تاريخ نادي برشلونة
يعود تاريخ نادي برشلونة إلى العام 1899 وقد تم تأسيسة من قبل مجموعة من الهواة الإنجليز والسويسرين والإسبان تحت قيادة السويسري خوان غامبر، وقد شارك النادي منذ أوائل تأسيسة بعدد من البطولات الكروية التي كانت تقام في تلك الفترة وخصوصا بطولة دوري كاتالونيا وكأس الملك، ورغم أن النادي تم تأسيسة من قبل اجانب كرمزية ان النادي بدأ عالميا ولا زال، إلا أنه ارتبط ارتباط كلي بالهوية والقومية والقيم الكاتلونية، خصوصا في أواخر العقد 1920، نظراً لحالة الاضطهاد والقمع التي عانى منها إقليم كتالونيا من قبل الحكومة المركزية في مدريد بقيادة فرانثيسكو فرانكو الذي منع من استخدام اللغة الكاتالونية. لهذا الشعار "Més que un club" وهو شعار رفعه رئيس النادي نارسيس دي كريراس عام 1968 م.[1] هذا الشعار (برشلونة أكثر من مجرد نادي) ليس مجرد شعار جامد فقد أتخذ النادي منذ أعوام قرار يقضي بموجبة التبرع بنسبة 0.7 بالمئة من الدخل اليومي من اجل تأسيس برامج اجتماعية وإنسانية بالتعاون مع الأمم المتحدة واليونيسيف علاوة على تبرع النادي بمبلغ مليون ونصف المليون يورو سنوياً لمنظمة اليونيسيف التي يرتدي النادي شعارها منذ عدة سنوات كترويج لتلك المنظمة الإنسانية،[2] النشيد الرسمي لبرشلونة هو «بعدم وجود أحد قادر على قهرنا» الذي كتبه جاومي البيكا وجوزيب ماريا إسبانيس. ملعب النادي يسمى بالكامب نو. يعد برشلونة أحد أبرز الأندية العالمية وأنجح الاندية الأوروبية حيث فاز بالعديد من البطولات المحلية والقارية والعالمية في مختلف الرياضات التي يشارك بها وهي بالإضافة لكرة القدم كرة السلة وهوكي الجليد وكرة اليد. يبلغ عدد أعضاء النادي ما يزيد عن 155 ألف عضو،[3] ويعد برشلونة أكثر نادي شعبية في أوروبا إذ وصل عدد مشجعوه في القارة عام 2010 إلى 57.8 مليون تقريباً.[4]، وتبلغ عدد الروابط التشجيعية للنادي 1828 رابطة موزعة في إسبانيا وأغلب دول العالم،[5] يرأس النادي حالياُ خوان لابورتا ويدرب الفريق الأول لكرة القدم تشافي هيرنانديز.
ولادة برشلونة (1899-1922)
في 22 أكتوبر من عام 1899، وضع خوان غامبر إعلانا في لوس ديبورتيس معلنا رغبته في تكوين نادي كرة قدم؛ أسفرت استجابة إيجابية خلال اجتماع في جيمناسيو سولي في 29 نوفمبر. بحضور أحد عشر لاعب، والتر وايلد (أول مدير للنادي)، لويس دوسو، بارتيمو تيراداس، أوتو كونزل، أوتو ماير، إنريك دوكال، بير كابوت، كارليس بجول، جوزيب لوبيت، جون بارسونز وويليام بارسونز، ولد نادي برشلونة لكرة القدم.[6]
و كانت بداية نادي برشلونة ناجحة في الكؤوس المحلية والوطنية، شارك في بطولة كاتالونيا وكأس ملك إسبانيا. في عام 1902، فاز النادي بأول ألقابه، كأس ماكايا، وشارك في أول نسخة من كأس ملك إسبانيا، وخسر 1-2 امام نادي بزكايا في المباراة النهائية.[7] أصبح غامبر رئيس النادي في عام 1908، وكان النادي في ضائقة مالية بعد أن لم يحقق أي بطولة منذ بطولة كاتالونيا في عام 1905. رئيس النادي في خمس مناسبات منفصلة بين 1908 و 1925، أمضى 25 عاما في المجموع في رأس السلطة. وواحدة من أهم إنجازاته هو ضمان برشلونة بالحصول على ملعب خاص به وبذلك أنتج دخلا مستقرا.[8]
