حرية الاختيار

حرية الاختيار يصف هذا التعبير فرصة الفرد واستقلاله الذاتي في تنفيذ أي إجراء يختاره من بين اثنين أو أكثر من الخيارات المتاحة، بحيث لا تقيده أي أطراف خارجية.[1][2]

في القانون

في جدل الإجهاض، على سبيل المثال، يستخدم التعبير «حرية الاختيار» في بعض الأحيان للإشارة إلى حق المرأة في تحديد ما إذا كانت ستمضي قدمًا في هذا الحمل أو تنهيه.[3][4][5] وبالمثل، تخضع الموضوعات الأخرى مثل القتل الرحيم، و[6] تحديد النسل[7] والزواج المثلي[8] في سياق الحق الفردي «للحرية الشخصية.» بعض القضايا الاجتماعية، مثل «منع المشروبات الغازية» بنيويورك تم الدفاع عنه[9] ومعارضته[10] في سياق «حرية الاختيار.»

في الاقتصاد

حرية اختيار أي الماركات ونكهة المياه الغازية التي تفضل شراءها أحد الأمور التي تتعلق بالمنافسة التجارية.

في الاقتصاد الجزئي، تعرف حرية الاختيار بحرية الوكيل الاقتصادي في تخصيص موارده بالشكل الذي يراه مناسبًا، من بين الخيارات (مثل البضائع، أو الخدمات، أو الأصول) المتوفرة أمامه.[11][12] وتتضمن كذلك حرية الانخراط في العمل المتاح أمامه.[13]

وفي عام 2008، استشهد راتنر وآخرون بدراسة الأبوية الليبرتارية والتي تنص على أن المستهلكين لا يتصرفون دائمًا بما يصب في مصلحتهم. فهم ينسبون هذه الظاهرة إلى عوامل مثل العاطفة، والحدود والتحيزات المعرفية، والمعلومات غير الكاملة والتي يقولون إنها قد تم معالجتها بمختلف التدخلات. فقاموا بمناقشة تزويد المستهلكين بالمعلومات وأدوات اتخاذ القرار، وترتيب خيارات السوق الخاصة بهم وتقييدها، ومراعاة المشاعر وإدارة التوقعات. وكل منها قد تحسن قدرة المستهلك على الاختيار.[14]

ومع ذلك، تعتمد الحرية الاقتصادية للاختيار على المنافسة التجارية، وذلك لأن خيارات المشتري المتاحة أمامه غالبًا ما تحددها عدة عوامل يتحكم بها البائع مثل مجمل جودة المنتج أو الخدمة والإعلان. وفي حالة الاحتكار، لا يكون أمام المستهلك حرية اختيار شراء من منتج مختلف. وكما أشار فريدريش فون هايك:

تعتمد حريتنا في الاختيار في المجتمع التنافسي على حقيقة أنه إذا رفض شخص ما تلبية رغباتنا ، فيمكننا اللجوء إلى شخص آخر. ولكن إذا واجهنا محتكرًا فنحن تحت رحمته المطلقة.

يعد العديد من المفكرين الليبرتاريين مدافعين أقوياء عن حرية الاختيار، كما اتضح من الاقتباس السابق وكتاب ميلتون فريدمان والمسلسل التلفزيوني حر في اختياري.

ليس هناك توافق حول ما إذا كانت زيادة حرية الاختيار الاقتصادية تؤدي إلى زيادة معدل السعادة.[16] ففي إحدى الدراسات، أظهر تقرير مؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة التراث عام 2011 وجود علاقة قوية بين مؤشر الحرية الاقتصادية في الدولة وسعادة شعبها.[17]

قياس حرية الاختيار

استخدم النهج البديهي-الاستنباطي لمعالجة قضية قياس نسبة حرية الاختيار التي يتمتع بها الفرد.[18] وفي بحث لعام 1990،[19] قدم براسانتا باتانيك ويونغ شنغ شو ثلاثة شروط يجب أن يفي بها قياس حرية الاختيار:

  1. عدم اللامبالاة بين موقفي لا اختيار. عند وجود خيار واحد فإنه يصبح مماثلاً لمؤشر حرية الاختيار، بصرف النظر عن ماهية هذا الخيار.
  2. الرتابة التامة. عند وجود خيارين مميزين (س) و (ص) فإنهما يعادلان نسبة أكبر من حرية الاختيار مقارنة بها عند وجود خيار واحد (س).
  3. الاستقلال. إذا كان الموقف (أ) يتميز بحرية اختيار أكبر من (ب)، فبإضافة خيار جديد (س) إلى كلا الموقفين (خيار غير موجود في أ أو ب)، فإن (أ) لا يزال يتمتع بحرية اختيار أكبر من (ب).

