خلايا هيلا

هيلا هي سلالة خلايا خالدة تستخدم في البحث العلمي. تعتبر هذه السلالة من الخلايا البشرية الأقدم والأكثر استخدامًا.[1] تم اشتقاق الخط من خلايا سرطان عنق الرحم المأخوذة في 8 فبراير 1951 [2] من هنرييتا لاكس، وهي كانت مريضة توفيت بعد استئصال خلايا السرطان في 4 أكتوبر 1951. وجد المختصون في مستشفى باليتمور في ماريلاند بأن خلايا هنرييتا قوية وسريعة التكاثر بشكل ملحوظ، مما أدى إلى استخدامها على نطاق واسع في البحث العلمي.[3] [4]

مسح صورة مجهرية إلكترونية لخلية هيلا الأبوطوزية . زايس ميرلين HR-SEM.
صورة لخلايا هيلا المزروعة مع بروتين فلوري "صبغة وميضية" يستهدف جهاز جولجي (برتقالي)، وأنابيب دقيقة (خضراء) ومضاد للحمض النووي (سماوي). نيكون RTS2000MP مخصصة ليزر مجهر المسح.
صورة فلوري مناعية من خلايا هيلا التي تزرع في زراعة الأنسجة وملطخة بالأجسام المضادة للأكتين باللون الأخضر، والفيمتين باللون الأحمر والدنا باللون الأزرق

تم أخذ الخلايا من ورم عنق الرحم السرطاني لهنرييتا لاكس دون علمها أو موافقتها، تلك كانت ممارسة شائعة في ذلك الوقت «خاصة مع الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو الأصول غير الأوروبية».[5] وجد عالم الأحياء الخلوية جورج أوتو ݠاي أنه يمكن إبقائها على قيد الحياة، [6] وتطوير خط سلالة خلوية. في السابق، كانت الخلايا المستزرعة من خلايا بشرية أخرى تظل تعيش لبضعة أيام فقط. كان العلماء يقضون وقتًا أطول في محاولة إبقاء الخلايا حية بدلاً من إجراء أبحاث فعلية بشأنها. أما الخلايا من ورم هنرييتا لاكس تصرفت بشكل مختلف. واستخدموا أول الحروف من اسمها فصارت تلقب اختصاراً بــ«هيلا»: HeLa.

خلايا هيلا هي أولى الخلايا البشرية التي نمت في المختبر وكانت «خالدة» بشكل طبيعي، وهذا يعني أنها لا تموت بعد عدد معين من انقسامات الخلية (أي الشيخوخة الخلوية).[7] يمكن استخدام هذه الخلايا لإجراء العديد من التجارب الطبية - إذا ماتت الخلايا، يمكن ببساطة التخلص منها وتجربة التجربة مرة أخرى على خلايا جديدة من العينة ذاتها. هذا يمثل فائدة عظيمة للبحوث الطبية والعلمية، حيث سابقاً فإن مخزونات الخلايا الحية في تكون محدودة وتحتاج إلى جهد كبير للإنماء. [4]

مكّن النمو المستقر لخلايا هيلا باحثاً في مستشفى جامعة مينيسوتا من أن ينمّي بنجاح فيروس شلل الأطفال، مما ساعد على تطوير لقاح له، [8] ففي عام 1952، طور جوناس سالك لقاح لشلل الأطفال باستخدام هذه الخلايا. [4] [9] لاختبار هذا اللقاح الجديد دخلت الخلايا مرحلة الإنتاج الضخم في أول مصنع لإنتاج الخلايا على الإطلاق.[10]

في عام 1953، كانت خلايا هيلا هي أول خلايا بشرية تم استنساخها بنجاح [11] وسرعان ما نما الطلب على خلايا هيلا في الصناعات الطبية الحيوية الناشئة. فمنذ بداية استنساخها بشكل كبير، قام العديد من العلماء والباحثين باستخدامها في أنواع لا تحصى من الأبحاث والدراسات خاصة بمجال أبحاث الأمراض، ورسم خرائط الجينات، وتأثير المواد السامة على الكائنات الحية، والإشعاع على البشر. [9] بالإضافة إلى ذلك، فإن خلايا هيلا تم استخدامها لاختبار حساسية البشر للأشرطة اللاصقة، الصمغ أو الغراء، ومستحضرات التجميل، والعديد من المنتجات التجارية والاستهلاكية الأخرى. [4]

نما العلماء ما يقدر بنحو 50 مليون متري   طن من خلايا هيلا، [4] [12] وهناك ما يقرب من 11000 براءات الاختراع نتيجة تجارب أو دراسات على هذه الخلايا. اعداد سسو

التاريخ

الأصل

تم اكثار هذه الخلايا في البداية من قبل جورج أوتو ݠاي قبل وقت قصير من وفاة هنرييتا لاكس بعد استئصال ورم سرطاني في عنق رحمها في عام 1951. كانت «هيلا» أول سلالة خلية بشرية يثبت نجاحه في المختبر خارج جسم حي، وهو إنجاز علمي له فائدة مستقبلية هائلة للبحوث الطبية. تبرع Gey بهذه الخلايا جنبًا إلى جنب مع الأدوات والعمليات التي طورها مختبره لأي عالم يطلبها من أجل نشر الفائدة في العلم. لم تعطي هنرييتا لاكس ولا عائلتها الإذن لحصاد الخلايا تلك، ولكن في ذلك الوقت، لم يكن الإذن مطلوبًا ولا يُطلب عادة.[13] في وقت لاحق تم تسويق الخلايا، على الرغم من أنها لم تحصل على براءة اختراع في شكلها الأصلي. لم يكن هناك أي شرط في ذلك الوقت (أو في الوقت الحاضر) لإبلاغ المرضى أو أقاربهم بهذه الأمور لأن المواد أو المواد المهملة التي تم الحصول عليها أثناء الجراحة أو التشخيص أو العلاج تعتبر ملكًا للطبيب أو المؤسسة الطبية. أثارت هذه القضية وحالة هنرييتا ضمن مرافعة في محكمة كاليفورنيا العليا لمور ضد. مسؤولون من جامعة كاليفورنيا . وقضت المحكمة بأن أنسجة وخلايا الشخص المهملة ليست ملكا له ويمكن تسويقها.[14]

