خازم بن خزيمة التميمي

أبو خزيمة خازم بن خزيمة بن عبدالله النهشلي الدارمي التميمي (90 هـ - 152 هـ / 708 م - 770 م)[1] أمير، وقائد عسكري، وسياسي، ورجل دولة، من أبرز القادة والأمراء في الدولة العباسية في عصر التأسيس، وأحد القادة الذين ساهموا بشكل كبير في هدم أركان الدولة الأموية، وتثبيت أركان الدولة العباسية حتى عُد الرجل الثاني في الدولة بعد الخليفة، تولى إمارة عمان في عهد الخليفة أبو العباس السفاح، وإمارة خراسان في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، وخاض الكثير من الحروب والمعارك والحملات العسكرية لصالح الدولة العباسية، وقضى على كثير من حركات الخوارج والثائرين على الخلافة العباسية حتى عرف في بلاط الخلفاء بلقب القائد، وكان على شرطة الخليفة أبو جعفر المنصور وتوفي وهو على شرطته في بغداد عام 152 هـ وصلى عليه الخليفة ودفن فيها[2][3].

خازم بن خزيمة النهشلي التميمي
معلومات شخصية
الميلاد 90 هـ / 708 م.
مرو الروذ،  الدولة الأموية.
الوفاة 152هـ / 770 م.
بغداد،  الدولة العباسية.
اللقب أبو خزيمة، القائد، الأمير.
الحياة العملية
المهنة قائد عسكري 
الخدمة العسكرية
الولاء  الدولة العباسية
الرتبة أمير، وقائد.
القيادات أمير خراسان، وأمير عمان.
المعارك والحروب معركة جلفار الثانية
طبرستان

كان خازم من دهاة العرب، ذوي الرأي والمكيدة والخبرة في الحروب، ولم يهزم في معركةٍ قط، وينتمي إلى بني نهشل من بني تميم الذين يعدون من أشراف العرب، شارك في تأسيس الخلافة العباسية، ففتح مدينة مرو الروذ وقتل عامل الأمويين عليها، كما فتح مدينة حلوان وهرب عامل الأمويين عليها، وكان مع قحطبة بن شبيب في مقدمة الجيوش العباسية وشارك في الإستيلاء على بلاد فارس والعراق، وتولى خازم قتل يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أخر ولاة الدولة الأموية على العراق.[4][5][6].

وبعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية كان خازم الرجل العسكري الأول في زمانه، فخاض حروب كثيرة لتثبيت أركان الدولة العباسية ومحاربة خصومها من الخوارج والثوار في عهد الخليفتين أبو العباس السفاح (132 هـ - 136 هـ) وأبو جعفر المنصور ( 136 هـ - 152 هـ)، فقد شن حملة عسكرية كبيرة على الخوارج الإباضية وحاربهم في معركة جلفار الثانية في عمان وتغلب عليهم وقتل أميرهم الجلندي بن مسعود وجُل أصحابه، وحارب الخوارج الصفرية وهزمهم وأجلاهم عن البحرين، كما قضى على تمرد الوالي عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي في خراسان وقبض عليه ثم قتله، وقاد الحرب ضد مدعي النبوة أستاذ سيس وتغلب عليه وقتله مع عدد كبير من أتباعه، كما كلفه الخليفة أبو جعفر المنصور بمحاربة الخوارج في العراق فأستطاع خازم هزيمتهم وقتل قائدهم ملبد بن حرملة الشيباني، كما ندبه لقتال الوالي المتمرد بسام بن إبراهيم في المدائن فتغلب عليه وقتله مع أصحابه، وقاد حملة عسكرية كبيرة لفتح منطقة طبرستان فأستطاع ضمها إلى الدولة العباسية وقتل ملكها قارن الأصبهبذ، وقضى أيضاً على ثورة الراوندية في بغداد وأبادهم جميعاً[7][8][9][10].

