خيامية
الخيامية هي فن مصري والمصطلح مشتق من كلمة خيام، وهو صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم قي عمل السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً قي العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي.وقد كانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة ، والتي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل . 'وتتواجد هذه الحرفة بكثرة في شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة - آخر شارع الغورية في القاهرة. [بحاجة لمصدر][1]
يعتبر فن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التي تعلمها ومارسها الإنسان لصنع مأوى له من القماش، وذلك بعد أن صنع الأكواخ. وقد تطورت صناعة الخيام منذ عهد الدولة الفاطمية، حيث فكر الفنان المصري بإدخال البهجة في مسكنه، فطوّر صناعة الخيام وبدأ يحيكها من أقمشة ملونة مستعيناً بالتصاميم والزخارف العربية القديمة، وأدخل بعد ذلك رسوماً وزخارف مستقاة من المعابد والجوامع والكنائس. كما طور من صنعته وصنع من هذه الحرفة أشياء أخرى مثل الخدودية ومفارش السرير ومعلقات على الجدران. وكان من أبرز من طور هذه المهنة في مصر الحاج حنفي محمد إبراهيم والحاج حمدي فتوح، الملقبين بشيوخ الخيامية، وقد عرضا فنهما وتاريخهما في عدد من البرامج في القنوات التلفزيونية المصرية والعربية والدولية. [بحاجة لمصدر].[1]
وساهمت صناعة الخيامية في زخرفة كسوة الكعبة المشرفة، وأنشأت مصر أول مؤسسة لذلك وأسمتها إدارة الكسوة، وهي موجودة في تحت الربع- باب الخلق -القاهرة. وكانت الكسوة تحمل على الجمال في احتفالية كبيرة من مصر إلى السعودية في موسم الحج، وكانت تسمى بالمحمل.
وقديماً كانت هناك طقوس خاصة لاعتماد أي حرفي خيامي جديد ينضم لتلك الطائفة حيث كان يتم اجتماع الخيامية وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد، فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة، أما حالياً فدخول المهنة يتم بشكل تلقائي بعد تعلمها.
شارع الخيامية
أمام باب زويلة بالقرب من منطقة «تحت الربع» يقع شارع الخيامية وهو أحد أشهر أسواق القاهرة المسقوفة والذي يقع على امتداد شارع المعز وقد سمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، فما أن تدخل ذلك الشارع حتى تجد على جنباته مجموعة من الورش التي تخصصت قي هذا النوع من التراث الفني العريق.وهذا الشارع موجود منذ أيام الفاطميين وهو يتكون من طابقين وقد كان باب زويلة يغلق ليلاً ويفتح قي النهار وكان يسمح للتجار بالدخول صباحاً لمباشرة أعمالهم وأماكن الورش التي نتواجد فيها الآن كانت قديماً إسطبلاً للخيول والطابق الذي يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام، وقد كان لهؤلاء التجار خيام يستخدمونها قي سفرهم، وكانوا يعملون على إصلاحها قي تلك المنطقة، كما كان يحرص كل منهم أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى ومن هنا بدأت مهنة الخيامية.
صناعة الخيامية
تبدأ برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالباً ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك ثم يقوم بتخريم الرسم وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الفنان بعملية التطريز إذ يقوم الفنان بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها البعض، وقد نقوم بعمل ما يسمى «تفسير» وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش وذلك لعمل الملامح إذا كان التصميم عبارة عن منظر طبيعي وذلك لإضفاء روح على التصميم وغالبا ما تكون التصميمات إما فرعونية أو إسلامية هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية والمناظر الطبيعية.
المصادر
- "«الخيامية».. هنا يسكن التاريخ"، صوت الأمة، 03 يونيو 2019، مؤرشف من الأصل في 04 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 28 مايو 2020.
زكي محمد حسن: في الفنون الإسلامية، مؤسسة هنداوي، 2013
إيفا ولسون: الزخارف والرسوم الإسلامية، ترجمة أمال مريود، دار قابس- بيروت
حسين محمد حجاج، زينب أحمد عبد العزيز، آخرون: الاستفادة من أسلوب الخيامية في تنفيذ تصميمات مبتكرة، مجلة بحوث التربية النوعية- جامعة المنصورة- العدد التاسع عشر- يناير2011.
أمل بسيوني عطية عابدين: دراسة مقومات التصميم الطباعى للخيامية، مجلة الأقتصاد المنزلى – مجلد 21 العدد الثالث، 2011.
محمود الحريري: صانع خيامية في منطقة قصبة رضوان ورث المهنة عن أجداده ويمارسها منذ أكثر من ثلاثين عام.
- بوابة مصر