تحليل

تيلوميراز

تم اشتقاق خط سلالة خلايا HeLa لاستخدامه في أبحاث السرطان. تتكاثر هذه الخلايا بشكل غير طبيعي بسرعة، حتى عند مقارنتها بالخلايا السرطانية الأخرى. فهي مثل العديد من الخلايا السرطانية الأخرى، [15] تمتلك خلايا هيلا نسخة نشطة من الإنزيم تيلوميراز أثناء انقسام الخلايا، [16] مما يمنع التقصير التدريجي للتيلوميرات المسؤولة عن الشيخوخة وموت الخلايا. بهذه الطريقة، تتحايل الخلايا على حد هايفليك، وهو العدد المحدود من انقسام الخلايا التي يمكن لمعظم الخلايا الطبيعية القيام بها قبل أن تدخل مرحلة شيخوخة.

رقم الكروموسوم

نقل الجينات الأفقي من فيروس الورم الحليمي البشري 18 (HPV18) لخلايا عنق الرحم البشرية انشأت جينوم HeLa ، والذي يختلف عن جينوم هنرييتا لاكس بطرق متعددة، بما في ذلك عدد الكروموسومات الخاصة فيه. تقسم خلايا هيلا الخلايا السرطانية بشكل متسارع، وتختلف أعداد الكروموسومات أثناء تكون السرطان واستزراع الخلايا.

المراجع

  1. "A novel L1 retrotransposon marker for HeLa cell line identification"، BioTechniques، 46 (4): 277–284، 2009، doi:10.2144/000113089، PMID 19450234.
  2. Scherer, W.F.؛ Syverton, J.T.؛ Gey, G.O. (1953)، "Studies on the propagation in vitro of poliomyelitis viruses. IV. Viral multiplication in a stable strain of human malignant epithelial cells (strain HeLa) derived from an epidermoid carcinoma of the cervix"، Journal of Experimental Medicine، 97 (5): 695–710، doi:10.1084/jem.97.5.695، PMID 13052828.
  3. "Check your cultures! A list of cross-contaminated or misidentified cell lines"، Int. J. Cancer، 127 (1): 1–8، 2010، doi:10.1002/ijc.25242، PMID 20143388.
  4. Batts DW (10 مايو 2010)، "Cancer cells killed Henrietta Lacks – then made her immortal"، The Virginian-Pilot، ص. 1, 12–14، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2012.; Note: Some sources report her birthday as August 2, 1920, vice August 1, 1920.
  5. Ron Claiborne؛ Sydney Wright, IV (31 يناير 2010)، "How One Woman's Cells Changed Medicine"، ABC World News، مؤرشف من الأصل في 04 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2012.
  6. McKie, Robin؛ Editor (03 أبريل 2010)، "Henrietta Lacks's cells were priceless, but her family can't afford a hospital"، The Guardian، London، مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 يوليو 2017. {{استشهاد بخبر}}: |مؤلف-الأخير2= has generic name (مساعدة)
  7. "HeLa cells: Origin of this important cell line in life science research"، 28 نوفمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2019.
  8. Scherer, William F.؛ Syverton؛ Gey (1953)، "Studies on the Propagation in Vitro of Poliomyelitis Viruses"، J Exp Medتاريخ النشر: 1 مايو 1953، 97 (5): 695–710، doi:10.1084/jem.97.5.695، PMID 13052828.
  9. Smith, Van (17 أبريل 2002)، "Wonder Woman: The Life, Death, and Life After Death of Henrietta Lacks, Unwitting Heroine of Modern Medical Science"، Baltimore City Paper، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2004، اطلع عليه بتاريخ 02 مارس 2017.
  10. Skloot 2010
  11. Puck, T.T.؛ Marcus, P.I. (1955)، "A rapid method for viable cell titration and clone production with Hela cells in tissue culture: The use of X-irradiated cells to supply conditioning factors"، Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of Americaتاريخ النشر: 15 يوليو 1955، 41 (7): 432–437، Bibcode:1955PNAS...41..432P، doi:10.1073/pnas.41.7.432، PMID 16589695.
  12. Margonelli, Lisa (5 فبراير 2010)، "Eternal Life"، The New York Times، مؤرشف من الأصل في 01 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 أبريل 2014.
  13. Washington, Harriet "Henrietta Lacks: An Unsung Hero", Emerge Magazine, October 1994
  14. Skloot, Rebecca (2010)، The Immortal Life of Henrietta Lacks، New York: Crown/Random House، ISBN 978-1-4000-5217-2.
  15. The Nobel Prize in Physiology or Medicine 2009 on nobelprize.org نسخة محفوظة 8 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. "Telomerase activity in HeLa cervical carcinoma cell line proliferation"، Biogerontology، 8 (2): 163–72، 2007، doi:10.1007/s10522-006-9043-9، PMID 16955216.

قراءة متعمقة

  • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
  • بوابة علم الأحياء
  • بوابة علم الأحياء التطوري
  • بوابة تاريخ العلوم
  • بوابة علم الفيروسات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.