نسبه ونشأته

نسبه

هو خازم بن خزيمة بن عبد الله بن حنظلة بن نضلة بن حرثان بن مطلق بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر النهشلي الدارمي الحنظلي التميمي يُكَنى بأبي خزيمة[11][12]، وقومه بنو نهشل من بني تميم من أشراف العرب، وفيه يقول الشاعر[13]:

إذا مضر الحمراء كانت أرومتيوقام بنصري خازم وابن خازم
عطست بأنفٍ شامخٍ وتناولتيدي الثريا قاعداً غير قائم

وكان جده صخر بن نهشل الحنظلي التميمي سيداً شريفاً من سادات العرب في الجاهلية وفرسانهم، وكان رئيس بني حنظلة من بني تميم، وقائدهم في غزواتهم في زمانه، ومنها ما ذكره المفضل الضبي وأبو الفضل الميداني قالا: أتى الحارث بن أكل المرار الكندي ملك كندة صخر بن نهشل التميمي وقال له: هل أدلك على غنيمة على أن يكون لي خمسها، فقال له صخر: نعم ، فدله الحارث بن أكل المرار على قومٍ من أهل اليمن، فأغار عليهم صخر بن نهشل بقومه وظفروا بهم وغنموا، فقال له الحارث بن أكل المرار الكندي: «أنجز حرّ ما وعد» فصارت مثلاً، ووفى له صخر فأعطاه ماوعده به[14][15].

وكان يقال لقومه نهشل الفوارس وذلك لكثرة فرسانهم وشِدة بأسهم، قال الفرزدق[16]:

بَيْتًا زُرَارَةُ مُحْتبٍ بِفَنَائِهِوَمُجَاشِعٌ وَأَبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ

ثورة الإباضية عمان

أرسل أبو العباس جيشا لملاحقة شيبان وأصحابه وكان هذا الجيش بقيادة خازم بن خزيمة الذي ركب البحر وسار من البصرة باتجاه عمان ونزلت قواته في جلفار، ومن هناك أخذ يسأل عن شيبان ورجاله ويستقصي أخبارهم فعلم أخيرا أنهم قتلوا على أيدي رجال الإمام الجلندي. وعندما علم خازم بن خزيمة أن أهل عمان قد قضوا على شيبان ومن معه، أرسل إلى الجلندي بن مسعود طالبا منه حق الاعتراف والطاعة للخلافة العباسية، غير أن الإمام ومن ورائه أهل عمان، رفضوا طلبه رفضا قاطعا. وأمام إصرار العمانيين أعلن خازم بن خزيمة الحرب، وهنا تحرك ا الجلندي بن مسعود الأزدي والتقى الطرفان في جلفار، وهناك أبلى العمانيون بلاء حسنا وصمدوا في المعركة – وقتل الجلندي مسعود - هلال بن عطية، وذلك عام 134هجر

ثورة الراوندية

واجه الخليفة المنصور العباسي ثورات لطوائف منحرفة، ففى سنة 141هـ/ 759م.. واجه المنصور ثورة من فرقة يقال لها الراوندية ينتسبون إلى قرية «راوند» القريبة من أصفهان. فقاتلهم المنصور حتى قضى عليهم جميعًا بالكوفة وكان خازم من ضمن القادة الذين حاربوهم مع أبو جعفر المنصور وأبلى بلاء عظيما في قتالهم.

ملبد بن حرملة

ثار بالجزيرة الفراتية ملبد بن حرملة الشيباني واستفحل أمره، فسير المنصور لقتاله جيوشا متتابعة انهزمت كلها. ثم وجه إليه خازم بن خزيمة في ثمانية آلاف مقاتل، فثبت لهم ملبد ثباتا عجيبا حتى كاد يهزمهم، فرشقوه بالنشاب فقتلوه مع جمع كبير من أصحابه

ثورات خراسان

ثورة عبد الجبار الازدي

وهو سيد الأزد وراسهم في خرسان

وارسله المهدي للقبض على عبد الجبار الازدي الظالم والي خراسان وكان قد استبد بخراسان ونشر الظلم في اهلها واستطاع هزيمته وقتله والقبض على بقية عصابته.

