تصوير الكلية بالنظير المشع

تصوير الكليتين بالنظائر المشعة هو شكل من أشكال التصوير الطبي للكليتين يُستخدم فيه الوسم الإشعاعي. يسمح تصوير الكليتين، والذي قد يُعرف أيضًا باسم اختبار ماغ 3، لأخصائي الطب النووي أو أخصائي الأشعة برؤية الكليتين ومعرفة المزيد حول كيفية عملهما.[1] يعد ماغ 3 اختصارًا لمركابتو أسيتيل ثلاثي الغلايسين، وهو مركب مخلّب بعنصر مشع (التكنيشيوم-99 م).

تصوير الكلية بالنظير المشع
تصويرٌ للكلية باستعمال (Tc-99m DTPA) و(99mTc-MAG3) مع انحناءات مخطط كلوي

من أنواع تصوير ومضي 
ن.ف.م.ط.

العاملان الصيدلانيان الموسومان شعاعيًا والأكثر شيوعًا هما التكنيشيوم-99م ماغ 3 (يُدعى الماغ 3 أيضًا المركابتو أسيتيل ثلاثي الغلايسين أوالميرتياتيد) والتكنيشيوم 99م- دي تي بّي أيه (ثنائي النسيليامين بينتاسيتيك). تشمل الأدوية الأخرى الموسومة شعاعيًا الإي سي (الإيثيلين داي سيستين) واليود-131 الواسم لأو آي إتش (أورثو-يودوهيبورات).[2]

إجراء الاختبار

بعد الحقن في الجهاز الوريدي، تصفي الكليتان المركب ويمكن تتبع تقدمه ضمن الجهاز الكلوي بكاميرا أشعة غاما. تُلتقط سلسلة من الصور على فترات منتظمة. تتضمن المعالجة بعد ذلك رسم منطقة اهتمام (آر أو آي) حول الكليتين، وينتج برنامج حاسوب رسمًا بيانيًا للنشاط الإشعاعي داخل الكليتين مع الزمن، يمثل كمية التتبع، من عدد التعدادات المقاسة داخل كل صورة (ممثلة نقاطًا زمنية مختلفة).[3]

إذا كانت الكلية لا تتلقى الدم على سبيل المثال، لن تظهر على الإطلاق، حتى لو بدت طبيعية من الناحية البنيوية في التصوير بالموجات فوق الصوتية الطبية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. إذا كانت الكلية تتلقى الدم، ولكن يوجد انسداد تحت مستوى الكلية في المثانة أو الحالب، لن يتجاوز النظير المشع مستوى الانسداد، أما إذا كان الانسداد جزئيًا، يمر ماغ 3 ويتطاول زمن العبور.[4] يمكن جمع المزيد من المعلومات عن طريق حساب منحنيات نشاط الوقت؛ عند وجود تروية كلوية طبيعية، يجب ملاحظة ذروة النشاط بعد 3-5 دقائق.[5] تعطي المعلومات الكمية النسبية الدالة التفاضلية لنشاط التصفية في كل كلية.

المتتبعات

يُفضل ماغ 3 على حمض ثنائي النسيليامين بينتاسيتيك الموسوم بالتكنيشيوم-99م لدى حديثي الولادة، والمرضى الذين يعانون من وظيفة كلوية معيبة، وأولئك الذين يشتبه في إصابتهم بالانسداد، لأن تصفيته أكثر كفاءة.[6][7] ترتبط تصفية ماغ 3 ارتباطًا وثيقًا بجريان البلازما الكلوي الفعال (إي آر بّي إف)، ويمكن استخدام تصفية ماغ 3 كمقياس مستقل لوظيفة الكليتين.[8] بعد تطبيقه وريديًا، يصفى نحو 40-50% من ماغ 3 الموجود في الدم عن طريق الأنابيب القريبة مع كل مرور في الكليتين؛ ثم تفرز الأنابيب القريبة ماغ 3 إلى لمعة الأنبوب.[9]

يُصفى حمض ثنائي النسيليامين بينتاسيتيك الموسوم بالتكنيشيوم-99م بواسطة الكبيبة ويمكن استخدامه لقياس معدل الرشح الكبيبي (جي إف آر) (في اختبار منفصل)، ما يجعله نظريًا الخيار الأفضل (الأكثر دقة) لتصوير وظائف الكليتين.[10] تبلغ نسبة تصفية دي تي بي أيه نحو 20٪، أي أقل من نصف نسبة ماغ 3. يعد دي تي بي أيه ثاني أكثر الأدوية الإشعاعية الكلوية استخدامًا في الولايات المتحدة.[11]