يوم 14 مارس 1909، انتقل الفريق إلى ملعب كامب ديل لا إندوستريا، ملعب كبير يتسع لـ8,000 شخص. من 1910 إلى 1914 شارك برشلونة في كأس بيرينيس، الذي يتألف من أفضل الفرق في لانغيدوك، ميدي، أكيتين (جنوب فرنسا)، وبلاد الباسك وكاتالونيا. في ذلك الوقت كانت تعتبر أفضل مسابقة مفتوحة للمشاركة.[9][10] خلال الفترة نفسها، غير النادي لغته الرسمية من القشتالية إلى كتالانية وتطورت تدريجيا إلى رمزا مهماً في الهوية الكاتالونية. بالنسبة للعديد من الأنصار، تشجيع النادي كان الأقل للقيام به مع اللعبة نفسها وأكثر من ذلك في كونها جزءاً من الهوية الجماعية للنادي.[11]
أطلق غامبر حملة لتعيين المزيد من أعضاء النادي، وبحلول عام 1922 تمكن النادي بالحصول على أكثر من 20,000 عضوا، وكان قادراً لتمويل إنشاء ملعب جديد. انتقل النادي إلى ليس كورتس الجديد، الذي افتتح في العام نفسه.[12] تم تعيين جاك غرينويل كأول مدير بدوام كامل، وبدأت حظوظ النادي تتحسن على ارض الملعب. خلال حقبة غامبر، فاز برشلونة بأحد عشر لقب من بطولة كاتالونيا، وستة من كأس ملك إسبانيا، وأربعة من كأس بيرينيس، بأول «عصر ذهبي».[7][8]
الخروج من عنق الزجاجة 1922-1957
لاعبو البرشا أمثال زامورا وغيره جلبوا له النجاح والتميز في الأداء واستطاعوا الفوز بأول بطولة دوري أسباني وكان ذلك عام 1929 م وفي هذه الفترة تم بناء ملعب لا كورتس الذي كان يتسع لثلاثين ألف متفرج ووسع فيما بعد لتصل طاقته الاستيعابية إلى 60 ألف متفرج. في أواخر العقد 1940م بدأ النادي يتعافى من مشاكله التي كادت أن تؤدي لحله [13] واستطاع النادي الفوز بالدوري الإسباني لأول مرة منذ 15 عاما بمساعدة لاعبين أمثال سيزار الفاريز وفيلساكو. اتجهت الأوضاع السياسية في البلاد إلى الهدوء وأدى ذلك إلى تحسن مستوى لعب النادي وازداد عدد الأعضاء مما جعل مشاكل النادي المادية تتلاشى شيئا فشيئا. وقع اللاعب كوبالا عقدا مع النادي واستطاع البارسا الفوز بكل بطولة لعبها تقريبا في السنوات الأولى من قدومه (بطولة الدوري مرتين والكأس 3 مرات) شهدت الفترة الممتدة من العام 1928 حتى العام 1958 والبالغة 30 عاما فوز النادي في خمسة عشر لقب محلي وهي 6 القاب دوري أسباني 5 القاب كأس إسبانيا وظفر الفريق في اربع مناسبات ببطولة كأس إيفا دوارتي التي كانت تجمع بطل الدوري مع بطل الكأس على غرار بطولة كأس السوبر الأسباني حاليا اعوام 45. 49.52. 53 [14]، إضافة إلى بطولة الكأس اللاتيني اعوام 1949 و 1952، وحقق بطولة كأس العالم المصغرة للأندية عام 1957 والبطولتين الأخيرتين توقفتا، الجدير ذكره أنه أثناء هذه الحقبة الزمنية توقفت المسابقات المحلية اعوام 1937. 1938. 1939 نتيجة الحرب الأهلية في إسبانيا، في عام 1953 اتفق النادي الكاتلوني مع اللاعب الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو للعب مع النادي لكن ونظرا لحالة التضيق من قبل نظام فرانشيسكو فرانكو والاتحاد الأسباني غيرت قوانين الاتحاد الأسباني لإفشال تلك الصفقة وتمهيدا لكي يلعب مع ريال مدريد وهو ما تم فعلا [15]، رغم النجاحات التي تحققت خلال هذه الفترة الممتدة من 1928 - 1958 واعتبارها إحدى الفترات الذهبية كرويا في تاريخ النادي [16] إلا أنها كانت فترة حرجة وحساسة جدا في تاريخ النادي نظرا للتضيق الذي تم ممارسته على النادي من قبل نظام فرانسيسكو فرانكو كادت أن توقف مسيرة النادي، لكن النادي الكاتلوني استطاع من الحفاظ على كيانة الرياضي، والخروج من تلك المرحلة الصعبة.
