ثورات انتهت بخروج أميرها معد بن المنصور الحمادي منها سنة (543 هـ / 1148 م) ووقعت الفتنة بين أهلها، فاتفق بعض عقلائها على دعوة أبي بكر بن إسماعيل وكان مقيما في بنزرت التي فر إليها سابقا لما قتل أحمد بن عبد العزيز أباه إسماعيل، فقدمها وأقام في إمارتها سبعة أشهر ثم غدر به عبد الله بن أخيه عبد العزيز بن إسماعيل ووضعه في قارب ورماه في البحر ميتا عند قلعة ابن غبوش وأشاع في الناس أنه غرق.[6]

خامس أمراء من أسرة بني خراسان في تونس كان مقيما بها أيام إمارة عمه أبي بكر بن إسماعيل وغدر بعمه فأغرقه سنة (544 هـ / 1149 م) وتولى مكانه مستقلا، وكثر في أيامه فساد الاعراب بافريقية. وفي سنة 1158 م وجه عبد المؤمن بن علي الكومي سلطان الموحدين ابنه أبا محمد إلى تونس فامتنعت عليه فرحل عنها، وتوفي عبد الله بن عبد العزيز بعد ذلك بقليل.

آخر الأمراء من آل خراسان، ولي الإمارة بعد وفاة عمه عبد الله بن عبد العزيز سنة (553 هـ / 1158 م) وكان عبد المؤمن بن علي قد حاول إخضاعها وامتنعت على بقواده، فقصدها بنفسه، وحاصرها من البر والبحر، فاستأمنه أهلها فاشترط مقاسمتهم على أموالهم وأن يخرج ابن خراسان منها، فرضوا ودخلها سنة 1159 م وخرج ابن خراسان بأهله وولده متوجها إلى مراكش، فمات قبل بلوغها وبه انقرضت إمارة آل خراسان.