الاستخدام السريري

تعتبر هذه التقنية مفيدة جدًا في تقييم أداء الكليتين. يمكن للنظائر المشعة أن تفرق بين التوسع السلبي والانسداد. تستخدم على نطاق واسع قبل زرع الكلية لتقييم وظيفة الأوعية الدموية للكلية المراد زرعها، وتُعطى جرعة اختبارية من كابتوبريل لإظهار التضيقات المحتملة في الشريان الكلوي الخاص بالكلية الأخرى للمتبرع، وأداء عملية الزرع لاحقًا.[12][13][14][15]

يمكن استخدام تصوير الكليتين بعد الزرع لتشخيص المضاعفات الوعائية والبولية. يُستخدم التصوير الكلوي المبكر بعد الزرع أيضًا لتقييم وظيفة الطعم المتأخرة.[16][17]

استُخدم الاختبار لكشف انخفاض وظائف الكليتين بعد جرعات الاختبار من كابتوبريل (دواء مثبط للإنزيم المحول للأنجيوتنسين) لتحديد سبب ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى الفشل الكلوي.[18][19] في البداية تواجد عدم يقين بشأن الفائدة،[20] أو ثابت الاختبار الأفضل لتحديد تضيق الشريان الكلوي، وتوافقت الآراء في النهاية على أن الصفة المميزة هي تغير الدالة التفاضلية.[21]

تاريخ

في عام 1986، طُور ماغ 3 في جامعة يوتا من قبل الدكتور آلان فريتسبيرغ والدكتور سوداكار كازينا والدكتور دينيس إيشيما.[22] خضع العقار لتجارب سريرية في عام 1987،[23] واجتاز اختبار المرحلة الثالثة في عام 1988.[24]

حل ماغ 3 الموسوم بالتكنيشيوم-99م محل اليود-131 أورثو يودوهيبورات أو يود 131-هيبوران نظرًا لجودته الأعلى في التصوير بغض النظر عن مستوى وظائف الكليتين،[25] ولتمتعه بميزة القدرة على تطبيق جرعات إشعاع أقل.[24]