فترة الثبات 1958-1978
في عام 1957 م تم افتتاح ملعب النادي الجديد الكامب نو الذي يعتبر من أكبر ملاعب العالم لكرة القدم إذ يتسع لما يزيد عن 90 ألف متفرج.[18] لم يكن افتتاح ملعب كامب نو فال حسن للفريق الكاتلوني فقد شهدت الفترة الممتدة من عام 1958 وحتى العام 1978 غياب النادي الكاتلوني عن منصات التتويج المحلية الا ما ندر بالرغم من امتلاك النادي للاعبين مميزين وبالرغم من وضعه المالي المريح إذ لم يحصل النادي خلال تلك الفترة البالغة 20 عامًا إلا على 5 بطولات كأس إسبانيا رغم هيمنة النادي الكاتلوني على تلك البطولة سابقا أضافة إلى لقب الدوري الأسباني 3 مرات فقط هذا السبات المحلي رافقة نتائج جيدة إلى حد ما على المستوى الأوروبي إذ حقق الفريق لقب كأس المعارض الأوروبية في أول نسختين على التوالي اعوام 58 و 60، ووصل إلى النهائي الثالث بذات البطولة لكنة خسر من مواطنة نادي فالنسيا قبل أن يحققها للمرة الثالثة في تاريخة عام 1966, إضافة إلى وصول النادي للمباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا بمسماها القديم كأس الأندية الأوروبية البطلة في نسختها السادسة عام 1961 وخسارة برشلونة المباراة النهائية امام نادي بنفيكا البرتغالي 2/3,[19] ووصول النادي إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عام 1969 وخسارته المباراة النهائية امام نادي سلوفان براتيسلافا التشيكي نتيجة 2/ 3.[20]
في عام 1973 م وقع اللاعب الهولندي يوهان كرويف عقدا مع النادي الإسباني.[21] أسلوب لعب كرويف المثير، السريع والذكي جعله محبوب الجماهير سريعا. حتى أن قيمة عقده التي بلغت حوالي 922 ألف جنيه إسترليني (الأعلى في ذلك الوقت) لم تساوِ شيئا في أعين مسؤولي النادي ومشجعيه وخاصة بعد الانتصار على ريال مدريد في معقله بخمسة أهداف دون مقابل والظفر بلقب الدوري الإسباني ذاك العام. في العام التالي وصل عدد الأعضاء المنتمين إلى النادي 70 ألف عضو، لم تكن فرحة جماهير النادي الكاتلوني بالإنجاز الذي حققه الفريق بقيادة كرويف فرحة عادية بتحقيق الدوري الأسباني خصوصا ان ذلك اللقب بقي غائب عن خزائن النادي مدة 14 عام، ورغم تألق برشلونة في العام 1973 وفوزة على ريال مدريد في سنتياجو برنابيو 5 / 0 بنفس العام إلا أن الوصول لمنصات التتويج غاب عنة الفريق مدة 5 اعوام وتحديدا العام 1978 عندما حقق الفريق لقب كأس إسبانيا العام 1978 وللمرة العشرون في تاريخ النادي، خلاصة الفترة الممتدة 20 عامًا 8 القاب محلية و3 القاب أوروبية. وبالرغم من شح الألقاب في تلك الفترة إلا أن القبول الاجتماعي للنادي في كاتلونيا بدأ يزداد كما ازداد المردود المادي له.