كما أثبتوا أن الأصلية هي المقياس الوحيد الذي يفي بهذه البديهيات، وما لاحظوا أنه غير بديهي وموحٍ هو أن واحدًا من هذه البديهيات أو أكثر يجب إعادة صياغته. وللتوضيح ضربوا مثالاً بخياري «السفر بالقطار» أو «السفر بالسيارة» والذي ينبغي أن يتضمن حرية في الاختيار كبيرة مقارنة بخيار «السفر بالسيارة الحمراء» أو «السفر بالسيارة الزرقاء». ولهذا قدمت بعض الاقتراحات لحل هذه المشكلة، عن طريق إعادة صياغة البديهيات، والتي تتضمن عادة مفاهيم التفضيلات،[20][21][22] أو رفض البديهي الثالث.[23]

العلاقة بالسعادة

أظهرت دراسة أجرتها سيمونا بوتي وآن ماكجيل لعام 2006 أنه عندما تعرض الموضوعات بخيارات مختلفة، ويكون أمامنا حرية الاختيار من بينها، فإن خيارنا يعزز رضانا بالنتائج الإيجابية، والشعور بعدم الرضا بالنتائج السلبية، مقارنة بالذين لا يتوفر لهم الاختيار.[24]

وفي دراسة هازل روز ماركوس وباري شوارتز جمعا خلالها قائمة من تجارب حرية الاختيار وذكروا إن «وجود الكثير من الخيارات من الممكن أن يؤدي إلى حالة من عدم اليقين تسبب العجز، والاكتئاب، والأنانية».[25] ويقول شوارتز أن الناس غالبًا ما يشعرون بالندم نتيجة لتكلفة الفرصة البديلة لعدم اتخاذ القرار الأمثل، وأنه في بعض السيناريوهات، يكون شعور الناس بالرضا العام أعلى عندما يتخذ غيرهم قرارًا صعبًا بدلاً عنهم، حتى عندما يكون قرار الغير أسوأ. ألف شوارتز كتابًا، وألقى محاضرات انتقد خلالها الزيادة المفرطة في عدد الخيارات في المجتمع الحديث، على الرغم من اعترافه أن «بعض الخيارات أفضل من لا شيء».[26][27]

