تفارق (علم النفس)

التفكك هو أي مجموعة من مجموعات التجارب التي تتراوح بين الانفصال العاطفي المعتدل عن المحيط المباشر والانفصال الحاد عن التجارب الجسدية والعاطفية. تتجسد السمة الرئيسية لجميع الظواهر التفككية في الانفصال عن الواقع وليس فقدان الصلة به كما هو الحال مع الذهان. [1][2][3][4]

تفارق (علم النفس)
معلومات عامة
الاختصاص علم النفس 

يُستعرض التفكك عادةً ضمن متسلسلة.[5] يُمكن اعتبار التفكك في حالاته المعتدلة بمثابة آلية تأقلمية أو دفاعية مُستخدمة للتحكم في التوتر أو تقليله أو تقبله، بما في ذلك الملل أو الصراع.[6][7][8] يصف التفكك في الطرف غير المرضي من المتسلسلة بعض الأحداث الشائعة مثل أحلام اليقظة، بينما يصف على طول المتسلسلة الحالات المتغيرة وغير المرضية للوعي. [9][10]

يشتمل التفكك المرضي على مجموعة من الاضطرابات الانشقاقية مثل الشرود الانفصالي، واضطراب تبدد الشخصية (الاغتراب عن الواقع) الذي قد ينطوي على تغييرات في الهوية الشخصية أو الإحساس بالذات. قد تشتمل هذه التغييرات على الشعور بعدم واقعية الذات أو العالم (تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع)، أو فقدان الذاكرة (النساوة)، أو نسيان الهوية أو افتراض وجود ذات جديدة (شرود)، أو تيارات منفصلة من الوعي والهوية والذات (اضطراب الهوية الانفصالي، الذي عُرف سابقًا باسم اضطراب الشخصية المتعددة)، أو اضطراب الكرب التالي للصدمة المعقد. [11][12]

قد تتسبب الصدمة أحيانًا بحدوث الاضطرابات الانشقاقية، ولكنها قد تكون نتيجةً لتوتر أو مؤثرات نفسانية معينة وحسب، بالإضافة إلى إمكانية حدوثها دون وجود أي محفز محدد على الإطلاق.[13] تصنف المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض اضطراب التحليل على أنه اضطراب انشقاقي. يصنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية جميع الاضطرابات الانشقاقية ضمن فئة واحدة، ويدرج التفكك بوصفه عرضًا من أعراض اضطراب الكرب الحاد واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية واضطراب الشخصية الحدي.  [14]

قد تشتمل بعض الاختلالات الانشقاقية على فقدان في الذاكرة، على العكس من الأحداث الانشقاقية الأخرى.[15] تُختبر الاضطرابات الانشقاقية عادةً على أنها تدخلات مباغتة ذاتية في أساليب المرء الاعتيادية في الاستجابة والأداء. تتسم الاضطرابات الانشقاقية بكونها مثيرة للقلق، ويعود السبب في ذلك إلى طبيعتها الفجائية والمبهمة.

التشخيص

يُقاس التفكك في العينات المجتمعية عمومًا بواسطة مقياس التجارب الانشقاقية. يصنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الإصدار الرابع) بعض الأعراض مثل تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع وفقدان الذاكرة نفسي المنشأ على أنهم سمات أساسية للاضطرابات الانشقاقية.[16] وفي المقابل، تنتشر التجارب الانشقاقية غير المهمة من الناحية السريرية إلى حد كبير بين السكان العاديين، إذ صرح 60-65% من الأشخاص المستجيبين عن اختبارهم لبعض التجارب الانشقاقية.[17] تُعتبر المقابلة السريرية المنظمة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الإصدار الرابع) بمثابة مقابلة منظمة مُستخدمة لتقييم وتشخيص التفكك.

المسببات

الصدمة

يوصف التفكك على أنه جزء من مجموعة الأعراض التي يعاني منها بعض ضحايا صدمات الطفولة بأنواعها المتعددة، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي.[18][19] تدعم العديد من الدراسات هذه الفرضية، وتضيف بأن التفكك مرتبط باختبار الفرد لصدمات في السابق. [20]

يتسم التفكك بنوعيته العالية وحساسيته المنخفضة فيما يتعلق بالإبلاغ الذاتي السابق عن الصدمة، الأمر الذي يثبت انتشار التفكك بين الأشخاص المصابين بصدمات نفسية، لكن قد يعاني بعض الأشخاص من الصدمة دون أن تظهر عليهم أعراض التفكك. [21]

تبيّن أن التفكك عند البالغين يتسبب في اضطرابات في سلوكيات الأبوة والأمومة عند اقترانه بتجارب سابقة من الاعتداء في مرحلة الطفولة أو اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية المرتبط بالعنف بين الشخصي، وقد تشتمل الاضطرابات في سلوكيات الأبوة والأمومة على تعريض الأطفال لوسائل الإعلام العنيفة. قد تساهم هذه السلوكيات في خلق حلقات من العنف والصدمات الأسرية. [22]