نونيز وسنوات الاستقرار (1978-2000)
مع وصول جوزيب لويس نونيز لسدة رئاسة النادي الكاتلوني في عام 1978، تم انتخاب رئيس نادي برشلونة من قبل أعضاء النادي. وكان هذا القرار مرتبط بشكل وثيق بانتقال إسبانيا إلى الديمقراطية في عام 1974 ونهاية ديكتاتورية فرانكو. وكان هدف نونييز الرئيسي بتطوير برشلونة إلى ناد على مستوى عالمي بمنحه الاستقرار داخل وخارج الملعب. بناء على توصية من كرويف، افتتح نونيز لا ماسيا أكاديمية برشلونة للشباب يوم 20 أكتوبر عام 1979.[22] كانت رئاسته لآخر 22 عاما وأثرت تأثيرا عميقا في صورة برشلونة، حيث تمسك نونيز بسياسة صارمة فيما يتعلق بالأجور والانضباط، بترك لاعبين أمثال دييجو مارادونا، روماريو ورونالدو في الانتقال بدلا من تلبية مطالبهم.[23][24]
في 16 مايو 1979، فاز النادي بأول لقب من كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس بفوزه على فورتونا دوسيلدورف 4-3 في بازل في النهائي الذي شاهده أكثر من 30,000 من مشجعي البلوغرانا المسافرين. في يونيو 1982 تم التعاقد مع مارادونا بمبلغ قياسي عالمي انذاك مقابل 5 ملايين جنيه استرليني من بوكا جونيورز.[25] في الموسم التالي، تحت قيادة المدرب مينوتي، فاز برشلونة ب كأس إسبانيا، بفوزه على ريال مدريد. كانت فترة مارادونا في برشلونة قصيرة جداً؛ وسرعان ما انتقل لنابولي. في بداية موسم 1984-1985 عين تيري فينابلز كمدرب، وفاز بالدوري الإسباني في عرض ملحوظ من جانب لاعب الوسط الألماني بيرند شوستر. في الموسم القادم قاد فينابلز الفريق إلى ثاني نهائي كأس أوروبا، إلا أنه خسر بركلات الترجيح امام ستيوا بوخارست خلال الأمسية الكبيرة في اشبيلية.[23][26]
بعد كأس العالم 1986، تم التعاقد مع الهداف الإنجليزي غاري لينيكر بالإضافة إلى حارس المرمى أندوني زوبيزاريتا، ولكن الفريق لم يستطع أن يحقق النجاح حيث تم استبعاد شوستر عن الفريق. تمت إقالة فينابلز في بداية موسم 1987-1988 واستبداله بلويس أراغونيس. ثار اللاعبين ضد الرئيس نونيز في حدث أصبح يعرف باسم ثورة هيسبيريا، والفوز 1-0 في نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال سوسييداد أنهى الموسم.[23] في عام 1988، عاد يوهان كرويف إلى النادي كمدرب وشكل ما يسمى ب (الدريم تيم) أي فريق الأحلام. حيث استخدم مزيجاً من اللاعبين الإسبان مثل جوسيب غوارديولا، خوسيه ماري باكيرو، وتكسيكي بيغريستين في حين تعاقد مع نجوم عالميين مثل رونالد كومان، مايكل لاودروب، روماريو، وخريستو ستويتشكوف.[27] في ظل قيادته، فاز برشلونة بالدوري الإسباني أربع مرات متتالية من 1991 إلى 1994. تغلبوا على سامبدوريا في كلا نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس 1989 وكأس أوروبا 1992 على ويمبلي. فازوا أيضا بكأس ملك إسبانيا في عام 1990، وكأس السوبر الأوروبي في عام 1992، وبثلاثة كأس السوبر الإسباني. ب 11 بطولة، أصبح كرويف من أنجح المدربين في تاريخ النادي حتى الآن، حاليا يتقاسم هذا الرقم مع جوسيب غوارديولا.[28] وأصبح أيضا أطول من درب النادي على التوالي، لمدة 8 سنوات.[29] تغير حظ كرويف في أخر موسمين له مع الفريق، عندما فشل في الفوز بأي لقب وخلافه مع الرئيس نونيز، أدى إلى رحيله.[23]