انظر أيضًا

المراجع

  1. Carter, I. (2004)، "Choice, freedom, and freedom of choice"، Social Choice and Welfare، 22: 61–81، doi:10.1007/s00355-003-0277-z. "A person has freedom of choice iff she lacks constraints on the reasoned selection and performance of one or more of the items on an action-menu." and "(...) where a selection is necessarily made from a set of items greater than one"
  2. Sebastiano Bavetta, Ph.D., and Pietro Navarra, Ph.D. (2011)، "5"، Index of Economic Freedom (Report)، The Heritage Foundation، ص. 65، مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013، As noted, there are two aspects of free choice: opportunity to choose and autonomy to choose.{{استشهاد بتقرير}}: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  3. "BBC - Arguments in favour of abortion."، مؤرشف من الأصل في 17 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013، This leads some people to claim is that it is unethical to ban abortion because doing so denies freedom of choice to women and forces 'the unwilling to bear the unwanted'"
  4. "Freedom of Choice Act - H.R.1964"، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 13 فبراير 2013، Freedom of Choice Act - Declares that it is the policy of the United States that every woman has the fundamental right to choose to: (1) bear a child; (2) terminate a pregnancy prior to fetal viability; or (3) terminate a pregnancy after fetal viability when necessary to protect her life or her health.
  5. Susan Smalley, Ph.D.، "Huffington Post - Eggs And Abortion: Freedom Of Choice"، مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 13 فبراير 2013.
  6. "NHS - Euthanasia and assisted suicide - Arguments"، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
  7. Serfaty, D. (1999)، "Guaranteeing freedom of choice in matters of contraception and abortion in Europe: Some personal remarks"، The European journal of contraception & reproductive health care : the official journal of the European Society of Contraception، 4 (4): 237–245، doi:10.3109/13625189909071344، PMID 10817094.
  8. Menachem Rosensaft، "Huffington Post - Even Same-Sex Marriage Is a Basic Civil Right"، مؤرشف من الأصل في 7 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
  9. Lauren Hunter and Kristin Van Busum، "Huffington Post - Soda "Ban" May Actually Increase Freedom of Choice"، مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
  10. Baylen Linnekin، "reason.com - The Fizzy Math Behind Bloomberg's Soda Ban"، مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013، First, the ban would restrict food freedom of choice.
  11. Hall, Robert E.؛ Lieberman, Marc (2009)، Microeconomics: Principles & Applications، Cengage Learning، ص. 42، ISBN 9781439038970، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2013.
  12. Pagoso, Cristobal M.؛ Dinio, Rosemary P.؛ Villasis, George A. (1994)، Introductory Microeconomics، Rex Bookstore, Inc.، ص. 15، ISBN 9789712315404، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2013.
  13. "Quizlet Microeconomics, Chapter 04 - The Market System"، مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2013.
  14. Ratner, R. K.؛ Soman, D.؛ Zauberman, G.؛ Ariely, D.؛ Carmon, Z.؛ Keller, P. A.؛ Kim, B. K.؛ Lin, F.؛ Malkoc, S.؛ Small, D. A.؛ Wertenbroch, K. (2008)، "How behavioral decision research can enhance consumer welfare: From freedom of choice to paternalistic intervention"، Marketing Letters، 19 (3–4): 383، doi:10.1007/s11002-008-9044-3.
  15. Hayek, Friedrich (1994)، The Road to Serfdom، University of Chicago Press، ISBN 978-0-226-32061-8، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2013.
  16. Sebastiano Bavetta, Ph.D., and Pietro Navarra, Ph.D. (2011)، "5"، Index of Economic Freedom (Report)، The Heritage Foundation، ص. 61-68، مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.{{استشهاد بتقرير}}: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  17. Rick Nauert, Ph.D.، "PsychCentral - Does Freedom of Choice Ensure Happiness?"، مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
  18. Dowding, Keith؛ van Hees, Martin (2009)، "Chapter 15 - Freedom of Choice"، Oxford Handbook of Individual and Social Choice (PDF)، Oxford: Oxford University Press، ص. 374–392، مؤرشف من الأصل (PDF) في 22 ديسمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2013.
  19. Xu, Y. (2004)، "On ranking linear budget sets in terms of freedom of choice"، Social Choice and Welfare، 22: 281–289، doi:10.1007/s00355-003-0287-x.
  20. دُوِي:10.1016/0304-4076(91)90087-T
    This citation will be automatically completed in the next few minutes. You can jump the queue or expand by hand
  21. Pattanaik, P. K.؛ Xu, Y. (1998)، Theory and Decision، 44 (2): 173، doi:10.1023/A:1004924211553. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  22. Sudgen, R. (2008)، "The Metric of Opportunity"، Economics and Philosophy، 14 (2): 307، doi:10.1017/S0266267100003874.
  23. Carter, I. (2004)، "Choice, freedom, and freedom of choice"، Social Choice and Welfare، 22: 61–81، doi:10.1007/s00355-003-0277-z. "an explication of freedom of choice should reject the third axiom"
  24. Botti, Simona؛ McGill, Ann L. (2006)، "When Choosing is Not Deciding: The Effect Of Perceived Responsibility on Satisfaction"، Journal of Consumer Research، 33، مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 14 فبراير 2013.
  25. Markus, H. R.؛ Schwartz, B. (2010)، "Does Choice Mean Freedom and Well‐Being?"، Journal of Consumer Research، 37 (2): 344، doi:10.1086/651242.
  26. Schwartz, Barry (2005)، The Paradox of Choice: Why More Is Less، Harper Perennial، ص. 304، ISBN 0060005696.
  27. Schwartz, Barry (يوليو 2005)، "The paradox of choice"، Talk، TED، مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2014، اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
  • بوابة مجتمع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.