انظر أيضاً

المراجع

  1. Dell, Paul F. (مارس 2006)، "A New Model of Dissociative Identity Disorder"، Psychiatric Clinics of North America، 29 (1): 1–26، doi:10.1016/j.psc.2005.10.013، PMID 16530584.
  2. Butler, LD؛ Duran, RE؛ Jasiukaitis, P؛ Koopman, C؛ Spiegel, D (01 أغسطس 1996)، "In this issue of The American Journal of Psychiatry"، American Journal of Psychiatry، 153 (8): 42–63، doi:10.1176/ajp.153.8.A42، PMID 8659641.
  3. Gleaves, David H؛ May, Mary C؛ Cardeña, Etzel (يونيو 2001)، "An examination of the diagnostic validity of dissociative identity disorder"، Clinical Psychology Review، 21 (4): 577–608، doi:10.1016/s0272-7358(99)00073-2، PMID 11413868.
  4. Dell, Paul F. (05 يونيو 2006)، "The Multidimensional Inventory of Dissociation (MID): A Comprehensive Measure of Pathological Dissociation"، Journal of Trauma & Dissociation، 7 (2): 77–106، doi:10.1300/J229v07n02_06، PMID 16769667، S2CID 16510383.
  5. Dell, P. F.؛ O'Neil, J. A. (2009)، "Preface"، في P.F. Dell؛ J.A. O'Neil (المحررون)، Dissociation and the dissociative disorders: DSM-V and beyond، New York: روتليدج، ص. xix–xxi.
  6. Weiten, W.؛ Lloyd, M.A. (2008)، Psychology Applied to Modern Life (ط. 9)، Wadsworth Cengage Learning، ISBN 978-0-495-55339-7.
  7. Snyder, C.R., المحرر (1999)، Coping: The Psychology of What Works، New York: دار نشر جامعة أكسفورد، ISBN 978-0-19-511934-3.
  8. Zeidner, M.؛ Endler, N.S., المحررون (1996)، Handbook of Coping: Theory, Research, Applications، New York: جون وايلي وأولاده ، ISBN 978-0-471-59946-3، مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2020.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: extra punctuation (link)
  9. Lynn S & Rhue JW (1994)، Dissociation: clinical and theoretical perspectives، Guilford Press، ص. 19، ISBN 978-0-89862-186-0، مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2020.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link)
  10. Van der Kolk, B. A., Van der Hart, O., & Marmar, C. R. (1996)، "Dissociation and information processing in posttraumatic stress disorder"، في B. A. van der Kolk؛ A. C. McFarlane؛ L. Weisaeth (المحررون)، Traumatic stress: The effects of overwhelming experience on mind, body, and society، New York: Guilford Press، ص. 303–27.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link)
  11. Coons, Philip M. (يونيو 1999)، "Psychogenic or Dissociative Fugue: A Clinical Investigation of Five Cases"، Psychological Reports، 84 (3): 881–886، doi:10.2466/pr0.1999.84.3.881، PMID 10408212، S2CID 39673692.
  12. Kritchevsky, M.؛ Chang, J؛ Squire, LR (01 مارس 2004)، "Functional Amnesia: Clinical Description and Neuropsychological Profile of 10 Cases"، Learning & Memory، 11 (2): 213–226، doi:10.1101/lm.71404، PMC 379692، PMID 15054137.
  13. Abugel, J؛ Simeon, D (2006)، Feeling Unreal: Depersonalization Disorder and the Loss of the Self، Oxford: دار نشر جامعة أكسفورد، ص. 17، ISBN 978-0195170221.
  14. American Psychiatric Association (22 مايو 2013)، Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (باللغة الإنجليزية)، American Psychiatric Association، doi:10.1176/appi.books.9780890425596، ISBN 0-89042-555-8، مؤرشف من الأصل في 4 يناير 2021.
  15. Van IJzendoorn, MH؛ Schuengel, C (1996)، "The measurement of dissociation in normal and clinical populations: meta-analytic validation of the dissociative experiences scale (DES)"، Clinical Psychology Review، 16 (5): 365–382، doi:10.1016/0272-7358(96)00006-2.
  16. اضطراب تفارقي[وصلة مكسورة]
  17. Waller, NG؛ Putnam, FW؛ Carlson, EB (1996)، "Types of dissociation and dissociative types: A taxometric analysis of dissociative experiences" (PDF)، Psychological Methods، 1 (3): 300–21، doi:10.1037/1082-989X.1.3.300، مؤرشف من الأصل (PDF) في 29 أغسطس 2008، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2008.
  18. Salter, Anna C.؛ Eldridge, Hilary (1995)، Transforming Trauma: A Guide to Understanding and Treating Adult Survivors، Sage Publications، ص. 220، ISBN 978-0-8039-5509-7.
  19. Myers, John E.B. (2002)، The APSAC Handbook on Child Maltreatment (ط. 2nd)، Sage Publications، ص. 63، ISBN 978-0-7619-1992-6.
  20. van der Kolk, BA؛ Pelcovitz, D؛ Roth, S؛ Mandel, FS؛ McFarlane, A؛ Herman, JL (يوليو 1996)، "Dissociation, somatization, and affect dysregulation: the complexity of adaptation of trauma"، American Journal of Psychiatry، 153 (7): 83–93، doi:10.1176/ajp.153.7.83، PMID 8659645.
  21. Briere, J (2006)، "Dissociative symptoms and trauma exposure: Specificity, affect dysregulation, and posttraumatic stress"، Journal of Nervous and Mental Disorders، 194 (2): 78–82، doi:10.1097/01.nmd.0000198139.47371.54، PMID 16477184، S2CID 31737109.
  22. Schechter, Daniel S.؛ Gross, Anna؛ Willheim, Erica؛ McCaw, Jaime؛ Turner, J. Blake؛ Myers, Michael M.؛ Zeanah, Charles H.؛ Gleason, Mary Margaret (2009)، "Is maternal PTSD associated with greater exposure of very young children to violent media?"، Journal of Traumatic Stress، 22 (6): 658–62، doi:10.1002/jts.20472، PMC 2798921، PMID 19924819.
  • بوابة طب
  • بوابة علم النفس
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.