بفترة قصيرة تم استبدال كرويف ببوبي روبسون، الذي تولى مسؤولية النادي لموسم واحد في 1996-1997. قام بضم رونالدو من ايندهوفن وحقق ثلاثة كؤوس، كأس ملك إسبانيا، كأس أبطال الكؤوس، كأس السوبر الإسباني. على الرغم من نجاحه إلى روبسون كان فقط كحل مثيل لمدة قصيرة في حين انتظر النادي لويس فان غال ليصبح متاح.[30] مثل مارادونا، رونالدو بقي فقط لفترة قصيرة بعدها رحل لإنتر ميلان. ومع ذلك، ظهر أبطال جدد مثل لويس فيغو، باتريك كلايفرت، لويس انريكه والبرازيلي ريفالدو واستطاع الفريق أن يحقق الثنائية الدوري الإسباني والكأس في عام 1998. في عام 1999 احتفل النادي 'بالذكرى المئوية'، بالظفر باللقب الدوري الإسباني. أصبح ريفالدو رابع لاعب من برشلونة يحصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي. رغم هذا النجاح المحلي، إلا أن الإخفاق في منافسة ريال مدريد في دوري ابطال أوروبا أدت إلى استقالة فان جال ونونيز في عام 2000.[30]
سنين الضياع والاضطراب 2000-2004
في عام 2000 تم انتخاب خوان جاسبارت خلفا ل خوسيه لويس نونيز. أوضاع النادي كانت سيئة جدا [31] وخاصة بعد انتقال النجم البرتغالي لويس فيجو إلى ريال مدريد الغريم التقليدي لنادي برشلونة في اليوم التالي للانتخابات. بالرغم من إخفاق الإدارة الجديدة السريع فإنها زادت الطين بلة بسياساتها غير الحكيمة. قادت مصروفات خوان جاسبارت على النادي النادي إلى مشاكل مادية ضخمة. تم جلب العديد من المدربين ومع كل مدرب مجموعة من اللاعبين فتجمع للنادي لاعبين موهوبين مميزين خلال فترة 3 سنوات القليل منهم أتيحت له الفرصة للعب مع الفريق وبقي معه. غياب الفريق عن أي لقب محلي أو أوروبي والأداء السيء للاعبي الفريق وارتفاع ديون النادي لتصل لحوالي 150 مليون يورو أدت كلها إلى ضغوط اجتماعية غير محتملة على إدارة النادي الأمر الذي أجبرها على الاستقالة. رغم امتلاك برشلونة في تلك السنوات القاحلة على صعيد الألقاب لاعبين مميزين أمثال ريفالدو ومارك أوفرمارس الذي كان حينها الصفقة الأغلى بتاريخ النادي وباتريك كلايفرت وآخرون إلا أن التخبط الأداري رافقه تخبط في نتائج وأداء الفريق عزز ذلك الخلافات والعداوات الشخصية من قبل بعض المدربين وخصوصا الهولندي الذي عاد مجددا لتدريب برشلونة لويس فان غال تجاه ريفالدو الذي توج من قبل بجائزة الكرة الذهبية ولاعبين آخرين.[32]
فترة ذهبية جديدة 2005-
قامت انتخابات في النادي فاز على إثرها السيد خوان لابورتا [34] الذي بقدومه جلب النجم البرازيلي رونالدينهو من نادي باريس سانت جيرمان الفرنسي بعد تنافس مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لنيل خدمات النجم البرازيلي بصفقة بلغت قيمتها 30 مليون يورو [35] وتم التعاقد مع مدرب المنتخب الهولندي -سابقا- فرانك ريكارد كمدرب للنادي وأدى ذلك لتحسين أداء النادي بشكل ملحوظ. وضعت خطط اقتصادية للنادي وتم بيع أغلب لاعبيه. في موسم 2003-2004 أنهى الفريق الموسم في المركز الثاني بعد أن قضى نصف مدة الموسم في قعر ترتيب الدوري العام. في الموسم التالي ومع استقدام كل من المهاجم الكميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو ومع التألق غير العادي للنجم البرازيلي رونالدينهو تصدر البارسا الدوري من بداياتة ونالة باستحقاق ليرفع النادي عدد مرات حصولة علية لسبع عشرة مرة. وليعتلي مجددا الفريق منصات التتويج بعد غياب دام ستة سنوات بلا القاب وحصل الفريق بعد ذلك على الدوري الإسباني مرة أخرى في موسم 2005-2006 للمرة الثامنة عشرة في تاريخه والثانية في عهد المدرب فرانك رايكارد، وفي ذات الموسم حقق برشلونة لقب طال انتظارة دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ النادي،[36] في أوائل