ثورة أستاذ سيس

في سنة 150هـ خرج رجل من الكفار يقال له (أستاذ سيس) في بلاد خرسان فاستحوذ على أكثرها والتف حوله ثلاثمائة ألف مقاتل فقتلوا من المسلمين خلقا كثيرا وسبوا خلقا كثيرا وتحكم الفساد بسببهم، وتفاقم أمرهم، فوجه المنصور إليهم القائد خازم بن خزيمة في نحو أربعين ألفا فسار إليهم، وما زال يراوغهم ويماكرهم ويعمل الخديعة فيهم حتى فاجأهم بالحرب وواجههم بالطعن والضرب فقتل منهم سبعين ألفا وأسر منهم أربعة عشر الفا وأسر ملكهم أستاذ سيس

ثورة طبرستان

كما جاء في تقويم البلدان لليعقوبي: فعصى قارن أصبهبذ طبرستان فوجه إليه المهدي خازم بن خزيمة التميمي وروح ابن حاتم المهلبي، ففتحت طبرستان وأسر قارن وبذلك انتهت ثورة طبرستان.

ثورة بسام بن إبراهيم الأموي بالمدائن

وجاء في بن الأثير عنه ((خلع بسام بن إبراهيم بن بسام وكان من فرسان أهل خراسان وسار من عسكر السفاح هو وجماعة على رأية سًا إلى المدائن فوجه إليهم السفاح خازم بن خزيمة فاقتتلوا فانهزم بسام وأصحابه وقتل أكثرهم وقتل كل من لحقه منهزمًا)) وقتل أيضا بسام بن إبراهيم

وفاته

توفي خازم بن خزيمة التميمي ببغداد سنة 152هـ وصلى عليه الخليفة أبو جعفر المنصور وسار في عزاه.

المصادر

  1. جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، المجلد الأول ص 230. نسخة محفوظة 2021-12-19 على موقع واي باك مشين.
  2. كتاب المعارف، ابن قتيبة الدينوري، المجلد الأول ص 417. نسخة محفوظة 2021-11-23 على موقع واي باك مشين.
  3. أنساب الأشراف، البلاذري، المجلد الرابع ص 115. نسخة محفوظة 2010-01-30 على موقع واي باك مشين.
  4. تاريخ الرسل والملوك، أبو جعفر الطبري، المجلد السابع ص 408 - 409. نسخة محفوظة 2019-12-05 على موقع واي باك مشين.
  5. الكامل في التاريخ، ابن الأثير الجزري، المجلد الرابع ص 362.
  6. أنساب الأشراف، البلاذري، المجلد الثاني ص 5.
  7. الأخبار الطوال، ابن قتيبة الدينوري ص 384.
  8. تاريخ الرسل والملوك، أبو جعفر الطبري، المجلد السابع ص 462. نسخة محفوظة 2019-12-05 على موقع واي باك مشين.
  9. نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين النويري، المجلد الثاني والعشرين ص 95.
  10. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ابن الجوزي، المجلد السابع ص 324.
  11. جمهرة النسب، هشام ابن الكلبي، المجلد الأول ص 209. نسخة محفوظة 2020-02-14 على موقع واي باك مشين.
  12. نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، القلقشندي، المجلد الأول ص 249. نسخة محفوظة 2022-08-22 على موقع واي باك مشين.
  13. العمدة في محاسن الشعر وأدابه، ابن رشيق القيرواني، المجلد الأول ص 159. نسخة محفوظة 2018-09-28 على موقع واي باك مشين.
  14. كتاب أمثال العرب، المفضل الضبي ص 41.
  15. مجمع الأمثال، أبو الفضل الميداني، المجلد الثاني ص 332.
  16. المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، بدر الدين العيني، المجلد الرابع ص 538.
  • بوابة العرب
  • بوابة أعلام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.