انظر أيضًا

المراجع

  1. "The Renogram"، British Nuclear Medicine Society (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 30 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2017.
  2. Taylor, A. T. (18 فبراير 2014)، "Radionuclides in Nephrourology, Part 1: Radiopharmaceuticals, Quality Control, and Quantitative Indices"، Journal of Nuclear Medicine، 55 (4): 608–615، doi:10.2967/jnumed.113.133447، PMC 4061739، PMID 24549283.
  3. Elgazzar, Abdelhamid H. (10 مايو 2011)، A Concise Guide to Nuclear Medicine (باللغة الإنجليزية)، Springer، ص. 15، ISBN 9783642194269.
  4. "Evaluation of obstructed kidneys by discriminant analysis of 99mTc-MAG3 renograms"، Nuklearmedizin، 33 (6): 244–7، 1994، doi:10.1055/s-0038-1629712، PMID 7854921.
  5. Sandler, Martin P. (2003)، Diagnostic Nuclear Medicine (باللغة الإنجليزية)، Lippincott Williams & Wilkins، ص. 868، ISBN 9780781732529.
  6. Gordon, Isky؛ Piepsz, Amy؛ Sixt, Rune (19 أبريل 2011)، "Guidelines for standard and diuretic renogram in children"، European Journal of Nuclear Medicine and Molecular Imaging، 38 (6): 1175–1188، doi:10.1007/s00259-011-1811-3، PMID 21503762، S2CID 11496497.
  7. Shulkin, B. L.؛ Mandell, G. A.؛ Cooper, J. A.؛ Leonard, J. C.؛ Majd, M.؛ Parisi, M. T.؛ Sfakianakis, G. N.؛ Balon, H. R.؛ Donohoe, K. J. (14 أغسطس 2008)، "Procedure Guideline for Diuretic Renography in Children 3.0"، Journal of Nuclear Medicine Technology، 36 (3): 162–168، doi:10.2967/jnmt.108.056622، PMID 18765635.
  8. Biersack, Hans-Jürgen؛ Freeman, Leonard M. (03 يناير 2008)، Clinical Nuclear Medicine (باللغة الإنجليزية)، Springer Science & Business Media، ص. 173، ISBN 9783540280262، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2017.
  9. Alazraki, Andrew Taylor, David M. Schuster, Naomi (2006)، "The Genitourinary System" (PDF)، A clinician's guide to nuclear medicine (ط. 2nd)، Reston, VA: Society of Nuclear Medicine، ص. 49، ISBN 9780972647878.
  10. Durand, E؛ Prigent, A (ديسمبر 2002)، "The basics of renal imaging and function studies."، The Quarterly Journal of Nuclear Medicine، 46 (4): 249–67، PMID 12411866، مؤرشف من الأصل في 04 أغسطس 2020.
  11. Archer, K. D.؛ Bolus, N. E. (27 أكتوبر 2016)، "Survey on the Use of Nuclear Renal Imaging in the United States"، Journal of Nuclear Medicine Technology، 44 (4): 223–226، doi:10.2967/jnmt.116.181339، PMID 27789752.
  12. "Renal scintigraphy for post-transplant monitoring after kidney transplantation"، Transplantation Reviews، 32 (2): 102–109، 2018، doi:10.1016/j.trre.2017.12.002، PMID 29395726، مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2021.
  13. "[Follow-up after kidney transplantation. Sequential functional scintigraphy with technetium-99m-DTPA or technetium-99m-MAG3]"، Urologe A (باللغة الألمانية)، 32 (2): 115–20، 1993، PMID 8475609.
  14. "Quantitation of renal parenchymal retention of technetium-99m-MAG3 in renal transplants"، J. Nucl. Med.، 35 (5): 846–50، 1994، PMID 8176469.
  15. "Renal transplant hypertension caused by iliac artery stenosis" (PDF)، J. Nucl. Med.، 33 (6): 1178–80، 1992، PMID 1534577، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 ديسمبر 2008.
  16. "Limited clinical value of two consecutive post-transplant renal scintigraphy procedures"، European Radiology، 30 (1): 452–460، 2020، doi:10.1007/s00330-019-06334-1، PMC 6890596، PMID 31338652.
  17. "Can transplant renal scintigraphy predict the duration of delayed graft function? A dual center retrospective study"، PLOS ONE، 13 (3): e0193791، 2018، Bibcode:2018PLoSO..1393791B، doi:10.1371/journal.pone.0193791، PMC 5862448، PMID 29561854، مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2020.
  18. "Captopril renal scintigraphy in patients with hypertension and chronic renal failure"، J. Nucl. Med.، 35 (2): 251–4، 1994، PMID 8294993.
  19. "Captopril-enhanced 99Tcm-MAG3 renal scintigraphy in subjects with suspected renovascular hypertension"، Nucl Med Commun، 15 (7): 515–28، 1994، doi:10.1097/00006231-199407000-00005، PMID 7970428، S2CID 36864545.
  20. "Baseline and postcaptopril renal blood flow measurements in hypertensives suspected of renal artery stenosis"، J. Nucl. Med.، 37 (10): 1652–5، 1996، PMID 8862302.
  21. "Captopril-enhanced scintigraphy using the method of the expected renogram: improved detection of patients with renin-dependent hypertension due to functionally significant renal artery stenosis" (PDF)، Nephrol. Dial. Transplant.، 12 (10): 2081–6، 1997، doi:10.1093/ndt/12.10.2081، PMID 9351069، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 أغسطس 2009.
  22. "Synthesis and biological evaluation of technetium-99m MAG3 as a hippuran replacement"، J. Nucl. Med.، 27 (1): 111–6، 1986، PMID 2934521.
  23. "99mTc-MAG3, a new renal imaging agent: preliminary results in patients"، Eur J Nucl Med، 12 (10): 510–4، 1987، doi:10.1007/BF00620476، PMID 2952506، S2CID 8632649.
  24. "Clinical experience with 99mTc-MAG3, mercaptoacetyltriglycine, and a comparison with 99mTc-DTPA"، Eur J Nucl Med، 14 (9–10): 453–62، 1988، doi:10.1007/BF00252388، PMID 2975219، S2CID 23594754.
  25. "Evaluation of Tc-99m mercaptoacetyltriglycine in patients with impaired renal function"، Radiology، 162 (2): 365–70، 1987، doi:10.1148/radiology.162.2.2948212، PMID 2948212.
  • بوابة طب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.