موسم 2006/2007 فشل الفريق في تحقيق بطولة كأس السوبر الأوروبي وخسر مباراة السوبر امام مواطنه نادي إشبيلية الأسباني،[37] لكن الفريق عوض ذلك الإخفاق بعدها بايام عندما حقق لقب كأس السوبر الإسباني للمرة السابعة بتاريخ النادي والثانية وعلى التوالي بعهد فرانك رايكارد، في أوآخر العام 2006 شارك النادي في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، واخفق الفريق بتحقيق البطولة عندما خسر في المباراة النهائية امام نادي نادي إنترناسيونال البرازيلي بهدف، فشل الفريق خلال الموسم 2006/2007 في الحفاظ على لقبه الأوروبي فخرج امام نادي ليفربول في الدور ثمن النهائي من البطولة وفشل الفريق كذلك في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني للمرة الثالثة على التوالي بعد أن تعادل مع فريق ريال مدريد بعدد النقاط لكن نادي الريال توج بالبطولة لتفوقة على برشلونة في المواجهات المباشرة.
موسم 2007/2008 تراجعت نتائج الفريق كثيرا، فخرج امام نادي فالنسيا في بطولة كأس إسبانيا في الدور نصف النهائي وخرج كذلك من بطولة الشامبيونز ليغ / دوري ابطال أوروبا امام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بالدور نصف النهائي، وكانت نتائج الفريق في الليغا كارثية، وتعالت الأصوات بضرورة اقالة فرانك ريكارد من تدريب الفريق نظرا لنتائج الفريق المخيبة في موسم 2007/2008 , وهو ما حدث فعلا في صيف العام 2008 وتم تعين لاعب النادي الاسبق جوسيب غوارديولا خلفا لة وبيع في صيف ذات العام 2008 رونالدينهو إلى نادي إيه سي ميلان ليسدل الستار عن فترة كان عنوانها الابرز رايكارد ورونالدينهو، وتبدأ فترة ستكون أكثر اشراقا بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا.
2009 عام استثنائي
مع تبوأ جوسيب غوارديولا دفة الأدارة الفنية لبرشلونة تغيرت امور كثيره في الفريق سواء بانضباط اللاعبين وادائهم داخل الملعب، خلال عامة الأول مع برشلونة حقق بيب ما لم يحققه أي مدرب في العالم، في 2/5/2009 خاض برشلونة مباراة الكلاسيكو مع غريمه التقليدي الريال في معقل نادي ريال مدريد سانتياغو برنابيو وحقق برشلونة حينها انتصار مدوي 6 / 2، ضمنت تلك النتيجة إلى حد كبير فوز برشلونة بلقب الليغا، بعدها بأسبوعين التقى برشلونة مع اتلتيك بلباو في نهائي كأس إسبانيا، وحقق برشلونة اللقب الذي كان غائب عن خزائنه مدة 13 عام، وفي أوآخر ذات الشهر حقق برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا على حساب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وليكون ذلك اللقب الثالث للنادي بتلك البطولة،[38] في شهر اب من ذات العام ظفر برشلونة ببطولتي السوبر الأسباني على حساب اتلتك بلباو للمره الثامنة بتاريخه وبطولة السوبر الأوروبي على حساب نادي شختار الأوكراني [39]، وفي أواخر العام ذاته شارك النادي كممثل لقارة أوروبا في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم محققا لقبها لأول مرة في تاريخه بعد انتصاره في المباراة النهائية على نادي إستوديانتيس دو لا بلاتا الأرجنتيني في نهائي مثير امتد لشوطين اضافيين، ليسدل الفريق الستار عن ذلك العام الاستثنائي بأنجاز غير مسبوق 6 ألقاب بعام واحد [40] كان أهم النجوم خلال ذلك العام، ليونيل ميسي، بيدرو، تشافي هيرنانديز، أندريس إنيستا، كارليس بويول، جيرارد بيكي، صامويل إيتو، تييري هنري، دانييل ألفيز، سيرجيو بوسكيتس إريك أبيدال يايا توريه رافاييل ماركيز وفكتور فالدز.
