تلاوة
التلاوة اللفظ و المعنى، فتلاوة اللفظ جزء من مسمى التلاوة المطلقة، وحقيقة اللفظ إنما هي الاتباع، يقال: اتلُ أثر فلان، و تلوتُ أثره، و قفوته و قصصته؛ بمعنى: تبعتُ خلفه.[1][2][3]
معانى تلاوة القرآن القراءة بشرط أن يعقل المرء ما يقرأ وتلاوة القرآن تأتي بمعنى اتباعه.
قال الله تعالى في سورة الشمس: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا
.
معنى التلاوة في اللغة
التاء واللام والواو أصل واحد في اللغة العربية، ويدور حول معنى الاتباع، يقال: تلوته إذا اتبعته،.[4]
ويقال: تلاه، تبعه متابعة ليس بينهم ما ليس منها، فتارة تكون التلاوة بالجسم، وتارة تكون بالاقتداء في الحكم، وتارة بالقراءة وتدبر المعنى، ومنه قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} [5] وذلك أن القمر يقتبس نوره من الشمس، فهو بمنزلة النور المقتبس، فكأنه يتبعه.
والتلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة، بالقراءة أو بالالتزام لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب.[6]
الفرق بين التلاوة والقراءة
التلاوة تتعلق بشيء إذا قرأته وجب عليك اتباعه، ولذلك جاء في القرآن قوله {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}[7] وقوله { هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}[8] {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [9] وغيرها من الآيات.
وعلى هذا: فتالي القرآن له معنيان: إما أنه الذي يتبع في قراءته ما أنزله الله عز وجل كما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتبع ذلك إذا قرأه عليه جبريل عليه السلام.
أو أن الذي يتلو كتاب الله هو الذي يقرؤه، ويعمل بما فيه، فيكون تابعاً له.[10]
من آيات فضل التلاوة في القرآن
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)} [11]
أخبر الله في القرآن عن عباد الله المؤمنين الذي يقومون بهذه الأعمال - ومنها تلاوة القرآن – أنهم يرجون ثواب الله عند حصوله، وكان مطرف الشخير إذا قرأ هذه الآية قال: هذه آية القراء.[12]
وقال الله تعالى لنبيه: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [13]
وقد ذكر بعض أهل التفسير أن هذا الأمر بتلاوة القرآن يشمل التلاوة بمعنى القراءة والتلاوة بمعنى الاتباع.[14]
وقال النبي محمد e مخبرا عما أمره الله به في القرآن: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ } [15]
والمقصود بتلاوة القرآن، المتابعة بين آياته، وسرده، وتلاوة القرآن سبب الاهتداء إلى خير كثير.[16]
من أحاديث فضل التلاوة في الحديث النبوي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده). [17]
عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخا لكم لا يقول الرفث» يعني بذلك عبد الله بن رواحة.
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع[18]
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقال - يعني لصاحب القرآن -: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها».[19]
مراتب تلاوة القرآن
في علم التجويد، عند قراءة القرآن نحتاج إلى مراتب نقرأ بها، وهذه المراتب الثلاث كلها جائزة، وهي:
- التحقيق.
- التدوير.
- الحدر.
انظر أيضًا
مراجع
- "معلومات عن تلاوة على موقع id.worldcat.org"، id.worldcat.org، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2022.
- "معلومات عن تلاوة على موقع catalogue.bnf.fr"، catalogue.bnf.fr، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2022.
- "معلومات عن تلاوة على موقع idref.fr"، idref.fr، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2022.
- [معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، دار الفكر، 1979م، (1/ 351)]
- [الشمس: 2]
- [المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، دار القلم، الدار الشامية – دمشق، بيروت، 1412هـ، (ص/167)]
- [يونس: 15]
- [يونس: 32]
- [العنكبوت: 51]
- [المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، دار القلم، الدار الشامية – دمشق، بيروت، 1412هـ، (ص/167 - 168)، جمال القراء وكمال الإقراء، علم الدين السخاوي، دار المأمون للتراث – دمشق – بيروت، 1997م، (ص/ 167)]
- [فاطر: 29 – 30]
- [تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، طبعة دار الكتب العلمية – بيروت، 1419هـ، (6/ 483)]
- [الكهف: 27]
- [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، دار الفكر – بيروت، 1995م، (3/ 261)]
- [النمل: 91، 92]
- [المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطية الأندلسي، دار الكتب العلمية – بيروت، 1422هـ، (4/ 274)]
- [مسند أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، مؤسسة الرسالة، 2001م، (12/ 393)]
- [صحيح البخاري، البخاري، دار طوق النجاة، 1422هـ، (2/ 54)]
- [سنن الترمذي، محمد بن عيسى، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، 1975م، (5/ 177)]
- بوابة القرآن
- بوابة الإسلام
- بوابة العالم الإسلامي