استمرار مسيرة التألق والإبداع
رغم أن الغلة خلال العام 2010 لم تكن كسابقتها إلا أن الإبداع والأداء الراقي ظل مستمرا، أبرز ما حدث في ذلك العام من انجازات الظفر ببطولة الليغا للمرة 20 بتاريخ النادي، وكأس السوبر الأسباني للمرة التاسعة بتاريخ النادي، برشلونة خرج من دوري أبطال أوروبا امام انتر ميلان الإيطالي من الدور نصف النهائي وخرج كذلك مبكرا من كأس الملك امام نادي إشبيلية والملفت أن اشبيلية حقق كأس إسبانيا فيما بعد مثلما حقق الإنتر دوري أبطال أوروبا، على صعيد الانتقالات غادر خلال صيف ذلك العام الفرنسي تيري هنري، وسبقه في الرحيل الكميروني صامويل ايتو في صفقة مبادلة مع نادي الانتر الإيطالي اتى بموجبها اللاعب السويدي ابراهيموفيتش في صفقة تعد الأكبر بتاريخ النادي [41]، لم يمكث ابراهيموفيتش سوى عام واحد وتم اعارتة لنادي ميلان الإيطالي [42] وضم المهاجم الأسباني دافيد فيا من نادي فالنسيا خلال صيف العام 2010,[43] إداريا فقد جرت انتخابات رئاسة للنادي، وصل على اثرها ساندرو روسيل لرئاسة النادي خلفا للمحامي خوان لابورتا، في افتتاحية الموسم 2010/2011 حقق النادي لقب كأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة في تاريخ النادي، شهد الموسم 2010 /2011 صراع محتدم بين برشلونة وغريمه فريق ريال مدريد، ولم يقتصر هذا الصراع على بطولة الليغا، التي حافظ عليها الفريق للمرة الثالثة على التوالي وال 21 في تاريخ النادي، إذ امتد الصراع ليشمل بطولتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا، وصل برشلونة المباراة النهائية ببطولة كأس الملك ليلتقي الريال الذي استطاع من خطف هدف الفوز بالوقت الإضافي الأول، بعد تلك المباراة بأقل من إسبوع التقى برشلونة مجددًا مع ريال مدريد في الدور نصف النهائي دوري أبطال أوروبا واستطاع برشلونة في الإطاحة بريال مدريد والوصول للمباراة النهائية بتلك البطولة، والتي جمعت برشلونة مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، على ملعب ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن انتصر على اثرها فريق المدرب بيب غوارديولا بنتيجة 3 /1 بعد أداء خيالي لنجوم الفريق في المباراة النهائية، محققين اللقب الرابع للكتلان بتلك البطولة [44] ومحققين أيضا رقم قياسي في عدد مرات الوصول لمبارة نهائية في اطار بطولات الأندية الأوروبية.[45] لم تتوقف انجازات النادي خلال عام 2011 عند ذلك ففي مستهل الموسم الكروي 2011/ 2012 وتحديدا في منتصف شهر اب حقق النادي كأس السوبر الإسباني عندما تفوق على غريمة التقليدي فريق ريال مدريد [46]، ولم يمضي اسبوع من تحقيق تلك البطولة حتى حقق النادي كأس السوبر الأوروبي [47] لتزداد غلة النادي من الألقاب ويصبح جوسيب غوارديولا أنجح مدرب في تاريخ النادي من حيث عدد الألقاب.
مصادر
- بدايات النادي، وصاحب شعار (برشلونة أكثر من مجرد نادي) نسخة محفوظة 16 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.
- تعاون النادي مع اليونيسيف نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- 155 ألف عضو عدد أعضاء النادي نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 30 سبتمبر 2011.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - برشلونه النادي الاكثر شعبيه في أوروبا نسخة محفوظة 27 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
- الألعاب التي تمارس في النادي والروابط التشجيعية للفريق نسخة محفوظة 07 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- Ball, Phil p. 89.
- Carnicero, José Vicente Tejedor (21 مايو 2010)، "Spain – List of Cup Finals"، مؤسسة إحصاءات وثيقة لرياضة كرة القدم (RSSSF)، مؤرشف من الأصل في 05 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2010.
- "History part I"، FC Barcelona، مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2011، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2010.
- Murray, Bill; Murray, William J. p. 30.
- Ferrer، Carles Lozano (19 يونيو 2001)، "Coupe des Pyrenées – Copa de los Pirineos"، مؤسسة إحصاءات وثيقة لرياضة كرة القدم (RSSSF)، مؤرشف من الأصل في 02 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 12 يونيو 2010.
- Spaaij, Ramón. p. 279.
- Arnaud, Pierre; Riordan, James. p. 103
- تاريخ النادي / حقبة العشرينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي نسخة محفوظة 24 أبريل 2011 على موقع واي باك مشين.
- تاريخ بطولة السوبر الأسبانية من موقع rsssf نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- كيفية أنتقال دي ستيفانو لنادي ريال مدريد من برشلونة نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- مركز المباريات العالمية - FIFA.com نسخة محفوظة 16 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.
- بول، فيل. ع. 111.
- تاريخ النادي / حقبة ما بعد بناء كامب نو نسخة محفوظة 24 أبريل 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- الوصول لنهائي دوري الابطال عام 1961 وخسارة النهائينسخة محفوظة 01 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- الوصول لنهائي كأس ابطال الكؤوس الأوروبية عام 1969 نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- كرويف اللاعب في برشلونة نسخة محفوظة 27 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Perarnau, Martí (18 أغسطس 2010)، "La Masia, como un laboratorio" (باللغة الإسبانية)، SPORT.es، مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2010.
- "History part IV"، FC Barcelona، مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 2011، اطلع عليه بتاريخ 15 مارس 2010.
- Ball, Phil p. 85.
- Dobson, Stephen; Goddard, John A. p. 180.
- خسارة نهائي دوري الابطال عام 1986 بركلات الترجيح نسخة محفوظة 01 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Ball, Phil. pp. 106–107.
- "Pep Guardiola enters Barcelona history books with record 11th title as coach"، Goal.com، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2011.
- "Honours"، FC Barcelona، مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 2011، اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2010.
- "History part V"، FC Barcelona، 15 يونيو 2003، مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2011، اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2010.
- سنوات الضياع والأضطراب نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- سنوات الضياع والتخبط نسخة محفوظة 30 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Ferrand, ألان; مكارثي، سكوت. ع. 110.
- تاريخ النادي / حقبة لابورتا وما سبقها نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- التعاقد مع رونالدينهو بمبلغ 30 مليون يورو نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- برشلونة بطل دوري الابطال للمرة الثانية في تاريخة، من الموقع الرسمي لل يويفا نسخة محفوظة 01 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- خسارة السوبر الأوروبي عام 2006 نسخة محفوظة 07 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- برشلونة بطل دوري الابطال 2009، من الموقع الرسمي لل يويفا نسخة محفوظة 01 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- الفريق يحقق السوبر الأوروبي للمرة الثالثة بتاريخ النادي نسخة محفوظة 21 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- برشلونة يحقق انجاز غير مسبوق عام 2009، من الموقع الرسمي لل فيفا نسخة محفوظة 21 أغسطس 2012 على موقع واي باك مشين.
- أغلى صفقة بتاريخ النادي نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- أعارة ابراهيموفيتش لنادي ميلانو نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- التعاقد مع ديفيد فيا نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- برشلونة بطل دوري الابطال 2011، من الموقع الرسمي لل يويفا نسخة محفوظة 01 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- برشلونة أكثر فريق أوروبي وصول إلى نهائي أحد بطولات الأندية الأوروبية نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- برشلونة يحقق كأس السوبر الأسباني للمرة العاشرة في تاريخة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- برشلونة بطل السوبر الأوروبي 2011، من الموقع الرسمي لل يويفا نسخة محفوظة 02 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
- بوابة برشلونة
- بوابة إسبانيا
- بوابة كرة القدم الإسبانية
- بوابة كرة القدم
- بوابة رياضة